الفصل الحادي عشر

ضجرت منها ومللت من جدالها العقيم هذا فقلت: اسمعي اسمعي لدي عرض افضل من هذا في الدراجة النارية مسدس وبعض التحف وما شئت من الاسلحة وفي ذلك الصندوق الخشبي ستجدين مال وذهب خذي كل شيء.

_ولكن اتركيني وشأني اقسم لك انني لن اسعى خلفك او اخبر احداً عنك.


ضحكت ربا وهي تمسك بالعصا وتضرب بها على يدها وقالت: وهل تظنني لصة يا هذا!

أجبتها قائلا: لا، لا ليس هكذا تفهم الامور ولكنك وحيدة ومطاردة وايضا لا مال لديك ولا سلاح ستحتاجين هذه الأشياء.

ربا: اممم فكرة سديدة سأفكر في الامر ولكن دعني اجمع تلك الاشياء اولاً.

ذهبت تبحث عن ما أخبرتها عنه فاستللت الإبرة من كتف المعطف بصعوبة بفمي وبصقتها لتقع في كف يدي وبدأت أحاول فك الأصفاد عن يدي بينما هي منشغلة بتجهيز نفسها وجمع ما تريد.

أمضت ربع ساعة على تلك الحال ولحسن حظي فهي إمرأة في النهاية تحتاج لوقت لا بأس به للتجهيز والخروج من المنزل حتى في هذه الحال.

عادت إليّ تحمل بيدها ما تريد من اشياء مرتديةً جعبة عسكرية كبيرة المقاس فوق ثيابها ولا انكر ان شكلها كان مضحكاً حقا به فتبسمت وحاولت كتم ضحكتي، تخيلتها طفلة بعمر الخمس سنوات ترتدي حذاء أمها الكبير.

فلاحظت هي ذلك وقالت: ماذا ما بك لماذا تحدق بي هكذا ما الذي يضحكك!

حدقت بعيداً عنها وأنا أحاول إشغالها بينما أفك الأصفاد وقلت: لا شيء هيا اخرجي من منزلي على الفور ونفذي ما اتفقنا عليه.

فضحكت واخرجت المسدس من بيته الجلدي المحمول على الكتف وقالت: اتعلم،لا اريد لك ان تموت جوعاً وعطشاً هذا حقاً قاسٍ ولا اخلاقي ايضا؛ أليس كذلك؟

فظننت انها تنوي تحريري واجبتها: فكي وثاقي واعدك انني لن اتحرك من مكاني.

تبسمت ربا بمكر وخداع وقالت: لا تزال قصير الإدراك من قال انني سأحررك انا فقط ساجعلك تموت بطريقة اقل ألماً فقط.

اكملت محاولة فك الاغلال من دون ان الفت انتباهها وقلت لها: ماذا تقصدين بكلامك!

ربا: هذا المسدس ستكون أول طلقة تخرج منه في رأسك.

وجهت المسدس نحو رأسي واقتربت مني قليلاً مستعدةً للإطلاق، في هذه اللحظة احسست ان الاغلال قد انفكت وبقي القليل بعد.

فحاولت تشتيت انتباهها بأي شيء فارتبكت قليلاً وقلت على عجل لحظة انتظري.

ربا: ماذا هناك ايضا؟

فقلت لها: تراجعي إلى الخلف كي لا تصابي بالدماء المتناثرة وتتسخ ملابسك ستثيرين الشكوك حولك.

ضحكت ربا وقالت: لم اكن اعلم انك مهتم بنظافتي إلى هذا الحد.

تراجعت خطوتين إلى الخلف فيزداد احتمال أن لا تصيبني فهي لا تعرف كيف تطلق النار جيداً ثم توقفت للحظة تتأمل المسدس الذي بيدها وعيناها تتوسع كأنما رأت شيء غريباً به.

تكلمت بعد لحظات من الانتظار بصوت مرتجف وقالت: من أين لك هذا المسدس!

فأجبتها بشكل عفوي: من السوق طبعاً، من أين يأتي الناس بالأسلحة عادة؟ ولماذا تسألين هل يهمك الأمر إلى هذا الحد.

صرخت ربا بانفعال غريب: قلت لك تكلم من أين لك هذا المسدس هيا اخبرني.

لم استوعب سبب تغير حالها ذلك وقلت: لقد اخبرتك جلبته لك من السوق؛ من السوق؛ ثم وما أدراني أنا من أين هو.

بدأت ربا تتغير نحو المشاعر المختلطة وقالت وهي تصرخ: تكذب تكذب قبل قليل قلت انه من صديقك.

فجأة اغمضت عيناها وبدأت بالبكاء وصرخت إذاً انت من قتله انت من حرمني من اخي!

فعلمت أنها ستطلق النار فرميت نفسي عن الكرسي ارضاً وانفكت يداي.

ضغطت هي على الزناد واطلقت النار فأصابت الرصاصة الحائط.

وتفاجأت هي بسقوطي على الأرض فحاولت أن تعيد توجيه المسدس نحوي على الفور.

واسرعت انا اقفز ناحيتها بيداي وقدماي المربوطتين بالكرسي وامسكتها من قدميها وشددت رجلها لتفقد توازنها.

فضغط على الزناد مجدداً وفجأة خرجت تلك الرصاصة واستقرت في صدري، توقف كل شيء من حولي وساد الصمت للحظات وتوقفت انا عن الحركة احسست ان احدهم قام بضربي على صدري بعصا الغولف.

تفاجئت هي عندما رأتني على تلك الحال وخافت فسقطت أرضا ويدها ترتجف فاطلقت رصاصة أخرى عن طريق الخطأ فاستقرت في السقف.

كان صوت الطنين لا يحتمل في أذناي والألم الشديد التي سببته تلك الطلقة، كان الأمر كأنني توقفت عن الشعور بأي شيء.

شهقت شهقة احسست بها أن روحي تعود إلي من جديد، وضعت يدي على صدري فلم أحس بأن هناك دم.

لحسن الحظ كنت قد ارتديت الدرع الواقية اسفل ملابسي وأيضا كنت قد نسيت أمره تماماً فحجب ذلك الدرع الرصاصة من أن تصل إلى جسدي.

انتفضت بسرعة لأمسك بالمسدس من يدها واحاول ان انزعه من بين يديها فأصابها الذعر بعد أن رأتني اتحرك بعدما ظنت انني انتهيت.

فضغطت مرة أخرى على الزناد لتخرج رصاصة أخرى و تمر بجانب وجهي بعيدة عنه بضعة ملليمترات.

نجحت بأخذ المسدس من يدها وابعدته عنها لأفاجئ بيدها متجهة نحو عيني وتلكمني على عيني بيدها.

أحسست بأن شيئاً ما دخل عيني وأذاها من الداخل ففقدت الرؤية بها تماماً ولم استطع ان انظر بها فاغمضتها والدم ينزف منها ويقطر على وجه ربا.

شعرت بألم رهيب بعيني وحرقة تسري بداخل رأسي.

فضقت ذرعاً بتلك الفتاة واشتد غضبي جدا فرفعت يدي وجمعت قبضتي اريد ان الكمها على صدرها واوقف ذلك القلب الوقح عن النبض.

فخافت هي وغطت وجهها بكفي يديها متنظرةً اللكمة والخوف باديٍ عليها.

وجهت قبضتي نحوها و هوت باتجاه صدرها و لكن صوت ما بداخل رأسي صرخ فجأة "اتقتل فتاة؟ هل ستضرب فتاة اخرى!

تراجعت في آخر لحظة وصرخت بوجها: حمقاااء ايتها الفتاة الوقحة!

لكمت الأرض بجانب وجهها لأنفس عن غضبي فخافت اكثر وصرخت هي الأخرى مذعورةً.

تجمدت في مكانها وانا جالس فوقها استمر الوضع هكذا لثوانٍ معدودة ومن ثم انسحبت من فوقها ممسكاً بقوائم ذلك الكرسي البلاستيكي وقمت بكسرها على الفور.

لأقف لوهلة على قدامي ومن ثم سقطت على الأرض لم أستطع الوقوف بسبب قدمي كانت تؤلمني بشدة.

وانتهزت هي الفرصة وحاولت الوقوف مجدداً فتناولتُ المسدس ممسكاً اياه مجدداً ووجهته نحوها واضعاً يدي الاخرى على عيني وصرخت بصوت جعلها ترتجف في مكانها: ارفعي يديكي هيا!

فلم تدري هي ماذا تفعل وارتبكت، فأعدت الصراخ مجدداً: قلت لك ارفعي يديكي قبل ان اقتلك!

فامتثلت للأمر ورفعت يديها عالياً ووقفت في مكانها دون حراك وشعرت بصراع في داخلي صوت يخبرني بأن ادعها تخرج وآخر يقول لي أن افرغ الاحد عشر رصاصة المتبقية في رأسها.

لم أستطع اتخاذ قراري في تلك اللحظة فخفضت صوتي محذراً إياها قائلاً: بثلاث ثوانٍ ستخرجين من بيتي وتغربين عن وجهي واياك ان ارى ظلك مجدداً لأنه سيكون اخر يوم في حياتك.

لقد قلت لك خذي ما تشائين ودعيني وشأني اخبرتك ان تدعيني مقيداً بالكرسي لكنك لم تأبهي لكلامي اردت ان تسرقي منزلي وان تقتليني ايضا، يا لك من ناكرة للجميل.

رفعت صوتي اصرخ عليها" اخرجي من هنا هياا"

ارتجف جسمها وارتبكت ولم تدري إلى أي اتجاه يجب أن تذهب.

لم أكد أنهي كلامي وبالكاد مشت هي ثلاث خطوات مبتعدةً إلى الخلف حتى سمعت صوت باب المنزل يكسر واحدهم يصرخ قائلاً هيا هيا بسرعة.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي