44

وقف الثلاثة محتارين في امرهم ففاجئهم دخول عدة رجال من الامن يبحثون عن المدعو وليد

فأشار احد رجال الأمن إلى وليد و قال: ها هو.

فأسرع الرجال نحوه و امسكوه من يديه و سط ذهول من الجميع
و ما هي إلا ثوانٍ كان حامد قد دخل خلف رجال الامن يمشي خلفهم

فحاول وليد الافلات من يدي رجال الامن و لكنه لم يستطع فرد عليه احدهم: وليد القادري انت رهن الاعتقال يحق لك التزام الصمت حتى تصل إلى قسم الشرطة

وليد: ما الذي يجري ماذا يحدث هنا!
رد عليه حامد و هو قادم من بعيد و قال: لا شيء مهم يا وليد فقط متهم بقتل زوجتك يا ذكي اراك في المحكمة قريبا..

مضى رجال الامن و معهم وليد حيث اقتادوه إلى سيارة الشرطة خارج المستشفى
و اما طارق و اخته ريان فقد كانا يقفان مذهولين مما حدث قبل دقائق من الان
طارق: ماذا هناك يا سيد حامد!
حامد: اخوك وليد قام بقتل زوجته بعد ان قامت بسرقة مبلغ مالي ضخم من خزينته و ظن انها ذاهبة للهرب إلى خارج البلاد برفقة رافع ايضا
ريان: وليد يقتل ملاك!
هل يعقل هذا!
لقد عادانا جميعا كي ترضى زوجته و في النهاية يقتلها.
حامد: نعم لا غرابة في ذلك فلا يحيق المكر السيء إلا بأهله يا ريان
ريان: و لكن بعد ماذا فأمي و اخي الان في العناية المشددة يا سيد حامد.

تبسم حامد قليلا في وجه ريان و قال: تعالي اتبعيني يا ابنتي و انت ايضا يا طارق تعال معي
طرق حامد باب غرفة العمليات و دخل و معه ريان و طارق متعجبين مما يحدث


اشار حامد بيده إلى طارق و ريان ان يتقدما نحو سرير المريض ليجدوه فارغا!!

طارق: ما الذي يجري يا سيد حامد اين هو رافع؟
حامد: رافع بخير و هو في مكتبي تعالوا معي سأشرح لكم كل شيء
ريان: انا لم اعد افهم اي شيء ابدا
حامد: ستفهمين عندما تشاهدين اخوك رافع

عاد حامد من غرفة العمليات و توجه إلى مكتبه و معه طارق و ريان و وصلوا إلى مكتب حامد فطرق حامد الباب و دخل و تبعه ريان و طارق فرأوا رافع يجلس على الاريكة يحتسي القهوة!
فوقفت ريان متعجبة و لا تستطيع ان تستوعب ابدا
حامد: تفضلا بالخول هيا
رافع: اهلا اهلا بريان ادخلي
ريان: انت بخير يا رافع!
رافع: اجل بأتم حال
طارق: و لكن كيف هذا الم تكن في حجرة الاسعاف!!
رافع: السيد حامد سيحكي لكم كل شيء

حامد: كل مافي الامر انني توقعت ان ملاك سوف تؤذي رافع ان رفض حبها له فقمت بأعطائه درعا و اقية من الرصاص و ارسلته إلى ملاقة ملاك
و بالفعل كان ما توقعناه و قامت ملاك بأطلاق النار على رافع و في صدره مباشرة
فألقى رافع نفسه في الماء و حبس نفسه جيدا ثم اخبئ اسفل الجسر ريثما يصل رجال الاسعاف الخاصين بمشفانا لينقلوه على انه جثة هامدة..

فانتقل الخبر بسرعة عبر عدة رجال زرعتهم في المكان ليشيعوا خبر مقتل رافع و ايضا كان رجال الشرطة متعاونين معي و تظاهروا باللحاق بسيارة ملاك و تركوها تفلت عن عمد لنعلم أين يختبئ وليد فقد ظننت انها ذاهبة إليه و قد كانت تحت المراقبة
اما الذي لم نتوقعه ان وليد سيقتل ملاك كنا نظنه سيعذبها او يسجنها فقط..
و لكنها كانت قد سرقت مبلغا كبيرا من المال و خبأته في فندق في المدينة و عندما هربت إلى هناك كان رجال الشرطة ينتظرونها في المطار ليلقوا القبض عليها إلا ان وليد علم و ذلك بسبب سمر زوجتي عن مكان ملاك فذهب ينتظرها هناك لأنه علم انها ستعود لأخذ المال بكل تأكيد
و بمجرد عودتها قام بقتلها في ذات الغرفة و قد اظهرت نتائج الطب الشرعي انها ماتت بسبب جرعة مفرطة من الممنوعات و على ما يبدو ان وليد هو من فعل ذلك بها

طارق: و لكن لماذا اخفيتم امر رافع عنا!
حامد: علمت ان وليد سيتصل بكم ليعلم حال رافع و يأتي إلى هنا ليعلم ان كان مات ام لا فهو اخوه على كل حال و ها هو قد وقع في الشرك و امسكت به الشرطة
ريان: لا يهم فسوف يخرج وليد من السجن كما يفعل في كل مرة
حامد: لا لن يفعل هذه المرة
ريان: و لم لا
حامد: لأن الذي كان يتدبر هذه الامور هي ملاك عبر هلاقاتها ببعض المسؤولين و اغرائهم بالمال
اما وليد فلا حول له و لا قوة و إن حدث و اراد الافلات
فشريط دخوله للغرفة و خروجه منها لدي و هو دليل ادانة قوي لا يمكنه الهروب منه
طارق: و امي اين هي
وليد: هي بخير و تجلس في غرفة العناية بكبار السن
ريان: إذا فلنذهب إليها حالا

في تلك اللحظة كان خالد قد عاد إلى المستشفى و اجتمع بوالده فحكى له كل شيء
و ذهب الابناء الثلاثة إلى غرفة والدتهم هناء ليطمئنوا عليها بعد ان انتهت كل هذه المؤامرات


اما وليد فقد اقتيد إلى السجن و بدأت التحقيقات معه بشأن قضايا عدة كان حامد قد رفعها ضده و اهمها الاتجار بالممنوعات و قتل زوجته ايضا...


في هذه الاثناء كان الظلام قد حل و اليل اتى ليضطر الجميع إلى العودة إلى منازلهم جميعا..

عادت هنا و ابنتها ريان و معها طارق و رافع إلى منزلهم القديم بعد جدال طويل مع حامد و خالد كي يأتوا و يناموا عندهم الليلة في منزلهم إلا ان هناء رفضت و فضلت العودة إلى منزلها فقد اشتاقت إليه كثيرا و احبت ان تعود إليه
فقبل حامد و عاد هو الاخر إلى منزله و معه خالد ليمضوا ليلتهم في المنزل و يرتاحوا بعد تعب طويل و توتر عاشوه لعدة ايام...

اما دينا فلم تخرج من منزلها في هذا اليوم و امضت بومها كله مشغولة البال على محمد الذي يعتكف في منزله و لا يبرحه ابدا بعد موت العم اسماعيل حيث شعر بالوحدة و الكأبة بعد ان صار وحيدا مجددا و نسي كل شيء عدا اسماعيل فقط هو الذي ظل مرسوما في ذاكرته

و فاطمة كانت تجلس في غرفتها غارقة بالحزن بعد ما جرى لها مع يوسف فقد احبته من كل قلبها و قد كان هو الاخر يمنيها بمستقبل جميل و احلام وردية للتفاجئ بعد هذا كله انه كان ينوي اختطافها او ما شابه ذلك، فهي حتى الان لم تعرف إلى اين كان سوسف يمضي بها و معه تلك الفتاة التي وجدت ميتة بالغابة.

و ايهاب يجلس في غرفته يفكر في كيف سيجد عملا له فهو لا يحب ان يتكل على ابنة اخته في مصاريف المنزل و ليس من اللائق هذا فبعد ان تم فصله من عمله اضطر للمكوث في المنزل متحججا ان المصنع تحت الصيانة لعدة ايام فقط.













...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي