18

دينا : اجل صحيح
فاطمة : عن اذنك انا ذاهبة لأرى جدتي
دينا : و انا ايضا ذاهبة للمطبخ سأعد بعض اكواب عصير الفواكه
فاطمة : حسنا لا بأس
اتجهت فاطمة إلى حجرة جدتها لتنفذ ما اتفقتا عليه البارحة و تخبر جدتها بما حصل بينها و بين دينا بشأن موضوع الزواج
طرقت الباب مستأذنة للدخول
فردت عليها الجدة : ادخلي يا عزيزتي
الجدة :اهلا فاطمة كيف حالك
فاطمة : بخير شكرا لك يا جدتي
و انت كيف حالك اليوم
الجدة : بخير حال
اخبريني ماذا حصل اليوم بشأن دينا هل اخبرتيها عن موضوع الشاب الذي يريد خطبتها ؟
فاطمة : حسنا سأحكي لك كل شيء ...


الجد : تعالي إلى جانبي و اخبريني ماذا حصل اليوم بشأن دينا هل اخبرتيها عن موضوع الشاب الذي يريد خطبتها ؟
فاطمة : في الحقيقة لقد جلست مع دينا و تكلمنا كثيرا حول موضوع الزواج و اجابتني كما اجابتكم بأنها ليس لها خاطر في الامر ...
و قد التمست من كلامها عدة امور تمنعها عن الزواج
الأمر الأول يبدو انها لازالت تحب وائل خطيبها المفقود
و ثانياً يبدو انها تشعر بالمسؤولية اتجاهي و تود ان تبقى بجانبي على الاقل حتى اتخرج من الجامعة
بالاضافة لبعض الاسباب الثانوية
الجدة : و ماذا حصل معك الم تقنعيها بشيء؟
فاطمة : لا اظن ان هذا سيحدث قريباً لكنني سأحرص على ذلك ولو تطلب مني الأمر بعض الوقت لكنني لن استسلم
و لكن ياجدتي ماذا عن خالي !؟
تنهدت الجدة و نظرت إلى الأفق البعيد و وضعت كفها على يدي فاطمة قائلة : لا ادري يا بنيتي لعل القادم أجمل ...
فاطمة : ارجو ذلك من كل قلبي
و اردفت قائلة : عن اذنك يا جدتي سأذهب لكي انام اشعر بنعاس شديد
الجدة :اجلسي قليلا لم يمضي على دخولك نصف ساعة
فاطمة : لقد تأخر الوقت يا جدتي الساعة الان الحادية عشر ليلا

نهضت فاطمة لتعود إلى غرفتها
كي تنال بعض من الراحة فتحت الباب فوجدت دينا في وجهها مباشرة
دينا : جميل اتيتي في وقتك
هيا تعالي وتذوقي بعض ما اعددت
و احضري جدتي معك ايضا
فاطمة : حاضرة حاضرة
اذهبي انت و سالحق بك انا و جدتي
دينا : حسنا انا ذاهبة فخالي ينتظرني هناك
حضر الجميع إلى عرفة المعيشة
و احضرت دينا ما حضرته من المشروبات الغربية من الكوكتيل و سلطة الفواكه و جلست تتناول بعض منها و تستمع لملاحظات الجميع فهي تحب ان تتفنن بالحلويات و الاكلات الخفيفة و السهرات
اشاد الجميع بذوق دينا في التحضير و اختيار النكهات


اخذت حصتها و صعدت إلى الأعلى لتكتب بعض الاسطر في روايتها عن ما تذكرته اليوم في المطعم
افتتحت صفحة جديدة و عنونت في بدايتها
الغروب معك
نزلت سطراً إلى الأسفل و بدأت الكتابة لم اكن اتوقع انه يسكن روحي إلى درجة انني لو رأيت غروب الشمس جال طيفه في خاطري اعترف انني تقصدت الذهاب إلى ذلك المطعم فهو يشبه بشكله البسيط و طابعه القروي أولى امسياتنا انا و تلك الروح التي اصبحت اعلم يوماً بعد يوم انني كنت على قدر كبير من الجهل بتفاصيلها بقدرها بمكانتها بجمالها و نقائها

نظرة واحدة إلى تلك السماء الحمراء اللون جعلتني اعود سنين إلى الوراء و اتسائل اين انت ؟
هل انت بخير ! وهل حقا رحلت ؟ كيف استطعت ان تكمل مشوارك بدوني !!
موتاً كان او حياةً كيف هان على قلبك الحاني ان تذهب و تترك دمعتي تحرق اجفاني تذيب كياني و تُذبلُ عمري معك الم تلتقط اشارتي عندما لوحت لك بأن لقائنا القادم هو ليلة رأس السنة

لقد اصبحت للسنة رأس وقلب وعين كلهم مشغولون في البحث عنك فلم استطع إلا ان جعل قلمي هو سراجي المنير في ليل الأسى المظلم ..
و جعلت من اوراقي كوخاً يئوي اليه ما تناثر من فيض اشواقي و زاد عن حد الكتمان من ارقي و دمعاتي..

لكنك لم تعد و لربما تحسبني الأن اجلس على شرفة منزلنا القديم اسامر اليل و كأنه لم يعتريني حزن و لا الم و لا حنين ..
لو كان الأمر قد توقف عند حد واحد لهان الأمر لكنه تخطاك إلى والدي و والدتي و منزلي و كل شيء لي حتى صوري و صورك التي كنا قد دفناهم انا و انت بصندوق خشبي تحت جذع الشجرة لم يسلم هذا ايضا من لهيب الحرب و قسوة الحياةالتي لا تعرف معنى واحد من معاني الحب ..

فقد قرأت في إحدى نظراتك أن الحب هو الاقامة و الثبات مهما كانت الصعاب وكنت ارى في عينك الأخرى أن اموري معك لن تنتهي على ما يرام

و لكنني كنت احس انك انت بذاتك نهاية كل شيء جميل لدي و ها هي الدنيا فعلاً لم تترك شيئاً على حاله لقد تغير كل شيء اصبحت ارى أن السعادة في التمسك بالماضي وأن المضي قدماً لا يعني افلات حبال الود من القلوب اعذرني لن استطيع نسيانك او نسيان اي ليلة اي شارع اي لحظة قد عشناها معاً ...

كيف لا و قد كنا لبعضنا الأب و الأم و الأخ و لقد اسكنتك القلب معي و تركت في صلاتي نصيبا وافرا من دعائي لعلي ارد اليك شيئاً من حقوقك و واجباتي ..


شعرت دينا بأن الوقت بدأ يتأخر و انه عليها ان تنام لتستيقظ مبكرا فلازال امامها مشوار اخر غدا من اجل استعادة المحفظة من المطعم اغلقت الستائر و النوافذ و اطفأت النور
خطر في بالها ان تذهب لتتفقد فاطمة إذا كانت نائمة ام لا توجهت إلى غرفة فاطمة طرقت الباب فلم ترد فاطمة فتحته قليلا و نظرت فإذا بفاطمة تغط في نوم عميق اغلقت الباب و عادت إلى غرفتها اغلقت دفترها و اقفلته و اضطجعت في فراشها وما كادت تمضي دقائق إلا و دينا تغط ايضا في نوم عميق


في الناحية الاخرى من المدينة كانت ريان تجلس في غرفتها و تصفف شعرها الاشقر المموج و تفكر في ما عليها فعله غداً فقد كان لديها موعد مهم جداً بالنسبة لها

سمعت طرقا على باب غرفتها فتحت الباب فدخلت والدتها
ريان : اهلا امي تفضل بالدخول
الوالدة : مساء الخير ماذا تفعلين في هذا الوقت المتأخر من الليل
ريان: مساء النور يا امي في الحقيقة هجر النوم عيناي و انا افكر في الغد
الوالدة : لا تقلقي يا بنيتي انا متأكدة من ان كل شيء سيكون بخير في الغد
الحقيقة لقد لمحت في عينيِّ خالد نظرة حب عميقة لك و لا اظنه سيتخلى عنك مهما حصل ..

لقد حدد خالد ان غداً هو موعد تثبيت عقد الزواج في المحكمة و هذا يعني اجراء الفحوصات الطبية الروتينة التي هي اكبر مخاوف ريان فلربما يصدر شيء يمنعهما من الزواج
هل سيبقى خالد عند وعده الذي قطعه لريان !
ام سيتخلى عنها عند اول منعطف حقيقي كانت الأسئلة تدور و تدور في رأس ريان والقلق يغزو ملامحها البريئة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي