30

.. جلست دينا تصرخ و تلطم وجهها و تتظاهر بالهلع ..
فسمع صوتها ايهاب فنزل مسرعاً من غرفته و توجه راكضاً إلى مكان دينا و هو يصرخ ماذا هناك ماذا حدث ! !
نظرت دينا إلى خالها و هي تتباكى و تقول لا ادري يا خالي لقد عدت قبل قليل من المستشفى و فتحت فاطمة لي الباب و لما دخلت جعلت تقفز امامي فتعثرت و وقعت على الارض فأغمي عليها ..
إيهاب : لا حول و لا قوة إلا بالله !
ابتعدي ابتعدي سأخذها إلى غرفتها و الحقي بي بقطعة بصل او شيء ما يساعدها على ان تصحو ...
حمل ايها فاطمة و توجه بها إلى غرفتها و اسرعت دينا نحو المطبخ و احضرت قطعة من البصل كما طلب خالها منها امسك ايهاب البصلة يحاول ان يوقذ فاطمة من غيبوبتها فستفاقت بالفعل و فتحت عينيها و هي تتأمل حولها فلم تتعرف إلى المكان الذي هي فيه فعقلها لازال مشوشاً
دينا : من فضلك يا خال هلا خرجت دقيقة اريد ان اتحدث مع فاطمة بشيء خاص ...

هز ايهاب رأسه مجيباً بنعم و خرج من الغرفة ثانقضت دينا على اختها ممسكة بها من عنقها و هي تحاول خنقها من شدة الغضب
ثم نظرت في عينيها و همست باذنها متوعدة إياها بالعقاب عندما تعود فقالت لها : اسمعي انا لم اتكلم بشيء و اظن لا تفعلين شيئاً كهذا
لهذا ابقي بغرفتك و اياك ان تتفوه بحرف واحد او اراك خارج الغرفة انا اخبرت ايهاب بأنك تعثرتي و سقطي على الارض
و عندما اعود سيكون لي حساب عسير معك كوني متأكدة من هذا
خرجت دينا من الغرفة و توجهت إلى الخارج فالتقت بخالها فأوقفها و سألها : إلى اين يا دينا !
دينا : إلى المستشفى طبعاً
ايهاب : و لكنك وصلت قبل قليل
دينا : كان لدي عمل عاجل و ها انا ذاهبة لدوامي المعتاد
ايهاب : ألا يمكنك البقاء في المنزل هذا هذا اليوم !
دينا : لا داعي لذلك يا خالي ساكون بخير فقط انتبه لفاطمة جيداً
ايهاب : حسنا لا تقلقي رافقتك السلامة
دينا : بأمان الله السلام عليكم ..

خرجت دينا من المنزل و توجهت عائدة إلى سيارة التي تنتظرها في الخارج صعدت بجانب محمد و اشارت له لينطلق نحو المستشفى

دينا : اسفة يا محمد لقد اشغلتك معي
محمد : هل نسيتي انني اسهرتك طيلة الليل
دينا : إذا واحدة بواحدة

نظر محمد إلى دينا و كأن في فمه كلاماً مختبئاً ..
نظرت دينا إلى محمد و قالت له اعلم ما الذي يدور في رأسك و لكن اعذرني غدا سوف اخبرك بكل شيء لأنني حتى انا لا افهم ما الذي يحدث ..
محمد : لا بأس و إن اردتي فيمكنك ألا تتكلمي هذه خصوصيتك و انت حرة بما تريدين فعله

هزت دينا برأسها مجيبة بالقبول دون ان تتكلم بشيء
سار محمد نحو المستشفى و دينا مشغول بالها بما كامت تفعله اختها لم تترك الوساوس لكي تفسد عليها تفكيرها و حاولت ان تركز على عملها فقط
....
وصل محمد إلى امام المستشفى فنزل من السيارة و نزلت خلفه دينا فتوجهت دينا لغرفة الممرضات و توجه هو إلى حيث اسماعيل في غرفته في العناية المركزة ..

دخلت دينا إلى غرفة الممرضات بدلت ثيابها و توجهت إلى حيث مهمتها الجديدة غرفة ريان ..

فتحت باب الغرفة فتلاقت نظراتها بنظرات ريان لأول مرة ترى ممرضتنا الجميلة دينا
تلك الفتاة الهدئة ريان تجلس على سريرها تحدق في السقف
دخلت دينا إلى الغرفة تحمل بيديها العكازات و القت التحية متقدمة نحو الداخل
اشرأبت ريان و رحبت بها
مدت دينا يدها و صافحت ريان قائلة : صباح الخير
ريان : صباح النور
دينا : انا الممرضة المسؤولة عنك و اسمي دينا
ريان : اهلا بك تشرفنا انا ريان المريضة المملة
ضحكت دينا و امسكت كفيها و شدت عليهما و قالت : مملة إذا سنرى ذلك
امسكت دينا العكازات و وضعتهم امام ريان و قالت تفضلي
ريان : ما هذه ؟
دينا : هذه حبات بطاطس ماذا ترين ؟
ضحكت ريان و قهقهت و قالت : ليس هذا ما قصدته يا ذكية انا اعني انه ما الداعي لهما
دينا : انهما لك يجب ان تعودي للمشي على قدميكي و لكن بحذر اتفقنا
ريان : و قدمي هل يمكنني المشي عليها ! !
دينا : اجل طبعاً يمكنك ذلك و لكن بحذر و على مهل اتفقنا
ريان : حسنا لنجرب

تحولت ريان عن السرير و مدت قدميها ببطئ و نزلت على الأرض تدوس بقدميها ببطئ على الارض فتقدمت دينا و وضعت العكاز تحت ذراعي ريان و بدأت تعينها على المشي بأرضية الغرفة ..

عاد خالد من الخارج و قد احضر طعام الفطور له و لريان فتح الباب و دخل دون ان يدري ان دينا في الداخل فنظر إلى السرير فلم يرى ريان على السرير استغرب لما رأه فدخل مسرعاً يبحث عنها فرأها تمشي على العكازات و دينا تساعدها لم يصدق ما رأى شعر بالدهشة فعاد و فرك عينيه و نظر من جديد ليراها واقفة على قدميها طار قلبه من الفرحة و لم يصدق ما ترى عيناه القى الطعام و اسرع يركض نحوها ليضمها و يحملها و يدور بها
خالد : يا إلهي ما اجملك يا ريان لقد مضى طويل لم اراكي تمشين يا روحي
غطت ريان عينيها من الخجل و هي تقول : يكفي يكفي يا خالد انزلني ارجوك ..
توقف خالد عن تدويرها و لازال يحملها فقربت ريان فمها من اذن خالد و همست له : خالد الممرضة هنا يكفي هذا استحي قليلا

نظر خالد إلى اليمين فرأى دينا تقف متفاجئة بما ترى و وجهها احمر من الخجل لم يتفوه خالد بكلمة واحدة و قد جمد هو الاخر بعد ان رأها تنظر اليهم
وضعت دينا العكازين على السرير و اسرعت تخرج من الغرفة خافضة رأسها فاصطدمت بصدره دون ان تنتبه ..
دينا : عذرا ! !
محمد : لا تقلقي
نظرت إلى الأعلى فرأت محمد امامها و استغربت من وجوده بالمستشفى فنظرت إليه و قالت : محمد ! ماذا تفعل هنا ؟
محمد : احضرت لك طعام الفطور اعلم انك لم تأكلي منذ فترة طويلة
دينا : ما كان ينبغي ان تتعب نفسك استطيع ان اتدبر امري
محمد : اقل من هذا ؟
دينا : هيا يا محمد اذهب إلى عملك اراك لاحقاً
محمد : سأحضر إلى هنا عند نهاية دوامك
دينا : حسناً اراك عند الرابعة مسائاً
اكملت دينا طريقها متوجهة إلى مكتب بشار و عاد محمد ادراجه ليخرج من المستشفى و صعد في سيارته متوجهاً نحو محله التجاري ...

اما دينا فقد وقفت امام مكتب المدير و طرقت الباب مستأذنة للدخول
فتحت الباب و دخلت إلى مكتب المدير بشار و وقفت بالباب
فاشار لها بأن تدخل ..
تقدمت و وقفت اظام المكتب و ضمت يديها لبعضهما و قالت : سيد بشار اريد ان اقول شيئاً بخصوص المريضة ريان
بشار : تفضلي يا دينا انا اسمعك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي