46

..دينا: لا حول و لا قوة إلا بالله
إنا لله و إنا إليه راجعون، متى حصل الامر يا محمد انا لدي علم بهذا ابدا

محمد: حصل قبل يومين يا دينا

ادخلي الان يا دينا فلا يصح ان تبقي واقفة في مكانك هكذا
دينا: لا لا داعي لذلك
محمد: اتخافين مني يا دينا؟
دينا: ليس الامر هكذا لا تسء فهمي يا محمد
محمد: لا بأس و لكن ادخلي فإن نزل احد الجيران فهو الذي سيسيء الظن بي و بك ايضا و حينها من سيستطيع اقناعه اننا مجرد تعارف مثلا و جئتي لتطمأني عليّ ها؟
و في النهاية فأنا يعلم الجميع في البناء ان لا اقرباء لي و لست متزوجا و سمعتي بعد سمعتك و هي سمعتك تهمني يا دينا
دينا: سأدخل و لكن ارجو انك لم تسء فهمي يا محمد
محمد: لا بأس يا عمي ادخلي فقط و اترك الباب مفتوحا إن اردت إن كان هذا يريحك و تستطيعين ان لا تجلسي ايضا ابق واقفة في الممر لا اكثر

دينا: حسنا حسنا و لكن اهدأ يا محمد
محمد: انا هيا هادئ تفضلي الان ادخلي


دخل محمد إلى المنزل و خلفه دينا تمشي بخطوات بطيئة و خائفة بعض الشيء فهي لم تعتاد ان تدخل بيوت لأناس غرباء او لا نساء فيها على الاقل..

جلس محمد على الاريكة و التفت إلى دينا فوجدها واقفة تضم يديها إلى حقيبتها الصغيرة و هي ممسكة بها و قال: اجل كيف حالك انت يا دينا
دينا: انا بخير الحمد لله و لكنني كنت اشعر بالقلق عليك لأنني لم اعتد ان تغيب عني كل هذه الفترة دون ان ترد على اتصالاتي او ترسل لي شيئا ما
محمد: اسف إن كنت لم ارد عليكِ في الايام الماضية و لكنني لم اكن بالمزاج الذي يسمح لي بذلك عموما شكرا على مجيئك و تكبدك العناء و مجيئك إلى هنا منذ الصباح
دينا: لا بأس يا محمد في الحقيقة كان يجب عليّ ان احضر منذ اليوم الاول لمرض العم اسماعيل لكنني ظننت أنه في المستشفى و في ايدي امينة نوعا ما
محمد: لا بأس انه قدر الله و قد انتهى عمر الرجل رحمه الله و تغمده في واسع رحمته
دينا: امين امين و لكن انت لم تقم له مكانا للعزاء و لم تخبر احدا فلماذا تحبس نفسك هنا في المنزل بهذا الشكل
محمد: لا طاقة لي بمخالطة الناس يا دينا فقلت في نفسي اجلس بضعة ايام في منزلي لأريح نفسي قليلا من ضغوط العمل ليس إلا
دينا: و لكن جلوسك في المنزل لن يفيدك في شيء و لن يجعل العم اسماعيل يعود للحياة يا محمد
محمد: اعلم انه لن يفعل و لكن هذا ما خطر لي و وجدت انه حل مناسب بالنسبة لي
دينا: عموما كنت قد جئتك ببعض الامور و لكنني لم اكن اعلم ان العم اسماعيل قد توفي لذلك سوف اؤجل سبب زيارتي لما بعد
محمد: و ما هي تلك الامور اخبريني
دينا: لا لا ليس هذا وقت تفاهاتي سأخبرك بها لاحقا
محمد: تعالي اجلسي سأحضر فنجان من القهوة و انت اخبريني لماذا اتيتِ إلى هنا
دينا: لا تتعب نفسك يجب ان اذهب إلى المستشفى لا اريد ان اتأخر عن عملي في بداية الاسبوع
محمد: لا لايوجد تعب اسمعي يمكنني ان اوصلك إلى هناك فأنا ذاهب إلى المستشفى على كل حال
دينا: و لماذا ستذهب أنت إلى المستشفى؟
محمد: يجب ان اذهب لكي استلم امانات اسماعيل و ايضا لا زال على ان ادفع بعض النقود للمستشفى
دينا: و هل سوف تذهب هكذا؟ بهذا الشكل يا محمد
محمد: لا طبعا سأدخل لغرفتي كي اغير ملابسي ما رأيك انت ان تعدي لنا فنجانا من القهوة ريثما اجهز نفسي
دينا: إن كان الامر هكذا فلا مانع عندي اذهب و جهز نفسك إذا و انا سوف اعد القهوة
محمد: اتفقنا و لتكن القهوة مع سكر قليل من فضل المطبخ من هناك.

اشار محمد بيده إلى اتجاه اليسار و توجه هو إلى غرفته ليبدل ملابسه و يرتدي شيئا مناسبا ثم عاد إلى غرفة الجلوس فوجد دينا لا تزال تقف في المطبخ فجلس على الاريكة و قال: إذا اخبريني ما الذي اتى بك يا دينا
دينا: في الحقيقة لقد سمعت من خالي ايهاب شيئا غريبا بعض الشيء جعلني اتصل بك اكثر من مرة لأسلك عن اذا ما كان ما ظننته هو الحقيقة
محمد: و ما هو؟
دينا: لقد جائني خالي ايهاب قبل يومين يكلمني في امر الزواج و ان صاحب الدكانة تحدث إليه قبل اسبوع تقريبا عندما لقيه في الدكان عن انه يريد ان يخطب إحدى بنات اخته لابنه

فكان خالي يسألني إن كان صاحب البقالية يعرفني انا ام فاطمة ليعلم اي واحدة منا يقصد
محمد: غريب لم يخبرني العم اسماعيل بشيء كهذا ابدا و لكن على كل حال ليس لأسماعيل ابناء في الاساس
دينا: إذا هو يقصدك انت يا محمد
محمد: و يريدك انت يا دينا
دينا: هذا ما يبدو عليه الامر و لكنني تظاهرت امام خالي باللامبالة و انني لا علم لي ابدا بالامر
محمد: لطالما كان العم اسماعيل يريد ان يزوجني و لكنه لم يكلمني يوما عن فتاة معينة و هو ايضا لا يعرف ان بيننا شيئا من المشاعر المخبئة فكيف اختارك انت دون ان يعرف

دينا: تعال اشرب قهوتك و بعدها فكر كيفما تشاء
محمد: و ما الامر الاخر يا دينا؟

امسكت دينا فنجان القهوة و قدمته لمحمد و قالت: و لكنك لم تخبرني بردك عن موضوعنا الاول
محمد: هل تمازحينني يا دينا؟
انا لن اسمح لأحد بأن يتقدم لكِ ما دمت انا موجوداً
دينا: و ما ادراك انني و خالي سنوافق؟
محمد: اما انت فمجيئك إلى هنا هو بمثابة موافقة بالنسبة لي و اما خالك فلن يرفض امنية ميت و يمنعها من ان تتحقق
دينا: و أما الامر الامر فخالي عاطل عن العمل فقد قلت في نفسي أنه بإمكاننا ان نجعل خالي يدير بقالية العم اسماعيل ريثما يشفى من مرضه
محمد: اممم لا مشكلة و لكن بعد وفاة العم يجب ان ارى وصيته و اقرأ ما فيها لإرى إين سنذهب بتركة العم اسماعيل
دينا: و أين وصة العم اسماعيل الان؟
محمد: انها في منزله و لكن مفاتيح المنزل في المستشفى لذلك انا اريد الذهب إلى هناك
دينا: اشرب قهوتك يا محمد و هيا بنا انذهب لا اريد ان اتأخر
محمد: حسنا اجلسي دقيقة لا تخافي يا دينا


جلست دينا تتأمل المنزل و تحاول التفكير في امر خالها كيف ستخبره بالموافقة و ايضا كيف ستطلعه على عرض العمل مع محمد ايضا

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي