24

ترى ما هو هذا الأمر ليس من عادة والدي ان يخفي شيئاً كهذا ..
رافع : لا ادري و لكن يبدو انه شيء مهم . .

كان حامد جالس على الاريكة و هو ينظر اتجاه النافذة بدون ان يتكلم بشيء ابدا
هناء : ماذا هناك يا حامد تكلم
حامد : في الحقيقة هناك امر مهم و ايضا خطير لكنني لست متأكداً منه تماماً ..
هناء : ماذا هناك يا ابا خالد تكلم لا تقلقني اكثر
حامد سأتكلم و لكن قبل ذلك سوف اسمعك تسجيلا صوتياً
هناء : بصراحة انت تشعرني بالقلق اكثر هات اسمعني ..
اخرج حامد الهاتف من جيبهو قام بتشغيل تسجيل صغير من عدة ثواني يظهر فيه صوت امرأة تتكلم و بعدها يظهر فيه صوت رجل يناديها ب ( ملاك )

سمعت هناء التسجيل فشعرت بأن شيئاً ما مألوفاً فيه و لكنها لم تقل شيئاً اطفئ حامد التسجيل و نظر إلى هناء قائلا : هل اسألك او تعلمين ماذا سوف اسأل ؟
هناء : سأريحك من عناء السؤال إن صدقك حدسي فهذه ملاك زوجة ابني و المتكلم هو وليد ...
حامد : كما كنت اتوقع لقد ظننت ذلك ايضاً و لكن هل انت متأكدة يا هناء ؟ ؟
هناء : ليس تماماً و لكن لو اسمعت التسجيل لطارق و رافع ربما سيعلمون لمن تلك الاصوات
حامد : لا داعي لذلك لن افعل انا اردت ان نكون لوحدنا قليلاً و بعدها ستكونين حرة التصرف
هناء : انت لم تخبرني إلى الان كيف حصلت على هذا التسجيل ؟ !
حامد : انها مكالمة بينهم و بين زوجتي سمر !
هناء : سمر ! و لكن ما علاقة سمر بهم انا حقا لا افهم شيئاً ..
حامد : سأخبرك لا تقلقي
طُرق الباب مقاطعاً حوارهما و دخل رافع و بيده فناجين القهوة
هناء : ادخل يا وليد ضع القهوة هنا على الطالة و اخرج من فضلك
حامد : لا انت ابقى هنا اريدك للحظات

اخرج حامد سيجارة من العلبة و قام بتشغيلها ثم نظر إلى رافع و قال : ادخل ما بك تقف جامداً تعال هيا
هناء : اسمع كلام عمك حامد و اغلق الباب خلفك
دخل رافع و اغلق الباب خلفه و جلس بجانب والدته...
حامد : و الان يا رافع اخبرني يا رافع من اين تم اختطافك !
شعر رافع بالارتباك و نظر إلى حامد قائلاً : من الطريق طبعاً
حامد : قل الحقيقة يا رافع كيف حصل الامر !
نظر رافع إلى امه رافعاً حاجبيه و كأنه يسألها عن اذا ما كانت ستتحمل ما سيقوله . !
اومات إليه برأسها ان تكلم ..
نظر رافع إلى حامد و قال : في الحقيقة كنت على ظن ان من يلاحق ريان هي زوجة وليد ملاك فقررت الالتقاء بها لفهم ما تريده منها لعلنا ننتهي من هذه المهزلة ..
اتصلت بها ذات يوم و اخبرتها انني جاهز لكل ما تريده مني شريطة ان تكف بلائها عن ريان ..
وافقت و اتفقنا ان نلتقي بإحدى الشوراع الفارغة ..
استدرجتني إلى احد الازقة و ما إن وقفت قبالتها حتى رأيتها تضحك و تطلب مصافحتي فرفضت ذلك و تراجعت إلى الخلف و سالتها عن الهدف الذي تسعى اليه من وراء هذه الحركات ..
ضحكت ضحكتها المستفزة امامي و قالت بكل برودة اعصاب " اريد ان اجعل ريان تذوق ما ذقته انا يوم القت بي في السجن انا و زوجي ..
فكررت سؤالي مكررا عن ايجاد حل جذري للموضوع فقالت لي " لو لم يكن وليد ... "

قمت بأخراسها و لطمتها على وجهها صفعة فاشتد حنقها و اشارت بيدها اشاؤة احسست بعدها بشيء يرتطم برأسي و هويت على الارض بعدها
و لم استيقظ إلا و انا مقيد إلى كرسي حديدي في ذلك المستودع الذي وجدني به خالد
و لم اراها إلا مرة واحدة بعدها في خينها كان خالد قد تفاوض معهم لكي يتركوني و شأني مقابل ان يفرج هو عن الطبيب و شيء اخر اتفقت عليه معهم ..
تكلمت مع ملاك مرة واحدة فقط لم تدع احد يؤذيني و ايضا حاولت ان تكسبني بصفها قبل ان تذهب و لم اراها بعد ذلك ...

حامد : و لكن لماذا اختارتك انت بالتحديد ؟

رافع : لأنني لأنني ..

هناء : لأن ملاك تحب رافع و دائماً ما كانت تلمح بذلك .

نظر رافع إلى والدته و قد تفاجئ بما سمعه منها و قال لها : و منذ متى و انت تعلمين ذلك و تخفينه عني !
هناء : من اول يوم يا بني من اول يوم و لكن كنت اتوقع انها ستتغير بعد ان تبتعد عنا
حامد : هذا يفسر انها لم ترضى ان تؤذيك و بالاضافة إلى انها اختارتك انت بدل طارق ..

و لكن ماهي الخيارات التي طلبتها !
تردد رافع قبل ان يجيب على سؤال حامد و طأطأ رأسه كي لا يتكلم ..
هناء : قل و لا تخاف يا بني
رافع : لقد خيرتني بين ان اسلم لها ريان او ان نكتب لها البيت الذي نسكن به باسمها أو ..
هناء : او ماذا ؟
حامد : او ان تتعاون هي و رافع على التخلص من وليد و يحل هو مكانه بالطريقة الشرعية اليس كذلك ؟
رافع : اجل او هذا لكن كيف عرفت ذلك ؟
حامد : لا يهم كيف عرفت المهم انني اصبت
بكلامي
و لكن اعلم يا رافع انها غير صادقة و اتوقع انا انها تسعى لقتل وليد و لصق التهمة بك و إن لم يحدث هذا فلربما تصدق هي و تتزوجك بعد موت حامد على ان تكون ريان هي القاتلة عند التحقيقات و بهذا يكون انتقامها كامل ..

رافع : هل يعقل هذا ؟
حامد : اجل يعقل و ليس غريباً ايضا عنها ..
هناء : لكن على ماذا تعول ملاك حتى تضمن ولاء رافع لها فهي تعلم انه لا يحبها و سيكون مرغما على ذلك ... ؟
حامد : المال تعول على فتنة المال يا هناء ..
المال هو اكثر ما يغير الناس و يفتنهم عن دينهم و اخلاقهم و انا اعلم هذا جيداً..

و لكن اضف إلى ذلك خيار الخمسة مليون دولار ..

ردت هناء وسط جو من الذهول و الصمت ساد على الجميع قائلةً : خمسة مليون ! !
عن اي ملايين تتحدث يا ابا خالد !
حامد : هذا ما عرضته هي على زوجتي اليوم ..
هناء : زوجتك ! و ما دخلها بالموضوع ؟
حامد : تلك قصة اخرى يجب ان يعلمها الجميع قم يا رافع و نادي طارقاً و خالد هيا

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي