25

.. خرج رافع و نادى على طارق و خالد ..
حضر الاثنان و جلسا امام حامد مطرقين اسماعهم
نظر حامد إلى هناء قائلاً تتحدثين انا أم انت ؟
هناء تكلم انت يا حامد انا لا طاقة لي على ان اعيد الموضوع
حامد كما تشائين يا ام وليد
اخرج حامد الهاتف و شغل التسجيل كاملا هذه المرة و نظر إلى الجميع واحدا واحدا و قال : هذه هي مكالمة مسجلة بين زوجتي سمر و زوجة وليد ملاك اسعمعوا لها و من ثم سأشرح لكم كل شيء ...

في هذه الاوقات كانت ريان قد خرجت من غرفة العمليات و استفاقت من تأثير البنج ..
نظرت حولها فلم تجد احداً من اهلها و لا حتى خاطبها تفحصت تلك الغرفة فلم تعرفها فظنت انها قد نقلت لغرفة جديد جلست بضعة دقاقة تنظر لتلك الاجهزة المتطورة و الغرفة الواسعة فدخلت ممرضة إلى الغرفة
نظرت ريان إلى الممرضة فرأتها قادمة نحوها فنادتها علىىعجل حبيتي اين كنت اين الجميع !
اقتربت الممرضة لتفاجئ ريان انها ممرضة جديدة لم ترها من قبل ..
ريان : عذرا لقد ظننتك شخصا اخر هل انت جديدة هنا ؟
الممرضة : اهلا انسة ريان انا الممرضة رهام مسؤولة عنك خصيصاً تم وضعي لمراقبتك من المدير حامد ..
ريان : رهام ؟ لم التقيك من قبل اليس كذلك
رهام : طبعا فأنت هنا و هذا يومك الاول انسة ريان .
ريان : حامد ؟ يومي الاول ؟ ..
هل تمازحينني ! على العموم تشرفت بمعرفتك
تبسمت رهام و قالت : يبدو ان المخدر لازال يؤثر عليكي و لكن لا يهم
هل انت جائعة هل تريدين شرب شيء ما ؟
ريان : لا لا لست جائعة شكرا و لكن اين هم اهلي ؟
رهام : اهلك ؟ انا لم ارى اي احد منهم هل تودين استخدام الهاتف ؟
ريان : كيف لم تريهم انهم هنا في كل يوم و لكن اجل اعطني هاتفا من فضلك
رهام : لحظة عن اذنك سأحضره لك
كشفت الغطاء و نظرت ريان إلى قدمها لتراها بدون جبيرة للمرة الأولى منذ ايام كثيرة حركتها يمينا و يساراً فتحركت و كأنما عادت كما كانت قبل كل تلك الجراحات
عادت الممرضة و بيدها علبة صغيرة ..
نظرت ريان إلى الممرضة قائلة الم تجدي هاتفي؟
ضحكت رهام و قالت عن اي هاتف تتحدثين تفضلي لقد ترك هذا الهاتف السيد حامد لك خصيصا
ضحكت ريان و قالت : إما انني اهذي او انني غبية
فضحكت رهام مجدداً و قالت : حاشاك يا انسة ريان تفضلي افتحيه
امسكت ريان العلبة و فتحتها فكان بداخلها هاتف جديد من نوع فخم ايضا قامت بتشغيله و انتظرت قليلا ريثما يتم تفعيل الاتصالات
جلست رهام بجانب ريان و سألتها اخبريني كيف حصل الحادث ؟
ريان : عن اي حادث تتحدثين
ضحكت ريان و قالت يبدو انك لاتزالين بحاجة للنوم يا صديقتي انا سوف اخرج لو احتجت لاي شيء اتصلي بي ستجدين رقمي مسجلاً على ورقة صغيرة بجانب رأسك ..
ريان : حسنا كما تريدين يا صديقتي
حدقت ريان مجدداً بقدمها و هي تشعر بالسعادة الغامرة و قالت جوال جديد و ممرضة جديدة و غريبة الاطوار ايضا
امسكت الهاتف و سجلت به رقم خالد و قامت بالاتصال به
رن هاتف خالد عدة مرات فنظر اليه رقم غريب يتصل به اغلق الهاتف ورماه جانباً و هو يستمع لكلام والده عن ما حدث مع رافع من زوجة وليد
اما ريان فقد ظنت ان خالد مشغول بأمر ما فحاولت الاتصال ببقية افراد العائلة لكنها لم تكن قد حفظت اي رقم منهم فاغلقت الهاتف و جلست تكتب رسالتها إلى خالد على الهاتف ريثما يقوم هو بالرد عليها ...

....
انهى حامد قص الاحداث على الجميع و قام بشرح كل شيء لهم فلما وصل إلى كلامه عن سمر اطرق قليلا صامتاً ثم التفت إلى ام وليد و قال لها : اما سمر فقد اخطأت بحقكم و لكم كامل الحق في فعل ما تشاؤون معها و انا هنا لا ادافع عن احد فكما ان زوجة اخيكم قد تسببت بكل هذه الكوارث فزوجتي قد تسببت بطريقة او بأخرى بهذا ايضا و لكن يجب ان تعلموا ان سمر كانت تريد فقط الضغط على ريان لتبعدها عن خالد و يتم الطلاق فجمعها القدر مع ملاك التي اخفت هويتها تحت اسم مستعار و تظاهرت انها إحدى جارتكم و تحمل اسم ايمان إلا ان الله فضحها و فضح وليد معها فانظروا ماذا انتم فاعلون ..
نظرت هناء إلى حامد و قال له : اسمع يا ابا خالد إن كانت زوجتك هي التي اخطأت الان بحق ريان غنحن اخطأنا بحق ريان و بحقكم انتم جميعاً لأننا صدقنا كلام المجاهيل عنكم انكم عائلة تعمل بتجارة الممنوعات و لكم اعمالكم المشبوهة من تجارة السلاح و لم ننتظر حتى نتيقن او حتى نستفهم منكم ..
نظر حامد إلى هناء و قال لها : لا داعي لذلك يا ام وليد فما سمعتوه له وجه من الصحة و ها انا اعترف امامكم و امام ابني خالد و اتعلموا جيدا انكم الان كمثل خالد لا احد منكم يعلم شيئا عن الماضي الخاص بي كما انني لا اعلم ما بينكم و بين وليد
انا في ما مضى من حياتي نعم كنت تاجراً للسلاح لكنني كنت اشتري السلاح و اعطيه للمقاومة ضد الاحتلال و اما تجارة الممنوعات فكنت امول بها نفسي ظنا مني ان الغاية تبرر الوسيلة امضيت على ذلك الحال عدة سنوات حتى رزقت بخالد و منذ ان اصبح لي عائلة تبت من ذلك الامر و لم اعد اليه مرة اخرى و لم اترك شيئاً يتعلق بذلك العمل سوى هذا المنزل و هذا ..
و اخرج من خصره مسدساً وضعه امام الجميع و ليشهد الحميع انني ما اعتديت على احد و لا وضعت بذمتي نقطة دم حرام

و انا الان مستعد على التكفير عن فعل زوجتي و سأدفع الملايين الخمسة و اتكفل بعلاج ريان و مستعد لأي شيء تطلبونه

كان الجميع مذهولاً مستغرباً مما يسمعونه من حامد و خاصة خالد كان يسمع هذا الكلام لأول مرة و لم يكن لديه ادنى فكرة عن الموضوع

نظر طارق إلى حامد و قال له : اسمح لي يا سيد حامد نحن لا علاقة لنا بماضيك و حاضرك و حاضر خالد مشرف و الذي فعلتموه معنا لا يفعله احد هذه الايام و نحن نشكر جهودكم معنا
و من قال اننا لم نخطء نحن ايضاً ؟
انا ايضا من تسببت بحادثة ريان انا الذي ضغطت عليها ..
هناء : الحاصل اننا كلنا اخطأنا و لكن ارى ان نترك الماضي لنهتم بالقادم ماذا ستفعلون الان بخصوص وليد و زوجته ؟

وصلت رسالة إلى هاتف خالد فرن في هاتفه في جيبه اخرجه فنظر إليه فرأى رسالة قد وصلته
مكتوب فيها
" مرحبا انا ريان كيف حالك يا خالد ؟ "
" هل ستأتي إلى هنا اليوم ! لقد اشتقت اليك انا وحيدة و اشعر بالضجر "
" أين انت ؟ ... "

استرغب خالد من الرسالة لم يكن يعلم انها قد استفاقت من العملية و استفاقت ايضا وقف خالد من مكانه و قال : انا علي الذهاب
نظر حامد إلى ابنه و قال : إلى اين يا خالد ؟
خالد : ذاهب إلى المستشفى ريان استفاقت
وقفت هناء و نظرت إلى خالد قائلة : خذني معك يا خالد
رافع : لا سنذهب جميعاً انتظر
حامد : لن يخرج احد من هنا هل نسيتم ان هناك من يلاحقكم ؟
هناء : ما الذي تقصده يا ابا خالد هل تريد من ان نحبس انفسنا هنا ؟
حامد : يجب ان تختفوا عن الانظار و إن شاء الله سأحضر ريان إلى هنا لا تقلقوا
و انت يا خالد اذهب اليها و قم على رعايتها جيداً هل فهمت ؟
خالد : حاضر يا ابي
حامد : اجلسوا يجب ان نقرر ما علينا فعله ..

خرج خالد إلى الصالة و ارسل إلى ريان قائلا انا قادم في طريقي اليك انتظريني ..

صعدت خالد في سيارته و قادها متجها نحو المستشفى يقصد ريان ليطمأن عليها

على بعد عدة كيلو مترات كانت هناك فيلا كبيرة مهيبة الشكل مملوئة حرس على محيطها و بداخلها تلك الشقة الواسعة الفخمة بكل شيء مملوئة بالخدم
تجلس ملاك على تلك الأريكة الفضية اللون تقرأ جريدتها تنتظره ريثما يأتي من الداخل
سمعت تلك الخطوات المتثاقلة على الأرض تتقدم نحوها و قرع النعل على الرخام يملئ ارجاء الصالة
وضعت الجريدة جانباً و وقفت لتجلسه مكانها قائلةً بنبرة دلال و تمايل : أهلا اهلا بزوجي العزيز اجلس مكاني

... : اهلا عزيزتي اين كنت اليوم يا زوجتي العزيزة ؟
ملاك اين سأكون يا .. وليد لقد كنت اتابع قضية ريان
وليد : الم اقل لك اتركي هذا الموضوع يا ملاك

ممسكاً وليد الغليون بيده و هو يملأه اشعله و نظر إلى زوجته و هو يقول اسمعي يا امرأة هذه اخر مرة احذرك كل مافعلتيه يكفي و اي خطوة ستقدمين عليها بعد الان يجب ان يكون لدي علم بها هل تفهمين ؟
ملاك : كما تريد يا وليد و لكن انااا ..
وليد : بدون لكن و ذلك الغبي الذي اعترض طريق عائلتي محاولا قتلهم فليهرب قبل ان اقتله غداً اتظنين انك يمكنك ان تؤذي احدا من اخوتي ! و لا اظنك تتجرأين على التفكير بالتعرض لوالدتي اليس كذلك !
ملاك : طبعا انا افكر في هذا و كل ما اريده هو المنزل فقط
وليد : ذلك الموقع جميل سأحصل على المنزل رغماً عن انوفهم
ملاك : و ما رأيك بخالد و عائلته !
وليد : دبارتهم عندي و لكن اياك ان تتعرضي لحامد
ملاك : و لماذا هذا الحذر كله من ذلك العجوز
وليد : ذلك العجوز كان قبل اعوام احد اخطر المجرمين في البلاد
ملاك : انت قلتها كان و ثمن رأسه هو رصاصة تطلق من سلاح اصغر رجل من رجالي ..
وليد : رجالك ! ... لم ادري انه اصبح لديك رجال خاصون بك يا زوجتي
ملاك : اعتذر منك لم اقصد ذلك اعني انه ليس خطيرا إلى هذا الحد ..
وليد : ابتعدي عن خالد و عائلته هذه اخر مرة احذرك بها و بعد الان لن تكوني تحت حمايتي هل فهمتي ؟
ملاك : حاضر حاضر كما تريد يا وليد و انا لم افعل اي شيء بدون علمك حتى الان
نظر وليد بطرف عينه إلى زوجته و قال : اتمنى ذلك يا ملاك
بالنسبة لذلك الطبيب الاخرق قمت بفصله من عمله
و انت ايضاً ابتعدي عن سمر أنا اعلم انها الان تفكر كيف ستوقعك لتجمل صورتها امام عائلتها
ملاك : حاضر كما تريد و لكن كنت اريد اقول شيئاً
احتد وليد بكلامه و نظر إلى زوجته عابساً قافلاً حاجبيه و قال : لا اريد ان اسمع شيئاً هيا اريد ان انام ..
اعادت ملاك الكرة مترجيةً وليد قائلةً : و لكن يا وليد ..
رد وليد بتململ : قولي ماذا تريدين ؟
ملاك : اريد ان اخبرك ان سمر عرضت علي مبلغ خمسة مليون دولار لكي ابتعد عن ولدها و اتفقت مع رافع على ان يسلمني عقد المنزل مقابل ان ابتعد عن ريان
غضب وليد و صرخ على زوجته : اياك ان تلتقي برافع مرة اخرى و احذرك من ذكر اسمه على لسانك مرة اخرى مفهوم !

ارتعدت ملاك من صرخة وليد في وجهها و انتفضت من مكانها صامتةً و هي ترتعد خوفاً من وليد
امسك وليد الغليون و وضعه على الطاولة ثم نظر إليها قائلاً : اذهبي إلى الغرفة و جهزي الفراش هيا ..

ذهبت ملاك إلى الغرفة و هي تتمتم و تتوعد للجميع بعد ان رأت من زوجها تلك المعاملة

اما وليد فنظر لها و تبسم و قال بنفسه : تظنني لا اعلم عن وليد شيئاً سأقص لها اصابعها و اجعلها تأكلهم ...

يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي