26

.. وصل خالد إلى المستشفى و توجه من فوره إلى غرفة ريان طرق الباب و دخل بيده بعض الهدايا و الابتسامة تستسم على وجهه و شفتاه ضاحكتان مستبشر برؤية ريان جالسة تنتظره ..

كانت ريان تحدق إلى الارض و هي تجلس على طرف السرير فسمعت صوت الباب يفتح التفتت فرأت خالداً مقبلا نحوها يهرول من فرحته ففاض قلبها فرحاً برؤية خالد ارادت ان تقوم من مكانها و قد نسبت امر قدمها من اساسه فعاجلها خالد فاتحا ذراعيه يلفها و هو يحضنها و يضمها لصدره ففتحت ذراعيها و ضمت لصدرها و هي تقول : اشتقت لك يا خالد اين كنت !
و خالد يشم خصلات شعرها و يقول : اشتقت لك يا روحي لقد اشغلتني الدنيا عنك اسف يا حبيبتي
ريان : لا تعدها مرة اخرى لا اربدك ان تتركني مرة اخرى ولو لدقيقة واحدة
خالد : امرك على الرأس و العين حبيبتي
افلتها و وضع يديه على كتفيها و قبل رأسها ليجلس بجانبها ممسكا بيديها و هو ينظر لها و عيونه كأنها تلمع من حبه لها نظر في عينيها و قال لها اشتقت اليك كيف حالك و كيف هي قدمك
ريان : انا بخير الحمد لله و قدمي اليوم افضل بكثير عن ما قبل
داعبها خالد و مد يده إلى قدمها و هو يقول : اريني هذه القدم المشاكسة لقد حرمتنا من كثير من الاشياء ..
ضحكت ريان و هي تضربه على كتفه و تقول اتركها اتركها سوف تحزن و تكسر نفسها مجدداً
ضحك خالد فهرب منها و جلس على الارض و هو يمسك بقدمها و يدغدغها و هو يضحك
و ريان تضحك و تقول اتركها انت تدغدغها ممسكةً بشعره و هي تشده
فوقف خالد و امسك بيديها ليقول لها لو لم تهدأي سأعض اصابع الجبنة هذه
ريان : كف كف عن هذا اسمع يبدو ان احدهم قادم إلى هنا ..
وقف خالد على عجل يرتب هندامه ففتح الباب و دخلت ممرضة من الخارج اطلت برأسها و نادت : رياان هل انت بخير ما هذه الضوضاء ! !

نظرت الممرضة فرأت شاباً ضخم البنية و يقف امام ريان فأمسكت بجهازها اللاسلكي و قالت : من انت يا سيد و كيف دخلت إلى هنا ! ؟
ريان : لا تقلقي يا صديقتي هذا خالد خاطبي لقد اتى لزيارتي
الممرضة : اممم لقد كدت اصرخ لرجل الامن لكي يطرده و لكن كيف دخل إلى هنا ؟

تدخل خالد بالحوار و نظر إلى الممرضة قائلاً : انا خالد ابن المدير حامد و هذه مخطوبتي ريان و قد اتيت لزيارتها هل هناك مانع ؟

ارتسمت علامات الاستغراب على وجه الممرضة و على وجه ريان كذلك ..
فصرختا مع بعضهما " ابن المدير حامد ! ! " ...

التفت خالد إلى ريان ثم التفت إلى الممرضة ايضا و قال : اجل و ... اين الغريب في الأمر ؟

الممرضة : لم اكن اعلم انك خالد المهم اترككم براحتكم و على كل حال لو احتاجت ريان لشيء فلتتصل بي ..
عن اذنكم .

خرجت الممرضة من الغرفة و اغلقت الباب خلفها و من ثم نظر خالد إلى ريان و قال : و انت ما بك كانك تسمعين باسم ابي لأول مرة !
ريان : لا ليس الامر كذلك و لكن منذ متى و ابوك مدير المستشفى !
خالد : يبدو انك لم تعلمي بعد انه تم نقلك إلى مستشفى اخر للأسف ؟
ريان : مستشفى اخر ؟
خالد : انتظري سأخبرك بكل شيء
ريان : هات اسمعني يا سيد كتوم ..
خالد : كل مافي الامر انني اخرجتك من المستشفى القديم للحفاظ على سلامتك و نقلناكِ إلى هذا المستشفى و ايضا رافع
ريان : رافع ! ما به رافع ايضا ؟
ارتبك خالد بعد ان زل لسانه امام ريان و اجابها قائلاً : أاا ... لا شيء لا شيء
ريان : لا تخفي عني يا خالد ماذا به رافع هل حصل له مكروه ؟
خالد : لا لاشيء لقد قامت العصابة التي كانت تلاحقك باختطافه لكننا اخرجناه و قما بإنقاذه بحمد لله و لكنه اصيب برصاصة بيده لكنها كانت عرضية و هو الان بخير ..
ريان : يا إلهي اين هو رافع الان ؟ !
دعني اراه خذني اليه بسرعة يا خالد ارجوك
خالد : اهدأي فرافع ليس هنا لقد خرج و عاد إلى المنزل و هو بخير يا فتاة
ريان : و العصابة من هم هؤلاء !
خالد : بصراحة لا ادري ماذا اقول لك و لكن ابي يقول انهم اخوك وليد و زوجته ملاك ...
صعت ريان بما سمعت و قالت : وليد !
هل انت متاكد من ما تقول يا خالد ؟
خالد : اجل متأكد طبعا و جميع اهلك اصبح لديهم علم كامل بما يجري
ريان : و والدتك يا خالد اين هي ؟
خالد : والدتي هي في المنزل و يبدو انهم قاموا بستغلالها و تأجيجها عليك يا ريان ..
ريان : لقد كنت اعلم من البداية انها ليست شريرة كنت متأكدة من ذلك اقسم لك
خالد : لم يعد مهم ما حدث المهم اننا الان بأمان
و اننا ان شاء الله انتهينا من الموضوع هذا كله ..
ريان : و وليد ما الذي سوف يحدث معه ؟
خالد : لا ادري و لكن والدي يقول ان وليد له اذرع طويلة في الدولة و ربما لن نستطيع ان نستفاد من الدولة اطلاقا يا ريان ..
ريان : يا إلهي انا لا ادري ما الذي اصابه لم يكن وليد سيئاً هكذا في الماضي و لكن شيء ما غيره و جعله على هذه الحال ..
خالد : و انت كيف هي قدمك ارى انه لم يعد هناك جبيرة عليها
ريان : الطبيب يقول انني استطيع المشي ابتدائاً من الغد ان شاء الله
خالد : هذا يعني انك ستكونين قادرة على الخروج من المستشفى غداً إن شاء الله .
ريان : اتعلم لقد كنت متأكدة ان اليوم هو اخر يوم لي في هذا المستشفى
خالد : و كيف علمت ذلك ؟
ريان : اتذكر عندما وقفت انت بجانبي اخر مرة كنت ممسكاً بمنديل ابيض لا ادري ما الذي حدث بعدها سوى انني غرقت بنوم عميق و في اثناء نومي رأيت حلماً جميلاً رأيت فيه والدي مقبلاً ا
إلي و كنت اجلس على تلة صغيرة تحت ظل شجرة كبيرة جداً يتدلى منها اثواب بيضاء ..
رأيته مقبلاً نحوي مرتدياً احد تلك الاثواب و جلس بجانبي دون ان يتكلم بشيء و سألني قائلاً ...

يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي