16
أردت أن اقرأ اشعاراً لجلال الدين الروميّ ، و قد فعلت .
أخيراً ، " حاولي أن تفتحي قلبك للحب " .
ما الذي كنت أُفكّر به عندما عندما وضعت الحبّ ضمن قائمي .
لعل هذا بتأثير قرائتي لرواية عزيز ساراي - البحث عن الشمس التي لا تغيب -
أحسّت أن شخصاً غيرها ، هو من كان يفكّر بدلاً عنها ، عندما فكّرت " بالحب " .
.............
السيّد عزيز
اليوم قد وصلت إلى نقطةٍ ، أُحسّ أنّها نقطة تحوّل في حياتي ،
اليوم قد بلغتُ الأربعين سنة من عُمري ! ،
يقولون أن سنّ الأربعين بالنسبة للمرأة خصوصاً ،
هو سنّ مميز ، و حاسم .
لكن هل هم يسخرون منّا مثلاً ! ؟
فماذا يعني أن أكون في الأربعين ؟
إنّه يعني زيادة ظهور أعراض الشيخوخة ، بشكل أسرع ، أي مزيداً من التجاعيد ، و ابيضاض الشعر ،
و المزيد من الصبر ربما ، و بعض من الحمكة ؛
ما الجيد في كلّ هذا للمرأة ؟ ! ....
و أول ما استيقظت ، شعرت أنّي أحمل هموم كلّ الدنيا حقاً ،
لم يكن هذا بسبب أنّي حزينة ، أو أنّي قد بكيت .
كانت مثل هذه المناسبات مهمّة عندي في السابق ، أمّا الآن فلا ،
لأني اتساءل ، هل هذه الحياة التي أعيشها ، هي ما اردته حقاً ؟ ،
لم استطع أن أُجيب على نفسي ب " نعم ، أو لا "
لأني كنت خائفة من النتائج الناجمة عن إجابتي ،
لذا وجدتُ جواباً آخر و هو " ربما " .
أنا أعتذر حقاً ، لأن رسالتي كانت سلبية إلى هذا الحدّ ،
لا أستطيع أن أجد سبب آخر على وجه الخصوص ، غير أنّ اليوم ، هو عيد ميلادي ، و اعتقد أنّ هذا ما يسمّونه " أزمة منتصف العمر " .
مع خالص أمنياتي لك .
إيلا .
..........
سيدة إيلا العزيزة ،
تهانينا على بلوغك سناً ميموناً كالأربعين ،
و هو يا سيدتي ، عُمر مميّز للنساء و الرجال كذلك ! ،
إن الأربعين ، ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى منه ،
كما أننا عندما نحزن ، فإننا نحزن أربعين يوماً ،
و عندما نُحبّ ، علينا أن ننتظر أربعين يوماً بلياليه ، حتى نتأكّد من حقيقة مشاعرنا ؛
و عندما يولد الطفل ، فإنّه يحتاج إلى أربعين يوماً ، حتى يستعدّ جسده للحياة على الأرض ! ،
و عندما نزل الوحي على النبيّ محمد ، كان وقتها في الأربعين من عمره ،
و طوفان النبيّ نوح ، قد استمّرَ أربعين يوماً ، طهّر الأرض فيها من كلّ الشوائب ، و دمّر كل شيء ، مما ساعد الناس على بدء حياتهم من جديد ،
بالإضافة إلى قواعد شمس ، عددها أربعون قاعدة .
لذا مبارك وصولك لهذا العمر سيدتي ، و لا تقلقي ، فلا يمكن للتجاعيد ، أو الشعر الأبيض أن يتغلّبا على الأربعين ! ،
لأنّك تتلقين مهمّة جديدة في الأربعين ، حياة جديدة .
عيد ميلاد سعيد ، إيلا .
عزيز .
....... .
" إيلا "
لم يقل لي أحد أنني عندما أبلغ الأربعين ، سوف أحصل على مثل هذه التقلّبات النفسية و الفكرية ؛
و لا أعلم لمَ قمت بتذكّر تلك الذكرى من عيد ميلادي الماضي ؟ ؛
يومها قد جاءت بطاقة بريديّة من أحد الفنادق ، موجّهة إلى أليكس ،
كنتُ قد وضعتها على الطاولة مع باقي الرسائل ،
و عندما فتحها أليكس قائلاً بتعابير غامضة ، لم أستطع معرفة ماهبتها حقاً : " بطاقة تقييم بريدية ! ، و كأن لديّ وقت لمثل هذه الأمور ؟ . "
كانت البطاقة تسأله إذا ما كان قد قضى وقتاً ممتعاً في فندقهم ، الذي نزل فيه عدّة مرّات .
فتابع أليكس تبريره :
" لقد عُقد مؤتمر للأطباء منذ فترة ، و قد تمّت إقامته في هذا الفندق ،
أعتققد أنّهم قد دوّنوا اسمي في لائحة إعلاناتهم ، كأشخاص فعّالين في المجتمع ، قد زاروا فندقهم . "
لقد قمت بتصديقه ، فعلى الأقل لم نكن نرغب بأن نهزّ المركب ، بعد الرحلة الطويلة معاً ....
لكن و في المساء ، النصف مني الذي لم يصدّق كلامه ، قد أخذ اسم الفندق ، و راح يبحث عن رقم له .....
عندما وجدت الرقم ، قمت بالاتصال بالفندق فوراً ،
و سألتهم عن ما إذا عُقد في فندقهم أيّ مؤتمر منذ فترة ؟ ،
فقالوا أن أي مؤتمر لم يُعقد في كل هذه السنة ،
و لا في السنة التي قبلها أصلاً ،
و هنا قد فهمت الأمر تماماً .
و كانت تلك هي المرّة الأولى التي أفعل بها شيئاً ، كالبحث و التحقيق وراء ما يقوله ، و ما يفعله أليكس ؛ و لكنّي لم أقل ، و لم أفعل أي شيء أيضاً وقتها ، بل لمتُ نفسي ،
هل وزني الذي ازداد في الآونة الأخيرة هو أحد الأسباب يا ترى ،
كما أنّي تذكرت ان التمرّد لا يناسبني مذ كنت صغيرة ،
لذا تملّكني الخوف حينها ، فصمتُّ .
و مما جعلني حزنية و زاد في اكتئابي في ذلك اليوم ، عندما تذكرت أوّل مرّة تعرّفت فيها عليه ،
كان ذلك عندما كنت أنا في الجامعة ،
و هو كان على وشك التخرّج ....
أليكس لم يعد أليكس من ذلك الوقت ، لقد كان مُخلصاً ، و صادقاً ....
كان يعتزّ فيّ ، و كانت تعجبه جديّتي ، لكني الآن أعجز حقاً عن معرفة ماذا أعني له الآن ،
غير شخص يعتني بالمنزل الأطفال ،
فأنا من كنتُ أقوم بكلّ شيء ، بسبب ظروف عمله ،
إدارة البيت المالية و رعايته ، و إعادة تجديد الأثاث كلّ فترة ، و الذهاب للتسوّق ، و تلبية احياجات الجميع في المنزل ، و ترتيب جداول الأولاد ، مساعدتهم في واجباتهم المنزلية ، و غيرها من الأمور ...
و كنت أذهب إلى سوق المزارعين لأتحدث معهم عن المحاصيل الزراعية ، فقد كانت لنا أرضنا الخاصة ، و محاصيلنا الخاصّة ،
و اتفحّص مرطبانات المربى و المخلل ،
و في طريق عودتي من سوق المزارعين ، كنت أشتري بعض اللوازم ، من سلسلة مَحالّ تجارية ، قد اعتدت على بعض المنتجات الحصريّة منهم .... .
و اليوم ، فتحت على بعض المواقع على الأنترنت بعنوان " كيف تعرفين إذا ما كان زوجك يخونكِ " ؛
لم أجد شيئاً ذا معنى ، كلّها كانت عبارة عن أشياء بلا فائدة ...
أخيراً ، " حاولي أن تفتحي قلبك للحب " .
ما الذي كنت أُفكّر به عندما عندما وضعت الحبّ ضمن قائمي .
لعل هذا بتأثير قرائتي لرواية عزيز ساراي - البحث عن الشمس التي لا تغيب -
أحسّت أن شخصاً غيرها ، هو من كان يفكّر بدلاً عنها ، عندما فكّرت " بالحب " .
.............
السيّد عزيز
اليوم قد وصلت إلى نقطةٍ ، أُحسّ أنّها نقطة تحوّل في حياتي ،
اليوم قد بلغتُ الأربعين سنة من عُمري ! ،
يقولون أن سنّ الأربعين بالنسبة للمرأة خصوصاً ،
هو سنّ مميز ، و حاسم .
لكن هل هم يسخرون منّا مثلاً ! ؟
فماذا يعني أن أكون في الأربعين ؟
إنّه يعني زيادة ظهور أعراض الشيخوخة ، بشكل أسرع ، أي مزيداً من التجاعيد ، و ابيضاض الشعر ،
و المزيد من الصبر ربما ، و بعض من الحمكة ؛
ما الجيد في كلّ هذا للمرأة ؟ ! ....
و أول ما استيقظت ، شعرت أنّي أحمل هموم كلّ الدنيا حقاً ،
لم يكن هذا بسبب أنّي حزينة ، أو أنّي قد بكيت .
كانت مثل هذه المناسبات مهمّة عندي في السابق ، أمّا الآن فلا ،
لأني اتساءل ، هل هذه الحياة التي أعيشها ، هي ما اردته حقاً ؟ ،
لم استطع أن أُجيب على نفسي ب " نعم ، أو لا "
لأني كنت خائفة من النتائج الناجمة عن إجابتي ،
لذا وجدتُ جواباً آخر و هو " ربما " .
أنا أعتذر حقاً ، لأن رسالتي كانت سلبية إلى هذا الحدّ ،
لا أستطيع أن أجد سبب آخر على وجه الخصوص ، غير أنّ اليوم ، هو عيد ميلادي ، و اعتقد أنّ هذا ما يسمّونه " أزمة منتصف العمر " .
مع خالص أمنياتي لك .
إيلا .
..........
سيدة إيلا العزيزة ،
تهانينا على بلوغك سناً ميموناً كالأربعين ،
و هو يا سيدتي ، عُمر مميّز للنساء و الرجال كذلك ! ،
إن الأربعين ، ترمز إلى الصعود من مستوى إلى مستوى أعلى منه ،
كما أننا عندما نحزن ، فإننا نحزن أربعين يوماً ،
و عندما نُحبّ ، علينا أن ننتظر أربعين يوماً بلياليه ، حتى نتأكّد من حقيقة مشاعرنا ؛
و عندما يولد الطفل ، فإنّه يحتاج إلى أربعين يوماً ، حتى يستعدّ جسده للحياة على الأرض ! ،
و عندما نزل الوحي على النبيّ محمد ، كان وقتها في الأربعين من عمره ،
و طوفان النبيّ نوح ، قد استمّرَ أربعين يوماً ، طهّر الأرض فيها من كلّ الشوائب ، و دمّر كل شيء ، مما ساعد الناس على بدء حياتهم من جديد ،
بالإضافة إلى قواعد شمس ، عددها أربعون قاعدة .
لذا مبارك وصولك لهذا العمر سيدتي ، و لا تقلقي ، فلا يمكن للتجاعيد ، أو الشعر الأبيض أن يتغلّبا على الأربعين ! ،
لأنّك تتلقين مهمّة جديدة في الأربعين ، حياة جديدة .
عيد ميلاد سعيد ، إيلا .
عزيز .
....... .
" إيلا "
لم يقل لي أحد أنني عندما أبلغ الأربعين ، سوف أحصل على مثل هذه التقلّبات النفسية و الفكرية ؛
و لا أعلم لمَ قمت بتذكّر تلك الذكرى من عيد ميلادي الماضي ؟ ؛
يومها قد جاءت بطاقة بريديّة من أحد الفنادق ، موجّهة إلى أليكس ،
كنتُ قد وضعتها على الطاولة مع باقي الرسائل ،
و عندما فتحها أليكس قائلاً بتعابير غامضة ، لم أستطع معرفة ماهبتها حقاً : " بطاقة تقييم بريدية ! ، و كأن لديّ وقت لمثل هذه الأمور ؟ . "
كانت البطاقة تسأله إذا ما كان قد قضى وقتاً ممتعاً في فندقهم ، الذي نزل فيه عدّة مرّات .
فتابع أليكس تبريره :
" لقد عُقد مؤتمر للأطباء منذ فترة ، و قد تمّت إقامته في هذا الفندق ،
أعتققد أنّهم قد دوّنوا اسمي في لائحة إعلاناتهم ، كأشخاص فعّالين في المجتمع ، قد زاروا فندقهم . "
لقد قمت بتصديقه ، فعلى الأقل لم نكن نرغب بأن نهزّ المركب ، بعد الرحلة الطويلة معاً ....
لكن و في المساء ، النصف مني الذي لم يصدّق كلامه ، قد أخذ اسم الفندق ، و راح يبحث عن رقم له .....
عندما وجدت الرقم ، قمت بالاتصال بالفندق فوراً ،
و سألتهم عن ما إذا عُقد في فندقهم أيّ مؤتمر منذ فترة ؟ ،
فقالوا أن أي مؤتمر لم يُعقد في كل هذه السنة ،
و لا في السنة التي قبلها أصلاً ،
و هنا قد فهمت الأمر تماماً .
و كانت تلك هي المرّة الأولى التي أفعل بها شيئاً ، كالبحث و التحقيق وراء ما يقوله ، و ما يفعله أليكس ؛ و لكنّي لم أقل ، و لم أفعل أي شيء أيضاً وقتها ، بل لمتُ نفسي ،
هل وزني الذي ازداد في الآونة الأخيرة هو أحد الأسباب يا ترى ،
كما أنّي تذكرت ان التمرّد لا يناسبني مذ كنت صغيرة ،
لذا تملّكني الخوف حينها ، فصمتُّ .
و مما جعلني حزنية و زاد في اكتئابي في ذلك اليوم ، عندما تذكرت أوّل مرّة تعرّفت فيها عليه ،
كان ذلك عندما كنت أنا في الجامعة ،
و هو كان على وشك التخرّج ....
أليكس لم يعد أليكس من ذلك الوقت ، لقد كان مُخلصاً ، و صادقاً ....
كان يعتزّ فيّ ، و كانت تعجبه جديّتي ، لكني الآن أعجز حقاً عن معرفة ماذا أعني له الآن ،
غير شخص يعتني بالمنزل الأطفال ،
فأنا من كنتُ أقوم بكلّ شيء ، بسبب ظروف عمله ،
إدارة البيت المالية و رعايته ، و إعادة تجديد الأثاث كلّ فترة ، و الذهاب للتسوّق ، و تلبية احياجات الجميع في المنزل ، و ترتيب جداول الأولاد ، مساعدتهم في واجباتهم المنزلية ، و غيرها من الأمور ...
و كنت أذهب إلى سوق المزارعين لأتحدث معهم عن المحاصيل الزراعية ، فقد كانت لنا أرضنا الخاصة ، و محاصيلنا الخاصّة ،
و اتفحّص مرطبانات المربى و المخلل ،
و في طريق عودتي من سوق المزارعين ، كنت أشتري بعض اللوازم ، من سلسلة مَحالّ تجارية ، قد اعتدت على بعض المنتجات الحصريّة منهم .... .
و اليوم ، فتحت على بعض المواقع على الأنترنت بعنوان " كيف تعرفين إذا ما كان زوجك يخونكِ " ؛
لم أجد شيئاً ذا معنى ، كلّها كانت عبارة عن أشياء بلا فائدة ...