الفصل الثالث والثلاثون

استيقظت "ريهام" على صوت رنين الهاتف نظرت إلى من يدق عليها في هذا الوقت منذ الصباح الباكر، وكان هو "ماكس" وردت عليه في هدوء كانت تريد أن تعلم ما الذي يجعله يدق عليها الآن قال لها "ماكس":

_ صباح الخير أين أنت.

اجابت في هدوء:

_ أنني في منزل" عدي" ماذا هناك هل حدث شيء؟

قال "ماكس" بضيق:

_لقد اشتقت لكِ "ريهام".

قل دقات قلبها وقالت بعد أن ابتلعت ريقها:

_" ماكس"أن ما تقوله من المستحيل أن يحدث لقد تم أغلاق هذا الموضوع من قبل.

تحدث "ماكس" بصوت عالي نسبياً:

_ما اللعنة التي تتفوه بها، "ريهام" موضوعنا لن ينهى بعد، ولن ينتهي الآن  مطلقاً، أنتِ حبيبتي.

تنفست "ريهام" في بعمق وقالت:

_"ماكس"أعتذر لك للغاية ولكني الآن  مشغولة، سوف أتصل بك في حين عودتي إلى منزلك.

قال "ماكس":

_حسناً ودعاً.

لم يكثر" ماكس"في الحديث، كان يشعر بالضيق وأي حديث سوف يقوله الآن بتأكيد سوف يأتي  بنتيجة عكسية.

خرجت "ريهام" إلى الصالة، كان الجميع ملتف حول مائدة الطعام يتناولون الفطور بشهية، فنظرت لهم "ريهام" قائلة:

_تتناولون الطعام من دوني؟

وجلست وبدأت تناول الطعام، قال "آدم" بإبتسامة:

_لقد حاولت أن اجعلك تستيقظ ولكنك أبيتي ذلك.

ابتسمت له "ريهام"وقالت:

_أن نومي ثقيل.

كانت تفكر"ريهام" ما هو القرار النهائي الذي يمكن أن تتخذه، نظرت إلى "آدم" الذي كان يبتسم ويضحك، بينما تخيلت "ماكس" وطريقة حديثه ووقفته وكل شيء به.

كانت "ريهام" بالفعل معجبة  بشخصية "آدم" المرحه،  وفي ذات الوقت كانت تحب "ماكس" ولا تستطيع أن تتخيل نفسها مع أحد سواه.

قال "عدي" بعد أن رأى "ريهام" تتوجه إلى غرفتها:

_"ريهام"أريد الحديث معك قليلاً.

استغربت "ريهام" أن "عدي" يريد الحديث معها ولكنها ذهبت إليه.

جلس "عدي" وجلست هي أمامه فقال "عدي":

_ماذا هناك؟ هل يوجد شيء في خاطرك؟

تنفست بعمق وقالت:

_نعم هناك شيء يدور في عقلي، هل يمكنني التحدث معك بحرية؟

ابتسم" عدي"بجانبيه وقال:

_بتأكيد.

عادت "ريهام" بجسده إلى الخلف واسترخت في جلستها وقالت:

_"عز"لقد ترك لي بعض الميراث.... ولكن هناك شرط لاستخدام هذا الميراث كما أريد.... وهو أن أجلس مع "ماكس" في منزله لمدة معينه.

هز "عدي" رأسه في تفهم فقال:

_أعلم ما تشعري به، هل تاكدي في البداية من الورق الذي يثبت حديث "ماكس"؟

هزت رأسها وقالت:

_لن أسال عن أي شيء.

قال" عدي":

_حسناً يا"ريهام"، في البداية يجب عليكي التأكد  من حديث "ماكس" ثم يجب عليكي أن تفعلي ما سوف أقوله لك الآن.

هز رأسها وقالت:

_تحدث أنا أصغي لك.

قال "عدي" في هدوء:

_أن كنت تعتقدي أن "عز" سوف يكون غاضب أن تزوجتي "ماكس" فأنت مخطئة، "عز" يريد أن يجمع به، بدليل أنه قال في الوصية أن تجلسي مع "ماكس" في ذات المنزل بل وتعملي معه في ذات الشركة أيضاً، وهذا أكبر دليل على أنه يريدك إلى أبنه.

هزت رأسها في صمت، ثم قال "عدي" مكملاً:

_ثانياً أنتِ تحبين "ماكس" ولكنك لا تحبي "آدم" وهو أيضاً لا يحبك،  يمكن أن يكون متعلق بك، يشتهي شيء ولم يصل له بعد، أنما "ماكس" فهو يحبك بالفعل.

تنفست في هدوء وقالت:

_هل تقصد أن أجعل "آدم" يعود إلى موطنه؟

قال "عدي":

_لا أعلم أنا فقط أخبرك بما لا تريدي الاعتراف به، أذهبي إلى" ماكس"واجلسي معه، أعطي هذا الحب وقت اعطيه ما يستحق ولا تقفلي قلبك "ريهام" فإن الحب لن يأتي لكِ كثر من مرة.

بدأت "ريهام" تفكر في حديث "عدي" بعد أن ذهب من أمامها وتركها وحدها تقرر ما الذي تريده.

وكان جوابها أنها تريد أن تذهب إلى "ماكس" فهي تحبه بالفعل، وهو أيضاً مازال يحبها لما لا تحاول أن تعود له من جديد؛ أو على الأقل  تترك كل شيء يعود وحده.

دقت "ريهام" على غرفة "آدم"؛ فتح لها"آدم" وما أن رأى "ريهام" حتى قال:

_تفضلي.

ابتسمت له في خجل وجلست على أحدى المقاعد، قال"آدم"في استغراب:

_لما هذا التوتر البادي على وجهك؟ هل هناك شيء!؟

هزت رأسها  وقالت:

_متى سوف تعود إلى نيويورك؟

دعك رقته وقال في خجل:

_لا أعلم لما؟

قالت وهي تنظر نحو الأرض:

_أنا سوف أذهب.

قال"آدم"في استغراب:

_إلى أين ذاهبة؟

قالت "ريهام":

_إلى منزل" ماكس".

ابتسم "آدم" وقال في سخرية:

_سوف تبعين نفسك من أجل المال.

صرخت به قائلة:

_ما الذي تقوله أنا لست كذلك.

ضحك بقوة وهو يتوجه نحو خزانة ملابسه وبدأ في تجميع ثيابه قائلاً:

_لقد كنت أظن أنك سوف تحبينني كما أفعل، ولكن اتضح لي أنك تحبي المال فقط.

قالت "ريهام" في غضب:

_لا تجرا على الحديث معي بهذه الطريقة، أنا و"ماكس"بالفعل نحب بعضنا البعض.

نظر لها بعد أن انهت حديثها، ووضع أخر قطعة من ثيابه في حقيبته وقال:

_إذاً بتوفيق.

كان قد أغلق الحقيبة وخرج خارج الغرفة وهو في يده الحقيبة، بينما عروق يده ووجه نافرة من الغضب.

كانت "ريهام" لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله الآن، هل تركض خلفه وتطلب منه السماح أم تستمر في ما كانت تريد وأي شيء أخر لا تضعه في الحسبان.

كانت "ريهام" متردد إلى أن أستمعت صوت أغلاق باب المنزل، حينها جلست على الفراش الذي كان خلفها وبدأت في البكاء.

تشر بالضيق ولا تعلم ما الذي يجب عليه فعله، كانت تحب "آدم" ربما كانت لا تحبه بهذه الطريقة التي تحب بها "ماكس" ولكنها تعودت عليه وعتبرته مثل أخيها.

دلفت "رحمة" وجلست بجانب"ريهام"وقالت:

_لا تحزني، نحن جميعنا بجانبك.

وضعت"ريهام"رأسها على قدم "رحمة" وقالت:

_لقد تعبت للغاية يا"رحمة"، لا أعلم الصواب من الخطأ.

ما كادت أن تجيب عليها "رحمة" حتى دق الهاتف الخاص ب"ريهام".

ردت "ريهام" وخرجت "رحمه" قال"ماكس":

_أعتذر على طريقتي في الحديث معك، لقد كنت غاضب فقط.

مسحت "ريهام" دموعها وقالت:

_لا عليك، هل أنت في المنزل الآن؟

رد عليها قائلاً:

_نعم أني في المنزل أنتظرك حبيبتي.

ابتسمت هي على هذه الكلمة وقالت:

_سوف أتي الآن لك.

بعد وقت كانت "ريهام" تجلس بجانب "ماكس" وهو يقراء لها الوصية الذي كتبها "عز" لها وله هو فقط؛ بينما شقيقته أخذت ميراثها دون أي عواقب.

قالت "ريهام":

_كم كان حنون.

نظر لها" ماكس"في سخرية وقال:

_بالفعل أنه حنون.

في يوم جديد كانت قد استيقظت "ريهام" مبكراً وبدأت  هي في تقديم الافطار لهم. 

دلف عليها "ماكس" واقفاً خلفها وقال بهمس بجانب أذنها:

_ما هذه الرائحة الشهية منذ الصباح.

تلفت له ونظرت في عيونه مع ابتسامه على وجهها وقالت:

_صباح النور.

اقترب منها وقبل جنتها وقال:

_صباح الخير على حبيبتي.

بدأت في اعتادت الطاولة جلس الاثنان وبدأ في تناول الطعام.

قال "ماكس" أن الطعام لذيذ للغاية بالفعل.

قالت وهي تشير على أحدى الاطباق:

_وتناول من هذا أيضاً أن طعمه جيد بالفعل.

ابتسم لها وهو يقول بحب:

_أنا أثق أن كل الطعام الذي صنعته بيدك جيد.

بعد تناول الطعام، ذهبت "ريهام" إلى غرفتها وبدأت في ارتداء ثيابها الرسمية وتوجهت إلى الخارج.

ما أن رائها "ماكس" حتى قال:

_أن هذا الزي لطيف عليكي للغاية.

شعرت "ريهام" بالخجل وقالت:

_وأنت أيضاً  تلك البدلة تبدوا رائعة عليك.

كانت تسير الأمور بشكل أفضل من الجيد، فهذا ما كانت تريده منذ البدايه، أنها بالفعل تحب "ماكس" وهو يحبها فلما تحاول أن تبتعد عنه، رغم أن الاثنان يحبون بعضهم البعض وكان هذا أكثر من كافي اليهم.

وبعد مرور أسبوع من المهله الذي وضعها "عز" حتى يتم تقسيم الميراث، كان قد تقرب "ماكس" من "ريهام" بشكل قوي، بل وطلب أيضاً منها أن يتزوجون.

نعم أن أسبوع كافي للغاية، حتى ياخذون تلك الخطوة لانهم بالفعل يحبون بعضهم البعض منذ وقت طويل.

كانت "ريهام" تشعر بالسعادة ولاول مرة تشعر بتلك السعادة التي غمرتها، هي فقط بكل سعادة وبعد مرور شهر بالضبط كانت الجميع يجتمعون من أجل تلك الزيجة الذي قد تمنتها بالفعل "ريهام"

كان "ماكس" سعيد للغاية وآتى أيضاً "آدم" وبارك لها وقال لها:

_ كنت أشعر بالاعجاب من نحوك ولكن حين نظرت من منظور آخر، رايت أنني كنت أحبك مثل شقيقه لي، وكنت أفضل صديقة قد تعرفت عليها على مر حياتي، اتمنى لك الخير في حياتك القادمة، واتمنى أن نظل أصدقاء وبين هذه العائلة.

كان حديثه مثل الدواء الذي يشفي الجروح، وبالطبع "ريهام" وفقت بشده لانها أيضاً كانت تشعر بذلك الشعور نحوه.

وبعد سبعه أشهر دعوني اكمل لكم فيما بعد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي