53

.اما ريان فقد امضت يومها خارج المنزل برفقة خاطبها خالد في المطاعم و الاسواق و قد قررا ان ينهيا اليوم بجلسة خفيفة في احد المقاهي الراقية
فحجز خالد طاولة قبل ان يصل إلى المطعم و هو في الطريق إليه فوصل هو و ريان إلى المطعم في تمام الساعة الرابعة عصرا فطل كوبين من عصير التوت الطبيعي
و جلس هو و ريان على الطاولة مقابل بعضهما ممسكا بيدها و اخرج من جيبه علبة صغيرة حمراء و اعطاها خالد لريان
فتعجبت ريان مما رأت و قالت: ما هذا يا خالد؟
خالد: انها العلبة التي اهداك اياها والدي في اول زيارة لك إلى منزلنا و لقد نسيتيها في المنزل
ريان: اااه اجل اجل صحيح
خالد: و سنكمل من ذلك اليوم فالتحليلات تمت و الخطوبة تمت و بقي حفل الزفاف
ريان: لقد ارسل إلي رافع يقول انهم حددوه بعد خمسة ايام
خالد: جميل جدا سنكون معا في اقل من اسبوع
ريان: و لكن اليس هذا قريب جدا؟
خالد: لا بل بعيد جدا وددت لو ان زفافنا غدا فقد اشتقت لك كثيرا

شعرت ريان بالخجل من خالد و احمرت وجنتيها و نظرت للأرض تهرب من عينيه الجميلتين
فضحك خالد و قال: اليوم عرفت لماذا اسموك ريان
ريان: و ما هو السبب برأيك
خالد: انهما وجنتيك ريانتان و كأنهما فاكهة طرية جميلة تناديني لألمسها

غطت ريان عيونها من شدة الخجل و قالت بصوت خافت: خالد تمالك نفسك نحن في المطعم هل نسيت
خالد: سأتمالك نفسي خمسة ايام اخرى فقط و بعدها لا تلوميني
ريان: ايها الشقي قم قم و اوصلني إلى بيتي هاتفي سينفجر من كثرة الرسائل الواردة من اهلي
خالد: هيا تعالي و إياك ان تنسي الخاتم خلفك


نهضت ريان و حملت بيدها حقيبتها و وضعت بها علبتها الحمراء و هاتفها و مضت بجانب خالد عائدين للمنزل.




اما دينا فقد انهت تناول طعامها مع محمد و بدأت تتكلم معه حول امور الزواج و يبحثان عن افضل طريقة يخبران بها ايهاب عن علاقتهما
فقررا بالتوافق ان لا يخبرا احداً بما هما عليه الان ريثما يتم الامر و بعدها سيفكران في الامر

و كانت فاطمة قد بدأت بأرسال الرسائل لأختها كي تطمأن على نتائج الاختبارات لكن دينا لم ترد و اكتفت بقرأة الرسائل فقط و من ثم نهضت عن الطاولة و طلبت من محمد ان يوصلها إلى منزلها فقد امضت قرباة الثلاث ساعات خارج المنزل فوافق محمد على الامر على ان يعود في المساء إلى منزل دينا كي يخطبها من يد خالها و يريه وصية العم اسماعيل


و بالفعل وصلت دينا إلى منزلها و نزلت من السيارة قبل مسافة لا بأس بها و اكملت طريقها مشيا على الاقدام بعد ان اشترت من إحدى المحلات القريبة هدية صغيرة لفاطمة بمناسبة نجاحها في الجامعة بمعدل ممتاز

وصلت دينا إلى المنزل و طرقت الباب فخرج خالها ايهاب و فتح لها الباب و تعجب من بقاء دينا خارج المنزل فتحججت انها كانت تحضر نتائج الاختبارات لفاطمة
فقبل ايهاب عذرها و دخلت دينا مسرعة إلى غرفة فاطمة و ارتها نتائج اختباراتها و انها من الاوائل على دفعتها و عطتها الهدية التي كانت عبارة عن ساعة ذهبية جميلة،

و من ثم توجهت إلى غرفة خالها كي تطمئن عليه و ترى إن كان بإمكانها ان تتكلم معه بشأن الخطوبة
طرقت باب غرفته و انتظرت ليأذن لها و دخلت فوجدت جدتها في الغرفة ايضا،

اخذت نفسك عميقا و تشجعت و من ثم دخلت القت التحية على جدتها و خالها و جلست بجانبهما

ايهاب: ما الامر يا دينا ارى ان بداخلك كلاماً ما تريدين قوله
دينا: في الحقيقة يوجد و لكنني لا اعلم كيف سأخبركم به
الجدة: تكلمي يا ابنتي لا تقلقي

دينا: حسنا اتذكرون العم اسماعيل الذي اراد ان يطلب يدي للزواج من ابنه
ايهاب: اجل و ماذا به
دينا: لقد كان مريضا في المشفى الذي اعمل به و قد توفي منذ يومين
ايهاب: إنا لله و إنا إليه راجعون، رحمه الله
دينا: و قد رآني اليوم ابنه بالصدفة و قال انه يريد ان_
ايهاب: لا داعي لكي تكملي نحن موافقون
دينا: اعطاني رقمه كي تتكلم معه انت لتحددوا موعدا لقدومه إلى منزلنا
الجدة: و لكننا لم نسمع رأي دينا بعد يا ايهاب
ايهاب: انظري لها تكاد تموت خجلا بالطبع هي موافقة
الجدة: احقا ما يقوله خالك يا دينا؟

هزت دينا برأسها بلطفدون ان تتكلم مشيرة إلى انها موافقة عاة محمد
ايهاب: حسنا سأكلمه كي يأتي اليوم مسائاً
الجدة: و لكن الا يبدو لك الامر سريعا هكذا
ايهاب: خير البر عاجله يا اماه
دينا: إذا انا استأذن منكم.


خرجت دينا من غرفة خالها و اتجهت إلى غرفتها مسرعة لكي تتصل بمحمد و تخبره بموافقة خالها
فمرت على غرفة فاطمة فرأت فاطمة تجلس امام حاسوبها كالعادة تكلم صديقاتعا و تهنئهن بالنجاح

فأسرعت إلى غرفتها و اتصلت بمحمد بعد ان اقفلت باب غرفتها لتخبره بالموافقة و كانت سعيدة جدا يكاد قلبها يطير من الفرح،
فرد محمد على مكالمتها و كان في السوق يشتري بعض الثياب لمناسبة المساء
و علم من دينا بالامر فأكمل شراء الملابس و الهدايا و من ثم استقبل اتصالا اخر من من ايهاب ايضا ليخبره بأنه يمكنه المجيء في المساء
و بالفعل حل المساء و اتى محمد إلى منزل دينا و جلس بعض الوقت مع ايهاب يتحدثون عن امور الزواج و العمل،
فيما كانت دينا تحضر نفسها و ترتدي اجمل الثياب المناسبة لاستقبال محمد و تنتظر في غرفتها و الارتباك يظهر عليها و بجانبها فاطمة تحاول التدقيق في كل التفاصيل و التأكد من ان كل شيء في لباسها على اكمل وجه،

نادت الجدة على ابنتها و طرقت باب غرفتها
فخرجت دينا لتأخذ فناجين القهوة من جدتها و توجهت إلى حيث يجلس خالها و محمد

و دخلت من الباب فتلاقت عيناها بعيني محمد و كان محمد يراها لأول مرة بدون عبائتها و هي اليوم ترتدي فستانا احمر اللون و مزيناً بالورود البيضاء ذو اكمام طويلة ضيقة و نسج خفيف ضيق كأنما ينادي محمد لكي ينتبه له
و بحجابها الزهري اللون مرتدية حذاءً ذو كعب متوسط بمشيتها الهادئة و الواثقة من نفسها
تقدمت إلى خالها و اعطته فنجان القهوة الخاص به
ثم دنت من محمد على مهل و انحنت لتعطيه فنجان القهوة الخاص به و الخجل يملأ وجهها الذي تلون إلى الاحمر فيما بعد،

فتناول محمد فنجان القهوة و عاد إلى الخلف ليعدل جلسته و هكذا مضى اول لقاء رسمي لدينا و محمد بدون كلام و كان فقط بالنظرات و الابتسامات الخجولة

و بعد عدة دقائق ذهبت دينا إلى غرفتها و بدأ محمد و ايهاب يتكلمون عن بعض التفاصيل و الطلبات و توافقوا على كل شيء و وصلوا إلى المهر و موعد العرس ايضا
فأخرج محمد الوصية و اعطاها لإيهاب ليرى بعينه ما اراد اسماعيل ان يعطي دينا في حال قبلت الزواج بمخمد فوافق ايهاب على طلبات اسماعيل رحمه الله و اتفقوا على ان الزفاف بعد اربعة ايام فقط
فقد احب ايهاب ان ينفذ امنية اسماعيل رحمه الله و يزوج محمد في اقل من اسبوع خاصة بعد ان علم ان محمد كان جارا لدينا في ايام الطفولة و ان بينهما معرفة ايام كانا طفلين.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي