36

. جف ريقها و حاولت ابتلاعه على مضض و نظرت إلى اختها دون ان تتكلم و مدت يدها تمرر الهاتف إليها دون ان تنطق بحرف واحد ..

فاطمة : ماذا ماذا هناك ؟
توسعت حدقات عينيها و شهقت بفزع و غطت فمها بيدها و قد تفاجئت بما رأت ..

دينا : هل علمت لماذا اخذتك من بين يديه ؟ !

وضعت فاطمة يداها على رأسها تحاول استيعاب ما رأت قبل لحظات و تتمنى ان يكون وهماً او إشاعة ..

فتحت دينا الصورة و قرأت ما بداخلها لتسمع فاطمة مجدداً و تجعلها تتأكد بنفسها : " خبر عاجل العثور على جثة فتاة مرمية بإحدى الغابات النائية عن المدينة حيث اظهرت نتائج الطب الشرعي ان الفتاة قد قضت نحبها إثر تعرضها لطعنة بالصدر بسكين حاد ادت لتوقف القلب و الموت المباشر هذا و قد اشار الطبيب إلى ان علامات شجار كانت بادية على جسم الفتاة و يرجح انها تعرضت للاغ..تصا.ب على يد قاتلها و لا تزال التحقيقات جارية لاكتشاف هوية المجرم ... انتهى "

قلبت دينا بالصور لترى فاطمة وجه تلك الفتاة !
انها ذات الفتاة التي كانت نائمة في السيارة مع يوسف و التي ادعى انها اخته ..

دينا : هل علمت حجم الكارثة التي كنت على وشك ارتكابها ؟

فاطمة : انت لم ترينه ابداً ربما لو رأيتِ ما رأيت لكان تغير كلامك الان حتماً ...

دينا : و ماذا تريدين مني ان ارى جماله مثلا ؟
فاطمة : لقد كان دائما ينصحني بالعفاف و يوصيني بالمحافظة على الصلاة و الاهتمام بحجابي لم يكن يخطر ببالي انه بهذه الدنائة ..
دينا : و هل تظنين انه سيقف امامك و يلوح بيديه و يقول انا شخص سيء !

فاطمة : اعلم اعلم ارجوكي لا تثقلي على قلبي اكثر لقد كان يعدني بأن نتزوج و اننا سنعيش مع بعضنا حتى انه لم يلمح او يفعل ما يشين ..

دينا : هذا يا اختي هو اشد انواع الذئاب البشرية خداعاً و مكراً لذلك يجب عليكي الحذر اتسائل ما هو حال اهل تلك الفتاة لقد ندمت لأننا لم ننقذها من بين يديهم

فاطمة : لكل اجل كتاب و لكن ارى ان نذهب و نقدم افاداتنا لدى الشرطة ما رأيك .؟

دينا : لن نتدخل حاليا اخشى ان يلاحقك يوسف اهدأي و لا تتسرعي اتفقنا

سكتت فاطمة لبرهة و من ثم امسكت بيد اختها و هوت عليها تقبلها تارة و تقبل جبينها تارة اخرى و قالت : اسفة يا اختي اعدك ان هذه المرة هي اخر مرة اخفي عنك شيئاً

دينا : اسمعي لحسن الحظ لا احد يعلم غيري و يجب ان لا يعلم احد غيري اتفقنا

فاطمة : حسنا كما تريدين يا دينا و لكن لماذا عدتي باكرا ؟
دينا : عدت لأطمئن عليكي خفت ان يكون قد عاد ليتواصل معك
فاطمة : اتعلمين يا اختي انا لا اعلم ماذا كنت سأفعل لولا وجودك بقربي ربما كنت سأفعل اشياء مجنونة اكثر و اكثر
دينا : هذه هي فائدة الاخوات
فاطمة : تذكرت امراً بما انك قلتي ان لا اخفي عنك شيئاً فخالك ايهاب اخبرني انه متوقف عن العمل
دينا : توقعت هذا لكن لا تقىقي انا اعمل و سأغطي مصاريف البيت و لن يشعر خالك ايهاب بالتقصير اصلا ..

سمعت الفتاتان صوت الجدة من الاسفل تناديهما
وقفت دينا من مكانها و نظرت إلى الطابق السفلي فرأت جدتها تنادي
دينا : نعم يا جدتي !
الجدة : تعالي انت و اختك انزلا إلى هنا
دينا : نحن قادمتان
عادت دينا إلى الغرفة و نادت على فاطمة لتنزل معها إلى غرفة الجدة ...

....
في ذلك المنزل البعيد كان وليد يجلس على الشرفة يفكر فيما يدور من حوله دون اي اذن او امر منه حتى
اشعل غليونه و عاد إلى الصالة فصرخ على إحدى الخادمات لتأتي له بزوجته ..
لبت الخادمة امره و ذهبت إلى غرفة ملاك لتناديها فلم تجدها
عادت الخادمة إلى حيث يجلس مسرعةً
وقفت امامه مظهرة الاحترتم الشديد و التذلل " كما يحب وليد ان يغعل امامه كل من يعمل تحت امرته .. "
و قالت له : سيد وليد ملاك ليست في غرفتها !
وليد : و أين هي إذاً متى خرجت من هنا ؟
الخادمة : اعتذر يا سيدي انا حقاً لا ادري ..

وقف وليد من مكانه و اشتد غضبه و ضرب بيده على الطاولة صارخاً : أين هي كيف لا تعلمين !
ارتعبت الخادمة من صراخ وليد و خافت فتراجعت إلى الخلف بضعة خطوات و حنت رأسها إلى الاسفل و قالت : هل ابحث عنها يا سيدي ؟
صرخ وليد في وجهها بتكبر و لئم : جديها في اقل من ربع ساعة و إلا فلا تعودي إلى هنا هيا ..

انطلقت الخادمة تبحث في ارجاء المنزل عن ملاك و تسأل كل من ترى امامها من الخدم و العاملين فلم تجدها و عادت مهرولةً إلى حيث يجلس وليد و قالت له بنبرة مرتبكة خائفة : ليست في المنزل يا سيدي ..

اشتد غضب وليد و احمّر وجهه و صرخ بوجه الخادمة : انت مطرودة اغربي عن وجهي . !

فجأة تذكر امراً خطيراً جعله يتجمد في مكانه من هول ما خطر في باله ..

رمى الغليون من يده و ركض مسرعاً نحو غرفة النوم يبحث في الادراج عن المفتاح فلم يجده رجف قلبه رجفةً جعلت جسمه كله برتعش و شعر جسمه يقف لمجرد تخيل الامر و التفت بسرعة إلى الحائط لينظر إلى الخزنة و يتأكد وضع يده عليها و جذب الباب ببطء فكانت الكارثة بالنسلة له ... !

إنها مفتوحة و فارغة !
كل الذهب كل الوثائق و الاموال لم تترك شيئاً مما كان في داخلها توسعت حدقات عينيه و امسك شعره بيديه يشده و صرخ صرخة سمعها كل من يعمل بداخل الفيلا .. " ملااااااك "

ضرب باب الخزنة بقوة و اغلقه و انقض على الهاتف يحاول الاتصال بزوجته لكنها لم تجب حاول الاتصال بها مرات و مرات فلم تجب ...


امسك مسدسه و نزل إلى الاسفل و نادى على حراس الباب و هو يصرخ من منكم راى ملاك !

اجاب احدهم انا رأيتها تخرج في الصباح الباكر يا سيدي ..
وجه وليد المسدس و اطلق النار على قدمه ليرتمي الحارس ارضاً و وقف وليد عند رأسه و وضعه قدمه على صدره و هو يصرخ كيف تسمحون لها بالخروج من امركم بهذا
فخاف الحارس الاخر من وليد و تراجع بضع خطوات إلى الوراء و قال بتلعثم : يا .. يا سيدي إنها زوجتك نحن لا نستطيع منعها من فعل شيء ! ..
التفت وليد إلى الحارس و هو يزفر بشدة و الشرار يتطاير من بين عينيه و قال له : معكم اقل من ساعة لتجدوها و تحضروها إلى هنا حتى لو كانت ميتة هل فهمتم .. ! !
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي