الحلقة ٥٨

الحلقه الثامنه والخمسون

(المطرودة من الجنة)

بقلم نورا محمد علي

اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

ان خدعتتي مرة عار عليك و ان خدعتني مرتين فالعار عليا

نظرت اليه و هي تفكر و تسال نفسها و عقلها
هل يستحق فرصة ثانية هل يستحق ان تستر عليه المشكلة ان الستر عليه قد يكلفها حريتها باقي العمر و لكن تلك البذرة الطيبة بداخلها جعلت كل الغضب المكتوم والمكبوت في قلبها بتبدد و عينها تلون و قلبها يرق
هزت راسها بالموافقة

نظر اليها موسي بعدم تصديق هل من الممكن ان تقبل به بكل عيوبه هل من الممكن ان تكمل معه الطريق رغم انه معصوب كما يقولون

نظرات عينه كانت تعني التقدير و عدم التصديق و لكن أكدت كلامها و قالت

ميرنا : أيوة انت فهمت صح انا موافقة اني أكمل معاك و افضل جنبك و اصبر

كلما ميرنا تتكلم زادت ثقته فيها و فرحته باختيارها هي دون عن غير و هي من وافقت ان تكون ستر و غطاء له و ليس فقط غطاء بل عطاء من الرب

ميرنا اكملت كلامها و قالت : بس

موسي نظر اليها و هو منتظر ان تكمل و عقله لا ليس عقل بل قلبه يقول اي شئ ما دمتي معي اي شئ و تبقي

ميرنا : لازم تتعالج

هز رأسه بموافقة

و هو ملهوف علي كل ما تقوله و كأنه متقبل اي شئ مقابل ان تستمر معه

ميرنا : بس الأول لازم تشوف حل عشان ماما بتسأل و تتصل

موسي برتباك قال : ممكن نلجأ لمختصه

نظرت اليه بستفسار و خوف ما ان فهمت ماذا يعني و لكن ماذا تقول هل ستعترض الآن

موسي اقترب منها و هو يمسك كف يدها بين يديه و يقول برجاء و هو يحاول اقناعها

موسي : انتى فاهم قصدي يعني عشان مفيش حد يتكلم و كمان مامتك بتسأل كل يوم تقريبا

ميرنا : طيب هنعمل ايه

موسي قولك و اخذ بتكلم معها عن انها يجب ان تتصل بامها تطلب منها دكتورة نسا

و ما ان بهت وجه ميرنا و هي تقول

ميرنا : ايه اقول لماما ازاي لا شوف انت

موسي ارتبك موسي و ظهر الكسوف علي وجهه و قال

موسي : بصراحة ما أعرفش حد و مش عاوز حد من المنطقة و لا حد من البيت يعرف

هزت راسها و شعرت بما يفكر فيه

بعد وقت كانت ترفع الهاتف لترد علي امها التي اتصلت عليها مثل كل يوم و لكن ميرنا استجمعت نفسها و نفضت الخجل و هي تقول لها ان تاتي لها في اليوم التالي و تحضر معها دكتورة امراض نسا

كادت ايريني ان تشهق بصوت مرتفع علي كلام ابنتها و لكن ماذا تفعل

ميرنا : ماما انتي سامعني

ايريني : مش مهم انا أكون سمعاكي المهم انتي سامعة نفسك انتي عارفة نتيجة اللي بتطلبيه ايه

اخذت ميرنا التلفون و ابتعدت عن المكان حتي لا يستمع اليها موسي و قالت

ميرنا : اه عارفة هو بس تعبان شوية و هيتعالج و يبقي تمام الموضوع مسألة وقت مش أكتر و انا مش عاوزة حد يعرف يعني انتي هتجيب الدكتورة كأنها جاية تبارك ليا

ايريني : اللي انت عاوزا بس لازم تكوني متأكدة يعنى الموضوع مسألة وقت يبقي ليه لازمة الاستعجال إستني اما يخف و تفرحي انت وهو بأول مرة و هو اللي يفض عذريتك مش دكتورة

ميرنا رغم أن كلام امها مقنع الا انها لم تعرف ماذا تقول لذي ردت اول شيئ اتي علي بالها

ميرنا : لو انا قدرت اصبر اللي في البيت لاء و بعدين بقولك مش عاوزة يبقي فيه كلام انتي عارف بيت العيلة اكثر مني ولا نسيتي اللي كان بيحصل و حماتك خالتك

ايريني : يا بنتي دي حاجة و دي حاجة تانية خالص و انتي اللي هتتظلمي في الموضوع

ميرنا : معلش يا ماما اعملي بس اللي انا طلبته بكرة يبقي عد وقت كتير ولا أحنا نزلنا ولا هنا طلعوا و انا مش عاوزة اتكلم كتير

ايريني : طيب

ميرنا : ما تنسيس يا ماما تفهميها لو حد شافها هي جارتنا و جاية تبارك

ايريني : ماشي يا ميرنا زي ما تحبي

و أنهت الاتصال و هي تفكر في كلام ابنتها و لكن ماذا تفعل

اتصلت علي مارثا و هي مترددة و لكنها كانت لا تعرف ماذا تفعل

ارجعها من افكارها صوت مارثا علي التلفون تقول

مارثا : الوو الوو كادت أن تغلق الخط الي أن اتاها صوت ايريني التي تقول

ايريني : مارثا انا ايريني

مارثا : ايريني دا انا افتكرت حد بيعاكس

ايريني : لا يا حبيبتي انا بس سرحت علي ما انتي رديتي المهم بقولك

مارثا تحركت لتجلس و هي تقول

مارثا : قولي

ايريني : صاحبتك الدكتورة

مارثا : مارسيل مالها

ايريني : مفيش بس كنت بسأل هي تخصص ايه

مارثا : نسا ما انتي عارفة

ايريني : برتباك قالت اه عارفة انا بس كنت عاوزاها يعني و اخذت تحكي لها ما حدث و هي تطالبها أن لا تقول لاحد

مارثا : يا نهار مش فايت انت بتقولي ايه هو ليه ما حصلش

ايريني : مشكلة بسيطة و هتنحل

مارثا : انتي متأكدة

ايريني : و هي تسمح لنفسها أن تنهار قالت انا ما بقتش عارفة حاجة المهم هتكلميها

مارثا : اه طبعا و اجي معاها بكرة عشان يبان اننا جاين نبارك

إيريني : تسلمي يا حبيبتي المهم ما تقوليش لحد ولا حتى ميتري

مارثا : عيني يا ايريني هي دي حاجة تتقال


و قد كان في اليوم التالي كانو يذهبون هن الثلاثة إلي حيث شقه ميرنا

قابلتهم جميلة في الطابق الثاني و ما ان رأت ايريني و مارثا حتي رحبت بهم و هي تقول بمودة و محبة و بشاشة تزين وجهها

جميلة : يا اهلا وسهلا يا ايريني نورتي انت و اللى معاكي

ايريني بابتسامة قالت : تسلمي يا حبيبتي دي مارثا و صاحبتها جاين يباركو لميرنا و موسي

جميلة : يا اهلا يا اهلا نورتونا اتفضلي يا حبيبتي هما فوق اصل لسة ما نزلوش

ايريني : اه طبعا عرسان بقي

جميلة : ايوة طبعا الرب يسعدهم اتفضلوا اتفضلوا

صعدت ايريني و مارثا و مارسيل

ايريني بهمس دون ان تدرك ان سلفت ابنتها تنزل علي السلم قالت :

معلش يا دكتورة حضرتك عارفة اني ما كانش ينفع اقول ليها حضرتك هنا ليه

هنا وقفت مارفيل دون ان تنزل و استمعت الي باقي الكلام و ليس فقط الكلام الي نبرة الصوت الخاصة بالدكتورة مارسيل هي متاكدة من انها هي نفس الطبيبة التي تابعت معها في الكشف اثناء الحمل في طفلها الذي تحمله الآن و لكن في غمرت تفكيرها لم تدرك أنهم رنو الجرس

فتحت الباب ميرنا و ابتسمت و هي تقول

ميرنا : اهلا يا ماما اهلا يا خالتوا اتفضلي حضرتك و أشارت الي الدكتورة و قالت اتفضلي يا طنط

ابتسمت لها مارسيل و دخلت و هي تقول : ازيك يا ميرنا مبروك

هزت ميرنا راسها و اشلرت لهم الي الداخل

اما موسي كان ينظر الي ايريني و مارثا بارتباك و خجل و خوف مما قد تقوله احدهم

ايريني : ازيك يا موسي

موسي : نشكر الرب

مارسيل : طيب ياله تعالي يا ميرنا معايا عشان اشوفك جوا

هزت ميرنا راسها رغم وجهها الباهت و الخوف الظاهر في عينها

مارسيل بمودة قالت : ما تخافيش

هزت راسا و هي تنظر الي موسي الذي لا يختلف عنها و لكنها كانت أكثر كانت تشعر بالخوف و الخجل يضرب نياط قلبها ضرب يعتصرها عصر

و لكن هي من وافقت كيف ستعترض الآن

اتجهت مع الطبيبة إلي الداخل في حين أن مارفيل صعدت إلي شقتها و ضعت كلها و نزلت إلي شقة ميرنا و هي تفكر فيما ستفعل

و عقلها يسأل لما تحتاج العروسة الجديدة إلي دكتورة نسا و تأتي سرا و كأنها احد افراد العائلة

و لكنها لم تتوقع أو يكون السبب ما سوف تعرفه

كانت مارسيل تنهي ما تفعل مع ميرنا التي نزلت دموعها علي خدها و هي تشعر بأنها مهانه
لما يحدث معها هي كل ذلك لما بدل ما أن تفرح بزواجها

رغم أن الموقف محرج إلا ابعد حال الا أن ميرنا تحملت إلي أن انهت الطبيبة عملها و ناولت ايريني شالين من الشاش عليهم دماء عذرية

هزت ايريني راسها و هي تنظر الي مارسيل بأمتنان

الا ان مارسيل نظرت الي ايريني بدعم و هي تهمس لها

مارسيل : أنا ما عملتش غير الواجب

كانت لازالت تتكلم معها في الوقت الذي رن الجرس

تحرك موسى يواري ارتباكه و خجله و ذلك الاحساس الذي يسكن روحه و قلبه بالنقص و لكنه تمالك نفسه و هو يتحرك الي الباب فمن خارج هذا الباب لا يعرفون شئ عنهم

و لكن ما ان راي زوجة اخوه مارفيل امامه حتي

كاد الارتباك و الخوف يسيطر عليه و لكنه تمالك نفسه و هو يقول

موسي : اهلا مارفيل تعالي

مارفيل : ازيك يا موسي عامل ايه الف مبروك

موسي : الرب يبارك فيكي تعالي

مارفيل : اه انا جاية اسلم علي العروسة من يوم الفرح ما حدش شافها

نظر اليها موسي و هز رأسه و قال :
عروسة بقي اتفضلي

هزت رأسها و دخلت تحت نظرات الارتباك من ايريني و مارسيل التي تعرف مارفيل جيدا و كذلك مارثا

التي كسرت حاجز الصمت و قالت

مارثا : تعالى يا بنتي واقفة ليه

مارفيل : ازيك يا طنط انا كنت جاية ابارك لميرنا

ايريني : يا اهلا يا بنتي عقبال ولادك

ابتسمت مارفيل و قالت : الرب يسمع منك يا طنط ازيك يا دكتورة انتي مش فاكراني

بهت وجه موسي فيبدوا انه كما يقولون لا يوجد سر يختفي إلي الابد و لكن سره لم يستطيع أن يصمد بضع ساعات

موسي بارتباك هز راسه و قال دي دي مش دكتورة دي تبقي تبقي قريبة ميرنا و جاية تسلم عليها

مارفيل : مش دكتورة ازاي انا كنت متابعة معاها في الحمل

اذدري لعابه و هو يقول

موسى : ها اه ممكن تكون دكتورة بس انا ما اعرفش هي قريبة ميرنا

مارفيل : اه طيب مش مشكلة امال فين ميرنا

ايريني : هنا هنادي عليها دقيقة واحدة

هزت رأسها و هي تجلس بثقة و كأنها تقول انها تنتظر أو لن تذهب الا بعد ما اقابلها

بعد قليل كانت ميرنا تجلس معهم و لكن يظهر عليها الأعياء و الوهن مما جعل مارفيل تربط الخيوط ببعض

بعد قليل من الوقت انهت مارفيل العصير و وقفت لتستأذن لتنزل و هي تقول

مارفيل : فرصة سعيدة يا دكتورة

مارسيل : انا مبسوطة اني شوفتك

مارفيل : كنت عاوزة افضل اكتر بس عشان جون

مارسيل : انا اكتر يا مارفيل جون كويس

مارفيل : نشكر الرب بخير

هزت لها مارسيل رأسها اما مارفيل تحركت إلي الباب و لكنها لم تصعد إلي شقتها كما كانت تقول

بل نزلت الي حيث شقة حماتها و هي تنظر اليها كانها تفكر كيف تخبرها دون أن تظهر انها نقالة كلام

و لكنها تعرف انها الان ترتكب خطيئة و تفشي سر و تفكر في خلق المشاكل و ان كان لديها ذرة من الضمير لن تتكلم و لكنها اخذت تفرك مكانها كانها دجاجة تريد أن تبيض

اخذت تفكر بصمت إلي أن قالت لها حماتها

جميلة : في أيه يا مارفيل و فين جون

مارفيل : مفيش يا طنط انا كنت نازلة عشان اشوفك سمعت صوت عند موسي و ميرنا

جميلة : اه مامتها و خالتها و واحدة قريبتهم

مارفيل : بمكر قريبتهم

جميلة : اه ايريني بتقول

مارفيل : ما هو انا لما دخلت عشان اسلم و ابارك طلعت دكتورة نسا

جميلة بصدمة سألت : ايه

مارفيل : زي ما بقولك كده طلعت الدكتورة اللي بتابع معاها و موسي شكله كان مرتبك كده و كأنه خايف

كانت جميلة لا تقوي علي النهوض و لا حتي النطق

اما مارفيل كانت تكمل كلامها دون أن تدرك أن شنودة يقف بالباب يستمع اليها

مارفيل : الموضوع شكله فيه إن انا قولت اقولك عشان تعرفي لاني كان ممكن ما اتكلمش و اسكت بس بس

هي نفسها لا تعرف لما قالت و لكنها تبحث لنفسها عن عذر

و لكن ما اربكها هو صوت شنودة الذي يقول

شنودة بغضب وزعل و ألم و خوف و مزيج من المشاعر مجدولة في جديلة واحدة و لكنها متوجة بخيبة الامل و هو يقول

شنودة : انت متاكدة من كلامك

ارتبكت مارفيل فهي تعلم كم هو غليط القلب و لكنها هزت راسها و كانها لا تعرف عن ماذا يتكلم

مارفيل : متاكدة من ايه يا بابا

شنودة : انت لسه هتسالي

كان يتحرك علي السلم و جميلة تتبعه و لكنهم تلاقوا مع الطبيبة و مارثا التي نزلت معها

مما أكد كلام مارفيل

و بعدان كان يصعد ركض كان يجر رجله جر و كانه يحمل الزمن على اكتافه

لا يعرف ما يقول او بماذا يواجه او عن ماذا يسال.. هل يستطيع قلبه ان يتحمل الاجابه التى يخشاها

وجد نفسه ينزل تلك الدرجات التي صعدها و كأنه جهاز فصل عنه الشحن و جد نفسه يجر اذيال الخيبة و يدخل إلي شقته ينظر إلي زوجة ابنه بغضب و تهديد و كأنه ينبه عليها أن لا تنطق بحرف واحد من ما قالت

و كأنها تجاوب عن سؤال لم يساله قالت

مارفيل : طبعا يا بابا هو انا صغيرة و بعدين هو هو فيه حاجة من أصله عشان اتكلم فيها مع حد اي حد حتي نفسي

اما هو دخل الي غرفته و انتظر إلي أن سمع جميلة تسلم علي ايريني التي نزلت و هي تلقي عليها السلام قبل ان تذهب كما وجب عليها الاصول

و هو يعلم أن حماة ابنه ابنة أصول و يعرفها جيدا و من نبرة صوتها لم تكن تريد أن تخبرهم شيئ

و لكن هل يقبل و أن ينظر الوضع دون أن يتكلم او هل يسكت و يخفي راسه في التراب كأنه نعامة

لا لن يستطيع عليه أن يتكلم مع ابنه و مع زوجته
عليه أن يتأكد من كلام مارفيل أجل هي زوجة ابنه و قريبته و لكنه يعرف انها تحب المبالغة و ايضا لا يبقي شى في فمها

ان يصعد السلم و قلبه يرتجف و يرتجف كلما أقترب من باب الذي طرقه بوهن و هو يستجمع افكاره يستجمع دقات قلبه الثائرة و الحائرة و قوته و عزيمته الخائرة

هو يحاول أن يصلب طوله
و كلما مر الوقت دون أن يأتي اليه الرد يتبدد الهدوء الذي يستجمعه رن الجرس و ما هي إلا لحظه و فتح له موسي الباب

كانت نظرات شنودة تحمل مزيج من الأفكار و المشاعر المتضاربة و هو ينظر إلي ابنه كأنه يبحث عن إجابة في ملامحة و لكن اي جابة الان ينتظرها من معالم الفحولة في وجهه و صوته و طوله الفارع

و عضلاته البارزة و لكن يبدوا ان كل ذلك ليس كافي

موسي و هو يوارى ارتباكه من نظرات والده القويه قال

موسي : اتفضل يا مقدس انت واقف علي الباب ليه

نظرة الحدة لم تلين و لك تتغير و أمنه دخل إلي الشقة و عينه تبحث عن ميرنا تلك التي لم يكن متقبلها و لكن يبدوا انها تستحق أكثر من أن تكون كنه لهم

كاد موسي ان يغلق الباب و لكن وجد امه تصعد السلم بوهن كان ساقها لم تعد تقوي علي حملها و ها هو يربط الخيوط ببعضها و الإجابة واحدة زوجة اخيه

أجل هي السبب لتلك النظرة الشك في عين والده و نظرة الخوف و الخزن في عين امه

و لم يجد امامه الا أن يقول الحقيقة و بينما و هو فى غمرت افكاره كانت ميرنا تقترب لترحب بجميلة و شنودة و هي ترسم ابتسامة علي وجهها

جميلة : بتسائل عاملة ايه يا بنتي انت كويسة

ميرنا : نشكر الرب يا ماما احنا بخير

جميلة : مبسوطة

ميرنا هزت رأسها بالايجاب

و لكن شنودة نظر إليها بعدم تصديق و هو ينقل بصره بين ابنه و زوجته و علي وجهه سؤال

شنودة : موسي

انتفض و يقترب من والده بخجل و خوف و اكمل شنودة

شنودة : انت دخلت علي مراتك

ارتبك.موسي و لم يعرف كيف يرد اما ميرنا قالت

ميرنا : ا ه طبعا يا بابا

نظر إليها بطريقه لم تعهدها و عينه تحمل تقدير و احترام و مودة و لكنه قال

شنودة : دخل عليك بجد

ميرنا بارتباك فهي تكره الكذب قالت : اه

شنودة : طيب تحلفي بالمسيح الحي و العذرة ام النور

بهت وجه ميرنا ولم ترد فهي لن تعرف كيف تتكلم

و لكن من اعفاها من الإجابة صوت موسي الذي قال

موسي : ماحصلش

نظرت له جميله بصدمه وهى تشهق


موسى : انا عندي مشكلة

نظر اليه شنودة و هو لا يعرف هل الدنيا تدور ام أن راسه هى من تلف

عينه التي انطفئت فيها الحياة فجأة كانت تعني الكثير

موسي : انا مش مش

ميرنا : بس يا موسي دي حاجه خاصة بينا و مفيش حد من حقه انه يتدخل بينا أو يسألك عن حاجة او حتى يسالنى

نظرة عين شنودة لميرنا كانت تعني الكثير و الكثير و لكن أبرز ما كان فيها كان الرجاء الامل بأن تصون سر ابنه و كان علي لسانه كلام لم يقوي علي قوله و لكنه استجمع نفسه و سأل

شنودة : يعني انت مش هتقولي لحد

ميرنا : لو علي رقبتي مستحيل انى اتكلم فى حاجه عارضه. وان كان على ماما وخالتو انا محلفاهم.. والكل عارف ان المشكله اللى حصلت يوم الفرح اثرت علينا... وفى الاخر دى حاجه بينا لا اهلى ليهم فيه.. واسفه اننا اتصرفنا من غير ما ناخد ماشورتك يا عمى.

اقترب منها فشعرت بالخوف و لكنه قبل جبيبها و هو يقول

شنودة : تسلمي يا بنت الأصول

كانت عينه نحمل تقدير و محبة

و لكنه نظر إلي ابنه بتحذير و قال

شنودة : لازم تتعالج يا موسي اوعى اسيب نفسك

هز موسي راسه بخجل و هو يقول حاضر


استمر شنودة في الكلام الي أن حكي له موسي عن انه يتعالج فعلا

بعد لحظة كان شنودة ينظر الي مي نا بابتسامة و يتحرك ليذهب إلي شقته
.يشعر ام هناك امل و لكن إلي متي يستطيع أن ينتظر

إلي متي ميرنا سوف تنتظر

دمعة خائنه ترقرقت في عينه و هو يدخل إلي مكتبه و يغلق الباب

و لان جميلة تعرفه جيدا تركته ليهدء أو يبرد أن استطاع

و لكن كيف هل تطلب منه الهدوء و هي ادري الناس به ان ما عرفه قتله و كان فوق طاقته و ليس فقط طاقته هو بل طاقه الجميع من منا يستطيع ان يتحمل ان سلساله يقف وذريته تزوى و هي تعرف جيدا أنه ان اردت ان تطاع أأمر بما يستطاع

و هو الآن يشعر بأنه لا يقوي علي اي شئ

و للان يشعر أن ابواب الجنة اغلقت في وجهه

يشعر بأنه مطرود منها

(المطرودة من الجنة)

يتابع ...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي