13

نظر خالد يتأمل تفاصيل ريان في كل ناحية منها لم يستطع أن يجول بناظريه بعيداً عنها
تأمل ذلك الوجه الأبيض الناتم ذو الوجنتين الحمراوين و العيون العسلية اللون يعلوها رموش سوداء كجنح الليل كأنها السهام تقتل بلحظها قلوب المتأملين و أما الحاجبين فقد كانا كأنهما رسم من رسوم الاقلام يتدلا فوقهما بانسياب و تلقائية غرة صغيرة من الشعر الناعم كأنه قد غزل من خيوط ضوء الشمس البهية
و اما ريان فقد كانت تنظر للرأض خجلاً من خالد فقد كان يتأملها بطريقة غير اعتيادية فمد خالد يده و ثنى سبابته تحت فك ريان السفلي لترفع رأسها للأعلى قليلا و تلتقي نظراتهم ببعضها البعض حاولت ريان ان تتهرب من نظرات خالد المملوئة حب و عشق عميق فلم تستطع و كانت تريد ان تشبع ناظريها من خالد ايضا
نظرت اليه فرأت شاباً عريض المنكبين واسع الصدر ذو لحية متوسطة و خشنة قليلا وجه ابيض مدور كالبدر ليلة التمام عينين سوداوين و ملامح ضاحكة و حازمة بنفس الوقت شعرت بهيبته و طيب قلبه بنفس الوقت
دنى خالد من ريان و همس خالد اذنها هل تحبينني حقا ام أن احدا قد جبرك على الزواج بي
ريان : في الحقيقة لقعد و قعت في قلبي منذ رأيتك اول مرة
و لكن كنت اخشى من ان لا اعجبك
خالد : و لماذا لا تعجبينني
ريان : لاجل مرضي و لأنني اعلم ان طموحك اكبر مني ربنا كنت تريد فتاة مثقفة و تدرس ربما
خالد : انا اريدك انت فقط و لا يهمني الباقي
ريان : هل حقا مستعد لأن تكمل حياتك معي
خالد : لست فقط مستعد للحياة و لكن انا اريد ان ادفن معك
ريان : بعد عمر طويل يا قلبي
خالد : ماذا قلت يا ريان
ريان : قلت بعد عمر طويل و سكتت ريان بعد ان علمت ماذا قالت سهواً
خالد : يااااه ما اجملها و هي تخرج من فمك يا قلبي هذه اول كلمة غزل تقولينها لي و ضحك قليلا بصوت منخفض
شعؤت ريان بالخجل الشديد فقد قالتها بدون قصد
اشاحت بناظريها عن خالد و عقدت جبينها و قالت : لا تظن انك ستسمعها مجددا عما قريب
ارخى خالد حاجبيه و عبس قليلا متصنعا الحزن ليمازح ريان
قائلا و هل سوف افقد حاسة السمع و ضحك بصوت عالي

ازداد حنق ريان لإنه يهزء بها ممازحاً رأى خالد في عين ريان انها لم يعجبها الأمر اخرج من جيبه علبة صغيرة ذات لون احمر و قام بتقديمها لريان
ريان : هل هي لي
خالد : اجل هي لك افتحيها
امسكت ريان العلبة و فتحتها فرأت بداخلها عقد من الذهب يتوسطه قلب كبير كتب فيه اسمها و قد رصع بالالماس نظرت أليه ريان و قد تفاجئت بما رأت من جماله و بهائه
نظت إلى خالد و قد ضمت العقد بيديها إلى صدرها قائلة لخالد : شكرا لك يا خالد شكرا
خالد : لا داعي للشكر مبارك عليكِ
ريان : و لكن كيف وجدت الوقت لتكتب اسمي عليه
خالد : لقد اشتريته من لحظة خروجي من منزلكم في المرة الماضية
ريان : و هل اتخذت قرار خطبتي من ساعة خروجك من منزلنا
خالد : لا لقد اتخذت القرار منذ ان رأيتك في اول لحظة
ريان : ياااه اسفة يا خالد لقد نسيت ان اضيفك لحظة سأذهب لإحضر بعض الضيافة
ذهبت مهرولة لتحضر بعض الفواكه و الحلويات و سرعان ما عادت لتضعهم امام خالد امسك خالد قطعة من البقلاوة ليضعها في فم ريان فأبت و لم تفتح فمها رفعت رأسها لفوق مشيرة بالسبابة قائلة : لا القاعدة الأولى لا حلويات تحوي كثيراً من السكر و ضحكت حتى دمعت عينها
كان خالد ينظر لها و هي تبتسم و تضحك و كان قلبه يرفرف فرحاً لسماع صوت ضحكاتها اعاد قطعة البقلاوة للطبق و تناول حبة موز و قام بتقشيرها و قربها من فم ريان فتناولت قطعة صغيرة ثم احب خالد ان يمازحها فتناول قضمة كبيرة انهت نصف حبة الموز و قال لها و هو يضحك : يا ريان إن فمك صغير لدرجة انك لا تستطيعين تناول حبة كرز دفعة واحدة ضحكت ريان خجلةً و ازداد ضحك خالد امضيا بعض الوقت و هم يمازحون بعضهم
نظر خالد إلى الساعة لقد تأخر الوقت و حان وقت الذهاب إلى المنزل وقف خالد مودعاً خطيبته مد يده لمصافحتها فلم تقدر ريان على مد يدها من الحياء مد خالد يده اكثر ليلمس يد ريان الدافئة و يقبلها و من ثم توجه نحو باب المنزل برفقة مخطوبته ليعود إلى منزله خرج و مضى في طريقه وقلبه يخفق و يزداد شوقاً و حباً لريان و يتأمل السماء الصافية وكأن وجهها يرتسم قبالته كيفما اتجه
واما ريان فقد كانت تنظر إلى يدها و تقبض على ذلك العقد و تضمه إلى صدرها اخذت نفسا عميقا و توجهت لغرفتها لتحادث امها و تتكلم معها حول ما حدث بينها و بين خالد

استفاقت دينا على صوت اذان الفجر المنبعث من مأذنة المسجد القريب في الحي المجاور نهضت من فراشها تفرك عينيها و تمسح النعاس عن وجهها و توجهت لباقي الغرف لتوقظ بقية العائلة طرقت باب حجرة فاطمة و دخلت اليها لازلت فاطمة تغط في نوم عميق نادت دينا على اختها لتوقظها فلم ترد عليها حركتها بطرف يدها تنادي : فاطمة فاطمة هيا استيقظي ستفوتك الصلاة فاطمة هياااا
تحركت فاطمة ببطئ والتفتت لقبالة دينا و تمتمت : ماذا يا دينا كم الساعة ؟!
دينا : الساعة السادسة ونصف هيا إلى الصلاة
فاطمة : حسنا امهليني دقيقة ليشتغل دماغي لحظة ما هذا الساعة الخامسة يا دينا الكذب حرام حرام يا حجة
دينا ضاحكة : حتى و انت نائمة ظلك خفيف و لا تقبلين بالخداع هيا يا بنت إلى الصلاة
خرجت دينا و توجهت إلى غرفة الجدة طرقت الباب فسمعت صوت جدتها تمتم : انا مستيقظة
دينا حسنا يا جدتي صباح الخير
و من ثم توجهت دينا إلى حجرة خالها طرقت الباب بقوة قليلاً فهي لن تدخل و ترجو ان يكون مستيقظا كررت الطرق على باب الحجرة فسمعت صوت ايهاب ينادي : لقد استيقظت
ذهبت دينا لتتوضأ من اجل صلاة الفجر و عادت إلى حجرتها مدت سجادة الصلاة و استقبلت القبلة صلت صلاتها و جلست بضعة دقائق على سجادة الصلاة تشاهد امبلاج الفجر رفعت يديها إلى السماء تدعو ببضع دعوات بالرحمة لوالديها و تدعو بما تحب و تتمنى نهضت دينا و توجهت إلى المطبخ فاليوم عطلة الجميع و يجب ان تحضر طعام الافطار في الصباح الباكر وضعت بعض الماء على النار و انتظرت حتى بدأ بالغليان و من ثم اسقطت فيه بعض معالق البن ذو الرائحة الفواحة قامت بتحضير اربعة فناجين من القهوة ذات السكر الخفيف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي