17
" أن تصل سالماً ، خير لك من أن تكون نادماً " ،أحد المواقع ذكر هذه العبارة ، و قد جعلتني أضحك حقاً ،
ما الذي تعرفونه أنتم بالضبط ؟ ! ،
و كأن الأمر بهذه البساطة ....
ذهني مشتت هذه الأيام ، مما جعلني أستغرق وقتاً أطول في قراءة رواية " البحث عن الشمس التي لا تغيب " ،
لكني أستمتع حقاً بقراءتها ، و بقراءة كل قاعدة من قواعد شمس الأربعين ،
و التي أشعر أنّها أثرت فيَّ ، و بدأت تحدث تغيراً خفيّاً في حياتي حالياً ، لا أعلم ما هو بالضبط بعد .
.......
في الحيّ الذي عاشت به إيلا رفقة والدتها في الماضي ؛ كانت أمّهات زميلاتها هناك يوبخنَ بناتهنّ باستمرار ،
لأنهنَّ كُنّ يتورطنَ في مشاكل كثيرة ، في المدرسة ، و في الحفلات ، و في أغلب الأماكن التي يذهبنَ إليها كُن يتورطنَ مع بعض الشباب المشاغبين ؛
فكانت أمهاتهنَ تقلنَ لهم باستمرار : " لمَ لا تفعلنَ مثل إيلا ، انظرن ، إنها لم تتسبب في المشاكل يوماً ، عليكنَّ تعلم القليل منها . "
لكن الآن لم يعلم أحد أن هناك إيلا ثالثة ، غير إيلا الجديّة ، و إيلا اللطيفة المسالمة ،
إيلا الثالثة هذه ، هي كالبركان الخامد الآن ، و لا أحد يملك فكرة عن متى سوف تنفجر ، حتى هي لا تعلم بشخصيتها الجديدة - المتمرّدة و الغاضبة بشدّة - الكامنة فيها الآن ،
و التي تحذّرها أنّها إذا بقيت على هذه الحالة ، فما هي إلّا مسألة وقت فقط ، حتى تنفجر ، غير مكترثة للفوضى التي يمكن أن تحدث .
بعدها ، قامت إيلا بفعل شيء ، ما فعلته منذ زمن ، لقد صلت و دعت الله ، أن يعطيها حباً يملؤها بالكامل ، و يملأ كل فراغ ، و ثغر فيها ؛ أو أن يجعلها صلبة ، و غير مبالية بالحب أبداً ،
و أن تكمل حياتها و هي مرتاحة دون أن تشغل بالها بأي شيء .
.........
عندما تكون إيلا مع أليكس و الأطفال ، فإنّها تتصرّف بشكل طبيعيّ ، و كأنّهم العائلة المثالية ،
لكن عندما تكون جالسة مع أليكس وحدهما ، فإن جواً غريباً يسود بينهما ...
اليكس كان ينظر إليها نظرات لم تفسرها غير أنّه يريدها أن تتكلّم ، أو أن تسأله عن شيء ما ، أليس من الغريب مثلاً مبيته خارج المنزل كثيراً ، لغير عمله ؟ ،
لكن إيلا لم تكترث لتساؤله في كل مرة ، فلو سألته عن علاقاته مثلاً ، هي واثقة من أنّه سوف يعترف بكل شيء و بصراحة ، و ما الذي سوف يتغيّر بعدها ؟
، سوى أنّها ستعرف عن الموضوع أكثر ، و بالتالي ستفكّر به أكثر ، و لا شيء آخر سوى الهمّ و التفكير .... .
أحياناً كانت إيلا تتذكر كيف كانا في بداية علاقتهما ،
كان كل منهما مولعاً بالآخر ،
كانا دائماً يفكّران بالأيام القادمة ، و يضعان خطط لها ، و كيف أنّهم سينشؤون أسرة مثالية ، و سيكون كل شيء رائعاً ، و أنّهما سيكونان أبوان صالحان لأطفالهما ...
لكنّها لا تتذكّر أنّهم جلسوا يتحدّثون عن كيف سيقضون حياتهما الخاصة معاً ، كل ما وضعوه خطط للعائلة ،
و لم يفكّرا كيف يجب ان تكون علاقتهما هما مثلاً ، أو كيف سيمضون تلك الأيام ، و هما يحبان بعضهما كما المرة الأولى التي أحبوا بعضهم بها ... .
لكن الذي يشغل بال إيلا الآن هو أنّها علمت أنَّ ليزلي كانت تتعرّض للتنمّر الشديد من بعض الفتيات ، و كُنَّ يهددنها ، لأن الشابّ ليون المشهور في المدرسة كان يهتمّ بها ،
و قد سبب هذا لليزلي كثيراً من المتاعب ، و قد كانت تبكي كثيراً ، و تتأذّى في أغلب الأحيان من تصرّفات تلك الفتيات ، فقد حاولنَ بجنون تشويه وجهها ،
قائلات أن هذا الوجه يُغري الجميع و ليس ليون فقط ، في النهاية قامت ليزلي بإخبار آندر ، فقد كانت مرتعبة ، و حالما علم بالأمر ، ساعدها كثيراً ، و منع المدعو ليون من الاقتراب منها ، و لقن الفتيات درساً ، و أخبر المعلمين بتصرفاتهنّ ، فقد جُرح كتف ليزلي بنوبة من نوبات جنونهنَّ - عندما سألتها إيلا عن سبب جرحها ، أخبرتها أن هذا حادث أثناء حصّة الرياضة - ، و فُصلنَ من المدرسة لفترة ، لقد ساعدها آندر و حماها حقاً ، بل تصرّف كشخص بالغ دون تهوّر ...
لكنّ إيلا وضعت الحقَّ على نفسها ، و اعتقدت أنّها ليست قريبة من ابنتها ، فلو كانت كذلك ، لأخبرتها ليزلي فوراً أنّها تتعرّض للمشاكل في المدرسة
، و لما اضطرت صغيرتها الجميلة أن تعاني هكذا ، لكن حتى النهاية ليزلي لم تخبر والدتها بأي شيء .....
كانت إيلا تقول : " هذا كلّه خطئي . "
رددت هذه العبارة عدّة مرّات .
.............
في عصر يوم الثلاثاء ، كانت إيلا على وشك الانتهاء من إعداد العشاء ، و تضع لمساتها الأخيرة على المائدة ،
لكنّها اليوم مائدة عاديّة ، لم تكن بتلك الفخامة ، مائدة بسيطة ، و جميلة ، و لأول مرّة وضعت إيلا زهرة دوّار الشمس على المائدة ،
لمْ تعرف لمَ انجذبت لتلك الزهرة عندما مرّت بجانب محلّ الزهور ، لكنّها وجدت نفسها قد أحضرتها معها دون أن تفكّر ....
و عندما عاد كلّ من ليزلي و آندر بصخب ، و أصواتهما تعلو من الخارج كالعادة ، توقّف صخبهم فجأة .....
استغربت إيلا من هدوئهما فجأة ، لكنها تابعت عملها ، بقولها لا شكَّ أنَّهما وجدا شيئاً يسكتهما ،
و بعد مُضي عدّة دقائق لم يدخلا !
خرجت إيلا من المطبخ لكي تتفقدّهما قائلة : " لنرى ما الذي يفعله هذان المشاكسان ؟ ، ففي العادة يدخل آندر إلى المطبخ ، كأنّه يقتحمه اقتحاماً ! . "
و لمّا أن وجدتهم واقفين بقرب المدخل ، و معهم أليكس ، ازداد تعجبها ! ....
كان أليكس جاثياً على ركبته يفعل أمراً ! ،
" ماذا هناك عزيزي ، لمَ أنتم واقفون في الخارج هكذا ؟ ! "
" ماما ، لقد مات كلبنا جون ! "
صرخت ليزلي بهذه الكلمات ، مما جعل إيلا تُفجع حقاً ....
بقي أليكس على وضعيته ، لقد كان يفحص جون ،
لم يقل كلمة واحدة ، فهو يعلم أن هذا الكلب يعني لإيلا الكثير .
حزنت إيلا كثيراً ، و اكتئبت طوال الوقت ، لم تكد تصدّق ، و احسّت بالوحدة بشدّة .
ما الذي تعرفونه أنتم بالضبط ؟ ! ،
و كأن الأمر بهذه البساطة ....
ذهني مشتت هذه الأيام ، مما جعلني أستغرق وقتاً أطول في قراءة رواية " البحث عن الشمس التي لا تغيب " ،
لكني أستمتع حقاً بقراءتها ، و بقراءة كل قاعدة من قواعد شمس الأربعين ،
و التي أشعر أنّها أثرت فيَّ ، و بدأت تحدث تغيراً خفيّاً في حياتي حالياً ، لا أعلم ما هو بالضبط بعد .
.......
في الحيّ الذي عاشت به إيلا رفقة والدتها في الماضي ؛ كانت أمّهات زميلاتها هناك يوبخنَ بناتهنّ باستمرار ،
لأنهنَّ كُنّ يتورطنَ في مشاكل كثيرة ، في المدرسة ، و في الحفلات ، و في أغلب الأماكن التي يذهبنَ إليها كُن يتورطنَ مع بعض الشباب المشاغبين ؛
فكانت أمهاتهنَ تقلنَ لهم باستمرار : " لمَ لا تفعلنَ مثل إيلا ، انظرن ، إنها لم تتسبب في المشاكل يوماً ، عليكنَّ تعلم القليل منها . "
لكن الآن لم يعلم أحد أن هناك إيلا ثالثة ، غير إيلا الجديّة ، و إيلا اللطيفة المسالمة ،
إيلا الثالثة هذه ، هي كالبركان الخامد الآن ، و لا أحد يملك فكرة عن متى سوف تنفجر ، حتى هي لا تعلم بشخصيتها الجديدة - المتمرّدة و الغاضبة بشدّة - الكامنة فيها الآن ،
و التي تحذّرها أنّها إذا بقيت على هذه الحالة ، فما هي إلّا مسألة وقت فقط ، حتى تنفجر ، غير مكترثة للفوضى التي يمكن أن تحدث .
بعدها ، قامت إيلا بفعل شيء ، ما فعلته منذ زمن ، لقد صلت و دعت الله ، أن يعطيها حباً يملؤها بالكامل ، و يملأ كل فراغ ، و ثغر فيها ؛ أو أن يجعلها صلبة ، و غير مبالية بالحب أبداً ،
و أن تكمل حياتها و هي مرتاحة دون أن تشغل بالها بأي شيء .
.........
عندما تكون إيلا مع أليكس و الأطفال ، فإنّها تتصرّف بشكل طبيعيّ ، و كأنّهم العائلة المثالية ،
لكن عندما تكون جالسة مع أليكس وحدهما ، فإن جواً غريباً يسود بينهما ...
اليكس كان ينظر إليها نظرات لم تفسرها غير أنّه يريدها أن تتكلّم ، أو أن تسأله عن شيء ما ، أليس من الغريب مثلاً مبيته خارج المنزل كثيراً ، لغير عمله ؟ ،
لكن إيلا لم تكترث لتساؤله في كل مرة ، فلو سألته عن علاقاته مثلاً ، هي واثقة من أنّه سوف يعترف بكل شيء و بصراحة ، و ما الذي سوف يتغيّر بعدها ؟
، سوى أنّها ستعرف عن الموضوع أكثر ، و بالتالي ستفكّر به أكثر ، و لا شيء آخر سوى الهمّ و التفكير .... .
أحياناً كانت إيلا تتذكر كيف كانا في بداية علاقتهما ،
كان كل منهما مولعاً بالآخر ،
كانا دائماً يفكّران بالأيام القادمة ، و يضعان خطط لها ، و كيف أنّهم سينشؤون أسرة مثالية ، و سيكون كل شيء رائعاً ، و أنّهما سيكونان أبوان صالحان لأطفالهما ...
لكنّها لا تتذكّر أنّهم جلسوا يتحدّثون عن كيف سيقضون حياتهما الخاصة معاً ، كل ما وضعوه خطط للعائلة ،
و لم يفكّرا كيف يجب ان تكون علاقتهما هما مثلاً ، أو كيف سيمضون تلك الأيام ، و هما يحبان بعضهما كما المرة الأولى التي أحبوا بعضهم بها ... .
لكن الذي يشغل بال إيلا الآن هو أنّها علمت أنَّ ليزلي كانت تتعرّض للتنمّر الشديد من بعض الفتيات ، و كُنَّ يهددنها ، لأن الشابّ ليون المشهور في المدرسة كان يهتمّ بها ،
و قد سبب هذا لليزلي كثيراً من المتاعب ، و قد كانت تبكي كثيراً ، و تتأذّى في أغلب الأحيان من تصرّفات تلك الفتيات ، فقد حاولنَ بجنون تشويه وجهها ،
قائلات أن هذا الوجه يُغري الجميع و ليس ليون فقط ، في النهاية قامت ليزلي بإخبار آندر ، فقد كانت مرتعبة ، و حالما علم بالأمر ، ساعدها كثيراً ، و منع المدعو ليون من الاقتراب منها ، و لقن الفتيات درساً ، و أخبر المعلمين بتصرفاتهنّ ، فقد جُرح كتف ليزلي بنوبة من نوبات جنونهنَّ - عندما سألتها إيلا عن سبب جرحها ، أخبرتها أن هذا حادث أثناء حصّة الرياضة - ، و فُصلنَ من المدرسة لفترة ، لقد ساعدها آندر و حماها حقاً ، بل تصرّف كشخص بالغ دون تهوّر ...
لكنّ إيلا وضعت الحقَّ على نفسها ، و اعتقدت أنّها ليست قريبة من ابنتها ، فلو كانت كذلك ، لأخبرتها ليزلي فوراً أنّها تتعرّض للمشاكل في المدرسة
، و لما اضطرت صغيرتها الجميلة أن تعاني هكذا ، لكن حتى النهاية ليزلي لم تخبر والدتها بأي شيء .....
كانت إيلا تقول : " هذا كلّه خطئي . "
رددت هذه العبارة عدّة مرّات .
.............
في عصر يوم الثلاثاء ، كانت إيلا على وشك الانتهاء من إعداد العشاء ، و تضع لمساتها الأخيرة على المائدة ،
لكنّها اليوم مائدة عاديّة ، لم تكن بتلك الفخامة ، مائدة بسيطة ، و جميلة ، و لأول مرّة وضعت إيلا زهرة دوّار الشمس على المائدة ،
لمْ تعرف لمَ انجذبت لتلك الزهرة عندما مرّت بجانب محلّ الزهور ، لكنّها وجدت نفسها قد أحضرتها معها دون أن تفكّر ....
و عندما عاد كلّ من ليزلي و آندر بصخب ، و أصواتهما تعلو من الخارج كالعادة ، توقّف صخبهم فجأة .....
استغربت إيلا من هدوئهما فجأة ، لكنها تابعت عملها ، بقولها لا شكَّ أنَّهما وجدا شيئاً يسكتهما ،
و بعد مُضي عدّة دقائق لم يدخلا !
خرجت إيلا من المطبخ لكي تتفقدّهما قائلة : " لنرى ما الذي يفعله هذان المشاكسان ؟ ، ففي العادة يدخل آندر إلى المطبخ ، كأنّه يقتحمه اقتحاماً ! . "
و لمّا أن وجدتهم واقفين بقرب المدخل ، و معهم أليكس ، ازداد تعجبها ! ....
كان أليكس جاثياً على ركبته يفعل أمراً ! ،
" ماذا هناك عزيزي ، لمَ أنتم واقفون في الخارج هكذا ؟ ! "
" ماما ، لقد مات كلبنا جون ! "
صرخت ليزلي بهذه الكلمات ، مما جعل إيلا تُفجع حقاً ....
بقي أليكس على وضعيته ، لقد كان يفحص جون ،
لم يقل كلمة واحدة ، فهو يعلم أن هذا الكلب يعني لإيلا الكثير .
حزنت إيلا كثيراً ، و اكتئبت طوال الوقت ، لم تكد تصدّق ، و احسّت بالوحدة بشدّة .