الفصل، السابع، والثلاثون

جذبها حازم من ذراعها بسرعة فطار غطائها من عليها وإستقرت بصدره مستندة عليه بوهن، فقال بغضب هادر :
_ لن تبقى هنا ببيتي و لو لثانية اضافية ايتها الوقحة.. الا الخارج لا اريد رؤيتك مجددا بأى مكان.
وضعت آية يدها على رأسها وقالت بألم:
_ اتركني أرجوك فرأسي يؤلمني كثيرا و أشعر بدوار شديد و قداماى لم تعد قادرة علي حملي.
اوقفها علي قدميها بقوة و قال بصياح هادر:
_ انتِ ممثلة كبيرة و محتالة اكبر.. و لن يختال عليّ اكاذيبك الواهية تلك.. الى الخارج اخرجي من بيتي و الآن.
جذبها من زراعها وسحبها ورائه و هم بالخروج بها لتتقيأ على ملابسه من دوارها الشديد... ترك ذراعها ونظر لنفسه وملابسه التي اتسخت و صرخ قائلا بتقزز :
_ امي.. مريم ساعدوني.
جاء الجميع مهرولين على صراخه نظرت له احلام و لهيأته وقالت بعتاب :
_ ايعجبك هيأتك المذرية تلك.. يا حازم اتركها و شأنها لماذا تتعامل معها بهذا العنف فهي مازالت مريضة.
انتبهوا علي آية التى كادت ان تسقط من دوارها ولكن حازم أمسكها وأحاط خصرها بيديه وحملها ليسقط شعرها على ذراعيه ....
تأملها لثوانى بإعجاب هذه المغرورة المتعجرفة الجميلة.. أعادها للفراش وإبتلع ريقه وقال مع دقات قلبه التى زادت بعد قلقه عليها :
_ امي.. ساتركها حتي تشفي تماما و لكن بعدها لا اريد رؤيتها بالبيت بأى شكل و هذا اخر قرار اتخذته بأمرها.
تركهم و دخل غرفته نزع ملابسه وإغتسل ، وقف تحت الماء يفكر بها وهو لا يعلم ماذا تريد منه هاتين العينين ألا يكفيه سواد عينيها حتى يأتى شعرها الأسود الطويل ليغمره فى عتمته .. توقف مجددا عند ملامحا و التر يقسم بداخله انها رآها من قبل و لكن أين؟! لا يتذكر مطلقا.
خرج من غرفته ليجد الجميع بجوارها ووالدته تطعمها حساء و سجدة و مريم بجوارها وراما تقف بجواره فقال موجها حديثه لأحلام متغاضيا تن تلك العينان التي تتابعه بخوف مخفي :
_ امي سأذهب لعملي لقد تأخرت.. هل تريدين مني شيئا لأرسله لكِ.. او آتي به مع قدومي ليلا.
التفتت اليه احلام و قالت بإبتسامة هادئة:
_ لا يا حبيبي اريدك بخير فقط.. انتبه لحالك.
اومأ حازم برأسه و قال بعصبية :
_ أمي لو هذه الحمقاء فعلت اي شئ يغضبك.. القوها خارج البيت او هاتفوني و انا سآتي و احقق لها حلمها و القيها بالحجز و لن ترى ضوء الشمس مجددا.
نظرت له آية بقرف فقال هامسا بغضب :
_ ستقعين تحت يدي بيوم يا خارقاء و حينها سأدهسك تحت حذائي.
التفت لراما و قال بجدية:
_ راما تعالي معي قليلا لو سمحتِ.
وتركهم وخرج.. تبعته راما.. بينما قالت أحلام و هي تتطلع حولها بقلق :
_ كم الساعة الآن يا بنات؟!
اجابتها سجدة مسرعة :
_ انها الساعة السادسة مساءً يا أمي.
قطبت أحلام حاجبيها بتعجب و تسائلت :
_ مازال الوقت مبكرا علي انصرافه لماذا خرج مبكرا علي غير عادته؟!
فقالت لها آية براحة :
_ من الجيد انه انصرف اتركيه.. هل هو ابنك حقيقي؟!
تعالت ضحكات احلام و هي تطالعها بحب و قالت :
_ اقسم بربي حازم ابني.. حازم قلبه طيب للغاية و راجل بالمعني الحرفي للكلمة.. و لكن انا لا اجد سبب لتحفزه لكِ بهذا القدر.
ابتسمت عيني آية بمكر و كبحت زمام ضحكتها كلما تذكرت انها صفعته.. مطت آية شفتيها وقالت بمداعبة:
_ ربما هو كذلك و لكنني لن اصدق.
وقف حازم علي الدرج و وقفت راما مقابلا له تنتظر كلماته.. وفجأة وجدت زيد يصعد درجات البيت حاملا باقة ورد كبيرة.. طالعته بدهشة و لأول مرة يدق قلبها لزيد و ليس لغنام..
طالت نظراتهما المشتاقة.. فحك حازم مؤخرة رأسه و تنحنح قائلا:
_ لماذا سيأخذنا هذا الصمت؟! انا متاخر و عندى شئ سافعله قبل ذهابي لعملي.
ابتلعت راما ريقها بتوتر و وجهت حديثها لحازم قائلة ببرود مصطنع مزرى:
_ ماذا تريد مني يا حازم انا اسمعك؟!
رفع حازم طرف شفتيه و اشار علي زيد و قال بسخرية:
_ ماذا اريد منكِ.. الا تطالعين هذا الحائط الذي اتي لمقابلتك.. لم تلفت انتباهك تلك الباقة العملاقة من الزهور.. تحتاجين كشف علي بصرك يا اختي.
عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بلامبالاة اكثر ازدراءً:
_ و لكن انا لا اريد رؤيته لانني ببساطة لا أعرفه.. هل تقبل ان تجلس اختك مع شخص لا تعرفه.
مرر حازم انامله بشعراته الطويلة و قال بخجل و هو يطالع زيد بنصف عين:
_ ذكية.. لا اجد ردا علي كلماتها سوى ان اطردك من بيتي حالا يا زيد.
و تعالت ضحكاته المازحة.. صفعه زيد بالباقة في وجهه و دفعه قائلا بحدة:
_ اختفي من امامي حالا يا حازم فأنا لا ينقصني سوى خفة ظلك.
زادت ضحكات حازم و حمل الباقة و وضعها داخل الشقة و التفت لراما قائلا بجدية:
_ انا كأخوكي لا رأي لي بعد رأي والدك فهو من سمح له بمقابلتك و ليس هذا فقط.. بل و الخروج معه لتناول الغذاء و التحدث بأموركما بتعقل.
عقدت راما حاجبيها و قالت بتعجب:
_ والدى.. هل ابي وافق علي الخروج مع غنام؟!
زفر زيد و حازم سويا و قالا بضيق:
_ غنام مجددا.
ضربت راما الارض بقدمها و قالت بغضب:
_ نعم غنام و الا لن اخرج من هنا للابد.
رفع زيد ذراعيه باستسلام و قال مسرعا:
_ قولي لي يا محمدين ان اردتي و لكن بدلي ملابسك و تعالي معي يكفي ما نلته من جفاؤك.
فكرت قليلا و طالعت حازم و كانها تنتظر رايه.. فهز لها راسه موافقا.. ابتسمت و قالت دون ان تتطلع بزيد:
_ حسنا سأبدل ملابسي و اخرج و لن أتأخر.
رفع زيد عينيه بملل و هو يتابع انصرافها و قال لحازم بامتعاض:
_ هل أخذت اذنك الآن كي تخرج معي و انت بمنتهي الصلف هززت لها راسك بالموافقة ام انا اتوهم؟!
عدل حازم من سترته بغرور و قال:
_ نعم من الآن فصاعدا اصبح لراما اخاً اكبر و ام و اختين و ستجدني بوجهك ان لمستها بحرف واحد يضايقها.
ابتسمت راما براحة و تطلعت حولها لهذا البيت البسيط و التي وجدت به الحب الحقيقي و دفء الاسرة و شعور الاخ و الاخت.. تنهدت مطولا و سارت حتي غرفة مريم و اشارت لها بذراعها ان تأتي اليها...
خرج حازم و زيد من البناية.. فإرتدى حازم نظارته الشمسية و قال بتعجل:
_ سأتركك الآن لأني تاخرت عن اعمالي.. بعدما تنتهوا من جلستكم تلك.. اعد راما للبيت و تعال لمكتبي بالقسم كي تطلعني بآخر تطورات قضيتها و علاقتكم.
اومأ له زيد برأسه وربت علي كتفه و قال بإمتنان:
_ حسنا.. لا اجد كلمات توفي وقوفك بجوارى و استقبالك لراما يا حازم انت نعم الاخ و الصديق لي.
ربت حازم علي ذراعه و قال بحب:
_ نقطة ببحر ما فعلته معي يا زيد .. اراك مساءً.
تركه و صعد سيارته منطلقا بها..
ذهب حازم للمصحة التى كانت بها آية.. سأل عن انعام الممرضة حتي وجدها ... وقفت أمامه تطالعه بترقب.. بينما نظر لها هو وقال بنبرة صارمة :
_ انتِ أنعام؟!
طالعت هيئته الرسمية بعض الشئ و قالت بقلق:
_ نعم انا هي و لكن من أنت و لماذا تبحث عني ؟!
اجابها بنبرة قاطعة:
_ انا الرائد حازم جلال.
ابتلعت ريقها و قالت مسرعة:
_ مرحبا.. اهلا وسهلا بسيادتك.. انا تحت امرك بأى شئ تفضل.
تطلع حوله مطولا و سألها قائلا ببرود:
_ هل كانت هنا فتاة بالعشرينات من عمرها تعاني من فقدان الذاكرة و هربت من المصحة و لم تعد.
مسحت وجهها بكفها وقالت بخوف :
_ نعم يا سيدى كانت هنا و هربت بالأمس.
اومأ حازم براسه و سألها بجدية:
_ هل هي فاقدة للذاكرة فعلا ام تدعي ذلك؟!
اجابته انعام مؤكدة بثقة:
_ نعم هي فاقدة للذاكرة و كل الفحوصات اكدت ذلك و بإمكانك سؤال الطبيب المعالج لها فهو اعلم بحالتها مني.
فقال لها بسخرية وهو يغزو راسها بنظراته الثاقبة :
_ طبيبها المعالج هذا من كان ينتوى توقيع فحص العذرية عليها أليس كذلك؟!
أطرقت انعام رأسها بخوف ونظرت للأرض في صمت اجابه بسهولة عن سؤاله..هز رأسه متفهما وقال بتساؤل حذر:
_ هذا الحديث صحيح.. هل يتجرأ هذا الطبيب بالكشف علي الفتيات بهذه الطريقة قبل ان يحصل علي اذن رسمي منا؟!
تنهدت انعام بأسى وقالت بتلقائية :
_ انا ساقول كل شئ بصراحة و رزقي ورزق ابنتي علي خالقنا فانا لدى فتاة في مثل عمرها و اخشي عليها.. هذا الطبيب كانت عينه منها فقد اعجب بها منذ اليوم الاول لها معنا و الفتاة حرفيا جميلة و مطمع لأي شخص.
صك حازم علي اسنانه و هو يستمع لكلماتها عنها.. بينما تابعت هي قائلة:
_ لم استطع الوقوف امامه و لم استطع الصمت و انا اعرف نيته السوداء.. خوفي عليها هو ما دفعني لحثها علي الهروب من هنا قبل ان تتأذى و اعطيتها عنوان بيتي وانتظرتها و لكنها لم تأتي.
فكر حازم قليلا وقد اشتعلت عينيه ثم التفت اليها وقال :
_ خذيني لمكتب هذا الطبيب لو سمحتي و لا تقلقي فإن تعرض لك اي احد هنا فقط تعالي عندى بقسم الشرطة و انا ساحميكي و اوفر لك فرصة عمل جديدة.
ابتسمت انعام براحة و قالت بإمتنان:
_ شكرا جزيلا يا سيدى انا لن انسي لك معروفك هذا طيلة حياتي.. ليس لانك ستساعدني و لكن لانك ستخلصني من عقدة الذنب من صمتي علي اوضاع لا تليق.
اشارت له بذراعها علي غرفة تبعد عنهم قليلا و قالت بغل وحقد:
_ ستجده في هذه الغرفة وحيدا.
إلتقى حازم بهذا الطبيب الذى أكد حالة آية وأنها فاقدة الذاكرة نتيجة صدمة نفسية و اخبره انه من الممكن ان تعود لها ذاكرتها فى أى وقت وسأله عنها بنظرات ذات مغزى و طلب منه تسليمها للدار مجددا...
وهنا كانت الشرارة لتشتعل نيران حازم وطالت هذا الحيوان فاجتذبه من قميصه و قربه منه و ضربه برأسه في جبهته و قال بحدة:
_ كنت انتظر تلك اللحظة منذ جلست امامك بشغف.
مسد الطبيب جبهته و قال بخوف من هيأته:
_ ماذا حدث يا سيدى؟!
جذبه حازم من علي مقعده و لفه حول مكتبه و اوقفه امامه قائلا بنظرات قاتمة:
_ اقسم بربي ان لمست اي فتاة مجددا او تطلعت ناحيتها بنظرة واحدة غير لائقة ساقتلع لك عيناك اولا ثم سانتزع روحك من جسدك و اجعلك عبرة لمن يعتبر.
اومأ له الطبيب برأسه و قال بذعر:
_ لن افعل شيئا اعدك يا سيدى ولكن لا تعتقلني فانا لدى اسرة ستتدمر من حديثك هذا.
تركه حازم و عدل من ملابسه قائلا بقوة:
_ ساتركك هذه المرة من اجل اسرتك و لكن ساترك عيون كثيرة ورائك كي اتأكد انك لن تعود لقذارتك تلك و ان عدت ساعود انا و حينها لن تجد وقتا للندم.
وتركه و خرج ....
ذهب لعمله و ظل يفكر طوال الوقت سائلا نفسه بحيرة.. ماذا سيفعل معها هذه المتطفلة العنيدة السخيفة المغرورة ...

.......................................

لم تتركها عينيه و هو يطالعها بجمالها الزائد اليوم.. لم يسألها عن سبب تغيرها هذا عندما رآها تقترب منه و صعدت سيارته بالمقعد الخلفي.. لم يتحدثا طوال الطريق حتي أخذها لمطعم هادئ...
خرج زيد عن صمته و قال بإبتسامة متسعة:
_ هل أنتِ صاحبة فكرة ارتدائك للحجاب يا راما؟!
طالعته بهدوء وعدلت من وضع حجابها و قالت:
_ نعم مريم دربتني علي ارتدائه و تركت لي حرية ارتدائي له من عدمه و لا اعلم لماذا قررت ارتدائه اليوم تحديدا.
لاحت علي ملامحه ابتسامة خبيثة و قال:
_ ربما تقصدين ان تسعديني اخيرا بأي شئ و لو بإرتدائك للحجاب فأنا اول شخص طلبت منكِ ان ترتديه.
استندت علي ظهر مقعدها و قالت بثقة:
_ انا لم ارتديه لان مريم حثتني عليه او لأنك ستفرح لذلك و لكنني ارتديته كي يرضى ربي عني و لانه فرض و فقط.
استند زيد علي الطاولة بكلتا ذراعيه مقتربا منها و هو يتطلع داخل عينيها متعمقا بهما و قال بهدوءه المتمرس:
_ للاسف زادك جمالا على جمالك و هذا ما كنت اخشاه.. حماكى الله من كل عين رأتك و من عيني أيضا.
توردت وجنتاها بخجل.. فأردف زيد قائلا:
_ إسمي زيد عمرى ٨٢ عاما ضابط شرطة زوجت اخوتي البنات الثلاثة و الحمد لله بمال ابي و مالي الخاص لا املك سكنا سوى شقة والدتي و هي بالمناسبة ايجار قديم ليست ملكا لي.. دخلي يكفيني ويزيد حمدا لله و امي علي قيد الحياة و ان تزوجت بيوم سأتزوج معها بالشقة.. و هذا كل ما تريدين معرفته عني.. زيد.
اومأت راما برأسها و قالت:
_ تشرفت بمعرفتك سيدى.. و اشكرك كثيرا علي حمايتك لي سواء سابقا او الآن.
تابع معها حديثها الرسمي و قال بتعقل متمرس:
_ هذه طبيعة عملي و الذي اعشقه بالمناسبة لطالما تركت أمي بالشهور بسبب مأمورياتي و كنت بكل مامورية انتحل شخصية بائع او حارس عقار او فرد امن او سايس سيارات كما رأيتني.
رفعت راما حاجبها بتذمر و قالت:
_ و هل تعددت علاقاتك مع كل مأمورية يا حضرة الضابط؟!
تعالت ضحكاته علي غيرتها و قال بمزاح:
_ مرات و مرات كي أكون صريحا معك.
صكت راما اسنانها و قالت بغضب:
_ ولماذا لم ترتبط بإحدى مأمورياتك السابقة.. هل تخطيتهم بسهولة مثلا و تمسكت بي؟!
اجابها بإقتضاب:
_ نعم.
طالعته بعبوس فاسرع قائلا و هو يتنهد بشوق:
_ انا لستُ حجرا لقد مر علي قلبي فتيات ولكن لمرات قليلة كنت اعطي دراستي و عملي كل الاولوية و تركت امر قلبي مؤجلا حتي رأيتك يا راما.. فإستسلم قلبي رغما عني.
ابتعدت بعينيها عنه فسألها بملامح متاهبة:
_ هل تستطيعين التخلي عن اموال والدك و العيش بقصر و الملابس الغالية و الفريدة و الطعام المتنوع لتشاركيني حياتي المتواضعة؟!
عقدت راما ذراعيها امام صدرها و قالت ببديهية:
_ كنت علي استعداد للزواج من سايس سيارات و لو بغرفة لأنني عشقته فهل تراني اقف عند هذه الامور؟!
ارتاحت ملامحه لكلماتها و قال بتعقل:
_ لا تردى علي سؤالي بسؤال آخر.. فقط أجيبي علي سؤالي.
فكرت قليلا و قالت بهدوء:
_ ان عشقت شخص لن اتخلي عن اموال والدى و فقط.. ساتخلي عن نفسي لاكون هو.. ساتجرد من انانيتي لاعيش له هو.. سأدفع عمرى ثمنا لإبتسامة واحدة منه.
طالعها زيد بعشق.. لتتابع قائلة ببرود:
_ هذا ان عشقت.
زفر زيد بقوة و هو يطالعها بلوم ثم تغاضي عن طريقتها و قال بهدوء:
_ معكِ حق.. فانا ان عشقت بيوم لن اتخلي عن نفسي لأكون هي.
ضيقت عينيها بتعجب ليقول هو بإبتسامة خافتة ساحرة:
_ سأصهرها بداخلي لتصبح جزءً مني، من روحي.. ساصبح اكثر انسان اناني بالعالم لانها اصبحت جزء مني.. و لن ادفع عمرى ثمنا لإبتسامتها بل سأحرص علي ان تمر كل لحظة بعمرى و ابتسامتها هي زادى و زودادى.
ابتسمت راما بخجل.. فغمز لها زيد و قال بمداعبة:
_ هذا هو الفرق بين حب الرجل و حب المرأة.. و هذا سيطبق ان عشقت مؤكدا بيوم.
استندت هي الآخرى علي الطاولة بكلتا يديها و اقتربت منه بينهما شمعة معطرة حمراء و وردتين حمراويتين وسألته بخبث:
_ و هل انت لست عاشقا الآن؟!
_ بل عاشق حتي النخاع.. عاشق حد الالم و الشوق.. عاشق الى الثمالة من كثرة التفكير.. انا العاشق في محراب عينيكِ يا راما.
اخفت راما ارتباكها و قالت مغيرة للموضوع:
_ لم تكن بخيلا من قبل.. الن ناكل شيئا فانا تركت طاجن بامية باللحم عند خالتي احلام يستحق العشق و ها انا جائعة معك.
قهقه زيد قائلا بحنو:
_ حالا سآمرهم بإحضار الغذاء يا اميرتي.
مرت ساعاتهم و هم ما بين تحدى و ما بين مزاح و ما بين نظرات فاضحة كاشفة لما يدور بقلوبهم...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي