41
و لسبب ما شعرتْ إيلا بالضيق و عدم الراحة ، لم يكن المطعم هو السبب ؛ بل وجودها مع أليكس ، فقد كانت واثقةً من الاضطراب الذي يملأ عينيه .
و قد استمرّ بفرك أصابع طوال وقت حديثهما ، ممّا جعلها تعلم جيداً أنّ أليكس يعاني شيئاً من الاكتئاب ، تلك العادة التي كانت لديه منذ أيام مراهقته .
استمرّ صمتهم على هذا المنوال بنظرات مضطربة إلى أن قطع أليكس هذا الصمت قائلاً لإيلا :
" أرى أنك أصبحتِ تقرأين اشعار للرومي ؟ "
عندها فتحت إيلا فاهها و قطّبت حاجبيها مستغربة من سؤاله ،
فمنذ متى كان أليكس يتابع و يهتمّ بما تقرأه إيلا ، حتى أنّه يعرف الروميّ !!
عندها هزّت إيلا رأسها موافقة :
" آه نعم ، بدأت اقرأها في البداية لكي تساعدني في عملي الذي كلّفني به السيد جول .
و بعدها أصبحت أقرأها لنفسي . "
فتنهّد أليكس ثمّ أغلق عينيه و أضاف :
" لا داعيَ للتظاهر يا إيلا ، إنني أعرف كل شي . "
مع أن إيلا لم تكن تريد أن تتابع في هذا الحديث معه ، إلّا أنّها سألته :
" ما الذي تقصده ؟ "
فأجابها أليكس بارتباك واضح :
" عن علاقتك ...... أعرف .... عن علاقتك الغراميّ . "
فرفعت إيلا نبرة صوتها أكثر مما كانت تنوي لا إراديّاً بدهشة :
" علاقتي الغراميّة ؟ ! "
عندها التفت إليهما الرجل و المرأة اللذان كانا جالسين قريباً من طاولتيهما ، فقد كان صوت إيلا مفاجئاً .
فأخفضت إيلا صوتهما حتى الهمس ، و عاودته السؤال :
" عن أي علاقة تتحدّث أليكس ؟ ! "
" لستُ أحمقاً لتلك الدرجة إيلا .
لقد فتحتُ بريدك الإلكتروني ، و قرأتُ جميع الرسائل التي تتبادلينها مع ذلك الرجل . "
فصاحت إيلا ثانيةً :
" فعلتَ ماذا ؟ "
فنظر إليها أليكس بيأس و كأنه يحاول أن يحلّ معضلة دون أي أضرار :
" انظري يا عزيزتي ، أنا لا ألومكِ و أعلم جيداً أنني قد قصرتُ تجاهكِ كثيراً ، مما جعلك تبتعدين كل هذا البعد . "
عقدت إيلا اصابع يديها ، و لم تنطق بأي شيء ، و وجّهت نظراتها إلى ضوء الشمعة المتراقص الذي أشعلته النادلة .
و بدت لها شذرات ضوء فضي لامع لوهلة لم تعرف مصدرها .
" أنا مستعدّ لمسامحكتي و نسيان كلّ شيء ، و البدء من جديد.يا إيلا . "
بعدما سمعت إيلا ما قاله ، تراكضت عدّة أفكار في بالها أرادت قولها له . هو الذي كان يخونها ، و الآن هو مَن يريد أن يسامحا ؟
كانت إيلا حادّة و هازئة لأقصى حد ،
لكنها اختارت ان تردّ عليه بهدوء :
" ماذا عن علاقاتك أنت ؟
هل سننساها و نتابع بكلّ بساطة ؟ "
في تلك اللحظة احضرت النادلة طلب كلّ منهما ، فوضعت أمام أليكس طبق صدور الدجاج بالكزبرة و الليمون ،
أما إيلا فقد طلبت بعض الخضار و التوفو بصلصة جوز الهند ،
فقد قررت بعد بلوغها سن الأربعين أن تتناول طعاماً أقل ضرراً على صحتها قدر المستطاع .
ثمّ ملأت النادلة كأس كل منهما بكلّ أناقة و هدوء ، و فور مغادرتها وجّه أليكس نظره نحو إيلا بحدّة :
" هل أفهم مِن كلامكِ أن هذا انتقام لِما فعلته ؟ "
" كلا ، ليس انتقاماً . و لم يكن كذلك يوماً . "
كلمات إيلا هذه كانت محبطةً تماماً .
ففتح اليكس ذراعيه و بسط كفيه متسائلاً :
" ماذا يمكن أن يكون إذاً ؟ "
عندها نطقت إيلا كلمات لم تكن تتخيّل يوماً أنّها سوف تنطقها ، و شعرت أن العالم بأسره قد توقّف لكي يستمع إلى إجابتها :
" إن الأمر متعلّق بالحبّ ..... أنا أحبّ عزيز ..... "
نطقت إيلا أخيراً ما كان يجول في خاطرها ، و يقلب موازين حياتها رأساً على عقب .
ثمّ استجمعت كامل شجاعتها لكي تنظر لعيني أليكس التي وجدت ان الرعب يملؤهما مما قد سمع .
فكلمة " حبّ " التي سمعها منها كانت جديّة و غير عادية ،
و هي التي كانت تتكلّم بسلبيّة عن الحبّ فيما مضى !!
فقال لها أليكس بصوت مُرتعش :
" لدينا ثلاثة أطفال يا إيلا ، أتمنّى انّك لم تنسي ذلك ؟ "
فكان ردّها واثقاً و واضحاً :
" أعلم ، و أنا أحبّهم حبّاً جمّاً ...... و أحبّ عزيز كذلك . "
فقاطعها أليكس :
" توقّفي عن ترديد هذه الكلمات رجاءً ، و عودي لرشدك .
أعترف أنني قد اقترفت أخطاءً كثيرة ؛ لكنّي لم أحبّ احداً غيركِ يوماً ، و لم أتوقّف عن حبّكِ أبداً .
و ما قمتُ بفعله لن يتكرر ثانيةً أعدك ، لذا لا تخبريني أنكِ ما زلت تريدين البحث عن الحبّ الآن ! "
"أنا لم أخرج للبحث عن الحبّ يا أليكس.
يقول الروميّ أننا لسنا بحاجة للبحث عن الحبّ ، فهو كامن في داخلنا ،
و لكننا بحاجة لإزالة كل العقبات لكي نصل إليه و نسمح له بالتّدفّق . "
" يا إلهي ! لا أعلم ما الذي حصل لكي ترددي مثل هذه العبارات الآن ... توقّفي عن ذلك و عودي لنفسكِ ...أرجوكِ . "
و قد استمرّ بفرك أصابع طوال وقت حديثهما ، ممّا جعلها تعلم جيداً أنّ أليكس يعاني شيئاً من الاكتئاب ، تلك العادة التي كانت لديه منذ أيام مراهقته .
استمرّ صمتهم على هذا المنوال بنظرات مضطربة إلى أن قطع أليكس هذا الصمت قائلاً لإيلا :
" أرى أنك أصبحتِ تقرأين اشعار للرومي ؟ "
عندها فتحت إيلا فاهها و قطّبت حاجبيها مستغربة من سؤاله ،
فمنذ متى كان أليكس يتابع و يهتمّ بما تقرأه إيلا ، حتى أنّه يعرف الروميّ !!
عندها هزّت إيلا رأسها موافقة :
" آه نعم ، بدأت اقرأها في البداية لكي تساعدني في عملي الذي كلّفني به السيد جول .
و بعدها أصبحت أقرأها لنفسي . "
فتنهّد أليكس ثمّ أغلق عينيه و أضاف :
" لا داعيَ للتظاهر يا إيلا ، إنني أعرف كل شي . "
مع أن إيلا لم تكن تريد أن تتابع في هذا الحديث معه ، إلّا أنّها سألته :
" ما الذي تقصده ؟ "
فأجابها أليكس بارتباك واضح :
" عن علاقتك ...... أعرف .... عن علاقتك الغراميّ . "
فرفعت إيلا نبرة صوتها أكثر مما كانت تنوي لا إراديّاً بدهشة :
" علاقتي الغراميّة ؟ ! "
عندها التفت إليهما الرجل و المرأة اللذان كانا جالسين قريباً من طاولتيهما ، فقد كان صوت إيلا مفاجئاً .
فأخفضت إيلا صوتهما حتى الهمس ، و عاودته السؤال :
" عن أي علاقة تتحدّث أليكس ؟ ! "
" لستُ أحمقاً لتلك الدرجة إيلا .
لقد فتحتُ بريدك الإلكتروني ، و قرأتُ جميع الرسائل التي تتبادلينها مع ذلك الرجل . "
فصاحت إيلا ثانيةً :
" فعلتَ ماذا ؟ "
فنظر إليها أليكس بيأس و كأنه يحاول أن يحلّ معضلة دون أي أضرار :
" انظري يا عزيزتي ، أنا لا ألومكِ و أعلم جيداً أنني قد قصرتُ تجاهكِ كثيراً ، مما جعلك تبتعدين كل هذا البعد . "
عقدت إيلا اصابع يديها ، و لم تنطق بأي شيء ، و وجّهت نظراتها إلى ضوء الشمعة المتراقص الذي أشعلته النادلة .
و بدت لها شذرات ضوء فضي لامع لوهلة لم تعرف مصدرها .
" أنا مستعدّ لمسامحكتي و نسيان كلّ شيء ، و البدء من جديد.يا إيلا . "
بعدما سمعت إيلا ما قاله ، تراكضت عدّة أفكار في بالها أرادت قولها له . هو الذي كان يخونها ، و الآن هو مَن يريد أن يسامحا ؟
كانت إيلا حادّة و هازئة لأقصى حد ،
لكنها اختارت ان تردّ عليه بهدوء :
" ماذا عن علاقاتك أنت ؟
هل سننساها و نتابع بكلّ بساطة ؟ "
في تلك اللحظة احضرت النادلة طلب كلّ منهما ، فوضعت أمام أليكس طبق صدور الدجاج بالكزبرة و الليمون ،
أما إيلا فقد طلبت بعض الخضار و التوفو بصلصة جوز الهند ،
فقد قررت بعد بلوغها سن الأربعين أن تتناول طعاماً أقل ضرراً على صحتها قدر المستطاع .
ثمّ ملأت النادلة كأس كل منهما بكلّ أناقة و هدوء ، و فور مغادرتها وجّه أليكس نظره نحو إيلا بحدّة :
" هل أفهم مِن كلامكِ أن هذا انتقام لِما فعلته ؟ "
" كلا ، ليس انتقاماً . و لم يكن كذلك يوماً . "
كلمات إيلا هذه كانت محبطةً تماماً .
ففتح اليكس ذراعيه و بسط كفيه متسائلاً :
" ماذا يمكن أن يكون إذاً ؟ "
عندها نطقت إيلا كلمات لم تكن تتخيّل يوماً أنّها سوف تنطقها ، و شعرت أن العالم بأسره قد توقّف لكي يستمع إلى إجابتها :
" إن الأمر متعلّق بالحبّ ..... أنا أحبّ عزيز ..... "
نطقت إيلا أخيراً ما كان يجول في خاطرها ، و يقلب موازين حياتها رأساً على عقب .
ثمّ استجمعت كامل شجاعتها لكي تنظر لعيني أليكس التي وجدت ان الرعب يملؤهما مما قد سمع .
فكلمة " حبّ " التي سمعها منها كانت جديّة و غير عادية ،
و هي التي كانت تتكلّم بسلبيّة عن الحبّ فيما مضى !!
فقال لها أليكس بصوت مُرتعش :
" لدينا ثلاثة أطفال يا إيلا ، أتمنّى انّك لم تنسي ذلك ؟ "
فكان ردّها واثقاً و واضحاً :
" أعلم ، و أنا أحبّهم حبّاً جمّاً ...... و أحبّ عزيز كذلك . "
فقاطعها أليكس :
" توقّفي عن ترديد هذه الكلمات رجاءً ، و عودي لرشدك .
أعترف أنني قد اقترفت أخطاءً كثيرة ؛ لكنّي لم أحبّ احداً غيركِ يوماً ، و لم أتوقّف عن حبّكِ أبداً .
و ما قمتُ بفعله لن يتكرر ثانيةً أعدك ، لذا لا تخبريني أنكِ ما زلت تريدين البحث عن الحبّ الآن ! "
"أنا لم أخرج للبحث عن الحبّ يا أليكس.
يقول الروميّ أننا لسنا بحاجة للبحث عن الحبّ ، فهو كامن في داخلنا ،
و لكننا بحاجة لإزالة كل العقبات لكي نصل إليه و نسمح له بالتّدفّق . "
" يا إلهي ! لا أعلم ما الذي حصل لكي ترددي مثل هذه العبارات الآن ... توقّفي عن ذلك و عودي لنفسكِ ...أرجوكِ . "