الفصل الثاني والثلاثون

هادم اللذات

وهو اللي هي صلنا اكل حاجة بسرعة، لكن صابر لو عرف دلوقتي مش هيقف معانا بالعكس هيقف ضدنا مع ابوه

تركت إبنتها و ولجت إلى غرفتها ممسكة بيدها هاتفها منتظرة ان يجيب الاتصال عليها.

-الو أهلاً مدام نور ازي حضرتك.

ابتسمت عند سماع صوته وردت الكلام بمرح معه.

-اولاً حضرتي زعلانة من حضرتك، ازاي يا استاذ نبقى قاعدين امبارح انا وانت قاعدة ام وابنها ماتقوليش انك هتتجوز النهاردة.

تفاجئ هو معرفتها بالأمر، هو حقاً يشعر بأحساس غريب كلما تحدث معاها، ليحاول ان يمزح معها.

- ولا انا كنت اعرف، هو في الحقيقة كل حاجة جات سريعة و مفاجئة، لكن حضرتك عرفتى منين.

-حسن قال ل ليلي وهي قالتلي.

صمت قليلاً ليفك في اخيه الذي فضل ان يتحدث مع خطيبته عن شئ يخصه هو ولم يفكر ان يتحدث معه هو.

-روحت فين يا صابر انت لسه معايا!

-مع حضرتك يا مدام نور، اسف بس سرحت شوية.

-صابر ممكن اطلب منك طلب.

-اتفضلي طبعاً تحت امر حضرتك.

-أنا بصراحة مش حابة كلمة مدام دي، انت ممكن تقولي طنط نور او حتى نور بس.

طلبها كان بسيط، لكن جعله يشك في الأمر، كيف بسيدة مجتمع مثل هذه ان تتخلي عن رونقها وهيبتها وتطلب منه طلب مثل هذا لكنه تريث لمعرفة الشئ التي تخفيه.

-تمام دا شرف كبير ليا طبعاً، بس اسمحيلي انا مش هقدر اشيل الألقاب خالص، هقولك يا طنط نور.

-تمام ممكن كمان تبعتلي اللوكيشن بتاع المكان اللي انت فيه عشان نيجي نفرح بيك يا عريس.

تلك الفكرة اسعدته على الاقل لن يكون وحيداً وسط أهل مريم فهتف.

-اكيد طبعاً هابعته ليكي و متشكر اوي لحضرتك.

وبعد ما أغلق معها بعث لها موقعه ثم القى الهاتف من يده على الفراش ساخراً.

-يعني راح حكاله اللي حصل وبدل ما يتصل يسألني ويباركلي راح كلم خطيبته وحكالها اللي حصل، طب كنت حتى كلمني اطمن عليا حسن.

ضحك ضحكة تعم على السخرية و اخذ منشفته واتجه نحو المرحاض ليأخذ حماماً ينعش به جسده قليلاً.

ظل ثابتاً تحت رزاز إلى أن استمع لصوت حركة بالخارج فهمس لنفسه بسعادة.

-مريم.

سريعاً ما لف منشفته حول خصره، وتحرك نحو الخارج بخطوات خفيفة حتى لا تشعر به وتهرب منه.

بحث عنها ولم يجدها فهتف ساخراً من نفسه.

-خلتيني احلم بوجودك حتى وانا صاحي يا مريومتي.

دلف إلى غرفة نومه وجدها تضع له ملابسه النظيفة في خزانة الملابس وتجمع المتسخة لتأخذها معاها.

و فجائة وجدت نفسها الي مقيدة وظهرها ملتصق بصدره.

-مافيش فايدة فيكي برضه انتي اللي
جيتي ليا لوحدك اهو.

انتفضت بين يديه وحاولت ان تلتف لتراه.

-سيبني يا صابر ااانا اصلاً كنت فكراك مع عمي تحت.

ضحك هو ولفها ليرى وجهها الجميل، ويفاجئها ايضاًبصدره العاري.

-مريم ماتكدبيش يا قلبي، قولي انك جاية عشاني عادي يا حبيبتي دي كلها ساعتين وهتبقى جوزك.

-ايه دا انت كنت... سيبني يا صابر سيبني.

-يا حبيبتي اسيبك ليه بس، مش انتي اللي جيتي من نفسك مع اني منبه عليكي انك لو جيتي مش هسيبك.

وعند ذلك استمعو هم الأثنان لدق على باب الشقة، انه الصغير ديشا قد اتي ويقف يرقص ويهلل لهم بمرح.

-عندنا فرح عندنا فرح، افتح ياعم صابر، ارقص يا عمو صابر.

رفع صابر حاجبه الأيمن بأندهاش، ثم نظر لها متعجباً.

-ارقص يا عم صابر، الواد دا خد عليا اوي يا مريم.

بدئت مريم تلطم وجنتيها وتندب حالها.

-هو دا وقته يا صابر، ديشا هيفضحنا لو مافتحتش الباب ودخلته دلوقتي حالاً، وهيفضحنا برضه لو دخل وشافني هنا.

-الواد دا بقى عامل زي هادم اللذات بالنسبة لي يا مريم.

-اتصرف يا صابر عمي لو شافني هنا دلوقتي هيهد كل حاجة، هتقوله انا عندك ليه بتعمل بروڨة.

كاد ان يضحك على وصفها لحالتهم، لكن الأمر لا يحتمل المزاح الأن.

-تعالي معايا انا هاتصرف.

-هاتخرج كده يا صابر.

أشارت بخجل على المنشفة التي يلفها حول خصره فجزبها هو تحت ذراعه وضمها جيدا إلى صدره هاتفاً.

-كان نفسي أفكها بس اعمل ايه في سي ديشا بتاعك ده، و دا بقى عامل يا زي درتي.


-حلت وثاق يده وابتعد عنه هاتفة.

-قليل الأدب أوعى كده اتفضل حلها يلا.

جذبها من يدها وأوقفها خلف الباب الذي فتحه له، وقال.

-أهلاً أهلاً حبيب قلبي ايه يا عم المهرجان اللي انت عامله دا كله.

ها هو يدخله بيد ويزجها هي للخارج بالأخرى وقبل أن يلتفت الصغير كان قد اغلق الباب واستند بظهره عليه متنهداً براحة.




وفي بيت النغاس كان يحدث ما لا يحمد عقباه.

حيث ظل فرج النغاس يحصد غرفة مكتبه ذهاباً وأياباً، وحسن يجلس على الأريكة معه بدون حديث اما درية فكانت صاخبة كالعادة تسقط الكلمات على رأسهم.

-أنا مش فاهمة أنت مالك عمال تهري وتاكل في نفسك كده ليه، قولتلك مليون مرة دا ابن عاق بيك، كنت منتظر منه ايه انهيسبك تخطبله واحدة بنت ناس على مستوى زي أخوه.

دا طول عمره عيل واطي، نفري زي امه عيلتها كلها.

ليصيح بمرح فرج فيها بغضب.

-درية اسكتي شوية بقى والأحسن أنك تخرجي خالص وتسيبنا لوحدنا، ها ليلىي قالتلك ايه يا حسن.

نظر حسن إلى والده وصمت، وكأنه يفكر في أمر ما.

-ما ترد عليا انت كمان يا حسن وقولي في ايه.

-أنا مش مرتاح الحكاية دي يا بابا بصراحة، دي بتقولي ان مامتها من ساعة ماعرفت حكاية كتب كتاب صابر دي وهي كلمته وبركت ليه وكمان اخدت منه العنوان وهتروحله الفرح دا.

-الله هي ايه حكاية الست دي مع اخوك بقى.

-أنا مايهمنيش الست في حاجة يا بابا، انا اللي يهمني دلوقتي بنتها، دي كل تفكيرها انها تخليني اكلم صابر ازاي،

كل شوية صالح اخوك كلم اخوك لما بقيت حاسس انها خطيبته هو مش انا.

عقد فرج حاجبيه ليفكر هو أيضاً في هذا الحديث.

وبعدين بقى هو أنا كنت ناقص العيلة دي كمان،

بقولك ايه يا حسن البت دي مع انها بتنصحك صح من ناحية اخوك، بس انا حاسس انها مش هتنفعك، ماتسيبك منها احسن للكل.

انتفض حسن من على الاريكة، محاولاً انتزاع تلك الفكرة من عقل والده.

-لاء والنبي يا ابويا ابوس ايدك، شيل الفكرة دي من دماغك خالص ليلي والله بنت كويسة وانا بحبها وزي ما بتقول كده هي عايزة تخليني انا واخويا كويسين مع بعض مش اكتر.

-أومأ فرج برأسه له وهو يفكر في عقله الذي لا ينضج ابداً وقال.

-تمام يا حسن تمام بس دلوقتي يلا عشان تروح مع المحامي عشان يسجلك كل حاجة بأسمك.

تفاجئت درية بما قاله فرج ووقفت تهلل في سعادة.

-عين العقل يا فرج يسلم لسانك يا حبيبي، ايوة كدة ريح قلبي وارتاح انت كمان،

ما هو مش معقول هتسيب كل حاجة سايبة كده لحد ما يجي المحروس الكبير ويرميهم للبنت اللي جايبهالنا من الشارع دي.

أومأ فرج لها بالموافقة ليس على كلامها ولكنه فعل ذلك كرد فعل على تحدي صابر له.

لكن حسن تردد في القول لوالده.

-بس يا بابا اصل بصراحة ليلي كانت عايزانى اروح معها لصابر، يعني عشان نكون جانبه في يوم زي ده.

نفرت عروق عنق درية من شدة غيظها، ثم صرخت في وجه ابنها.

-تروح فين يا اخرة صبري بقى ابوك بيقولك روح سجل املاك بملايين بأسمك وانت تقوله ليلي وصابر، يا اخي ارحمني بقى من العب.. والله اللي انت فيه دا.

لينهيها فرج بأشارة من يده عن الحديث قائلاً.

-قولت اسكتي يا درية، وانت يا حسن مافيش مشكلة يا حبيبي،

لسه قدامك وقت تروح تسجل الأوراق، وبعد كده ممكن تقابل ليلى ومامتها وتروح لصابر،

واهو تاخد معاك هدية حلوة ليه وتعرفه انك بقيت صاحب مجموعة شركات النغاس، و المتحكم الوحيد في كل أملاكه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي