29

دينا : الفتاة تسير على قدمها لكنني لمحت تأثيراً لمرض السكري على قدمها ! !
بشار : هل انت متأكدة مما تقولين يا دينا !
دينا : اجل طبعاً و اريد ان اقترح عليكم اجراء كشف طبي عاجل لقدمها ..
بشار : سنرى ما يمكننا فعله ارجو ان لا يكون الأمر صحيحاً ..
دينا : اتمنى ذلك ايضا لكنك تعلم ضرورة الاستعجال بالامر يا سيد بشار ..
بشار : حسناً لكن ابقِ الامر سراً بيني و بينك فقط لا نريد للخبر ان يتسرب للمريضة فتتأثر صحتها
دينا : استأذنك الان سأعود إلى عملي


.....
في ذلك البيت كان لايزال حامد فيه بصحبة عائلة ريان
استيقظ حامد و خرج من غرفته فوجد امامه هناء تنتظره
وقف حامد يريد ان يشعل سيجارته و نظر إلى هناء مستغرباً : هناء ! خيراً لماذا انت واقفة هنا بمكانك ؟
هناء : اريد ان اتكلم معك يا ابا خالد لبضعة دقائق إن امكن ذلك ..
حامد : طبعاً تفضلي يا هناء

دخلت هناء ألى الغرفة و دخل حامد خلفها و جلسا على الاريكة ..
حامد : ماذا هناك يا ام وليد
هناء : لقد خططت لكل شيء يا حامد و مع اولادي و بدون ان تستشيرني لماذا ؟ !
حامد : اعذريني يا هناء لكن انا متأكد انك ستتعاطفين مع ابنك
هناء : ماذا تعني بهذا هل ... ! !
حامد : لا لقد خططت لكل شيء لن يكون هناك ضحايا ابداً تأكدي من ذلك
هناء : و لماذا لا يخبرني احد بما ستفعلون إذا؟
حامد : لا تقلقي لن نخطوا خطوة واحدة من دون علمك
هناء : اتمنى ذلك
حامد : لو علمت ان المال سيبعدها عنكم لفعلت و لكنني اعلم انها لن تتوقف عند هذا الحد
تنهدت هناء و التفتت إلى النافذة قائلة : اااه يا حامد كم اتمنى ان يعود الزمن إلى الوراء
حامد : ربما المضي بسرعة بضع خطوات سينقذ الوضع لا تقلقي انا متأكد ان كل شيء سيعود إلى مجراه ..
و الأن استأذن انا ذاهب إلى المنزل اريد ان ارى سمر لدي بعض الكلام معها ..
هناء : اريد ان ارى ريان يا حامد لقد اشتقت لها
حامد : لا تقلقي سأحضرها إلى هنا
هناء : و لكن كيف هو حالها ماذا حدث بعد العملية لها ؟
حامد : هي بأتم حال لا تقلقي و لكن ارجو ان لا تخرجوا من هنا حتى نضمن سلامتكم

خرج حامد من الغرفة فلقيه رافع في طريقه
حامد : و انت ماذا هناك ؟
رافع : اريد ان اذهب لاقوم بتغيير الضماد ام انك نسيت امر الرصاصة
تنهد حامد و بدى على وجهه الكراهة و نظر إلى رافع و قال له : تعال يبدو انه لا مفر من ذهاب احدكم
ضحك رافع و نظر إلى حامد و قال ممازحاً حامد : لا تنسى انك ذاهب لترى اختي
لكم حامد رافع على ذراعه و قال له : لا تنسر ان اختك ستصبح زوجة ابني
رافع : سلمت و سلم ابنك الشهم

خرج حامد و ركب سيارته متوجهاً نحو منزله نظر رافع إلى حامد مستغرباً و قال له : لا اذكر ان طريق المستشفى من هنا اليس كذلك !
التفت حامد إلى رافع و قال له : من هذا الطريق بدأت كل المصائب تعال معي

رافع : ماذا تعني !
حامد : انزل لقد وصلنا ..

نزل حامد من السيارة و نزل خلفه رافع يتلفت حوله مستغرباً مما يرى
نظر فرأى قصراً كبيراً و ليست لديه فكرة عما يحدث
فتح حامد الباب و دخل و نادى على رافع ليدخل خلفه
خطى رافع بضعة خطوات و هو متردد إلى داخل تلك الفيلا و هو يتأمل تلك الحديقة الواسعة و مضى خلف حامد فدخلا الشقة و توجه حامد إلى الصالة فأشار إلى رافع لكي يجلس بينما ينادي على زوجته سمر

وقف حامد بباب غرفته و نظر إلى زوجته قائلاً : سمر هيا لدينا زائر
سمر : من هذا الزائر اتظن ان هذا وقته !
حامد : إنه ضيف مهم و يريدك خصوصاً ...
سمر : طيب امهلني دقيقة لأجهز نفسي ..

جلس رافع على الاريكة ينتظر عودة حامد
فأتت امينة تحمل فناجين القهوة بيدها وضعتهم على الطاولة و عادت لتخرج ..
دخل حامد و معه زوجته فنظر رافع ليرى سمر آتيةً خلف زوجها
وقف رافع من مكانه وبدا على وجهه تعابير الكره و البغض
توجست سمر خيفة لمّا رأت رافع امامها و هو ينظر إليها بتلك الطريقة السيئة و وقفت في مكانها ترفض المضيّ قدماً
فعلم حامد ما يجري فأشار بيده لرافع ليجلس و قال له : انت في بيتي رافع و هذه زجتي فأرجو ان لا تضعني بموقف محرج
رافع : لو كنت اعلم انك آتٍ بي إلى هنا لنا اتيت من الاساس
سمر : ماذا يجري يا حامد لماذا رافع هنا !
بدأ حامد يحتد في كلامه و اشار بيده و قال : اجلسا كليكما و دعوني اتكلم قليلاً
ظلت سمر في مكانها و لم تجرؤ على الاقتراب من المكان الذي يجلس به رافع ...
نظر حامد إلى زوجته و قال لها : سمر قلت لك تعالي إلى هنا

تقدمت سمر ببطئ و جلست بأبعد نقطة عن رافع و هي تنظر إلى حامد و تحاول ان تتهرب من نظرات رافع المملوئة مقتاً و حقداً عليها ...

نظر حامد إلى زوجتن و قال : امع يا رافع هذه هي سمر زوجتي إنها هي التي ابتدأت المشاكل و ذلك لجشعها و تغلغل الوسواس في داخلها
و قد كانت معول هدم بيد زوجة اخوك سولء كانت تعلم او لا تعلم و المهم الان ان تعلم انها لم تكن تريد ان تسيء اليك إلا ان زوجة اخيك او فلنسميها ( عشيقتك) .. !
رفع رافع رأسه و نظر متفاجئاً بما سمعه من حامد و وقف بمكانه كأنه لوح من الخشب
و تفاجئت سمر بما قاله زوجها
ما الذي عناه بعشيقته !!
وقف حامد من مكانه و اشعل سيجارته و قال : كما سمعت لا اظنك تجهل ان ملاك كانت و لازالت تسعى خلفك و لعل وجودك بيننا على قيد الحياة هو اكبر دليل على ذلك
و اما انت يا زوجتي المصون فيجب ان تعلم ان تحت هذا الضماد حفرة في كتفه خلفتها رصاصة متفجرة اطلقها احد الذين ساعدوك للإيقاع بريان و قد شارف على الموت لولا ان الله امد بعمره قليلا
ما اريد ان اقوله لكما ان ما تريده يارفع انا مستعد له و اختر ابتدائاً الرقم الذي تريده من المال و وصولاً للدعوة القضائية ضد زوجتي
فاختر ما تريد و اعلم ان مهما حدث سأكون حيادياً لا اصطف بجانب احد

وقف رافع و نظر إلى سمر باشمئزاز و قال : لا اريد منها شيئاً اريد فقط ان تبتعد عني و عن عائلتي و اما ما حصل معي فسأعتبره قدراً مقدوراً هذا ما لدي ...


يتبع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي