34

..
تواصل مع الذين يلاحقونك الذين تبين انهما ملاك و زوجها وليد و قد اتفقوا جميعاً على كرهك و السعي خلف الإضرار بك ..
و لكن بجهود والدي تمكنا من الاحاطة بالموضوع و سيتم تسليم مبلغ مالي بالاضافة لعقد بيع منزلكم لملاك حتى نضمن ان الجميع سيرتاح من شرورها ..
ارتسمت علامات الحزن على وجه ريان البريء و خفضت رأسها و تنهدت دون ان تتكلم بشيء

مد خالد يده على كتف ريان و طبطب عليه و رفع لها رأسها للأعلى و قال لها : لا تحزني كل شيء بقدر و كتاب المهم ان لا يتأذى احد بعد اليوم ...
ريان : ارأيت يا خالد ربما كان من الواجب عليَّ ان لا اقبل بزواحنا لقد جلبت المشاكل للجميع
خالد : لا تتكلمي هكذا ثم اننا لم يصبنا شيء بسببك بل بسبب امي ..
قاطعة ريان كلام خالد و قالت له : لا يا خالد
لا علاقة لوالدتك في الامر لقد فعلت ما كانت ستفعله اي امرأة مكانها ...

خالد : لكنها بالغت و أوغلت في الامر لا ادري كيف ستقابل الله بفعلها هذا ..

ريان : إنها والدتك في النهاية لهذا اياك ان تعقها او تحزنها و اعلم انني لن اقبل بالزواج بك حتى اراها راضية تماماً فلا اريد ان اكون حملا على قلبها و عبئاً على احد ...

اكمل خالد الطريق و ساد الصمت بينهما طوال الطريق ..

....
اما رافع فقد وصل إلى منزلهم القديم فتح الباب و دخل يتأمل حال المنزل بعد ان اصابه الهجران لعدة ايام كانت الورود ذابلةً و الغبار يعتلي اروقته و نوافذه ...
كان منظر البيت حزيناً كئيباً كأنه يشكو حاله و يرثي نفسه ..
أما حوض ازهار ريان فقد كان ذابلاً شارف على الموت و اليباس بعد ان فارقته لتسكن المشافي و الاسرة البيضاء ..

كتم رافع دمعته و اكمل طريقه نحو غرفة امه يبحث بين الدروج عن ذلك الصندوق الصغير
وجده ، فتحه فرأى به اوراقاً كثيرةً و صوراً و وثائق ..
فحمله معه و خرج متوجهاً إلى المستشفى ليقابل حامد و يستلم المال منه و يستعدوا لمقابلة ملاك ...

اما وليد فكان قد بحث في المدينة شبراً شبراً لم يترك فندقاً و لا مقهىً و لا مطعماً إلا و بحث به و لكن لا اثر لملاك ...
وقف عند احد العُقد المروية و قد اصابه الارتباك و الحيرة بأمره ممسكاً هاتفه يتصل بأي شخص يرى رقمه ليسأله عن زوجته و لكن لا فائدة كأنما اختطفها الجن و اخفاها عن الأنظار ..

فجأة رن هاتفه مستقبلاً مكالمةً من رقم غريب
وضع الهاتف على اذنه و فتح الخط فسمع صوتاً غريباً لم يألفه من قبل يقول له : هل انت وليد ! ....


.....

في غرفة الجدة تجلس دينا و فاطمة تستمعان لجدتهما
دينا : اجل يا جدتي ها نحن امامك ماذا هناك ؟
الجدة : سأدخل بالموضوع بسرعة و بدون مقدمات ...
اريد ان اعلم ايكن تخرج من المنزل اكثر ؟
نظرت الفتاتان إلى بعضهما دون ان تفهما شيئاً ..

دينا : ماذا تعنين يا جدتي ؟
الجدة : لقد اخبرني ايهاب ان احد الجيران كلمه عن فتاة تخرج من منزلنا كثيراً و اريد ان اعلم ايكما هي ؟ ..

شعرت فاطمة بالارتباك و القلق من كلام جدتها و خشيت ان يكون احدهم اخبر خالها بأنها كانت تركب السيارة مع احدهم او رأها خارجة مع يوسف ... قالت بتلعثم و ارتباك : و و ... و ماذا في الامر يا جدتي ؟
الجدة : ايهاب لا يعجبه هذا و يقول انكن اصبحتن تخرجن كثيراً من المنزل بسبب او بدون سبب ..
تشجعت دينا و حاولت ابعاد فاطمة عن الحوار و قالت : صحيح يا جدتي إنها انا و هذا من متطلبات العمل اقصد انه طبيعي ..
الجدة : اممم ربما و ماذا عنك يا فاطمة ؟
فاطمة : انا .. انا كنت اذهب إلى إحدى صديقاتي للزيارة هذا كل مافي الامر و إن كان هذا يضايق خالي فلن اخرج مجدداً..

الجدة : لنقل انني اقتنعت بكلامكا اخبراني الان ايكن تشتري الاشياء من الدكان المجاورة ؟
توجست دينا خيفة و خافت من ان يكون هناك شكوى من احدهم لإيهاب او ربما استدراج لها من جدتها ..
فقالت : انا هي يا جدتي
الجدة : و من اين لك المال ؟
دينا : من عملي لقد تلقيت مكافئة مالية صفيرة
الجدة : هل انت صادقة ام تحاولين التهرب ؟
دينا : اقسم بذلك لازاpل الظرف موجوداً عندي

الجدة : جميل جداً إذا قومي يا فاطمة و دعينا وحدنا من فضلك هيا
فاطمة : كما تريدين يا جدتي

وقفت فاطمة و خرجت من الغرفة اغلقت الباب خلفها و وقفت خلف الباب تسترق السمع كعادة اغلي النساء ..
فعلمت الجدة ذلك نهضت من مكانها و مشت على رؤوس اصابعها و فتحت الباب فجأة لتسقط فاطمة على الارض ..
ضحكت الجدة و قالت : اذهبي إلى غرفتك لن تكوني احرص مني على دينا هيا ..
فاطمة : حاضرة يا جدتي ..
عادت الجدة و اغلقت الباب و اقتربت من حفيدتها و قالت : لن اطيل في الكلام اسمعيني يا بنيتي هناك من يريد خطبتك لأبنه ...
تنفست دينا الصعداء و قالت : خطبة من جديد ! و لكن من هذا الشخص ؟
الجدة : لا ادري و لكن يبدو انه صاحب البقالية على ما اظن ..
شردت دينا بذهنها و تسائلت هل يمكن ان يكون هو ! !
الجدة : ما بك يا دينا اين ذهبتِ ؟
دينا : لا لا شيء يا جدتي و لكن لا اعلم من هذا الشخص و كيف حصل الامر
الجدة : عندما يأتي إيهاب سنعلم من هو و لكن كوني مستعدة يا حبيبتي ..
دينا : كما تريدين يا جدتي و لكن يجب ان اذهب عن اذنك ...
الجدة : ما بك إلى اين !
دينا : اسفة تذكرت القهوة على النار ...
اسرعت دينا تخرج من الغرفة و قلبها يخفق و قد شعرت بحرارة في كفيها لم يسبق لها ان شعرت بمثل ذلك في المرات السابقة التي كان يأتيها خاطب
التقت بفاطمة خارجاً تنتظرها فحاولت ايقافها لتسألها عن ما جرى لكن دينا لم تلتفت إليها و اسرعت
إلى غرفتها و اغلقت على نفسها الباب و جلست تفكر فيما إذا كان محمد قد فعل ذلك حقاً او ارسل اسماعيل قبل ان يمرض لخطبتها !

....
رن هاتف محمد ليأتيه اتصال من المستشفى طالبين حضوره لامر عاجل ..

وصل محمد إلى المستشفى و الحزن يملأ قلبه بعد ما اخبره احد الاطباء بوفاة اسماعيل ...

توفي اسماعيل قبل ساعتين من الأن إثر نوبة قلبية عجز الاطباء من معالجتها ..
تم تغسيله و تكفينه و اتت سيارة الموتى لتنقل اسماعيل إلى احدى المقابر القريبة
تم دفنه بسرعة و لم تقم له مراسم عزاء او ما شابه ذلك بسبب عدم وجود اقرباء لإسماعيل فقد عاش حياته وحيداً بعدما توفي اولاده و زوجته بالقصف على منزله القديم ...

و عاد محمد إلى منزله ارتمى على فراشه كئيباً منطفئاً اغلق هاتفه و انعزل عن الناس وحيداً لا يرد على اتصال و لا رسالة من احد و لا يخرج منه بتاتاً ..

يتبع ...

اشكر كل من تابع قصتي و اتمنى ان تعجب الجميع
سيتم نشر الجزء الثالث و الاخير للرواية ان شاء الله

انوه إلى ان بعض الشخصيات حقيقية واقعية و ان احداث الرواية مستوحاة من الواقع الذي عشته
هذا و كل الامتنان و التقدير لمن قدم لي الدعم المعنوي و الارشادات من محررة و اصدقاء كُتّاب

ارحب بجميع الملاحظات و النصائح في التعليقات

دمتم بخير بقلم الكاتب محمد سلطان .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي