52

.. في هذه الاثناء كانت دينا قد انهت دوام عملها لهذا اليوم في المستشفى و ودعت صديقتها في العمل ثم اخرج هاتفها و اتصلت بمحمد لترى اين هو ريثما تتجهز للخروج.

رن هاتفه مرة بعد مرة و لم يجب فخافت دينا و خشيت ان يكون محمد قد عاد لعزلته او ان مكروها اصابه فأعادت الاتصال برقمه و بدلت ملابسها بسرعة و قررت الخروج و البحث عن اول سيارة اجرة تجدها في طريقها،


فجأة و إذ بمحمد يمسك هاتفه و هو يصارع النعاس و يفتح الخط و يرد على الاتصال قائلا: الو؟

توقفت دينا في مكانها بلمح البصر و ردت قائلة: محمد اين انت! لماذا لا ترد على اتصالاتي!
هل انت بخير هل اصابك مكروه!

اجابها محمد و هو يثائب ببرودة اعصاب و قال: اسف لقد غفوت قليلا
دينا: يا إلهي كنت نائما اسفة على ازعاجك خشيت ان تكون عدت للمنزل و حبست نفسك فيه
محمد: لا لا لم يحصل ذلك يا دينا لقد وعدتك انني لن اعود إليه إلا عندما تأتين انت معي
دينا: اسفة يا محمد لقد نسيت انك ربما ستحتاج ان ترتاح قليلا
اخبرني اين انت الان ؟
محمد: انا في منزل العم اسماعيل و قد غفوت قليلا بعد ان وجدت وصيته و قرأتها
دينا: يا لها من وصية طويلة حتى شعرت بالنعاس بسببها حسنا اسمع اكمل نومك انت انا سوف آتي إليك و احضر لك معي طعاماً لتأكله ما رأيك
محمد: على العكس تماما انها وصية مثيرة للأهتمام ينبغي ان يكتب عنها نص ما او لقطة في فلم مثلا
على كل حال ابقي مكانك و انا سوف اتي إليكِ اخبريني اين انت الان يا دينا؟
دينا: انا في المستشفى لم اخرج بعد
محمد: جميل جدا اجلسي على المقعد الذي هو امام المستشفى و انتظريني سوف اتي إليكِ فورا

صفعت دينا جبهتها بعد ان سمعت محمد كيف يتكلم و ظاهر عليه النعاس الشديد و قالت: لا تخرج من منزلك قبل ان تستيقظ لا اريدك ان تموت دهسا اليوم

فضحك محمد من كلام دينا المتململ و قال بسخرية: حاضر سيدتي الطبيبة
دينا: لقد جعلتني اندم لأنني اتصلت بك من الاساس
محمد: اسف يا عزيزتي لكنني هكذا ثقيل الظل، عموما لا تتحركي فأنا قادم لأسطحبك معي
دينا: انا بانتظارك


اغلقت دينا هاتفها و تذكرت اختها فاطمة فاتصلت بها

رن هاتف فاطمة فنظرت إليه و فتحت الخط لترد على اختها
دينا: مرحبا فاطمة كيف حالك
فاطمة: انا بخير يا عزيزتي
دينا: اسمعي انا سوف اتناول الطعام خارج المنزل من صديقتي في العمل و ربما سأتأخر قليلا
فاطمة: دينا حبيبتي هل يمكنني طلب شيء صغير منكِ؟
دينا: تفضلي، ما هو طلبك؟
فاطمة: اذهبي إلى جامعتي و انظري إن كانت النتائج قد ظهرت من فضلك
دينا: على عيني و تجهزي للهدايا إذا
فاطمة: بل انت تجهزي لتنالي بشارتك
دينا: اتفقنا

اغلقت دينا الخط و جلست تتصفح هاتفها على المقعد ريثما يصل محمد لأخذها

كان محمد قد نهض من فوره و اخرج كيس النقود الذي تكلم عنه اسماعيل و حمل الوصية ببده و ركب سيارته و توجه إلى حيث تتواجد دينا و خلال بضعة دقائق كان محمد قد وصل إلى امام المستشفى فأوقف سيارته بالقرب من المكان و بدأ يبحث بعينيه عن دينا فرأها تجلس في ظل إحدى الاشجار فاقترب منها و ضغط على البوق فسمعته دينا و اقبلت نحوه،

ركبت في السيارة بجانبه و القت التحية على محمد
فرد محمد عليها التحية و قال: إلى اين تحبين الذهاب؟
دينا: إلى الجامعة اريد ان ارى نتائج اختي
محمد: على العين و الرأس تمسكي يا فتاة

ربطت دينا حزام الامان و انطلق محمد بسيارته إلى الجامعة في وسط المدينة ثم نزلت دينا لترى إن كانت نتائج الطلاب قد ظهرت و بالفعل وجدت كما كبيرا من الطلاب قد تجمعوا على احد الجدران فعلمت انها النتائج
فأشارت بيدها لمحمد كي يأتي و يساعدها فأخذ الهاتف من يدها و التقط صورة لنتائج الفتيات ذوات اسم فاطمة ثم عد بعد ان اعترك من الشباب و الشابات فالاعداد كبيرة و المكان ضيق.

عاد محمد يمسك الهاتف بيده و اعطاه لدينا فأخذته على الفور و بحثت عن اسم اختها لتراها و قد حصلت على نتائج عالية جعلتها من الأوائل على دفعتها

فشكرت محمد على مساعدته لها و قالت تمازحه: شكرا يا بطلي الخارق و رجل المهمات الصعبة
فاجابها هو بذات الطريقة وقال: تحت امرك يا قصيرتي

فضحك محمد و مضى اما دينا بعد ان اغتاظت و تلون وجهها من الغضب ثم لحقت به إلى السيارة و صعدت مجددا
فنظر محمد إلى دينا و قال: و الان إلى اين تريدين الذهاب؟
اجابته دينا على الفور: اريد الذهاب إلى منزلي
محمد: سنذهب و لكن بعد قليل
دينا: بل الان
محمد: الا تريدين ان تري الوصية و ما جاء فيها

سكتت و لم تجب فضحك محمد و قال: هيا انا اسف يا دينا سامحيني
دينا: هذه اخر مرة اسامحك بها
محمد: تحت امرك، و الان إلى المطعم اكاد اموت جوعا
دينا: حسنا كما تريد سا محمد

اشعل محمد محرك سيارته و ذهب إلى المطعم الذي يقع في الطرف الاخر من المدينة بالقرب من احد الانهار الجميلة و الطبيعة الخلابة

و هما في الطريق اعطى محمد الوصية لدينا كي تقرأها و ترى ما بداخلها
فأمسكت دينا الورقة و بدأت بمطالعتها باهتمام إلى ان وصلت إلى نهايتها و مع كل سطر تقرأه تزداد دهشتها و تعجبها مما جاء فيها،
انهت القرأة و اعادت لف الورقة و نظرت إلى محمد بتعجب و قالت: عجبا لأمر العم اسماعيل كأنه يعيس بيننا
محمد: بل يريد ان يعيش هو معنا دائما
دينا: اجل و لكنه بالغ كثيرا في العطايا اليس كذلك؟
محمد: هذا ما قلته انا في نفسي و لكن على اية حال فلا ورثة و لا ابناء له و كما اخبرني فهو ايضا يتيم
دينا: رحمه الله، اخبريني إلى اين نحن ذاهبان؟
محمد: إلى ذالك المبنى العالي
دينا: يبدو مكانا جميلا
محمد: اجل و طعامه شهي

وصل محمد إلى المكان المطلوب فأوقف سيارته في الكراج و نزل منها هو و دينا و ركبا المصعد إلى الطابق الثالث حيث احد افرع المطعم و اختارا إحدى الطاولات المطلة على المدينة و القريبة من حافة المبنى
و اوصى محمد النادل بشتى انواع الطعام و جلس هو و دينا يتأملان المنظر الجميل ريثما يحضر الطعام

دينا: اخبرني يا محمد ماذا تنوي ان تفعل الان؟
محمد: سأنفذ امنية ميت طبعا
دينا: هل ستتقدم لخطبتي حقا؟
محمد: و هل حقا تسألينني؟
دينا: قصدت انه
محمد: لا تقلقي لقد فكرت في كل شيء و إن كنتِ تخشين على فاطمة فسوف تأتي و تسكن معنا في ذات البناء في منزل العم ابو غيث و سنصلحه لها و نجهزه بكل ما تحتاجه هي
دينا: و لكن_

ققاطع محمد كلام دينا و قال: كفي عن قول لكن و لنبدأ في الاكل فقد وصل الطعام
دينا: في الحقيقة انا جائعة حقا
محمد: و انا ايضا كذلك


يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي