48

..حزن محمد كثيرا و دمعت عيناه حينما قرأ تلك الكلمات الثقيلة على قلبه و شعر بالحزن بالشديد من وقعها على قلبه و حملها الثقيل على كاهليه و لم يستطع ان يتحرك من مكانه ابدا بل شعر بأن شلل اصابه و اقعده عاجزا عن الحركة نهائية فما كان منه إلا ان القى بنفسه على فراش العم اسماعيه و هو يئن و يحاول جاهدا ان لا يبكي و ان لا تخرج دمعة اخرى من عينيه وفائاً لأمر اسماعيل الراحل و اغمض عينيه يحاول النوم لبعض الوقت على فراش اسماعيل لعله يشعر بالارتياح قليلا و يذهب عنه حزنه و تعبه الذي وجده قد تضاعف بعدما رأى وصية اسماعيل الراحل

فأسماعيل فوق انه كان اكبر داعم نفسي لمحمد صار هو ايضا اكبر داعم له ماليا و ماديا فمحمد الذي لا يملك سوى محل لبيع الادوات الكهربائية صار الان بعد كرم اسماعيل يملك منزلا و محلا اخر و كم من الاموال يكفيه للزواج حالا بعد ان كان يجد صعوبة في شراء خاتم الخطوبة حتى

و لم يكتفي اسماعيل بهذا بل خطب له الفتاة التي يحبها و استغل جاهه بين الناس و معرفة ايهاب به و اخبره ان محمد ابنه اشارة على ان محمد في الادب و لااخلاق بمكانة تخوله لكي يكون هو ابن اسماعيل و هو يفتخر بذلك..

اغمض محمد عيناه بعدما ثقلتا و راح يحلم بأن اسماعيل قد عاد

فرأى محمد نفسه يجلس على كرسيه في العرس و بجانبه اسماعيل ممسكا بيده مرتديان البدلات الرسمية و الفرحة تعم الجميع و الابتسامة على وجه محمد لا تفارقه بعد ان تزوج من تلك الفتاة التي لطالما احبها و اراد ان تكون زوجته في الحلال و امام الناس كلهم كي يشير بيده آليها و يتفاخر امامهم انه قد حصل على زوجته التي يتمناها و يحبها



في تلك الاثناء كانت دينا تهتم بأمر المرضى من جهة و من جهة اخرى تفكر بمحمد و حاله الان
ففتحت هاتفها لترى إن كان متصلا بالانترنت لتجد ان محمد قد استلم رسائلها لكنه لم يرد حتى الأن

كانت دينا تعمل جاهدة لكي تغطي النقص الحاصل بسبب تعب شريكتها في العمل تلك الفتاة الشاحبة اللون التي كانت قد تعرفت عليها في اول ايامها في العمل لكنها لم تكن قد اختلطت بها كثيرا فقد كانت تلك الفتاة كثيرة الانعزال بعيدة عن الناس كثيرا
رات دينا ان الفتاة تشعر بالدوار فخطواتها ليست على الحال الذي ينبغي ان تكون عليه و كثيرا ما تجلس هنا و هناك.

فاقتربت منها دينا و وضعت كفيها على كتفيها و قالت: هل انت بخير يا صديقتي ماذا هناك!
الفتاة: انا بخير شكرا لك
دينا: ارى انك لست على ما يرام لونك شاحب و جسمك بارد كثيرا هل انت مريضة!
الفتاة: لا لا انا بخير احتاج لبعض الراحة قليلا
دينا: حسنا تعالي معي سأسطحبك معي إلى غرفة الممرضات تعالي
الفتاة: شكرا لك


وضعت الفتاة يدها على كتف دينا و مشت بجانبها إلى غرفة الممرضات على مهل حتى و صلت الفتاتان و دفعت دينا بيدها الباب ثم دخلت و اجلست الفتاة على احد الكراسي و اسرعت لتحصر لها علبة عصير من حقيبتها الخاصة
و عادت مسرعة نحوها، جلست دينا بجانب الفتاة و اعطتها علبة العصير لتشرب منها لعلها تستعيد نشاطها قليلا
دينا: تفضلي اشربي
الفتاة: شكرا لك اتعبتك معي
دينا: لا لا بأس و لكنني اخشى ان يكون بك بأس ما ما رأيك ان احضر طبيبة لاكشف عليكِ!
الفتاة: لا حاجة لذلك شكرا لك انا كثيرا ما يحدث لي هذا لقد اعتدت على الامر
دينا: عجبا لك انت ممرضة و تعتادين على المرض!
بما ان الامر يتكرر فهذا يعني ان خطبا ما بك
الفتاة: لا لا ابدا لكنها قصة طويلة و ما يحدث لي امر طبيعي لا تقلقي
دينا: همم حسنا اسمعي انت ابقي هنا و انا سأهتم بالمرضى و سأعود لأطمئن عليكِ بعد قليل
الفتاة: لا لا ارجوك لا داعي لذلك لا تتعبي نفسك انا قادمة معك
دينا: لا لن تفعلي هذا على كل حال استراحة تناول الطعام قد افتربت ابقي هنا و تناولي بعضا من الطعام و بعدها سننظر في امرك
الفتاة شكرا لك يا..!
دينا: اسمي دينا و انت ما اسمك؟
الفتاة: نادني منى
دينا: تشرفت بمعرفتك ابقي مكانك يا منى حتى اعود إليكِ
منى: شكرا لك على جميل صنيعك


تبسمت دينا بوجه الفتاو و خرجت من الغرفة مسرعة إلى غرف المرضة و خصت منها الغرفة مئة و احد عشر حيث تتواجد صديقتها الجديدة ريان.

طرقت دينا الباب و دخلت إلى الغرفة لتجدها فارغة و لا اثر لريان ابداً في المكان فتعجبت من الامر فقد كانت هي المسؤولة عنها و قد قام المدير حامد بتعيينها بفعل ذلك

فعادت نحو مكتب المدير حامد لترى ما الأمر.
طرقت الباب فجائت السكرتيرة الخاصة بحامد لترد عليها
دينا: مرحبا هل المدير حامد في الداخل؟
السكرتيرة: في الواقع ليس هنا فالسيد حامد لم يأتي إلى هنا اليوم و قد خرج منذ البارحة في ساعة الظهيرة
دينا: حسنا شكر لك


عادت دينا ادراجها فتوجهت إلى مكتب المدير الاخر و طرقت باب مكتبه ليرد عليها من الداخل و يأذن لها بالدخول

دخلت دينا إلى المكتب و القت التحية على المدير
فرد عليها المدير و قال: اهلا بالانسة دينا تفضلي بالجلوس
دينا: شكر لك حضرة المدير لك لدي عمل مهم و جئت اسألك عن شيء إن كان لديك بعض الوقت
المدير: طبعا يوجد تفضلي يا ابنتي ماذا تريدين؟
دينا: يوجد مريضة اسمها ريان انا لا اجدها في غرفتها و قد ذهبت إلى مكتب السيد حامد فلم اجده هو ايضا هل تعرف ما الذي حدث؟
المدير: طبعا اعرف الامر هو بكل بساطة
ريان هي خطيبة خالد ابن السيد حامد و قد شفيت بعد ان اجرينا لها عملية زرع مفصل صناعي و استقر في جسمها مستوى السكر فتم تخريجها منذ البارحة من المستشفى و اما السيد حامد: فأظنه ذهب لكي يجهز لعرس ابنه
و لكن لماذا تسألين انت؟

دينا: ليس هنالم شيء كل ما في الامر ان السيد حامد كان قد عينني مراقبة لها و قد عدت اليوم بعد ان اخذت يوما اجازة لأكتشف انها ليست هنا

المدير: لا تقلقي كل شيء على مايرام
دينا: حسنا شكرا لك، بالاذن منك
المدير: رافقتك السلامة

خرجت دينا من المكتب و عادت تفكر في امر ريان المريب و حامد ايضا
فحامد رجل غني و ثري جدا فما الذي جعله يزوج ابنته لريان فالظاهر عليها و على اخوتها انهم من الطبقة المتوسطة ثم انها مريضة بعدة امراض و مع ذلك فهم الان يجهزون لحفل الزفاف و لم يمضي على خروج ريان المستشفى سوى يوم واحد فقط.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي