40

التفت رافع إلى الخلف و قال: عفوا هل قلت شيئا لم اسمعك جيدا ثم حاول اكمل طريقه و لكن صوت صراخ ملاك جعله يتوقف لبرهة بعد ان صرخت قائلة: انت لا تزال تتجاهلني..
لطالما كنت تتجاهلني و تتكبر عليّ و لكن هذه هي المرة الاخيرة لك و مدت ذراعها موجهة المسدس إلى رافع فالتفت إليها و إذا بها تغمض عينيها اتمنع دموعها و تضغط الزناد لتخرج رصاصة من فوهة المسدس و تستقر بصدر رافع

و يميل ليفقد توازنه و يقع من على الجسر في الماء...
فتحت ملاك عينيها لترى رافع و قد مال واضعا يده على صدره و وقع في الماء..

في تلك اللحظة كان رجال الشرطة يشاهدون ما يحصل فهرع الجميع إلى رافع لينقذوه و يلقوا القبض على ملاك إلا انها ركبت تلك السيارة في لمح البصر التي كانت قد وقفت بجانبها و اسرعت بالهرب..

كان رافع فاقدا الوعي و قد غرق تحت الماء فالقى رجل من رجل من رجال الشرطة نفسه و نزل ليسحبه للخارج و بلحظات حصرت سيارة الاسعاف التي كانت موجودة للأحتياط في المكان و تم نقل رافع إلى المستشفى على وجه السرعة..

اما ملاك فقد فرت من المكان و اختفت بلمح البصر حاملة حقيبة الاموال و انطلقت الشرطة تبحث عنها في كل مكان...

كان وليد في هذا الوقت قد وصل إلى القرب من الجسر فشاهد رجالا من الشرطة يملأون المكان
فبقي مبتعدا عن المكان و لم يتقرب و ارسل احد رجاله لينظر ما الذي يحدث هناك..

غاب الرجل لبضعة دقائق ثم عاد ليخبر وليد بما رأه هناك
وقف الرجل بحانب سيارة وليد فأنزل وليد زجاج السيارة و نظر له و قال : ماذا هناك
الرجل: سيدي يقولون ان جريمة قتل قد حصلت هناك و ان الرجل قد انتشل من النهر بعدما غرق بس و اسعفوه إلى المشفى!!

صدم وليد بما سمعه من كلام الرجل و احس بانقباض في صدره و قال: هل انت متأكد من الرجل الذي اصيب ام انها الامرأة يا هذا!!
الرجل: سيدي الجميع يقولون انه الرجل
وليد: تلك الامرأة الحقيرة سوف اقتلها بيدي هاتين...
و اين ملاك الان!؟
الرجل: يقولون انها ولت هاربة من المكان و لم يعثر عليها حتى الان...

تلقى وليد اتصال على هاتفه من احد رجاله
فوضع الهاتف على اذنه و قال: ماذا تريد انت ايضا؟
المتصل: سيدي لقد وجدنا حقيبة الاموال في غرفة اخرى كانت ملاك قد استأجرتها تحت اسم مستعار...

وليد: اعد الحقيبة مكانها و اغلق الابواب و ابتعدوا عن المكان بسرعة...
الرجل: سيدي هل نترك الاموال؟؟
وليد: قلت لك اتركها ايها الاحمق هيا

اغلق وليد الهاتف و قال للسائق الخاص به عد بنا من حيث اتينا هيا...

اشعل السائق المحرك و قاد السيارة مبتعدا عن المكان اما وليد فقد كان مصدوما مما حدث و لم يكن يستوعب الذي يجري معه..
هل حقا مات رافع اخوه الاصغر؟
و من قتله زوجته ملاك!!!
التي خسر عائلته و حب الناس له بسببها و لكي ينال رضاها...

لم يستطع وليد التحمل اكثر فأخرج بعض الممنوعات ليتعاطى و يهدأ قبل ان يفقد صوابه

و أما رافع فقد تم نقله إلى المستشفى


اما ملاك فقد هربت من المكان بعد ان اصابتها نوبة هلع بعد ما فعلته من اطلاق النار على رافع و الفرار بعدها فقد قتلت الرجل الذي لطالما كانت تحلم ان يكون لها دون غيرها و قد خسرت زوجها لأجله فجاء هو مخيبا امالها حتى ابعد الحدود و رفض ان يعيرها اي اهتمام او يسمعها حتى..

توجهت إلى الفندق بسيارتها الخاصة و السائق يقود بسرعة جنونية كي تحضر حقيبة النقود التي تركتها هناك و من ثم بعدها ستتوجه إلى المطار للسفر خارج البلاد..

دخلت إلى الفندق و هي لا تدري ان وليد قد زار المكان قبل ساعة من الان..
توجهت إلى غرفتها الثانية كي تحضر حقيبة النقود التي كانت قد اودعتها هناك..

فقالت بصوت عالٍ تحدث نفسها" سنرى من هو المسيطر هنا يا وليد انا ام انت"...
اراهن انه يبكي الان في حجر امه كالاطفال الصغار نادما يطلب العفو تمام مثلما فعل حين اجبرته على الزواج بي...
لا اظن انه سيعيش كثيرا فسوف يتحمل هو عاقبة غبائه و انا سوف اعود إلى بلادي و اكمل حياتي من اللحظة التي تعرفت بها على ذلك الطفل الأهوج "وليد" بعيدا عن هذه العائلة المقرفة
دخلت إلى الغرفة غير مدركة ما يجري حولها مدت يدها اسفل السرير لتخرج من الاسفل حقيبة النقود فوجدتها كما كانت فهدأ روعها و ما كادت تسحب تلك الحقيبة من مكانها حتى احست بيد احدهم على كتفها تمتد من الخلف فتسارعت نبضات قلبها و شعرت بالذعر لأنها كانت متأكدة من انه لا احد في الغرفة غيرها و التفتت إلى الخلف ببطء لترى من هو ذلك الشخص الذي يقف خلفها..

يتبع...

التفت ملاك إلى الخلف لترى ذلك الوجه فصعقت من رؤيته و اصابها الذعر و لم تدري ماذا تفعل فتجمدت في مكانها..

فقالت ملاك بصوت خائف مرتجف و الخوف يملأ قلبها: وليد!!! كيف.. كيف وصلت إلى هنا!!

تبسم وليد و ارتسمت على وجهه تلك الضحكة الخبيثة التي كانت توحي لملاك بأن القادم اسوء فلا تقلقي و قال: يبدو انك نسيتي من هو وليد ياا... يا زوجتي المصو...

ملاك بتلعثم و ارتباك: و لكن... و لكننييي

وضع وليد سبابته على فمه و قال: لا لا يا جميلتي بدون لكن.
هل نسيتي بأن لا قشة تدخل المدينة و لا تخرج إلا بعلمي يا ملاك!
ملاك: اسفة يا وليد اعدك انني لن افكر في خيانتك مرة اخرى اعدك!
وليد: لن تكون هناك مرة اخرى يا عزيزتي..
ملاك: ارجوك يا وليد اصفح عني هذه المرة فقط ارجوك
وليد: اممم اصفح عن ماذا يا ملاك؟
عل اصفح عن قتلك لأخي رافع؟
ام اصفح عن سرقتك اموالي؟
ام وريدينني ان اصفح عن حبك لأخي و ذهابك لملاقاته؟؟
انكبت ملاك على قدمي وليد تقبلها و تترجاه ان يعفو عنها إلا انه لم يكترث لذلك ، بل امسكها من شعراها و جذبها نحو الاعلى و هو يقول: لا يصح ان تفعلي هذا يا ملاك انت زوجة وليد و زوجة وليد لا تقبل الارجل

ملاك: لقد ارتبكت خطأ فادحا يا وليد و لكنني اعدك انني سأكون في المستقبل رهن اشارتك و طوع امرك...

وليد: امممم ربما افكر في الامر
استبشرت ملاك بما سمعته وليد و ظنت نفسها في مأمن من العذاب فبدأت تترجاه و تتذلل له كي يسامحها على فعلتها...
اما وليد فلم يكن يفكر ابدا في ما فكرت فيه ملاك
و قال لها: اريني ماذا احضرت من رافع يا ملاك
ملاك: ها... ها هي يا وليد انها خمسة ملايين و عقد لبيع المنزل الذي هو بأسم ريان خذها هي لك بالاساس

فتح وليد الحقيبة فرأى بداخلها المال مرصوفا فوق بعضه و يعلوه بعض الاوراق الثبوتية للمنزل...

عاد و اغلق الحقيبة ثم امر احد رجاله بسحب الحقيبتين و اقترب هو من ملاك ممسكا شعر ملاك بيده و هو يشده بعنف و قوة و يرفعها للأعلى و ملاك تتأوه و تقف على رؤوس اصابعها لتخفف الالم قليلا عنها...

فمد وليد يده نحو وجه ملاك حاملا مسدسه بيده و بدأ يمرر فوهة المسدس على وجه ملاك و فمها ليشعرها بالرعب و الخوف اكثر...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي