42

.
رن هاتف طارق في جيبه عدة مرات لكنه لم يجرء على اخراجه و الرد على المكالمات لظنه ان امه هي من تتصل للتعرف على حال رافع..

عاد الهاتف ليرن مرة بعد مرة و لكن طارق يستمر باغلاق المكالمة فنظر حامد إلى طارق و كلمه بنبرة غاضبة وقال: اطفئ هاتف يا طارق او رد على المكالمة هل ينقصنا ازعاج الان!

طارق: اسف و لكنها امي و لا بد انها تريد ان تسألني عن رافع فقد وعدتها ان اجعله يتكلم معها عندما نصل إلى هنا..

خالد: اعطني الهاتف انا سوف اكلم ريان و هي ستشرح الامر لوالدتك هات الهاتف يا طارق..

طارق: كما تريد..

مد طارق يده إلى الى جيبه و اخرج الهاتف لكنه تفاجئ بأن المتصل كان رقما غريبا و لم تكن امه كما كان يظن..

تردد طارق بداية ثم قرر الرد على المكالمة و قال: انتظر يا خالد سأرد انا..
خالد: انت و ما تريد المهم خلصنا يا رجل

امسك طارق الهاتف و وضعه على اذنه و اجاب قائلا: الو من المتصل!
فسمع ذلك الصوت المألوف بالنسبة له و لكنه كان صوتا قديما لم يسمعه منذ عدة سنوات..
عندما اجابه المتصل قائلا: انا اخوك وليد!!
لم يصدق طارق ما يسمع فأعاد سؤاله للمرة الثانية و قال: سألتك من انت يا هذا!
وليد: انا اخوك وليد ايعقل انك لم تعرفني يا طارق
طارق: و ماذا تريد ايها الخائن ماذا تريد بعد الذي فعلته هاا؟اخبرني هل تريد قتلي او قتل امك؟؟
تكلم؟
اسمع يا هذا انا ليس لي اخ سوى رافع و إن حصل لرافع مكروه فاعتبر نفسك في عداد الاموات انت و زوجتك الشريفة...
وليد: اسمعني يا طارق انا هنا لكي..

قطع طارق الكلام و اغلق الخط في وجه اخيه وليد دون ان يترك له مجالا للكلام و القى الهاتف على طاولة حامد فتفاجئ بأن خالد و والده ينظرون له بنظرات عجب و دهشة..

طارق: ماذا هناك لماذا تنظرون إلي بهذا الشكل يا جماعة!
خالد: من كان المتصل يا طارق!
طارق: انه وليد اخي اتصل بي
حامد: و لماذا اقفلت الهاتف في وجهه
طارق: و ما حاجتنا إليه يا سيد حامد
حامد: ماذا تعني بحاجتنا اليه!
انه عدونا و يجب ان نعلم اين هو يا طارق
طارق: لا ليس الان فوليد كالصبار كلما اقترب منه احد اذاه و نحن لسنا بوضع يحتمل المزيد من المصائب يا سيد حامد..

قاطع ذلك الحوار خالد وهو يصرخ قائلا: انظروا إلى التلفاز لقد قاموا بنشر صوت تلك المرأة المقتولة!!

نظر طارق إلى الصور فدهش مما رأها و لم يصدق عينيه متقدم اكثر إلى ناحية التلفاز لينظر عن كثب و يتأكد

حامد: ما بك يا طارق لماذا كل هذا!!
طارق: انت لا تعلم من هذه المرأة!!
حامد: لا و كيف لي ان اعلم يا طارق
طارق: انها... انها ملاك زوجة وليد..
خالد: ماذا! هل انت متأكد يا طارق!
طارق: اجل انا متأكد من هذا انها زوجة اخي
حامد: و كيف حصل هذا لقد كانت في ذات الوقت من رافع تستلم الاموال و قد اطلقت النار عليه..
خالد: ايعقل انها شعرت بالندم فأجرمت في حق نفسها!
حامد: اسمعا انهم يقولون انها مدمنة كحول ايضا!
طارق: اقول لكم انها زوجة وليد و انا متأكد مما اقوله لكم مئة بالمئة..
حامد: إذا لهذا اتصل بك وليد اليس كذلك يا طارق!
طارق: انا لم اعد افهم شيئا يا حماعة..

خالد: انا سوف اذهب لأحضر ريان و حماتي إلى هنا فليس من الصواب ان نخفي الامر اكثر..

حامد: رأي حسن و انت طارق ان اتصل بك وليد فاسمعمنه ماذا يقول لعلنا نفهم الامر...

و انا سوف اذهب إلى المنزل ايضا هناك ما يجب ان افعله و سأعود بعد قليل..

انطلق خالد في سيارته إلى منزلهم القديم حيث تسكن ريان و امها لكي يأتي بهن إلى المستشفى،
و اما حامد فقد ذهب هو الاخر إلى منزله ليكلم زوجته ايضا فها هو المحذور قد وقع و رافع في حالة حرجة بين الموت و الحياة و سوف يقع الجزء الاكبر من اللوم عليها لأنها هي من تواصلت مع ملاك منذ البداية و عرضت عليها المال...

و بقي طارق في المستشفى فتوجه إلى امام غرفة العمليات ليسأل الاطباء عن حال رافع..


كانت ريان تجلس مع امها و التوتر يسيطر عليهما بسبب ذلك الغموض و السكوت عن حالة رافع حيث لا خبر ابدا عنه حتى اللحظة..

رن هاتف ريان و هو في الغرفة الاخرى فهرعت نحوه مسرعة لكي تلتقطه و تنظر من المتصل ظنا منها انه طارق و لكنها ايضا اخطأت الظن و كان المتصل هو وليد إلا انها لم تعرفه في البداية..

نظرف إلى هاتفها فرأت رقما غريبا يتصل بها لأول مرة فارتابت و لم ترد عليه هي بل اخذته إلى امها و اعطتها اياه لكي ترد هي على المتصل...

فتحت هناء الخط و بسبب سمعها الضعيف فتحت السماعة الخارجة للهاتف ثم قالت: نعم من المتصل!
فأجابها: انا وليد..

تفاجئت هناء باتصال ولدها و سماع صوته لأول مرة منذ ان غادر منزلها..
فردت عليه بحزم: ماذا تريد يا وليد!
وليد: الا يوجد كيف حالك يا بني!
هناء: لست ابنا لي و لا يهمني حالك
وليد: انا اتصلت بريان فأين هي ريان!
هناء: انها معي ماذا تريد منها بعد كل هذا يا وليد!
وليد: انا لا اريد شيئا كنت اريد ان اطمئن عليها فقط..
هناء: هي بخير ما دامت بعيدة عنك و عن زوجتك يا وليد..
وليد: زوجتي! يبدو انكم لم تشاهدوا الاخبار بعد!!
هناء: عن اي اخبار تتكلم!؟
وليد: زوجتي اجرمت في حق نفسها بعد ما فعلته برافع...

ذعرت ريان لما سمعت الخبر و شهقت واضعة يدها على فمها
هناء: ما الذي تقوله انت يا وليد؟
وليد: اين انتما الان؟
هناء: هذا امر لا يخصك ياوليد
وليد: اذا اين هو رافع!!!
هناء: انه... انه كان مع زوجتك يسلمها الفدية التي طلبتموها
وليد: عن اي فدية تتكلمين انا لم اطلب اي شيء
لقد كان هذا باتفاق بين سمر و ملاك و اما ملاك فقد قتلت نفسها بعد ان اطلقت النار على رافع..
هناء: ما الذي تقولوه يا وليد اين هو رافع الان!!
وليد: و ما ادراني اتصلت لأعرف ذلك منكم فقد شاهدت على نشرة الاخبار انه قد قتل...

لم تتحمل هناء الخبر فارتج الهاتف في يدها و بدأ جسمها يرجف و أصيبت بنوبة ذعر و اغمي عليها من هول الخبر..
اما ريان الواقفة بجانبها لم تصمد اكثر و بدأت بالصراخ و النياحة على اخوها رافع و انكبت على امها تيقظها و هي تصرخ و تبكي...

يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي