51

..و بينما كانت ريان و خاطبها خالد يقضيان الوقت خارج المنزل كان الاهل من كلتا العائلتين يحددون زمن حفل الزفاف و المكان و الذي هو بعد خمسة ايام فقط.
اما المكان فسيكون في احد الصالات المعروفة في المدينة الفخمة و كانت شقة خالد قد انتهت من الدهان و الديكورات و بقي فقط ان يأتي الاثاث إليها و الذي يجب ان يختاره العروسين فقط و من ثم يختاران الذهب و بدلات الزفاف

كانت هناء سعيدة جداً لابنتها التي طال انتظارها و صبرها و تحملت من المتاعب و المشاق ما تحملته في سبيل ان تحصل على الزوج الذي يستحقها و تستحقه
و كابدت كل ذلك العناء و المشافي و المخاطر كل ذلك كي تظل محافظة على حب خالد لها و حبها له

و حامد قد شعر بالفخر لأجل ابنه فبعد كل ما حدث استطاع ان يبقى مع من احب و مع من اختار قلبه رافضا كل ما حيك له من مؤامرات و حيل كي توقع بينه و بين زوجته التي يحبها،

و بعد ساعة من الزيارة انتهى الوقت المخصص للزيارة فنهض حامد و معه زوجته و استأذنا للذهاب هم ايضا بعد ان وطد علاقة سمر بعائلة ريان جيدا و اتطاع محو كل العوالق و العوائق بين سمر و بين عائلة ريان،

خرج الزوجان من من المنزل بعد وداع حار على امل ان تلتقي سمر و هناء بعد يومان من الان ليرافقا ولديهما كما جرت العادة و التقاليد في شراء الذهب و المجوهرات و بعدها تبدأ مراسم الزفاف

و بمجرد ان خرج حامد و زوجته من المنزل التفت رافع إلى امه و اخيه و قال: انا سأذهب إلى مكتب التحقيقات لأرى اخر التطورات التي حصلت مع وليد في التحقيق معه

طارق: سأذهب معك ايضا
رافع: لا انت ابقى هنا في حال عاد خالد و ريان سيتوجب عليك ان تكون هنا
هناء: حسنا يا بني انهي عملك و من ثم اتصل بأخوك طارق و اخبرنا عن اخر النتائج
رافع: و هو كذلك ان شاء الله
هناء: بأمان الله يا ولدي انتبه لنفسك
رافع: السلام عليكم بامان الله


خرج رافع من المنزل و ركب دراجته النارية و انطلق نحو مكتب التحقيقات و هو مشوش الفكر و محتار فيما سيقوله عن اخيه الان في الافادات

وصل رافع إلى المكتب المطلوب اوقف دراجته إلى جانب مدخل القسم و خلع الخوذة و وضعها على الدراجة ثم نزل من الدراجة و توجه نحو باب القسم صعد الادراج و من ثم قام اثنان من العناصر بتفتيشه جيدا و قام بأبراز هويته الشخصية ثم مضى إلى داخل القسم
و توجه إلى مكتب العقيد المسؤول و معه احد العناصر يمشي بجانبه،
طرق العنصر الباب ثم دخل و القى تحيته العسكرية و استأذن لرافع بالدخول فأذن له العقيد و خرج من العنصر من المكتب و دخل رافع إلى المكتب و تقدم إلى حيث يجلس العقيد و صافحه ثم جلس.

العقيد: تفضل ما طلبك يا سيد؟
رافع: سيادة العقيد انا هنا بشأن قضية المتهم وليد
العقيد: و بصفتك من؟
رافع: بصراحة لا اعلم بصفتي انا اخوه و انا ايضا من قام برفع الدعاوى ضده
العقيد: همم هكذا إذا اخوه و غريمه ايضا في ذات الوقت
رافع: اجل تستطيع ان تقول هذا نعم
العقيد: حسنا يا رافع؛ بداية يجب ان تعلم ان وليد يواجه عدة تهم منها
القتل العمد حيث عثر على بصمات وليد في مسرح الجريمة و ايضا هناك اسرطة تسجيل الكاميرات التي تثبت دخول وليد إلى ذات الغرفة و في وقت حدوث الجريمة بالذات
ثانيا: هناك الاتجار بالممنوعات و ترويجها و لأنه عثر على كميات مخبئة في منزله اضافة لأنه استعملها في قتل زوجته المغدورة ملاك
و بالمناسبة فقد اظهرت التحاليل ان ملاك كانت مدمنة ايضا و لفترة طويلة
ثالثا و هي اخطر تهمة يواجها: تشكيل عصابة مسلمحة لتنفيذ اعمال اجرامية كالخطف و الابتزاز و إلى ما هنالك
رافع: و هل كل هذه التهم ثابتة عليه حضرة الضابط؟
العقيد: اجل و بالادلة القاطعة ايضا و طلدبعا هة اعترف ببعضها ايضا
رافع: هل يمكنني رؤيته؟
العقيد: اجل يمكنني جلبه إلى هنا
رافع: اجلبه من فضلك
العقيد: كما تريد

رفع العقيد سماعة هاتفه و اتصل بالمساعد الذي في الخارج و امره ان يحضر وليد
و ماهي إلا ثوانٍ معدودة و كان بالمكتب يطرق
دخل العنصر و معه وليد يجره من يده فأدخله المساعد و القى تحيته العسكرية و من ثم خرج
وقف العقيد من وراء مكتبه و قال: هل تريدان ان اترككما لوخدكما؟
رافع: اجل من فضلك حضرة العقيد
العقيد: حسنا لديك خمس دقائق لتتكلما اياكما ان تفعلا اي فعل خاطئ المكتب مراقب

خرج الضابط و اغلق خلفه الباب و بقي وليد واقفا في مكانه بلباسه الرمادي المخطط بالاسود حليق الراس و اللحية و الاصفاد تكبله من يديه إلى قدميه هزيل الجسم و اثار الضرب و التعذيب بادية عليه و قد تحول وضعه من النقيض للنقيض؛ من العز و الجاه و العظمة إلى السجن و القيد و الذل.

نظر رافع إلى اخيه بنظرة كره و شفقة ممزوجتين دون ان يتكلم بشيء و بقي صامتا
فتقدم وليد و جلس على الاريكة التي تقابل رافع دون ان يقول شيء صامتاً
فعدل رافع جلسته و نظر في عيني اخيه فرأى فيهما ايام الطفولة و الشباب ايام الفرح و الحزن ايام الفقر و الغنى ايام كان وليد هو اخوه الاكبر و هو سنده و امانه،
رآه مذلولا معذباً لا يقوى على النظر في وجه رافع
فسكت رافع هنيهة ثم تنهد و قال: ارأيت ماذا يحدث عندما تخالف عائلتك و تتبع هواك؟
ارأيت ما يحدث عندما تظلم و تتجبر لأجل فتاة رخيصة!
ارأيت ماذا يحدث عندما تتزوج رغما عن الجميع؟
لقد كان منعك من الزواج هي امنية والدك يا وليد انها امنية ميت قتلته انت و زوجتك
و لكن الذي حدث قد حدث و لم يتغير القدر مع كل دمعات امك و اهات اختك لم يتغير مع كل لحظة حزن و احتراق لأفئدتنا تسببت بها انت وحدك بسبب طيشك و غبائك
لطالما كنت اعتبرك الشخص الكبير و العاقل و العامل بيننا لكن اتضح لي العكس
لن اخبرك بما قاله لي الضابط عن ما انت متهم به لكن مما يريح فؤادي اننا لم نرفع عليك اي قضية تخصنا و لكنك تقع في شرور اعمالك
و إن كانت توبتك الان لم تعد تفيد فلازال امامك توبة للأخرة فتب إلى ربك و اعمل عملا صالحا ينجيك من عذاب يوم الاخرة
هذا ما لدي اراك في المحكمة
وليد: انتظر يا رافع انا لا اريد ان اعتذر او ابرر لأنني سأزيد الامر سوئاً و لكن فقط ارجو ان توكل لي محاميا لا اكثر
رافع: قد وكلت الدولة لك واحدا بالفعل
وليد: اجلس اريد ان اتكلم معك قليلا
رافع: لا وقت للكلام فزفاف ريان في هذا الاسبوع اما انت فمت بسلام يا شقيقي العزيز

خرج رافع من المكتب و دخل الضابط بعده ليتم اعادة وليد إلى الزنزانة الخاصة به
و اما رافع فقد خرج من الفرع و ركب دراجته عائدا نحو المنزل يحمل معه هذه الاخبار لأمه و اخيه.

يتبع..






....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي