الحلقة ٥٦

الحلقه السادسه والخمسون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و سلم تسليما كثيرا
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

قد تكون الايام عجنته أو عجنها و في الحالتين هو رجل يعرف ان كان من أمامي يظهر ما في قلبه او يتلون و لكن في النهاية حفيدته من تهمه اجل ان جمال عبد المسيح لا يعنيه الا سعادة طفلته

نظر اليه مطولا و قال بعد تفكير و تمعن في وجهه و كانه يتفحصه

و في النهاية هز راسه و قال


جمال : هكلمها وا رد عليك

موسي : بصراحة انا طمعان فيك يا جدي يعني لو ينفع تحاول تقنعها هي قالت قبل كده ان مفيش حد في حياتها و انا حياتي وقفت عليها حتي بعد المقدس ما طلب مني اخطب انا رفضت و كمان كل حاجه عملتها علي ذوقها الالوان و الفرش و الشقة بقي مش نقصها غيرها

هز جمال راسه و هو يقول

جمال : اللي فيه الخير يقدمه الرب

هز موسي راسه و وقف دون ان يطيل

اما جمال اخذ يفر مسبحته و هو يردد (كير اليسون) و يفكر و لكن ميرنا لم تقبل احد ممن تقدم لها و لذا هناك باب مفتوح قد يسمح بمرور النصيب مرة اخري

في المساء كان يذهب إلي بيت ابنته محمل بالحلويات و العصائر كعادته التي لم يغيرها فهو يردد دائما ما هي ضرورة المال أن لم يسعد صاحبه و هو لم يعتد أن يكنز المال انه حتي يخرج من ماله كل يوم أكثر من العشار التي يجب إخراجها و هو يردد دائما المال مال الرب و من الرب ياتي و ما يخرج له لا يكفي

رن الجرس مرة واحدة و انتظر ان تفتح ابنته له الباب و هو يشعر بالشوق لحفيدتيه فلقد شغلتهم الحياه و هو لم يعد في عمره مقدار ما مضي و لكنه يجد لهم عزر

ما ان فتحت ايريني الباب حتى اشرق وجهها بابتسامة تظهر جمال محلاها الذي لن تغيره السنين و هي تفتح باب الشقة علي مصرعيه و تفتح ذراعيها لوالدها الذي وضع ما في يده علي أقرب طاولة أحتضنها و هو يربت علي كتفها و قال

جمال : وحشتيني يا قلب ابوكي

ايريني : انت اكتر يا بابا و حشتني اوي يا مقدس

جلس و هو يقول :

مش باين يا بنت جمال و بعدين انتي لا بتيجي ولا تسالي

ايريني و هي تجلس في المقعد المقابل له و هي تقول

ايريني : غصب عني يا بابا انت عارف البنات و شغل ميرنا و دراسة ماريا و البيت و سامي بس انا فعلا مقصرة

جمال : لا مقصرة ولا حاجة انا عارف الظروف و نظر حوله و كأنه يبحث بعينه في المكان

ابتسمت ايريني و نهضت

جمال : علي فين

ايريني : هنادي علي ميرنا و ماريا و اعمل ليك عصير

جمال : ماشي بس اعملي قهوة بقي ليا زمان ما شربتها من ايدك الحلوة

ايريني : من عينى و تحركت

جمال : تسلم عينك يا نور عين ابوكي

ابتسمت له و ذهبت إلي غرفة البنات و هي تخبط الباب و تقول

ايريني : مارو ماري جدكم جمال برا

نهضت ميرنا من الفراش بعد أن كانت تنام و هي ترتب شعرها و تنظر إلي اختها التي تستمع الى احد المحاضرات في الوكمان و اقتربت منها لترفع أحد السماعات عن اذنها و قالت

ميرنا : جدوا جمال برا

ابتسمت ماريا و هي تنهض مع أختها و اسرعوا إلي جدهم الذي أخذهم في حضنه و هو يقول

جمال : حبايب جدوا اللي مش بيسالوا
شعروا بالخجل و هو ينظر اليهم بابتسامة و محبة و قال

جمال : انا عارف انكم مشغولين عشان كده جيت بنفسي

ميرنا : بس برضوا احنا غلطانين و مش هتتكرر

ابتسم جدها و هو يقول

جمال : لا يا حبيبتي انا عارف الظروف و مقدر انا جاي اشرب قهوة من ايد امك و اشوف ماريا القمر و اتكلم معاكي في موضوع يا قلب جدك

ميرنا : انا

جمال : ايوة انتي

ماريا : طيب انا هسلم و ادخل اذاكر

ابتسم لها جدها و هو يخرج محفظته و يعطي لها مبلغ من المال

ماريا : ايه ده

جمال : انت لسه هتسالي خدي من أيدي

ماريا : قبلت راس جدها و قالت تسلم ايدك يا جدي

جمال هز راسه لها انتظر حتى دخلت غرفتها و هو يقول لميرنا

جمال : انا جاي ليكي مخصوص

ابتسمت له و نظرت اليه بأستفسار

جمال : موسي جاني النهاردة الوكالة

ميرنا : موسي

جمال : اه كان عاوز يرجع ليكي تاني

ميرنا : ايه

جمال : زي ما سمعتي بيقول انك لسه ما ارتبطيش و مفيش حد في حياتك و هو حياته وقفت عليكي

ميرنا : بس انا مش مرتاحه و مش عارفة السبب و كمان بحس أن رأيه مش من دماغة بحس انه متوجه يعني بحالات

جمال : اربت علي يدها و قال دي حاجة بينك و بينه بقي يا بنت الراجل و الست بيعاملو بعض و إللى ما يعجبك بكرة يتغير الراجل شريكي و شاري خاطرك و اتحمل طالبات ابوكي المبالغ فيها و فوق ده كله جهز الشقة علي ذوقك

ميرنا : بس يا جدي

جمال : من غير بس يا قلب جدك الراجل موقف حياته عليكي و المثل بيقول خدي اللى يحبك هيفضل صاينك طول العمر

كانت أيريني تضع القهوة و تجلس تستمع إلي كلام ابوها مع ابنتها التي لحظات تشعر بالاقتناع فهي لم تحب احد بعد جوزيف و خيالها وقف عليه بينما هو تزوج و انجب بنت وولد و ها هي تريزة حامل للمرة الثالثة و هي نفسها تكبر في السن اختها في السنة النهائية من الجامعة و هي في نهاية الثلاثة و العشرين

اخذت تنظر لجدها بتردد و هو ينتظر ردها الي ان قال بصراحة

جمال : هو سؤال و هيوضح كل حاجة

رفعت عينها لتنتظر ان يتكلم و هو ابتسم لها و قال

جمال : في حد تاني

هزت راسها نافية

جمال : امال ايه

ميرنا : خايفة

اخذ يتكلم معها يقنعها و في النهاية هزت راسها بالموافقة و هي تقولها بلسانها

ميرنا : انا موافقة

علي دخول سامي الذي قال

سامي : موافقة علي اية

نظرت الي والدها ثم الي جدها و هي لا تعرف ماذا تقول

الي ان قال جمال :
ايه يا سامي مفيش ازيك يا عمي ولا انت كنت نايم في حضني

سامي بارتباك قال :
لا ازاي معلش يا عمي ازيك عامل ايه

جمال : نشكر الرب

سامي : دايما يا رب بس هي ميرنا بتقول موافقة علي ايه

جمال : انا هقولك

بعد وقت كان سامي يستمع إلي عمه و رغم الرفض الذي لاح في عقله الا انه نقل نظره بين ابنته و زوجته ثم رجع إلي عمه جمال مرة اخري و قال

سامي : اللي تشوفه يا عمي بس انا مش مرتاح

ايريني نظرت إلي ميرنا و الي سامي و والدها و لم تتكلم هي نفسها تشعر بالقبض في قلبها لا تعرف له مصدر و لكن ماذا تقول

قبل أن ينزل جمال قال لسامي

جمال : انا هكلم موسي بكرة و قوله في قبول يفتح الموضوع مع باباه و هنشوف هنتفق علي ايه بس خلي بالك يا ميرنا هو جاهز و الشقة جاهزة و أنتى مش لسه هتتعرفي عليه

ميرنا نظرت إلي جدها ولم ترد

و في البوم التالي كان موسي يتصل بجمال الذي كان يفكر ان يمر يوم او اكثر قبل أن يبلغه أو حتي ينتظر إلي أن ينتهي اليوم و لكن وجد موسي يكلمه و هو يقول

موسي : مساء الخير يا جدي

جمال : مساء النور يا ابني عامل ايه و أخبارك ايه

موسي : الاخبار عندك

ابتسم جمال و هو يقول

جمال : مستعجل يا موسي

موسي : جدا يا جدي انا علي اعصابي من الصبح و كنت هرن عليك الصبح

جمال : طيب افرض اني اقنعتهم مين هيقنع ابوك

موسي : انا بس بشر

جمال : أقنعه و ابقي كلمني

موسي : الرب يبارك فيك و يخليك يا جدي حاضر هاقنعه و كلمك

انهي جمال الاتصال و رجع إلي البيت اما موسي ابتسم أشرقت علي وجهه و في عينه ربما لم تظهر من زمن و هو يلتفت لينظر الي امه التي تتابعه و هي تبتسم و كأن الفرح يعدي نظرت إليه و كأنها تسأل دون أن تتكلم

موسي : محتاج منك خدمة يا ماما

جميلة : من عيني يا قلب امك خير

موسي : ميرنا

نظرت اليه امه كأنها تنتظر أن يكمل و لكنه ظل ساكت فقالت

جميلة : مالها ميرنا يا موسي

موسي ى انا روحت امبارح للمقدس جمال و طلبت منه يكلمها و اننا نرجع لبعض

شنودة من الباب : بتقول ايه

موسي : بابا

شنودة : اه بابا ليه شوفت عفريت ولا ايه

موسي : لا ابدا يا مقدس

شنودة : كنت بتقول ايه بقي سمعني تاني كده عاوز ترجع لبنت سامي

جميلة : تدخلت في الموضوع و قالت بيقول إللي سمعته يا شنودة ابنك متعلق بيها و عاوزها و انا و انت عارفين يبقي لازمته ايه الكلام

شنودة : بعد ما سابته عاوز يرجعلها تاني

جميلة تكلمت بكل ما تحمل في قلبها من امومة و قالت

جميله : مش عاوز غيرها ولا انت مش عاوز افرح بيه

شنودة : و بنت سامي عبد المسيح اللي هتفرق قلبي انا مش طايقها من اصله و قولت بركة انها جات منهم

موسي : بابا لو بموت انا بقول انا عاوزها و لو مش هى يبقي بلاش غيرها

شنودة : انت بتلوي دراعي يا ابن جميلة

جميلة بمحايلة قالت : في ايه بس يا شنودة بقت وحشة جميلة ولا ما بقتش تعجب

نظر اليها بصدمة و التيه فهو يعلم متي تغير صوتها و تتدعي الحزن و هو يعرف انها مقتنعه بالبنت و كذلك ابنه و لكنه لن يعاند أو يطلب منه تركها بعد ما قاله موسي انه لن يتزوج غيرها

شنودة : جميلة طول عمرها عجباني

جميلة : نظرت له بعدم تصديق فضحك و هو يقول

شنودة : خلاص يا جميلة عشان خاطرك

اربتت علي كتفه و هي تقول

جميلة : يسلم خاطرك يا شنودة

مرت الايام و تم الاتفاق علي كل شيئ و هذه المرة كان الكلام في زواج و كان بنفس السرعة

كان جمال ينظر إلي سامي الذي يرفض أن يساعد في جهاز ميرنا

جمال : يعني ايه

سامي : يعني انا اللى هجهز بنتي

كانت النظرة في عين ايريني تساوي عنده الدنيا فما بالك بنظرة ميرنا التي تحمل الفخر و هي تبتسم بمحبة
و لكنه بادلها النظرة بدعم.

و كان يعطي لايريني المال لتشتري الرفايع و أدوات الطهي اما هو كان مع ميرنا و هي تنتقي الثلاجة و البوتجاز و باقي الأجهزة الكهربائيه و باقي الالتزامات

كانت ميرنا تشعر بالسعادة

اما ماري كانت تنظر إلي سامي و كأنها لا تصدق كم المال الذي يصرفه و هو يبتسم

ماري : مش كتير يا سامي

نظر اليها بستفسار و ال ايريني بمحبة و إليها بثقة و قال


سامي : لا مش كتير يا مقدسة انا عندي كام ميرنا و هي تقول

ايريني : الرب يبارك فيك و يخليك لينا

ماري : اه طبعا الرب يبارك فيه بس انا شايفة ان الحاجات دي كتير امك ما كنتش جايبة كل ده

ايريني : معلش يا خالتي كل زمن و ليه حاجاته

سامي : انا شايف كده برضوا المهم ميرنا تبقي مبسوطة

اسرعت ميرنا إلي حضنه

اما هو ضمها بين ذراعيه و قال

سامي : هاتى اللي نفسك فيه يا قلب ابوكي

و رغم أن ماري غير راضية الا انها ابتسمت فيبدو أن سامي من تلك المشكلة مع بولس جعلته يحب بناته أكثر من الولد و ان كان الولد يستاسد علي والده فابنته افضل مائة مرة


كانت الايام تمر و تم فرش الشقة و كانت جميلة تشعر بالفرحة و السعادة و تطلق الزغاريط و هي

جميله : تقول باسم الصليب

و أيريني و رومي و ماري ابتسموا و

رومي : قالت مجدوا سيدكم

جميلة : المجد أسمو القدوس

ماري : المجد اسمه القدوس

و كذلك ايريني التي وقفت مع من يفرشوا المطبخ و اخذت تبتسم و تساعد

و كذلك جميلة اغلقت باب غرفة النوم ما ان انتهي الفرش

ابتسمت رومي عليها و لها و هي تهز رأسها و تقول

رومي : أيوة كده أفضل القوضة اللي تخلص نقفلها

جميلة : أيوة الرب يكتب ليهم الفرح و السعادة

ايريني : الرب يسمع منك

سالت أحد خالات العريس :
امال فين موسي

جميل : في الكنيسة مع ميرنا و استاذ سامي بيعملوا الاجرائات و الاستمارات

اطلقت الخالة زغروطة طويلة و هي تقول : الرب يتم بخير مجدوا الرب

ردو عليها هم يبتسمون

صعدت زوجة صالح روفان و هي تنظر الي العفش و كانها هي الحماه و ليست جميلة التي تشعر بالفرحة اما روفان كانت تشعر بالغيرة فيبدوا أن ميرنا عائلتها غنيه فلقد أحضرت اشياء غالية و لم تهتم بالعدد بل القيمة

لاحظت ماري نظرات روفان التي تشع منها الغيرة و نظرت لها بحدة و هي تقول

ماري : مجدوا الرب

فتحركت كأنها تبحث عن جميلة و هي تقول

روفان : المجد اسموا القدوس

و تحركت الي حيث جميلة و هي تقول

روفان : ماما الاكل جاهز تحت انا حضرت كل حاجة بلاش تتأخروا

جميلة : ماشي يا روفان تسلم ايدك


روفان هزت رأسها و هي تنظر إلي باقي الفرش

اما هناك كان سامي و موسي و ميرنا في الكنيسة

كانو ينهون الاجرائات

و بعد وقت رجع سامي و ميرنا الي بيتهم و هي تشعر أن ابوها يدعمها في كل شئ في حين تحرك موسي الي حيث عيادة الطبيب عبد الرحمن

و ما ان دخل حتي شعر عبد الرحمن بتوتره فابتسم له و هو يسأله

عبدالرحمن : في ايه مالك

موسي : خايف

نظر إلي عبد الرحمن لا يعرف كيف يطمئنه و لكن يبدو أن حالته اسوء دون أن يدري

عبد الرحمن : انت كده حالتك هتسوء و هنرجع للصفر ايه اللي حصل


موسي : كنت في الكنيسة بنهي الاجراءات بتاعة الفرح و حاسس اني خايف رغم اني ملهوف علي عروستي بس برضوا خايف

اخذ عبد الرحمن يتكلم معه و يحاول أن يهديه الي أن هز موسي رأسه و نهض ليذهب و هو يشعر ببعض الهدوء

مرت الايام و حان يوم العرس كان الفرح علي قسمين

الاول في الكنيسة حيث المراسم الكنسية و الطقوس التي تكون مبهجة و مفرحة للعائلتين

و لكن شنودة كان ينظر إلي ميرنا بغصه و كأنه نسي قول الرب ( المحبة لتكون بينكم ) بعكس

جميلة التي تشعر بالفرحة و السعادة و هي تنظر إلي سامي و موسي و هم ينهون الاجراءات الورقية

.ثم وقف الاب متي و كذلك العريس و قفلوا علي اليمين و الشماسين يعزفون الالحان المفرحة و الاب يتلو عليهم وصية العروس و العريس

و يرسم عليهم الصليب عليهم ثلاث مرات و هو يردد اسم الاب و الابن و روح القدس الإله الواحد امين و يقرا من أسفار الانجيل

كانت ميرنا تشعر بالاضطراب رغم انها تتالق بذلك الروب الحريري علي جسدها الانسيابي و قدها الدقيق و وجهها الأحمر و عينها التي لا تقوي علي النظر الي عين موسي الذي يحمل مزيج من المشاعر و الاحاسيس هو يردد الكلام خلف الاب و بعدها دهن لهم زبت سري النبرون و رسم الصليب عليهم

و ما ان انتهي الاب حتي قال الي موسي

متي : هل تقبل الزواج من ميرنا سامي سمير عبد المسيح في الصحة و المرض في الشدة و الرخاء في ....

موسي : اقبل

متي نظر إلي ميرنا و قال : هل تقبلي بالزواج من موسي شنودة موسي شنودة في الصحة و المرض و الشدة و الرخاء في ...

ميرنا نظرت إليه بتردد و هي لا تعرف لما تشعر أن هناك خطب و لما اطالت الصمت عم التوتر في القاعة نظر إليها موسي بصدمة هل من الممكن أن تتركه امام المذبح و أمام كل من في القاعة

نظر إليها الاب متي و هو يشعر بترددها و همس و قال

متي : هى تقبلين بالزواج من موسي

نظرت إليه و قالت : اقبل

آخرج موسي أنفاسه و هو ينظر إليها كان روحه ردت اليه

اخرجه من افكاره صوت الاب متي و هو يقول :
اعلنكم زوج و زوجته يمكنك ان تقبل العروس

اقترب منها يشعر بموجة من المشاعر تتضارب في قلبه و عقله و لكنه رغم نظرة التحدي في عينها و هو يقترب من شفتيها يمسها برقة و دفئ و هو ينظر في عينها الارتباك و هي تذوب خجلا
اما جمال كان يجلس مضطرب و لقد كان يشعر بالتوتر منذ الصباح و لكنه لم يكن ليرى عرس حفيدته و لكنه لم يقوي علي الذهاب إلي القاعة لذي كان يجلس فقط يستمع إلي الطقوس و هو يبتسم رغم ما به من الألم

اربتت رومي علي يده تحت نظرات ماري التي تتابع بغيرة فهي تري انهم إلي الآن يعيشون في حب اما هي فتعيش حياة روتينيه لا تعلم أن ما تراه مجرد احساس بالدعم له من تعرف أن زوجها مريض

و لكن ماري لازالت تنظر إلي من حولها و تنظر إلي ما هم فيه من نعمه فالطبع يغلب التطبع

ما ان انتهت المراسم الكنسية كانت الزفة حيث يعزف الشماسين انشودة الالحان المفرحة

و جميلة و اخوتها ينثرون الملح و يزغرطون بفرح

اما جمال وقف مع ايريني و سامي و هو يقول

جمال : انا هروح يا سامي خلاص مش قادر اصبر أكثر من كده انا تعبان من الصبح السكر عالي و الضغط كمان

ايريني : الف سلامة عليك يا بابا ليه ما قولتش انك تعبان

جمال : لو ماجيتش فرج الغالية بنت غالية اروح فرح مين المهم انا هسلم عليها و اروح

سمير : اجي معاك

جمال : لا يا حبيبي خليك مع سامي انا هرتاح و بكرة هبقي كويس

ماري : الف سلامه يا أبو يوسف

جرجس: يالا يا مقدس انا اللي هسوق العربية و ارجع تاني

وقد كان

كانت الزفة خارج الكنيسة إلي القاعة و الكل يغني و يصفق و السيارت تصدر صوت

مرت اللحظات و الفقرات و ما ان قال سامي:
العريس مابطلش رقص مع اخوه و صحابه و العروسه

ابتسم شنودة و قال : اه فرحان

ضحك بولس و قال : ده كده هيروح ينام و ما يعملش حاجة

شنودة : و فيها اي احنا كده كده هنعمل الدخلة بلدي

سامي : بصدمة وغصه و رفض قال انت قولت ايه دخلة ايه اللي بلدي

شنودة : دخلة موسي علي ميرنا بلدي

موسي : ايه التخلف ده انت مش ممكن تكون بتتكلم جد واكيد بتهزر

شنودة : انت شايف ايه


سامي : شايفه هزار ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠و هزار بايخ كمان لان عمرى ما هسمح بالتخلفة ده ولا بنتي يتعمل فيها كده

شنودة : بس ده اللى هيحصل

كاد سامي أن يرد عندما سمع صوت الزفة و هنا نظر إلي شنودة بغضب و قال يبقي هاخدها معايا

شنودة : ليه خايف من حاجة ولا

سامي : انت مجنون يا راجل انت انا بنتي أشرف من الشرف و عشان كلامك اللي زي السم ده اما فعلا هاخدها معايا

اوقفها سامي و هو يقول :

ياله يا ميرنا هنروح

نطؤت إلي ابيها بصدمة و هي لا تعرف ماذا يعني لقد تزوجت منذ قليل و لكنه كان مصمم و يبدو جاد الى حد اللعنة

نظر إلي ابنته و هو يقول . .

يتابع ٠ ٠ ٠ ٠

المطرودة من الجنة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي