الحلقةالسادسة والعشرون

الحلقه السادسة والعشرون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بدأ الجميع يهتم ما ان نادي جمال بصوت مرتفع مرت اللحظات عليهن طويلة وصل سامي بعدهم بقليل و قف أمام عمه يسأل عن إيريني بلهفة و قلق و عينه معلق بغرفة العمليات و عائشة التي تجلس علي أحد المقاعد تقرأ قران أو بمعني أدق تردد يس بصوا خفيض و هي تدعي لصديقتها و كأن ما يربطها بها دم و ليس جيرة و محبة فقط

سامي : طمني يا عمي دخلت امتي

جمال و هو يحرك حبات السبحة و هو يردد "كير الياسون". (يارب ارحم. يارب اسمع صلاتي. يارب اغفر خطايانا.) ٤١ مرة

جمال : من شويه يا سامي اهدى وادعيلها.

مر الوقت و وصلت ماري تلهث و هي تنظر إلي سامي الذي يقطع الممر ذهابا و أياب و إلي جمال الذي يردد بأسم الاب و الابن و روح القدس و يا عذراء يا ام النور

ماري : دخلت امتي

عائشة من شوية اطمني يا مقدسة

ابتسمت لها ماري و جلست جوارها تدعي و تصلي للعذراء أن تبقي معهم و ان تقوم ايريني بالسلامة و ان لا يصيبها مكروه

الدقائق كانت تمر عليهم طويلة اطول من الايام و كلما مر الوقت و هم لا يعرفون شيئ زاد التوتر و الخوف و الكل يدعي الرب منهم من يقرأ في الإنجيل و منهم من تقرأ في القران و في النهاية كلنا نعبد الله و لكن كل بطريقة مختلفة عائشة تقول يا رب و ماري تردد يا عذراء يا ام النور بركتك تحل علينا يا عذراء ام النور

و ما بين انتظار أن يخرج لهم أحد يخبرهم اي شئ و الخوف من ما قد يخبرهم به كان العرق يتصبب علي وجوههم و الرجفة تسكن القلوب

سامي: هي اتأخرت كده ليه حد يقول حاجة ولا يطمنا

ماري لم تقوي علي الرد و كأنها خائفة من أن تنبث بين شفتيها عينها تتنقل بين الوجوه و من ثم ترفع وجهها إلي السماء و هي ترجوا الرحمة و تطلب العون

بعد.وقت سمعوا صوت يشق الصمت يبدد السكون يحرك القلوب برجفة خوفا ممزوجة بالأمل و الألم و الانتظار صغيرة من المشاعر و الآمال و الأحلام متجسدة في شئ واحد في صرخة طفل في اول لحظات الحياة و ما بين الفرحة و الترقب

اقتربت الممرضة بتلك اللفة البيضاء و هي تخرج من غرفه الولادة و هي تقول

الممرضة : عاوزة البشارة ماشاء الله بنت زي القمر ربنا يحميها

سامي: و الام عاملة ايه طمنيني علي مراتي الأول

الممرضة : بخير هتجهز و تتنقل الاوضة التانية

اقترب من البنت ليحملها وهي تقول البشارة

اخرج جمال مبلغ عشر و جنيهات و ليعطيهم للممرضة التي فرحت بهم و هي تقول

الممرضة : يدوم العز يا حاج تتربي في عزكم

اخذها منها جمال فقالت

الممرضة سمي عليها

جمال : ابتسم لها وقال بسم الصليب. ربنا يبارك

رفع اللفة عن وجهها و هو ينظر إلي وجهها الملائكي و بشرتها البيضاء و وجهها المستدير شعرها اجل يوجد لديها شعر بني فاتح كأنها ولدت من شهر و أكثر تفتح عينها الملونة علي غير عادة الأطفال و ايضا مختلفة كل الاختلاف عن اختيها جميلة جمال يأخذ القلب كأنها زهرة من الفل أو النسرين الابيض فقال بفرحة

جمال : نسرين عينيها نسرين

نظر إليه سامي بابتسامة و اقتربت منه ماري تختطفها من بين يده و هي تقبل جبينها و تردد

ماري : بسم الصليب زي القمر بسم الصليب الرب يحميها و العذراء تحافظ عليها

اخذت تضمها إليها و كأنها اغلي من الدنيا و كأنها بالف ولد وهي ترجو الرب أن تبقي لهم

اقتربت منها عائشة تنظر إلي وجهها و ما أن رأت جمالها الأخاذ حتي سمت الله و هي تربت علي يدها المفتوحة

عائشة : بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر عليها ربنا يحميها ويحافظ عليها و يشحتها ليكم

جمال : يا رب يا بنتي

بعد وقت كان الجميع في غرفة ايريني التي كانت تشعر بالإرهاق و التعب و لكنها كانت تلتفت إلي خالتها و هي تقول

إيريني : بنتي

جمال: نسرين انا سميتها نسرين

ابتسمت إيريني وهي تهز رأسها ثم نظرت إلي والدها وقالت

ايريني : شكل مين يا بابا

جمال :"مش شكل حد زي الملاك حتي شوفي
اقترب من ماري يأخذها منها فأعطتها له مضطرة في الوقت الذي وصلت فيه رومي و كاثرين زوجة ابنها

أسرعت رومي إلي بنتها وهي تقول

رومي : سلامتك يا بنتي نشكر الرب علي سلامتك نشكر الرب

ابتسمت أيريني اما كاثرين كانت تضمها برفق و تقول

كاثرين : نشكر الرب علي سلامتك

عائشة: حمد لله علي السلامة يا ايريني مبروك ما جالك تتربى في عزك و عز باباها

ايريني : تسلمي يا حبيبتي ما تحرمش منك لولاكي انا مش عارفه كان حصل ليا ايه ؟

عاىشة : متقوليش كده احنا اخوات ربنا يديم الود بس انا هستاذن الوقتي علشان الولاد لوحدهم و هاجي بكرة بعد الشغل علي هنا ولا هترجعي البيت

سامي : لا هتفضل هنا لما نتطمن عليها وعلي نسرين

بعد وقت كان سمير يأتي و يطمئن علي ايريني و علي طفلتها و كان الفرح علي وجه الجميع

رجعت كاثرين مع يوسف للإهتمام بالأطفال و بعد وقت ذهبت ماري مع سمير بعد الحاح سامي عليها و هو يقول

سامي : مفيش غير مرافق واحد يا مقدسة وانا مش هسيبها

بعدها بوقت كان جمال يأخذ رومي و يذهب

وترك سامي ينام معها حيث أن الممرضات كانو يحاوطون إيريني و لم يتركوها تحتاج شئ لا هي و لا الطفلة يكفي كرم جمال

و على ذكر جمال كان يذهب إلي البيت بعد كل هذا الإرهاق

اخذ حمام ساخن و تحرك إلي الفراش عل النوم يريحه حتى يستيقظ باكرا ليذهب الى حفيدته الجميلة التي سرقت قلبه من اول نظرة ليطمئن علي ابنته الغالية

و لكن ما أن اخذه النوم حتي رأى في المنام امرأة جميلة الشكل و الجسم يشع النور من وجهها و هي تقول له

جمال يا جمال انا اديتك البنت بس انت لازم تغير اسمها لازم تسميها علي اسمي

شعر بالدهشة رغم انه في حلم الا انها كانت كأنه واقع حي قالتها مرة اخري

غير الاسم و سميها علي اسمي

جمال : اسمك ايه و انتي مين اصلا

فردت عليه و قالت انت مش عارفني انا القديسة " أن سيمون" و انت هتسمي البنت علي اسمي يا جمال

قالت كلامها وذهبت في هالة من الضوء

وفى الحال انتفض جالسا علي الفراش يلتفت حوله كمن يبحث عن شيئ و لكنه لم يهتم بكلامها

ورجع إلي النوم وكانها كانت اضغاث أحلام

و في اليوم التالي ذهب إلي أيريني ليطمئن عليها وعلي الطفلة و جد إيريني لا تفعل شئ غير أن تصلي للعذراء و تدعي الرب أن يبارك لها في طفلتها

اما سامي و جمال ذهبوا بتسجيل الطفلة باسم نسرين سامي سمير عبد المسيح

و بعد وقت كانو يخرجون من المستشفي بعد أن تاكد من أن إيريني و الطفلة بخير

و ما ان اوصلهم إلي البيت حتي تحرك الي الكنيسة و قف مع أحد القساوسة يخبره بنا حدث معه في ليلة أمس و عن أن ابنته وضعت طفله وانه سماها نسرين و كيف أنه في الحلم أو بين النوم واليقظة ظهرت له امرأة جميلة يشع وجهها نور و أخبرته أن يغير اسم الطفلة و قالت إنها قديسه سيمون و طلبت منه أن يغير اسم نسرين إلي اسمها

كان القس يستمع إلي كلام جمال بابتسامة و هو يقول ابشر دي بشارة و الطفلة دي هتبقي مباركة

جمال : يعني في فعلا قديسة بالاسم ده

القس: هز راسه وأخرج له صورتها و هو يقول ان سيمون قديسة من روما و دي معجزة

هز جمال راسه و هو يشكر القس و تحرك ليذهب و هو متردد فماذا يفعل

اتي الليل سريعا علي جمال وما أن اخذه النوم حتي رائها مرة اخري

و هي تقول انا زعلانة منك بقي انا اسمع دعائك و رجائك و اصلي عشانك و لما تيجي البنت تسميها علي غير اسمي

جمال : انا

سيمون : لو مش غيرت الاسم و سميتها علي اسمي هزعل

جمال برتباك كأنه مستيقظ قال :
خلاص خلاص هغير الاسم هغير الاسم

نظرت إليه مرة اخيرة و رحلت من امامه ام هو استيقظ يلتفت حوله و كأنه يبحث عنها و لكنه لم يجد أثر و لكنه وجد الخوف في قلبه

و في الصباح الباكر كان يتحرك بسرعة إلي شقة إيريني و صل إلي الباب و اخذ يرن الجرس و يطرق الباب رغم أن الوقت باكرا و ان ماري معهم

خرج سامي مسرعا و هو يقول :

مين مين

جمال : انا يا سامي افتح

فتح سامي الباب غافلا عن انه لا يرتدي شئ الا بنطلون فقط


نظر إلي عمه بدهشة وهو يقول :

في ايه يا عمي مالك

جمال : تعالي نغير الاسم

سامي و الدهشة علي وجهه و الخوف من أن يكون عمه حدث له شيئ فقال

سامي : تعالى بس في ايه مالك يا مقدس في حاجة تعباك

نظر إليه جمال مبهوتا وهو يرتب كلام سامي في عقله هل يظنه جن

جمال : انت فاكرني مجنون ولا ايه انا بقولك هنغير اسم نسرين لأسم سيمون و حكي لهم ما حدث و إيريني تسمع بدهشة و لكنها هزت رأسها لوالدها و كذلك ماري التي قالت

ماري : غير هدومك و انزل مع عمك غيروا الاسم احنا مش ناقصين لا البنت يحصل ليها حاجة

و مع شهقت إيريني تحرك سامي إليها يضمها وهو يقول

سامي : اهدي يا حبيبتي هروح مع عمي اطمني

و بعد وقت كانت ماري تضع الشاي أمام جمال و بعض قطع الكيك و رغم رفضه الا ان إيريني الحت علي والدها أن يأكل اي شئ و هي تقول

ايريني : غير ريقك يا مقدس

.نظر إليها و كأنه رافض اي شئ الا ان يفعل ما اتي من أجله

الي أن قال سامي ماتاكل حاجة يا عمي احنا رايحين مصلحة حكومية و انت عارف ان الوقت لسه بدري و مفيش مصالح فاتحة الوقتي

و هنا اقتنع و رفع كوب الشاي و لكن ايريني اخذت تلح عليه ليأكل

و كذلك جلس سامي يشرب الشاي و يفطر و ما ان هم أن يتحركوا حتي قالت ماري

ماري : اخذت الورق معاك

سامي: اوراق ايه

ايريني كادت أن تضحك لولا الألم الذي تشعر به الا انها قالت

ايريني: في ايه يا سامي انت لسه نايم ولا ايه مش مركز

سامي : أن جيتي للحق انا من اول ماولدتي و انا مش بنام

ايريني: عارفة بس هتروح المصلحة الحكومية نقول ليهم ايه

سامي : هقول عايز اغير اسم بنتي
.
ماري : فين شهادة الميلاد و فين قسيمة الجواز و فين بطاقتك و بطاقة امها

هز راسه و تحرك إلي غرفة النوم يأخذ ما يريد

بعد قليل كان جمال يقود سيارته اللي احد المصالح الحكومية و ما ان وصل إلي وجهته حتي اوقف السيارة وتحرك إلي الداخل

واخذت رحلة اللف من موظف لآخر و هذا يرسله لذلك حتي تعب ومل و رغم انه لا يتأخر في إخراج المال و هو يدفع إكرامية هنا و شاي هناك فهذا حال الدنيا هي لن تمشي ألا بالدفع

و علي نهاية اليوم كان انفق مبلغ ضخم و لكنه استطاع ان يغير شهادة الميلاد باسم سيمون باسم تلك القديسة التي اتت إليه في الحلم

بعد وقت كان يرجع إلي بيت ابنته مع زوجها و هو يحمل بين يده الطفلة الصغيرة سيمون و يقربها من قلبه و هو يقول

جمال : باسم الصليب عليكي يا سيمون جميلة زي القديسة ( أن سيمون.)

وجد الطفلة تنظر إليه و كأنها تفهم ما يقول حتي ابتسمت له و هو يضمها مرة اخري

اما ماري أعدت الطعام لهم و قالت سمير حتي في السكة

جمال : لا انا مروح

سامي: لا طبعا ما يصحش يا عمي ده كله من خيرك

نظرت إليه بابتسامة و قال

جمال: انا لو هقعد هيبقي عشان حاجة واحدة

نظرت إليه ميرنا و كأنها تنتظر أن يقول من اجل سيمون فهي الآن تدرك و تفهم الا انه قال

جمال : عشان ميرنا حبيبتي وحشاني و كمان ماريا

ابتسمت الصغيرة اما جمال أشار إليها أن تقترب و هو يضمها بين ذراعيه

و مرت الايام و ارسلت ماري مع سامي مبلغ و أعطته كشف ليأتي به من العطار

نظرت إليه هو و إيريني فماري لا تترك الصغيرة ابدا و لا تبخل بشر علي إيريني

و كانت إيريني تسأل هل كان يجب أن يحدث كل هذا حتي تنسى معاملة خالتها لها حتي تشعر بها و تعاملها كابنتها

مر ت الايام وكانت يعدون السبوع و أتت عائشة و ميرفت لمساعدتهم و صممت ماري ان تقيم السبوع هنا في البيت سامي و إيريني حتي يبارك البيت

اتي يوم السبوع و كان احتفال حضره الجميع و الكل كان يشعر بأن ماري تغيرت حتي أنها هي من ندهت الناس و كانت تقوم بواجب الضيافة علي اكمل وجه

و كانت إيريني تجلس و جوارها عائشة التي تحمل ماريا و تجلس ميرنا بجوارها و هي تربت عليها هي واميرة وعلي

كان احتفال جميل حضره اغلب الاهل و الجيران كانت مارثا قد اتت من الصباح لتساعد خالتها و كذلك كاثرين اما رومي كان اهتمامها لأبنتها و حفيدتها فقط و وعن ماري السبوع علي الجميع كل من اتي أعطت له شنطة صغيرة فيها عدة علب

مر اليوم و اتي غيره و مرت الايام و الحياة تستقر و سيمون تزداد جمال علي جمالها و ها هي اول يوم لها في الحضانة

يتبع.......
ابهروني ....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي