40
- نورثامبتون -
" إيلا "
أمسكت إيلا قلم حبرٍ و قررت أن تكتب لعزيز رسالة على الطابع القديم .
ورقة معطّرة و مغلّف مماثل ، و طابع بريدي .
و أرادت أن ترسلها إلى بروكسيل فور أن تنتهي من كتابتها ، لأنها إن تأخرت في ذلك ؛ قد تتراجع عن إرسالها و تطويها مع صفحات النسيان ، كما تفعل كثيراً :
المحبوب عزيز ،
أكتبُ إليك الآن و أنتَ لا تعلم كيف مِن الممكن أن يدخل شخص إلى حياتك - شخص مختلف عن كل من قابلتهم على الإطلاق - و يجعل مِن طعم حياتك شيئاً مُختلفاً على الإطلاق أيضاً .
شخص يرى كل ما حوله بطريقة استثنائية ، تجعلك تنظر من منظور آخر كذلك .
فتلاحظ كل شيء من جديد ، من الداخل و الخارج ، و يصبح فهمك و وعيكَ أعمق و أوضح .
شخص تحسّ أن عليك أن تُبقي مسافة آمنة بينك و بينه ، و في ذات الوقت تشعر بشعور يدفعك لشقّ البحار و المحيطات لكي تقابله .
لا أعلم متى بدأت كلماتك تأسرني يا عزيز !
لكن ما اعلمه تماماً أنها قد و في كلّ مرّة أخذت تغيّرني .
لا أدري إن كنت سأندم على إرسال هذه الرسالة ، لكن بعد أن أمضيت معظمُ حياتي نادمةً على كثير من الأمور التي لم أستطع القيام بها ،
فلا أرى ضرراً من إرسالها الآن بدافع شيء من التغيير .
من خلال اتصالاتي و رسائلي معك ، كنت أشعر أنني ألتقي بكَ و أراكَ رأيَ العين .
و في الحقيقة كنتُ أُعيد قراءة رسائلك دائماً و أنا في دوامة من المشاعر الغريبة التي لم تراودني منذ زمن طويل - طويل جداً -
لم تكد هذه المشاعر تفارقني في جميع أوقاتي ، و كأنني أتحدّث إليك بصمت دائماً .
عندما أشاهد فلماً ممتعاً اتمنى لو استطيع مشاهدته معك ، و عندما أرى شيئاً مثيراً للاهتمام ، ارغب بإطلاعك عليه و مناقشته معك .
و منذ عدّة أيام قمتُ بتغيير تسريحة شعري - التي لم اغيرها أبداً - و ارتديت ملابس بألوان لم ارتديها منذ زمن ، حتى ابنتي قد استغربت مني ، فقد بدوت مختلفة ، و هذا لأنني اصبحتُ أشعر انني مختلفة .
و في الواقع لم أعد أعرف ماذا افعل تجاهك !
لقد انهيتُ قراءة روايتك " البحث عن الشمس التي لا تغيب "
( آه ، لم اخبرك مِن قبل أنني أُعدّ تقريراً حول روايتك .
و في كثير من الأوقات أردتُ أن أُشاطرك آرائي ، و أسألك عن كثير من الأشياء ،
كما أنني أريد أن أُرسلك إليك تقريري لتراه ، لكنّي لن أفعل ذلك في الوقت الحالي .
بل اريدك أن تعلم انني أعجبتُ بروايتك كثيراً ، و قد كان تقريري إيجابياً .
و إني لأشكرك على المتعتة التي أتاحتها لي قراءة كلماتك ، و أؤكّد لكَ أن كلماتك سوف تبقى معيَ على الدوام .)
و على كل حال ، ليس لروايتك علاقة بما أكتبه الآن ، أو أن لها علاقة مبارشرة بكل شيء !
فهي التي أدّت للعلاقة التي بيننا الآن ،
و الأصحّ أن تأثيرها الطاغي عليَّ أصبح اكثر مما أتحمّله .
ففي البداية كنتُ مهتمّة بقصصك و خيالك الشاسع ، لكن الأمر قد اختلف في هذه اللحظة .
فقد اصبحتُ مهتمّة بالشخص القابع خلف تلك القصص و الأفكار .
في هذه اللحظة ....... لا أعلم ماذا افعل تجاهك حقاً !
و اخبرك انني سأرسل هذه الرسالة باقصى سرعة ممكنة ، و إلّا قمت بتمزيقها في الحال .
فأنا مِن هذا النوع من الأشخاص الذي قد يتصرّف و كأن شيئاً لم يكن .
هل يمكنني أن أقول أن أقول لكَ أن ما في قلبي الآن شيء حلوٌ مرّ ؟
مع كل احترامي و حبّي
: إيلا .
قبل يوم من كتابة إيلا لهذه الرسالة ، كانت قد خرجت برفقة زوجها أليكس لتناول العشاء .
" عزيزتي ، لقد أفتتح مطعم مكسيكيّ جديد ، فما رأيك أن نتناول العشاء معاً ؟
و لوحدنا فقط . "
تلك الفكرة لم تعجب إيلا على الإطلاق ، فآخر شيء كانت تريده هو تناول العشاء مساءً في الخارج ، و برفقة زوجها .
لكنّها لم تستطع الرفض ، فقد كان أليكس مُلحاً بشدّة .
كان اسم المطعم " الطبق الفضيّ "
و عندما جلسا على طاولتيهما ، جاءت النادلة و التي كانت ترتدي زيّاً رسميّاً حاملةً معها قائمة الطعام ، و أخذت طلب كلّ منهما .
ثمَّ تناقشا قليلاً عن الديكورالمميّز ، و الاثاث الجلديّ ،
و مناديل الطاولة السوداء ، المطرّزة باللون الفضي .
كان هذا كلّ ما تحدّثا عنه ، و بعدها جفّت كلماتهما .
اكثر من عشرين عاماً تشاطرا فيها الحياة معاً ، و قاما بتربية ثلاثة أطفال ،
هذا كل ما استطاعا الحديث عنه !
" إيلا "
أمسكت إيلا قلم حبرٍ و قررت أن تكتب لعزيز رسالة على الطابع القديم .
ورقة معطّرة و مغلّف مماثل ، و طابع بريدي .
و أرادت أن ترسلها إلى بروكسيل فور أن تنتهي من كتابتها ، لأنها إن تأخرت في ذلك ؛ قد تتراجع عن إرسالها و تطويها مع صفحات النسيان ، كما تفعل كثيراً :
المحبوب عزيز ،
أكتبُ إليك الآن و أنتَ لا تعلم كيف مِن الممكن أن يدخل شخص إلى حياتك - شخص مختلف عن كل من قابلتهم على الإطلاق - و يجعل مِن طعم حياتك شيئاً مُختلفاً على الإطلاق أيضاً .
شخص يرى كل ما حوله بطريقة استثنائية ، تجعلك تنظر من منظور آخر كذلك .
فتلاحظ كل شيء من جديد ، من الداخل و الخارج ، و يصبح فهمك و وعيكَ أعمق و أوضح .
شخص تحسّ أن عليك أن تُبقي مسافة آمنة بينك و بينه ، و في ذات الوقت تشعر بشعور يدفعك لشقّ البحار و المحيطات لكي تقابله .
لا أعلم متى بدأت كلماتك تأسرني يا عزيز !
لكن ما اعلمه تماماً أنها قد و في كلّ مرّة أخذت تغيّرني .
لا أدري إن كنت سأندم على إرسال هذه الرسالة ، لكن بعد أن أمضيت معظمُ حياتي نادمةً على كثير من الأمور التي لم أستطع القيام بها ،
فلا أرى ضرراً من إرسالها الآن بدافع شيء من التغيير .
من خلال اتصالاتي و رسائلي معك ، كنت أشعر أنني ألتقي بكَ و أراكَ رأيَ العين .
و في الحقيقة كنتُ أُعيد قراءة رسائلك دائماً و أنا في دوامة من المشاعر الغريبة التي لم تراودني منذ زمن طويل - طويل جداً -
لم تكد هذه المشاعر تفارقني في جميع أوقاتي ، و كأنني أتحدّث إليك بصمت دائماً .
عندما أشاهد فلماً ممتعاً اتمنى لو استطيع مشاهدته معك ، و عندما أرى شيئاً مثيراً للاهتمام ، ارغب بإطلاعك عليه و مناقشته معك .
و منذ عدّة أيام قمتُ بتغيير تسريحة شعري - التي لم اغيرها أبداً - و ارتديت ملابس بألوان لم ارتديها منذ زمن ، حتى ابنتي قد استغربت مني ، فقد بدوت مختلفة ، و هذا لأنني اصبحتُ أشعر انني مختلفة .
و في الواقع لم أعد أعرف ماذا افعل تجاهك !
لقد انهيتُ قراءة روايتك " البحث عن الشمس التي لا تغيب "
( آه ، لم اخبرك مِن قبل أنني أُعدّ تقريراً حول روايتك .
و في كثير من الأوقات أردتُ أن أُشاطرك آرائي ، و أسألك عن كثير من الأشياء ،
كما أنني أريد أن أُرسلك إليك تقريري لتراه ، لكنّي لن أفعل ذلك في الوقت الحالي .
بل اريدك أن تعلم انني أعجبتُ بروايتك كثيراً ، و قد كان تقريري إيجابياً .
و إني لأشكرك على المتعتة التي أتاحتها لي قراءة كلماتك ، و أؤكّد لكَ أن كلماتك سوف تبقى معيَ على الدوام .)
و على كل حال ، ليس لروايتك علاقة بما أكتبه الآن ، أو أن لها علاقة مبارشرة بكل شيء !
فهي التي أدّت للعلاقة التي بيننا الآن ،
و الأصحّ أن تأثيرها الطاغي عليَّ أصبح اكثر مما أتحمّله .
ففي البداية كنتُ مهتمّة بقصصك و خيالك الشاسع ، لكن الأمر قد اختلف في هذه اللحظة .
فقد اصبحتُ مهتمّة بالشخص القابع خلف تلك القصص و الأفكار .
في هذه اللحظة ....... لا أعلم ماذا افعل تجاهك حقاً !
و اخبرك انني سأرسل هذه الرسالة باقصى سرعة ممكنة ، و إلّا قمت بتمزيقها في الحال .
فأنا مِن هذا النوع من الأشخاص الذي قد يتصرّف و كأن شيئاً لم يكن .
هل يمكنني أن أقول أن أقول لكَ أن ما في قلبي الآن شيء حلوٌ مرّ ؟
مع كل احترامي و حبّي
: إيلا .
قبل يوم من كتابة إيلا لهذه الرسالة ، كانت قد خرجت برفقة زوجها أليكس لتناول العشاء .
" عزيزتي ، لقد أفتتح مطعم مكسيكيّ جديد ، فما رأيك أن نتناول العشاء معاً ؟
و لوحدنا فقط . "
تلك الفكرة لم تعجب إيلا على الإطلاق ، فآخر شيء كانت تريده هو تناول العشاء مساءً في الخارج ، و برفقة زوجها .
لكنّها لم تستطع الرفض ، فقد كان أليكس مُلحاً بشدّة .
كان اسم المطعم " الطبق الفضيّ "
و عندما جلسا على طاولتيهما ، جاءت النادلة و التي كانت ترتدي زيّاً رسميّاً حاملةً معها قائمة الطعام ، و أخذت طلب كلّ منهما .
ثمَّ تناقشا قليلاً عن الديكورالمميّز ، و الاثاث الجلديّ ،
و مناديل الطاولة السوداء ، المطرّزة باللون الفضي .
كان هذا كلّ ما تحدّثا عنه ، و بعدها جفّت كلماتهما .
اكثر من عشرين عاماً تشاطرا فيها الحياة معاً ، و قاما بتربية ثلاثة أطفال ،
هذا كل ما استطاعا الحديث عنه !