الفصل التاسع والعشرون

ذهبت "ريهام" نحو الشركة يجب عليها أن تاخذ اجازة اولاً ثم تسافر إلى حيث بلادها، فهي لا يجب أن تذهب هكذا دون أن تنهي بعض الأشياء في نيويورك.


ذهبت إلى الشركة بعد أن قررت أن تستقيل من العمل نهائياً ليس فقط أن تاخذ اجازة.


حين دلفت إلى المكتب كما حالتها دائماً لا تفتح باب المكتب بعد الاستئذان بل تفتح مباشراً، كان يجلس "آدم" خلف مكتبه وخلفه تقف تلك الفتاة تدلك كتفيه، كان يظهر عليه الغضب ولكن "ريهام" لم تهتم بذلك بتاتاً وتقدمت بخطى انيقه فقالت:

_هذه استقالتي أرجو منك أن تمضي عليها.

هذا فقط كل ما قالته، ولكن باشاره من يده جعل تلك الفتاة تخرج خارج المكتب، وبخطوتين كان يقف أمامها يناظر عيناها في غضب، وامسك وجهها مقرباً وجهها من وجهه وقال بنبره جديده لم تستمع إليها من قبل:


_ لن أقبل هذا الهراء أن يحدث.


قالت "ريهام" وقد دب الرعب فيها بعض الشيء:


_ لا أستطيع، يجب عليّ أن أفعل ذلك.


اخفض يده إلى خصرها وقربها إليه في هدوء، حاضنا جسدها الصغير المتناسق بين يديه، وبدا بالتحرك يميناً ويساراً كانه يرقص معها على انغاما ما هي لا تسمعها؛ بينما هي لم تبادله أي شيء، فقط وضعت رأسها على صدره في استغراب مما يحدث، قال وهو يفعل ما يفعل:


_ أنتِ لم تتركي هذا المكان... أنتِ اصبحت شيئاً مهم لدي "ريهام" ارجوك حبيبتي لا تذهبي.


كانت تشعر بالريبه من طريقه حديثه الغير مبرره بالنسبه لها بالمرة، وقالت وهي تحاول الابتعاد عنه قليلاً:


_ ما هذا الحديث الذي تتحدثه، من تلك التي تقول عنها أنها حبيبتك "آدم " أرى أنك قد اكثرت في الشرب أكثر من اللازم، أنا ذاهبه.


كادت أن تخرج خارج الغرفة، ولكن امسكها من يدها مقربها إليه وقال:


_ ما الذي تحاولي أن تفعليه؟ لم تكن أول قبله لنا؟ كنت اقبلك كل فتره من الزمن لما ما حدث أمس.


هنا شعرت بالتوتر يجتاح جسدها، يجب أن تجيب على هذا السؤال حتى لا يشعر أنها تحبه، وبالاضافه إلى ذلك لا يمكن أن تجيب باي تراهات لانه سوف يعلم انها تحبه هي لا تحبه بالمعنى الحرفي لربما هي تشعر معه بالأمان.


قالت في هدوء:


_ "آدم" ارجوك أريد الهبوط إلى بلادي، هناك بعض الأشياء التي يجب عليّ نهائهاً.


ابتعد عنها وقال:


_ حسناً لا يوجد حاجه إذا إلى هذه الاستقالة.


وبدأ في تقطيع تلك الورقة التي تقدم بها الاستقالة ثم جلس بعد أن جعلها تجلس امامه وقال:


_ تحدثي هيا أنا اصغي إليك أريد أن أعلم ما هذا الشيء المهم الذي يجب عليك الهبوط إلى بلادك من أجلها؟


شعرت "ريهام" ببعض التوتر، كانت تلعب بيديها في طرف الطاوله التي امامها ثم نظرت إلى عيناه وقالت:


_ سوف أعود حتى أخذ الميراث.

عاقد حاجبيه ثم قال:


_اوه أعتذر لك من قد توفى من عائلتك؟


هزت رأسها قائلة:


_ لا لا ليس هناك أحد مات من عائلتي، فقط أنهم بخير هذا الميراث من الذي كنت خطيبته قبل سابق.


عقد "آدم" حاجبيه أكثر في استغراب وقال:


_أوه ولكن أنت لست زوجته لما تاخذي من ميراثه؟

ضغطت على شفتيها محاولة التحكم في اعصابها والتحدث بلطف على ما مضى وقالت:


_ أن "ماكس" لقد دق عليّ أمس وقال لي أن هناك ميراث لي من والده لقد ترك لي القليل من املاكهم لا أعلم لما ولكنه كان يحبني ربما لم يستطع ان ينسيني "عز".


هز" آدم" رأسه بالتفاهم وهو يشتعل غضباً داخليا ثم قال:


_ حسناً إذا غداً سوف نذهب سوياً إلى بلادك.


عقدت حاجبيها في استغراب وقالت:


_ مهلاً مهلاً هل سوف تأتي معي؟


قال "آدم":


_ وما بها هل وجودي سوف يضرك في شيء؟


قلبت" ريهام" عينيها وقالت:


_ رباه حسناً إذا سوف انتظرك غداً حتى نقتلع الطائرة ونذهب إلى بلادي.




على الجانب الآخر كانت تجلس "رحمه" امام "محمدين" الذي ما أن راها تبكي حتى جعلها تدلف إلى المنزل وبدأ في تهدئتها قائلاً:


_ ماذا حدث لك حبيبتي؟ ماذا بك يا الهي "امينه" حاولي تهدئتها حتى اتصل على "عدي" لربما...


لم يكمل حديثه بسبب أن "رحمه" صرخت في وجهه قائلة:


_ لا أريد أن تطلق اسمه امامي مرة أخرى هل تسمع ام أذهب من هنا أيضاً؟

وقف امامها مبعدا الهاتف عن يده وقائلاً:


_ حسناً حسناً، هذا الهاتف لقد ابعتهم هل هذا يريحك.

هزت رأسها بنعم فقال:


_ حسناً إذا أريد الآن أن أعلم ما بك؟ ماذا حدث معك؟

ابتلعت  طريقها وقالت في هدوء:


_ "عدي" لا يريدني، أنه من الأساس لا يحبني كنت اتوهم فقط، أنه يحب تلك "المريم" ويفضلها عني، هل تصدق ذلك "محمدين".


جلس يناظر بها في استغراب قائلاً:


_ من قال لك هذا الحديث؟ لربما فهمتي الحديثه بشكل خاطئ! ماذا حدث وقولي لي كل شيء بهدوء.


هزت رأسها وبدات تقص عليه ما حدث من يوم ضيافة" مريم" مره أخرى إلى منزله تنفس "محمدين" بعمق وتقدم نحوها وقال:


_ انظري لي "رحمه" هل تعتقدي بالفعل أنه يحبها أكثر منك؟ تعتقدين أن يمكن أن يضع مقارنة بينك وبينها؟ أنا لا أعتقد ذلك أن كنت تعتقدين ذلك فانت في منتهى الحماقه، أنه يحبك منذ زمن كيف لك أن تتركي بيتك من اجلها ما فعلتيه اليوم كان أكبر خطأ كان يجب عليك المحاربه من أجله حتى أن كان لا يحبك فأنتِ تحبيه ويجب عليك أن تحاربي حتى تصلي إلى ما تريدي.


قطع حديثه وهو وحاول التحكم في لسانه الذي يريد أن يبوح لها بكل شيء حدث في الماضي، يثبت كم "عدي" يحبها بشده أفاق من تذكره حين استمع إلى صوت نحيب يصدر منها؛ وقال وهو يمسح دموعها بيده:


_ لا تبكي لا تبكي "رحمه" ليس هناك داعي إلى هذه الدموع أنه يحبك، أنا أعلمه جيداً أنا أعلم كل شيء عنه منذ الماضي هو بالفعل يحبك.


قالت "رحمه" وهي تربت على يده:


_لقد شعرت بالحزن والوحده لم أكن استطيع أن أفعل شيء سوى أن اتركه واذهب مبتعد عنه، لربما يشعر بقيمتي يشعر أنه يشتاق إليّ ولكن أشعر أني أنا فقط من اشتاق إليه.


هز"محمدين" رأسه رافضاً  حديثها وقال:


_ أنا اثق في حبه إليك وأنا متأكد أنه سوف يأتي إليكي لأنه يعلمك جيداً ويعلم أن أول شيء سوف ترجعي له هو أنا الآن سوف ترين أنه يدق على باب المنزل ويطلب أن يدلف إلى هنا لاجلك أنتِ وأنتِ فقط "رحمه".


ضغطت على شفتيها محاولة منع دموعها من الهبوط مره أخرى ولم يفت الكثير إلا أنها استمعت إلى دقات على الباب، فتحت" امينه" الباب وقالت:


_ مرحباً بك "عدي" تفضل تفضل.

وكان يجول بنظره داخل المنزل ثم قال وهو يراكي امامه:


_ كنت قلق عليك للغاية.


لم يقول شيء اخر بل تقدم نحوها ضاممها إليه وقال:


_ لقد اشتقت إليك، لما تتركي منزلك من أجل بعض الأشخاص الضيوف به؟ "رحمه" لما تفعلي كل هذه الأفعال معي؟ هل لاني أحبك بشكل كبير؟ لا أريد معاناه في حياتي من جديد، أريدك أنتِ فقط أريد طفل منك أنتِ فقط، أريد حياتي بين يديك ومعك فقط؛ أعتذر على ما بدر مني، ولكنني شعرت بالغيرة عليك حين رايته يجلس بجانبك وتتحدثون.


قطعت حديثه قائلة:


_ يحق لك أن تغار عليّ من "زياد" ولا يحق لي أن أغار عليك من طليقتك، على الأقل "زياد" يحبك ويحترمك ولا يمكن أن يفعل شيء يغضبك منه ويجعلك لا تحبه؛ أنما تلك لا تحبني وأتت إلى المنزل حتى تخرب بيتي أنا وأنت تعلم ذلك بل وتساعدها في ذلك أيضاً.


قال في دهشه:


_ وأنتِ تعلمي كل هذا وتركت لها المنزل وزوجك وذهبت هل هذا دفاعك عن وحبك إليّ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي