47

..فيها لإرى إين سنذهب بتركة العم اسماعيل
دينا: و أين وصة العم اسماعيل الان؟
محمد: انها في منزله و لكن مفاتيح المنزل في المستشفى لذلك انا اريد الذهب إلى هناك
دينا: اشرب قهوتك يا محمد و هيا بنا انذهب لا اريد ان اتأخر
محمد: حسنا اجلسي دقيقة لا تخافي يا دينا


جلست دينا تتأمل المنزل و تحاول التفكير في امر خالها كيف ستخبره بالموافقة و ايضا كيف ستطلعه على عرض العمل مع محمد ايضا

في تلك الاثناء كان محمد غارق ايضا في التفكير بحال العم اسماعيل قبل موته و لماذا كان يريد ان يطلب يد دينا له دون ان يخبره
هل كان اسماعيل يشعر بأن هنالك شيئا ما مريبا بين محمد و دينا ام انها محظ مصادفة؟

و لماذا كان اسماعيل قد قال ان محمد هو ابنه ايضا؟

انهت دينا قهوتها و نهضت بعد ان نظرت إلى ساعة يدها و كانت تشير إلى السابعة و النصف صباحا و قالت متعجلة: محمد انا يجب ان اذهب لقد بقي نص ساعة على بدء دوامي

محمد: هيا تعالي معي سأوثلك في طريقي

خرج محمد من منزله و تبعته دينا
اغلقت الباب و نزلت بصحبته من البناء و توجهت إلى سيارة محمد السوداء اللون و صعدت بجانب محمد بعد ان اشعل المحرك و فتح لها الباب..

و انطلقا مباشرة إلى المستشفى مسرعين
دينا: ما الذي سوف تفعله الان يا محمد؟
محمد: لا ادري أولا سوف ابرء ذمة اسماعيل و ارى بعدها إن كان لا يزال دكان العم اسماعيل ناهضة فسوف اعرض على خالك ان يعمل بها
دينا: و إن وافق ماذا بعدها؟
محمد: لا اظن ان خالك على دراية بأن اسماعيل توفي و لذلك عندما يعلم فسوف يغير رأيه في موضوع الزواج على الاقل بضعة ايام
دينا: و بعد ذلك هل ستأتي لطلب يدي؟
محمد: لا ادري إن كان الامر سيكون بهذه السرعة و لكنني سأحتاج بعض الوقت لمزاولة حياتي اليومية بشكل طبيعي
محمد: و لكن اتعلمين انا سعيد بأن العم اسماعيل كان يريد ان يخطبك لي فلابد انه قد اعجبه ادبك و اخلاقك كثيرا جدا
دينا: ارجو ان تسير الامور على ما يرام و لكن لي عندك طلب يا محمد

محمد: و ما هو طلبك تكلمي
دينا: اريد منك ان لا تعود إلى المنزل اليوم
محمد: و لم ذلك؟
دينا: لا اكب ان اراك حزينا و كئيبا هكذا يا محمد
محمد: إذا سيكون لي عندك طلب اخر
دينا: و ما هو طلبك يا محمد؟
محمد: سأخبرك به لاحقا


مضت بضع دقائق فكان محمد قد وصل إلى المستشفى فتوجه هو إلى قسم الامانات بينما توجهت دينا إلى غرفة الممرضات كعادات و غيرت ملابسها ثم توجهت إلى قسم عملها الخاص بالنساء لترى ماذا يوجد في القسم من عمل و مرضى..

اما محمد فقد توجها إلى قسم الامانات و قام بدفع المستحقات التي عليه للمستشفى و اخذ ما كان يوجد مع العم اسماعيل من اشياء و اموال و ما إلى هنالك ثم خرج من المستشفى و توجه عائدا إلى منزل العم اسماعيل ليرى ماذا بداخله و يبحث عن وصيته.

استقل سيارته و عاد متوجهاً إلى المنزل و هو شارد الذهن يحاول قد الامكان ان يبقى عقله مثبتا و عينيه على الطريق..

و بعد ربع ساعة مضت كان قد وصل إلى البناء الذي يسكن فيه هو و اسماعيل
اخرج المفاتيح من جيبه و فتح الباب و من ثم دخل إلى المنزل و بدأ يتجول في ارجائه و هو يتخيل العم اسماعيل في كل زاوية منه فقد قضى معه اجكل ايام حياته على الاطلاق
نظر إلى المطبخ فتخيل اسماعيل و هو يعد الفطور ايام العطل و محمد يجلس على حافة المجلى يكلمه و يمازحه

و من ثم التفت إلى غرفة الجلوس ليرى نفسه بجانب اسماعيل يسهران و يتسامران و يتكلم كل منهما عن امنياته و مشاريعه المستقبلية.

ثم التفت إلى غرفة الضيوف ليرى نفسه جالسا بها لأول مرة حين تعرف على اسماعيل لأول مرة و قام باصطحابه إلى المنزل ليجعله ضيفه المميز

و هنا كانا يصليان معا
و هناك كانا يتناولا طعام الافطار
و في ذلك المكان كانا يتكلمان عن الزواج و اسماعيل يحاول اقناع محمد بأن يتزوج و يعيش حياته كما يجب.

طاف محمد في ارجاء المنزل و هو حزين يشم رائحة اسماعيل المتعشقة في المكان و طيف اسماعيل يحوم بجانبه و يتمثل له في ركن و زاوية.
إلى ان وصل إلى غرفة نوم اسماعيل دخل إليها محمد و بدأ يبحث بناظريه عن اي اوراق او علية ما تكون قد حوت بداخلها وصية العم اسماعيل
طال بحث محمد و هو يبحث عنها في كل درج و لكنه لم يجدها فتذكر محمد ان العم اسماعيل كثيرا ما كان يخبئ اشيائه في اسفل فراشه
فرفع الوسادة و هو يبحث ثم رفع طرف الفراش ليجد ورقة كبيرة موضوعة اسفل الفراش
فمد محمد يده و اخرحها و جلس يقرأ ما فيها ليرى ان كانت هي وصية اسماعيل ام لا

فكان فيها ما يلي: بسم الله الرحمن الرحيم
و اصلي و اسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين و امام المرسلين اما بعد:

فإن كنت انت يا محمد تقرأ وصيتي هذه فهذا يعني انني قد مت و انتقلت للدار الاخرة
و بقيت انت يا ولدي في دار الدنيا
اعلم يا محمد انني مت و انا عنك راضٍ و الحمد لله قد كنت لي كأحد اولادي
فإني اوصيك بتقوى الله و طاعته و المداومة على العمل الصالح و فعل الخيرات

اكتب لك هذه الوصية بتاريخ اليوم الخامس من شهر تموز و قد كنت احس بأن اجلي اقترب و قد صدق حدسي و لذلك قمت بما يلي

وفيت كامل ديوني للناس فليس لأحد قرش واحد دينٌ علي
و سامحت كل ما كان لي عنده حق لوجه الله
و قد طلبت لك يد دينا ابنة اخت ايهاب لتكون لك زوجة مؤنسة و معينة لك في حياتك
فأرجو ان لا ترفض امنية ميت
و إنني كنت اشتهي و اود ان ارى اطفالك يجرون امامي فهم سيكونون احفادي
و لكن كان قضاء الله فوق الجميع
و اني اكتب لك المنزل الذي تسكنه انت باسمك الخاص لا يشاركك عليه احد من العالمين
و اما منزلي هذا فقد جعلته مهرا لزوجتك إن قبل اهلها و إلا فهو ملكك ايضا و لك كامل الحرية في التصرف به
و اما باقي ما املك فالدكان لولدك الأول هدية مني له
و قد تركت لك مبلغا ماليا كنت اتدخره لك كي تقيم عرسك به و تتزوج و ان شاء الله سيكفيك في دفع مصاريف الزواج كلها على اكمل وجه

اما زوجتك فإني اشتريت لها بعض قطع الذهب تجدهم في علبة بيضاء اللون مع كيس المال الذي هو في داخل السرير و هو لها و لها كامل الحرية و التصرف به

اما بعد فإني اذكرك بالله عز و جل و ان لا تغفل عن دينك و حق ربك و ان لا تحزن فإني ذاهب إلى رب كريم لعلني التقي بزوجتي و اولادي فافرح لي و ليكن هذا عهد بيننا

و إني احرم عليك ان تذرف دمعة واحدة علي بعد الأن و اشدد عليك بأن يكون عرسك بعد اسبوع واحد فقط و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بأمان الله و حفظه و رعايته

اسماعيل.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي