43

..بينما كانت ريان تصرخ و تبكي استيقظت امها و بدأت و تنوح بعدما سمعت خبر موت ابنها رافع..
فلم يستطع وليد الانتظار اكثر فاغلق المكالمة و اتصل بطارق مجددا..
نظر طارق إلى هاتفه ليرى انه وليد عاد للأتصال مجددا
فأخذ طارق نفسا عميقا محاولا ان لا يغضب و هو يكلم وليد و فتح الخط و قال: نعم ماذا تريد!
وليد اتصلت بأختك ريان و تكلمت معها بشأن ما حصل اليوم
طارق: ماذا و هل اخبرتها بأن رافع قد اصيب!
وليد: اصيب! ام انه توفي!!
طارق: اتعني انك اخبرتها ان رافع توفي!!
وليد: اجل اخبرتها انها ملاك قد انتحرت بعد قتلت رافع بيديها..
طارق: يا لك من غبي اهوج هل انت مجنون يا وليد!!
كيف تخبر امك بهذا و هي في المنزل لوحدها!
وليد: و ما ادراني انها وحدها او انها في المنزل
ثم لماذا لم تخبروها حتى الان!!
طارق: كيف تريدنا ان نخبرها على الهاتف مثلا!!
كي تصاب بجلطة و نحن نبعد عنها اميالا ام ماذا!!
وليد: اميال!!
اين هي الان و اين انتم اخبرني
طارق: لن افعل يا وليد..
وليد: تكلم ليس هذا وقت غبائك و عنادك هيا...
طارق: و إن اخبرتك ما الذي سوف تفعله مثلا تقتلهم كما قتلت ابانا!!!
وليد: و من اخبرك انني قتلنا ابانا يا طارق
طارق: الجميع يعرف ذلك هل نسيت انك سجنت ريان لأجل عيون زوجتك ايها الطفل المدلل!!
وليد: انت تهذي و لا تدري ماذا تقول اين هي امك الان اخبرني!!
طارق: انها في منزل حامد القديم على كل حال..
وليد: هكذا إذا...
طارق: ماذا تعني!!

اغلق وليد المكالمة و اسرع بسيارته الخاصة إلى منزل حامد القديم الذي لا يبعد عن منزل وليد سوى بضعة دقائق فقط..

فقد كانا صديقين في الماضي و يعرفان منازل بعضهما جيدا...
انطلق وليد بسيارته و ماهي إلا دقائق حتى وصل امام العمارة التي كان يسكن فيها حامد...

و بدأ يصعد السلالم إلى تلك الشقة...
في تلك الاثناء كان خالد في طريقه إلى منزلهم القديم يقود سيارته مسرعا بعد ان تلقى اتصالا من مخطوبته ريان و هي تبكي و تصرخ و تطلب منه ان يأتي لأخذها من هنا بعد ان علموا ان رافع قد قتل...

وصل وليد إلى الشقة و بدأ يطرق الباب بقوة فأسعرت ريان نحو الباب و فتحته ظنا منها انه خالد فتفاجئت برؤية وليد اخوها يقف امامها..

فخافت ريان منه و حاولت منعه من الدخول خشية ان يؤذي امها لكنه دفعها عنه و ابعدها و قال: ارتدي ملابسك هيا سنذهب...

دخل إلى الغرفة التي سمع منها صوت امه و هي تبكي و اسرع إليها فاحتملها بين ذراعيه و نزل بها السلالم يريد ان يوصلها إلى المستشفى خشية ان يصيبها مكروه ما...

اما ريان فوجدت نفسها مجبرة على مرافقة امها فارتدت عبائتها بسرعة و نزلت مع وليد لتصعد معه في السيارة و هي تمسح دموعها...

اشعل وليد محرك السيارة و اتجه نحو الطريق السريع
ثم ادار رأسه إلى الخلف و سأل ريان عن مكان طارق فأخبرته انه في المستشفى الخاصة بحامد المشفى الوطني...
فقاد وليد السيارة مسرعا إلى هناك لينظر ما الذي يجري..

كان خالد قد وصل في تلك الاثناء إلى منزلهم لكنه تفاجئ بأن الابواب مفتحة و المنزل فارغ فاخرج هاتفه و اتصل بريان يسألها عن مكانها فردت عليه و قالت انها في سيارة وليد و متجهة إلى مستشفى والده...

فتفاجئ خالد لما سمع اسم وليد و عاد ادراجه إلى المستشفى و بعد بضع دقائق كان وليد قد وصل إلى المستشفى و ادخل امه على الفور قسم الاسعاف لكي يتم الاعتناء بها بعد ان تعبت حالها و لم تعد تقوى على النهوض من مكانها..

فاستلمها الممرضون في المستشفى و قاموا بنقلها إلى غرفة الانعاش اما وليد فقد ذهب برفقة ريان إلى قسم العمليات العاجلة و العناية المركزة ليرى طارق هناك و يطمأن على رافع...

تلاقت نظرات الاخوين لأول مرة منذ فترة طويلة احدهما يشعر بالندم و الخجل من نفسه و الاخر غاضب ناقم كاره لما يرى امامه و لكن الوقت ليس مناسبا لتصفية الحسابات القديمة فثالث الثلاثة الان في خطر و كل ثانية تمر يزداد الخطر على رافع اكثر و اكثر...

تقدم وليد و ظعه ريان ليقف امام طارق بصمت ثم قالت ريان: طارق كيف حال رافع ما الذي حصل معه!!
طارق: لا ادري يا ريان كل ما نعرفه ان زوجة اخينا الذكي اطلقت النار عليه في قلبه مباشرة و قد كلن فوق الجسر فسقط في النهر و قد ابتلع قدرا كبيرا من الماء كافٍ ليفقده حياته...

عادت ريان لتسأل اخاها بحزن و الدمع يملأ عينيها و قالت: و لكن الم يقل حامد ان كل شيء مخطط له و مدروس جيدا كيف حصل هذا يا طارق اخبرني!!

طارق: لا ادري شيئا يا اختاه ربما علينا ان نسأل السيد وليد عن هذا الامر!!


التفتت ريان إلى وليد و الدنوع تغرغر في عينها و انكبت عليه تضربه على صدره و تبكي و هي تقول: كل هذا بسببك انت انت و زوجتك
لقد فقدنا والدنا و ها نحن نفقد رافع بسببكم!!
ماذا تريدون منا اخبرني!!
لقد اعطيناكم كل شيء... كل شيء لم يعد لدينا حتى منزل يؤينا و صار حامد و ابنه هم الذين يدفعون لكم الفدية و فوق كل هذا تأتي و تحاول قتل رافع..

كان وليد صامتا باردا لا يجيب بشيء ابدا و يكتفي بالانصات لها..

ثم امسك لها كلتا يداها و قال: من كانت تفعل كل هذا هي ملاك و انا قتلتها انتقاما لأخي و الان ماذا تردون ان افعل هل اقتل نفسي لكي ترضي مثلا!!

طارق: حبذا لو تفعل ذلك و تريحنا من وجهك النتن
اتظن انك بوجهك البريء هذا ستخدعنا!!
لا و الف لا فأنت انت لا يهمك إلا مصلحتك فقط و ان تتغير مهما حدث..

ريان: هل انت من قتلت ملاك!
لقد قالوا انها انتحرت!!..

وليد: قتلتها و اعدت لكم اموالكم و عليكم ان تلوموا سمر كما تلومونني فهي من كامت تساعد ملاك في كل شيء...

طارق: لا تقنعني انك قتلتها لأنك فقد اردت الانتقام منها لأنها قتلت رافع...
وليد: كما تريد لا تصدق فرأيكم لم يهد يهمني

في تلك الاثناء كان احد الاطباء قد خرج من غرفة العمليات بعد عدة ساعات قضاها في الداخل محاولا انقاذ رافع..
فأسرع نحوه الاخوة الثلاث و قالوا له مجتمعين: اخبرنا يا حضرة الطبيب ما الذي حصل مع رافع!!
الطبيب: لا ادري ماذا اقول لكم لقد فعلنا كل ما بوسعنا و ننتظر قضاء الله فيه..
المريض حالته حرجة و الامل بالله ..
ادعوا له بالشفاء هاذا افضل شيء الان









...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي