15
عندما تنظرين إلى عيون الأطفال فيها ، سوف تجدين فيهم نضجاً و حكمة مُنقطعة النضير ... ،
و النساء فيها ، يقمنَ بحياكة سجاجيد صغيرة للزينة ، في بيوتهنّ من مُختلف الألوان ، تحوي على بعض الزخارف ، وهي جميلة بحقّ ،
عندها فكرتُ في في إهدائك سجادة منهنّ ،
فطلبت من امرأة كبيرة في السن ، أن تختار لي واحدة ،
و قلت لها ، أني سأرسلها إلي سيدة ، اعيش في ثور ثامبتون ،
فنظرت السيدة إلى أكوام السجاد عندها ، و بعد أن فكرت قليلاً ، و أقسم أنّها و من بين كل تلك السجاجيد ، سحبت واحدة بالألوان الثلاثة ، الأصفر ، و البرتقاليّ ، و الإرجوانيّ ، و قالت لي أنَّ هذه مناسبة ...
لقد تفاجأة حقاً ، و تأكدتُ أكثر أن هذه الألوان هي التي تناسبكِ ،
لا أعلم ما هو قولك في هذا ، لكنّي لا أعتقد أبداً ، انّها مُجرّد صِدفة عادية .
أنا الآن على على وشك توديع هذه القرية الجميلة ،
و الغريب أنني لم أمكث هنا سوى بضعة أيام ، لكنّي تعلّقت فيها ، و أشعر بالحزن لأني سأتركها ،
و تساءلت ، هل سأرى هذه القرية ثانيةً ؟ ،
هل تعلمين أنّ هذا هو الحال دائماً معي ؟ ،
فكلما سافرت إلى مكان ما ، و أحببته ، أتعلّق به ، و أشعر بالكآبة عندما أغادره ،
فأنا أشعر أني في كل مكان أذهب إليه ، أترك شيئاً مني فيه ،
أحياناً أُفكّر أننا إذا اخترنا السفر من مكان لآخر حول العالم ، دون توقّف ، أو فضّلنا أن نبقى في مكان واحدة طوال حياتنا ،
في كلا الحالتين ، تكون الحياة عبارة عن مجموعة متتابعة من الأحداث ، و التجارب ، التي تموت و تولد غيرها في كل مرّة ، فلكي تظهر التجارب الجديدة و تبرز ، ربما على القديمة أن تموت .
أنا لا أعلم إن كنتِ توافقيني الرأي ؟ .
عزيز .
ملحوظة : إن أحببتِ ، أستطيع أن أبعث إليك السجادة الجداربة عن طريق البريد ،
أو أن أنتظر حتى يأتي اليوم الذي سلتقي فيه ، و اعطيكِ إياها بنفسي ؟ .
......
جلست إيلا تفكّر في الألوان التي نسبها أليها عزيز ، و حاولت أن تتخيّل تلك الألوان ، تحيط بها ... ، الأصفر ، و البرتقالي ، و الأحمر ،
فتذكّرت نفسها عندما كانت ما تزال صغيرة ، في الثانية عشر ، أو في الثالثة عشر ، تقريباً ، ....
في ذلك اليوم ، كانت إيلا ترتدي ملابس خضراء فستقيّة ، و كانت تربط شعرها الأشقر العسليّ في جذيلة تمتدّ على طول شعرها ....
، كانت إيلا تحمّل والدتها مسؤولية وفاة والدها ، الذي صدمته شاحنة ، و طرحته أرضاً ، مُدرّجاً بالدماء ،
لكن حسب أقوال أشخاص كانوا واقفين بجانبه في الشارع ، فقد قالوا أنّه هو من اندفع أمام تلك الشاحنة ، عندما كانت إشارة المرور للمشاة حمراء ،
و بشهادة أحد شرطة المرور أيضاً أنّ ذلك ما حدث ،
أي أنّه قد انتحر ،
لذا لامت إيلا على والدتها على أسلوبها في العيش مع زوجها - والد إيلا - ، و قطعت وعداً لنفسها أنّها أولاً لن تتزوّج من رجل على دين مختلف ،
و ثانياً سوف تُسعد زوجها و أولادها ، و لو على حساب نفسها ،
و أنّها لن تُكرّر ما فعلته والدتها أبداً .
لذلك كانت في صِباها ، شابّة جديّة ، لم تكترث يوماً بالعلاقات ، و لم تكن تختلط كثيراً بمن هم في عمرها ، بل كانت تتصرّفاتها أكبر من عمرها ،
لم تكن تذهب إلى كثير من الحفلات التي تُدعى إليها ، و كانت تفضّل البقاء في المنزل قائلة :
لمَ عليَّ أن أذهب و أحتفل مع غرباء ؟ ! ،
كانت تحاول دائماً أن تكون عند وعدها لنفسها ،
حتى أنّ أحد زملائها في الثانوية أخبرها ذات مرّة أنّها أكثر شخص ممل عرفه في حياته ،
لم تكترث له ، و بقيت على أسلوبها في الحياة هكذا .
.....
لم تنتبه إيلا على أصوات كانت تناديها ، إلّا عندما رأت ليزلي ، و آندر ، و روز ، و أليكس واقفين في المطبخ ، و بدا أنهم مستغربين من أمر ما ... .
إيلا : أوه أعزائي ، صباح الخير جميعاً ،
لمَ أنتم واقفين هكذ. ...... ،
يا إلهي ، أنا آسفة جميعاً ، لم أُحضّر الفطور ، لقد نسيت هذا تماماً .
ليزلي : لقد ناديتكِ عدّة مرات ماما .... .
أليكس : عجباً ! ، ما الذي جعلك تنسين هذا ، على غير عادتك ؟ .
أغلقت إيلا حاسوبها النقال بسرعة ، و حاولت أن تبرر :
إيلا : آه .... ، أنا ... ، لقد كنت أُحضّر تقريراً بشأن عملي ، فقد طلبه مني السيد جول .
فنظر آندر إلى روز ، و قال لها :
" لقد كانت أمي تتفحص بريدها الإلكترونيّ ، و لم تكن تُعدّ أي تقرير ! ! " .
فلوحت روز بيديها ، أنّ هذا لا يهمّ ...
نظرت إيلا بطرف عينها لأليكس ، لكن لحسن حظّها أنّه لم يهتم بكلام آندر ، أو ربما لم يسمعه ، و جلس على كرسيّه .....
" كيف نسيت إعداد الفطور هكذا ؟ " .
قالت إيلا لنفسها ، و هي مستغربة أيضاً .
........
اليوم ، هو يوم عيد ميلاد إيلا ، لكنها لم تكن سعيدة بذلك ، و لم تهتمّ أبداً ،
مع أنّها كانت تولي اهتماماً بأعياد الميلاد سابقاً ،
كان لديها إحساس أن شيئاً كبيراً سوف يحصل ، لذا لم تأبه ليوم كهذا ....
جلست إيلا تفكّر بقائمة الأشياء التي أرادت إنجازها على الأقلّ قبل أن تبلغ الأربعين .
في البداية ، كان عليّ أن أستغلّ وقتي جيداً و قدر المستطاع يجب أن لا أُضيعه على أشياء بلا فائدة ،
و عليّ تناول فيتامينات ، و مضادات للأكسدة مع طعامي ، و استخدام منتجات إزالة التجاعيد ، أو تأخيرها على الأقلّ ، و استخدام مرطبات الجلد ، و واقي الشمس بانتظام ،
و الاهتمام بأثاث المنزل ، و تجديده كل فترة ،
و زرع نباتات ذات رائحة عطرة ، أو ذات شكل جميل تثير البهجة ،
و أيضاً يجب أن أُقلل من منتجات اللحوم على الطعام ، و أن اضع خضاراً بدلاً منها ..
و بعد سنوات الخبرة الطويلة في الطبخ ، كان عليّ أن أكتب كتاب طهوٍ خاص فيّ ، لكني لم أفعل ...
و النساء فيها ، يقمنَ بحياكة سجاجيد صغيرة للزينة ، في بيوتهنّ من مُختلف الألوان ، تحوي على بعض الزخارف ، وهي جميلة بحقّ ،
عندها فكرتُ في في إهدائك سجادة منهنّ ،
فطلبت من امرأة كبيرة في السن ، أن تختار لي واحدة ،
و قلت لها ، أني سأرسلها إلي سيدة ، اعيش في ثور ثامبتون ،
فنظرت السيدة إلى أكوام السجاد عندها ، و بعد أن فكرت قليلاً ، و أقسم أنّها و من بين كل تلك السجاجيد ، سحبت واحدة بالألوان الثلاثة ، الأصفر ، و البرتقاليّ ، و الإرجوانيّ ، و قالت لي أنَّ هذه مناسبة ...
لقد تفاجأة حقاً ، و تأكدتُ أكثر أن هذه الألوان هي التي تناسبكِ ،
لا أعلم ما هو قولك في هذا ، لكنّي لا أعتقد أبداً ، انّها مُجرّد صِدفة عادية .
أنا الآن على على وشك توديع هذه القرية الجميلة ،
و الغريب أنني لم أمكث هنا سوى بضعة أيام ، لكنّي تعلّقت فيها ، و أشعر بالحزن لأني سأتركها ،
و تساءلت ، هل سأرى هذه القرية ثانيةً ؟ ،
هل تعلمين أنّ هذا هو الحال دائماً معي ؟ ،
فكلما سافرت إلى مكان ما ، و أحببته ، أتعلّق به ، و أشعر بالكآبة عندما أغادره ،
فأنا أشعر أني في كل مكان أذهب إليه ، أترك شيئاً مني فيه ،
أحياناً أُفكّر أننا إذا اخترنا السفر من مكان لآخر حول العالم ، دون توقّف ، أو فضّلنا أن نبقى في مكان واحدة طوال حياتنا ،
في كلا الحالتين ، تكون الحياة عبارة عن مجموعة متتابعة من الأحداث ، و التجارب ، التي تموت و تولد غيرها في كل مرّة ، فلكي تظهر التجارب الجديدة و تبرز ، ربما على القديمة أن تموت .
أنا لا أعلم إن كنتِ توافقيني الرأي ؟ .
عزيز .
ملحوظة : إن أحببتِ ، أستطيع أن أبعث إليك السجادة الجداربة عن طريق البريد ،
أو أن أنتظر حتى يأتي اليوم الذي سلتقي فيه ، و اعطيكِ إياها بنفسي ؟ .
......
جلست إيلا تفكّر في الألوان التي نسبها أليها عزيز ، و حاولت أن تتخيّل تلك الألوان ، تحيط بها ... ، الأصفر ، و البرتقالي ، و الأحمر ،
فتذكّرت نفسها عندما كانت ما تزال صغيرة ، في الثانية عشر ، أو في الثالثة عشر ، تقريباً ، ....
في ذلك اليوم ، كانت إيلا ترتدي ملابس خضراء فستقيّة ، و كانت تربط شعرها الأشقر العسليّ في جذيلة تمتدّ على طول شعرها ....
، كانت إيلا تحمّل والدتها مسؤولية وفاة والدها ، الذي صدمته شاحنة ، و طرحته أرضاً ، مُدرّجاً بالدماء ،
لكن حسب أقوال أشخاص كانوا واقفين بجانبه في الشارع ، فقد قالوا أنّه هو من اندفع أمام تلك الشاحنة ، عندما كانت إشارة المرور للمشاة حمراء ،
و بشهادة أحد شرطة المرور أيضاً أنّ ذلك ما حدث ،
أي أنّه قد انتحر ،
لذا لامت إيلا على والدتها على أسلوبها في العيش مع زوجها - والد إيلا - ، و قطعت وعداً لنفسها أنّها أولاً لن تتزوّج من رجل على دين مختلف ،
و ثانياً سوف تُسعد زوجها و أولادها ، و لو على حساب نفسها ،
و أنّها لن تُكرّر ما فعلته والدتها أبداً .
لذلك كانت في صِباها ، شابّة جديّة ، لم تكترث يوماً بالعلاقات ، و لم تكن تختلط كثيراً بمن هم في عمرها ، بل كانت تتصرّفاتها أكبر من عمرها ،
لم تكن تذهب إلى كثير من الحفلات التي تُدعى إليها ، و كانت تفضّل البقاء في المنزل قائلة :
لمَ عليَّ أن أذهب و أحتفل مع غرباء ؟ ! ،
كانت تحاول دائماً أن تكون عند وعدها لنفسها ،
حتى أنّ أحد زملائها في الثانوية أخبرها ذات مرّة أنّها أكثر شخص ممل عرفه في حياته ،
لم تكترث له ، و بقيت على أسلوبها في الحياة هكذا .
.....
لم تنتبه إيلا على أصوات كانت تناديها ، إلّا عندما رأت ليزلي ، و آندر ، و روز ، و أليكس واقفين في المطبخ ، و بدا أنهم مستغربين من أمر ما ... .
إيلا : أوه أعزائي ، صباح الخير جميعاً ،
لمَ أنتم واقفين هكذ. ...... ،
يا إلهي ، أنا آسفة جميعاً ، لم أُحضّر الفطور ، لقد نسيت هذا تماماً .
ليزلي : لقد ناديتكِ عدّة مرات ماما .... .
أليكس : عجباً ! ، ما الذي جعلك تنسين هذا ، على غير عادتك ؟ .
أغلقت إيلا حاسوبها النقال بسرعة ، و حاولت أن تبرر :
إيلا : آه .... ، أنا ... ، لقد كنت أُحضّر تقريراً بشأن عملي ، فقد طلبه مني السيد جول .
فنظر آندر إلى روز ، و قال لها :
" لقد كانت أمي تتفحص بريدها الإلكترونيّ ، و لم تكن تُعدّ أي تقرير ! ! " .
فلوحت روز بيديها ، أنّ هذا لا يهمّ ...
نظرت إيلا بطرف عينها لأليكس ، لكن لحسن حظّها أنّه لم يهتم بكلام آندر ، أو ربما لم يسمعه ، و جلس على كرسيّه .....
" كيف نسيت إعداد الفطور هكذا ؟ " .
قالت إيلا لنفسها ، و هي مستغربة أيضاً .
........
اليوم ، هو يوم عيد ميلاد إيلا ، لكنها لم تكن سعيدة بذلك ، و لم تهتمّ أبداً ،
مع أنّها كانت تولي اهتماماً بأعياد الميلاد سابقاً ،
كان لديها إحساس أن شيئاً كبيراً سوف يحصل ، لذا لم تأبه ليوم كهذا ....
جلست إيلا تفكّر بقائمة الأشياء التي أرادت إنجازها على الأقلّ قبل أن تبلغ الأربعين .
في البداية ، كان عليّ أن أستغلّ وقتي جيداً و قدر المستطاع يجب أن لا أُضيعه على أشياء بلا فائدة ،
و عليّ تناول فيتامينات ، و مضادات للأكسدة مع طعامي ، و استخدام منتجات إزالة التجاعيد ، أو تأخيرها على الأقلّ ، و استخدام مرطبات الجلد ، و واقي الشمس بانتظام ،
و الاهتمام بأثاث المنزل ، و تجديده كل فترة ،
و زرع نباتات ذات رائحة عطرة ، أو ذات شكل جميل تثير البهجة ،
و أيضاً يجب أن أُقلل من منتجات اللحوم على الطعام ، و أن اضع خضاراً بدلاً منها ..
و بعد سنوات الخبرة الطويلة في الطبخ ، كان عليّ أن أكتب كتاب طهوٍ خاص فيّ ، لكني لم أفعل ...