32
و لهذا هم يستنتجون في النهاية ان سورة النساء تدلُّ على أن الرجال اعلى منزلة من النساء ،
لأن هذا هو ما يريدون فهمه .
و فهمهم هذا خاطئ سقيم ... "
عندما نطق شمس هذه الكلمات ، تفاجأتُ بالفعل ، فهو قد عرف و فهم سؤالي دون أن أقول أي شيء ،
ثم تابع قوله ...
" غيرُ القراءات العشر للقرآن يا عزيزتي ،
هناك قراءة باطنية له ،
فعندما تقرأين سورة النساء بعيني الباطن المفتوحتين ، وقتها ستدكين أن سورة النساء في جوهرها ، تتحدث عن الذكورة و الأنوثة ، و لا تتحدث عن النساء و الرجال ،
و بالمناسبة في داخل كل شخص شيء من الذكورة و الأنوثة ،
و عندما نعرف كيف نوازن بين هاتين الصفتين سنكون قادرين على تحقيق تناغم بينهما . "
كيميا :
" اتقول ان في داخي شيء من الذكورة ؟ "
شمس :
" هذا صحيح ، كما ان في داخلي انا ل شيء من الأنوثة . "
كيميا :
" حتى الروميّ ؟ ! "
شمس :
" هذا في داخل كل رجل يا عزيزتي . "
كيميا :
" حتى الرجال الذين يتمتعون لرجولة مطلقة ؟ "
" و بالأخصّ هؤلاء يا كيميا الجميلة . "
قال لي هذا واضعاً سبابته على فمه و كأنه يخبرني بسرّ ما بيني و بينه .
فمنعتُ نفسي من الصحك بعدما قال ،
و شعرتُ ان الحياة تدبّ فيَّ بكلّ معانيها بعد أن تحدثت إلى شمس ،
نعم إن هذا هو تأثيره على كل شيء ،
فشمس كشعاع الفجر ، عندما يسطع في بداية اليوم ، يجعل كل شيء حيوياً .
وضع شمس يده الدافىة على كتفي و قال لي :
" الآن يجب ان تذهبي يا عزيزتي كيميا . "
انهى حديثنا بهذه الكلمات ، و قد بدى فجاة ان شيئاً ما يتعبه بشدّة .
فخرجتُ من الغرفة و انا اشعر ببعض الاضطراب ، أحسستُ انني بحاجة لحماية شمس من شيء ما ، و لكني لم اعرف ما هو .
عدتُ إلى غرفتي ، و استلقيتُ على فراشي ،
و نظرة شمس الحزينة التي أظهرها ، ما تزال في ذهني ،
ما الذي كان يشغل تفكيره ؟
و ما الذي جعله حزيناً هكذا ؟
لم أكن اعلم ! .
..............
بينما كانت كيرا تقوم ببعض أعمالها المنزلية ، سمعتُ صوت ضجّة غريباً يأتي من المكان حيث توجد نافورة الماء في منزلهم ،
فخرجتْ لترى ما الأمر ، فصُدمت من أكثر المشاهد جنوناً التي رأتها في حياتها .....
كتبٌ منثورة على الأرض بكلّ مكان ، و البعض منها تالف تماماً ،
و المشهد الأكثر جنوناً من هذا ، كان الكتب المُلقاة في بركة نافورة الماء ،
حيث تحوّل لون البركة و أصبح بلون حبر الكتب الذي ذاب فيه ،
ما الجنون الذي يحصل هنا ، لم تستوعب كيرا اي شيء أبداً ،
لقد رأت شمس يلتقط كتاباً من الأرض ، و ينظر إليه عابساً ، ثم يُلقي به في البركة ،
و يعود و يلتقط آخراً ، ثم يُلقي به في الماء أيضاً ،
و كان الرومي يقف جانباً ، و وجهه شاحب كالشبح ، و كان تعبير وجهه الأسوأ ، عندما التقط شمس كتاب قد ألّفه والد الرومي ، و رماه ايضاً ،
كان الرومي يعتزّ بكل تلك الكتب بشدّة ، و لا سيّما كتاب والده ، و الذي يعتبره شيئاً مُقدّساً ،
نظرت كيرا إلى الرومي ، و كانت على ثقة انه سوف ينفجر غضباً ،
لكنه لم ينطق و لا بحرف واحد .
و عندما لم يقم الرومي بفعل اي شيء ، قامت بالتدخل ، و صرخت بوجه شمس ......
كيرا :
" ما الذي تفعله ، هل جننت ؟
إن هذه الكتب نادرة و قيّمة ، و لا يوجد غير هذه النسخ في العالم . "
لكن شمس لم يرد عليها ، و تابع ما كان يقوم به ، و كأن احداً لم يكلمه .
فنظرت كيرا إلى الرومي بعجب و قالت له :
ألا ترى ما يفعله بكتبك الثمينة ، التي لم تكن تسمح " لأحد بلمسها ؟ "
و مع ان وجه الرومي كان لا يزال شاحباً و هو متفاجى ، إلّا أنه قال لكيرا :
" لا بأس يا كيرا ، عليكِ أن تهدئي ،
انا أثق بشمس ، و بما يفعله . "
نظر شمس إلى كيرا ، ثم التفت و قام بانتشال الكتب من الماء ،
و كانت مفاجأة كيرا عندما رأت أن الكتب جافّة تماماً ، و كأن شيئاً لم يحدث لها ،
تهولت كيرا مما رأت ، و قالت لشمس :
" و لكن هل هذا سحر ؟ "
فقال لها شمس بثقة :
" و لمَ تسألين ؟
هل ستفعلين ذلك إن أخبرتك به ؟ "
فصمتت كيرا و أمسكت دموعها التي كانت على وشك الانفجار ،
و توجهت إلى المطبخ ، المكان الذي تلوذ به للإختباء عادة ،
ما حصل لم يكن عادلاً بالنسبة لها ، فقد غضب منها الرومي عندما نظغت الكتب فقط ،
أما الآن فقد اتلفها شمس ، و لم يفعل الرومي اي شيء ،
لذلك شعرت بالمفارقة ، و اجهشت بالبكاء وسط المطبخ .
و في المساء ، أعدّت كيرا شيىاً من الحلوى ، و بعد ان انتهت ،
حملت شيىاً منها ، و توجهّت حيث كان يجلس الرومي و شمس ، و هما يتحدّثان عن الله ،
قامت كيرا بطرق الباب ، ثم دخلت من فورها دون أن تنتظر اي ردّ .
و جرت العادة أن لا يهتمّ شمس بالطعام ، و بما يُقدّم له ، حتى ان كيرا ظنت ان لا فرق عنده ان تناول اللحم ، إو الخبز اليابس ، فلم يُثني من قبل على اي نوع من الطعام ،
لكنه هذه المرّة و بمجرّد أن تناول لقمة من الحلوى لمعت عيناه ،
و قال لكيرا :
" إنّ هذه الحلوى لذيذة حقاً ،
اخبريني عن طريقة صنعها ؟ "
كيرا :
" و لكن لمَ تسأل ؟
انت لن تصنعها حتى إن أخبرتك بها ؟ "
كان الغضب و الاستياء واضحاً على كيرا من ردّها ،
و لم ينطق شمس بحرف واحد ردّاً على كلامها ،
بل أومأ برأسه ،
و كأنّه يوافقها على كلامها .
وقفت كيرا قليلاً تنتظر جواب شمس ، و لمّا لم يقل شيئاً ، خرجت من الغرفة مُسرعة .
..........
لأن هذا هو ما يريدون فهمه .
و فهمهم هذا خاطئ سقيم ... "
عندما نطق شمس هذه الكلمات ، تفاجأتُ بالفعل ، فهو قد عرف و فهم سؤالي دون أن أقول أي شيء ،
ثم تابع قوله ...
" غيرُ القراءات العشر للقرآن يا عزيزتي ،
هناك قراءة باطنية له ،
فعندما تقرأين سورة النساء بعيني الباطن المفتوحتين ، وقتها ستدكين أن سورة النساء في جوهرها ، تتحدث عن الذكورة و الأنوثة ، و لا تتحدث عن النساء و الرجال ،
و بالمناسبة في داخل كل شخص شيء من الذكورة و الأنوثة ،
و عندما نعرف كيف نوازن بين هاتين الصفتين سنكون قادرين على تحقيق تناغم بينهما . "
كيميا :
" اتقول ان في داخي شيء من الذكورة ؟ "
شمس :
" هذا صحيح ، كما ان في داخلي انا ل شيء من الأنوثة . "
كيميا :
" حتى الروميّ ؟ ! "
شمس :
" هذا في داخل كل رجل يا عزيزتي . "
كيميا :
" حتى الرجال الذين يتمتعون لرجولة مطلقة ؟ "
" و بالأخصّ هؤلاء يا كيميا الجميلة . "
قال لي هذا واضعاً سبابته على فمه و كأنه يخبرني بسرّ ما بيني و بينه .
فمنعتُ نفسي من الصحك بعدما قال ،
و شعرتُ ان الحياة تدبّ فيَّ بكلّ معانيها بعد أن تحدثت إلى شمس ،
نعم إن هذا هو تأثيره على كل شيء ،
فشمس كشعاع الفجر ، عندما يسطع في بداية اليوم ، يجعل كل شيء حيوياً .
وضع شمس يده الدافىة على كتفي و قال لي :
" الآن يجب ان تذهبي يا عزيزتي كيميا . "
انهى حديثنا بهذه الكلمات ، و قد بدى فجاة ان شيئاً ما يتعبه بشدّة .
فخرجتُ من الغرفة و انا اشعر ببعض الاضطراب ، أحسستُ انني بحاجة لحماية شمس من شيء ما ، و لكني لم اعرف ما هو .
عدتُ إلى غرفتي ، و استلقيتُ على فراشي ،
و نظرة شمس الحزينة التي أظهرها ، ما تزال في ذهني ،
ما الذي كان يشغل تفكيره ؟
و ما الذي جعله حزيناً هكذا ؟
لم أكن اعلم ! .
..............
بينما كانت كيرا تقوم ببعض أعمالها المنزلية ، سمعتُ صوت ضجّة غريباً يأتي من المكان حيث توجد نافورة الماء في منزلهم ،
فخرجتْ لترى ما الأمر ، فصُدمت من أكثر المشاهد جنوناً التي رأتها في حياتها .....
كتبٌ منثورة على الأرض بكلّ مكان ، و البعض منها تالف تماماً ،
و المشهد الأكثر جنوناً من هذا ، كان الكتب المُلقاة في بركة نافورة الماء ،
حيث تحوّل لون البركة و أصبح بلون حبر الكتب الذي ذاب فيه ،
ما الجنون الذي يحصل هنا ، لم تستوعب كيرا اي شيء أبداً ،
لقد رأت شمس يلتقط كتاباً من الأرض ، و ينظر إليه عابساً ، ثم يُلقي به في البركة ،
و يعود و يلتقط آخراً ، ثم يُلقي به في الماء أيضاً ،
و كان الرومي يقف جانباً ، و وجهه شاحب كالشبح ، و كان تعبير وجهه الأسوأ ، عندما التقط شمس كتاب قد ألّفه والد الرومي ، و رماه ايضاً ،
كان الرومي يعتزّ بكل تلك الكتب بشدّة ، و لا سيّما كتاب والده ، و الذي يعتبره شيئاً مُقدّساً ،
نظرت كيرا إلى الرومي ، و كانت على ثقة انه سوف ينفجر غضباً ،
لكنه لم ينطق و لا بحرف واحد .
و عندما لم يقم الرومي بفعل اي شيء ، قامت بالتدخل ، و صرخت بوجه شمس ......
كيرا :
" ما الذي تفعله ، هل جننت ؟
إن هذه الكتب نادرة و قيّمة ، و لا يوجد غير هذه النسخ في العالم . "
لكن شمس لم يرد عليها ، و تابع ما كان يقوم به ، و كأن احداً لم يكلمه .
فنظرت كيرا إلى الرومي بعجب و قالت له :
ألا ترى ما يفعله بكتبك الثمينة ، التي لم تكن تسمح " لأحد بلمسها ؟ "
و مع ان وجه الرومي كان لا يزال شاحباً و هو متفاجى ، إلّا أنه قال لكيرا :
" لا بأس يا كيرا ، عليكِ أن تهدئي ،
انا أثق بشمس ، و بما يفعله . "
نظر شمس إلى كيرا ، ثم التفت و قام بانتشال الكتب من الماء ،
و كانت مفاجأة كيرا عندما رأت أن الكتب جافّة تماماً ، و كأن شيئاً لم يحدث لها ،
تهولت كيرا مما رأت ، و قالت لشمس :
" و لكن هل هذا سحر ؟ "
فقال لها شمس بثقة :
" و لمَ تسألين ؟
هل ستفعلين ذلك إن أخبرتك به ؟ "
فصمتت كيرا و أمسكت دموعها التي كانت على وشك الانفجار ،
و توجهت إلى المطبخ ، المكان الذي تلوذ به للإختباء عادة ،
ما حصل لم يكن عادلاً بالنسبة لها ، فقد غضب منها الرومي عندما نظغت الكتب فقط ،
أما الآن فقد اتلفها شمس ، و لم يفعل الرومي اي شيء ،
لذلك شعرت بالمفارقة ، و اجهشت بالبكاء وسط المطبخ .
و في المساء ، أعدّت كيرا شيىاً من الحلوى ، و بعد ان انتهت ،
حملت شيىاً منها ، و توجهّت حيث كان يجلس الرومي و شمس ، و هما يتحدّثان عن الله ،
قامت كيرا بطرق الباب ، ثم دخلت من فورها دون أن تنتظر اي ردّ .
و جرت العادة أن لا يهتمّ شمس بالطعام ، و بما يُقدّم له ، حتى ان كيرا ظنت ان لا فرق عنده ان تناول اللحم ، إو الخبز اليابس ، فلم يُثني من قبل على اي نوع من الطعام ،
لكنه هذه المرّة و بمجرّد أن تناول لقمة من الحلوى لمعت عيناه ،
و قال لكيرا :
" إنّ هذه الحلوى لذيذة حقاً ،
اخبريني عن طريقة صنعها ؟ "
كيرا :
" و لكن لمَ تسأل ؟
انت لن تصنعها حتى إن أخبرتك بها ؟ "
كان الغضب و الاستياء واضحاً على كيرا من ردّها ،
و لم ينطق شمس بحرف واحد ردّاً على كلامها ،
بل أومأ برأسه ،
و كأنّه يوافقها على كلامها .
وقفت كيرا قليلاً تنتظر جواب شمس ، و لمّا لم يقل شيئاً ، خرجت من الغرفة مُسرعة .
..........