الفصل، الثلاثون

اصبحت تعي معني جملة "توقف الزمن" .. فقد توقف زمنها عنده، بالأول فراق وفقد ثم تحول لخداع وكذب..
حركت راما حبات الأرز بطبقها بشرود و هي تتنهد بأسي.. ترك فؤاد شوكته و قال لها بنبرة حانية:
_ راما حبيبتي.. انت تقريبا لا تأكلين جيدا و هذا سيضرك و يضر بصحتك.
خرجت راما من شرودها و قالت بتساؤل و هي تضيق عينيها:
_ ماذا قلت يا أبي؟!
هز فؤاد رأسه بأسي و قال بضيق:
_ راما لقد يأست من شرودك و صمتك المتكرر حتي طعامك مقصرة به و بتِ ضعيفة و قد نقص وزنك و ذبل وجهك.
إغترفت حبات الأرز بشوكتها و قالت مسرعة:
_ لا أنا اتناول طعامي بشكل جيد لا تقلق.. اخبرني اولا هل اعمالك تسير علي ما يرام؟!
حمل شوكته و غرسها بقطعة لحم و وضعها بصحنها و قال بهدوء كي يساير حديثها التي تغير به الموضوع الاساسي:
_ نعم كل شئ علي مايرام خاصة بعد تلك المناقصة التي ربحتها لقد زادت من شأني كثيرا و زاد معها حجم إستثمار شركاتي للضعف.
إبتلعت ما في فمها و قالت بجدية قاطعة:
_ لا تنسي الفقراء من مالك يا أبي كي يبارك لك الله فيه.
إبتسم بسعادة و هو يطالعها بإعجاب و سألها قائلا:
_ تغيرتي كثيرا عدتي للصلاة و بدأتي بالتفكير في الفقراء و مساعدتهم حتي ملابسك قد تغيرت و أصبحت اكثر التزاماً، ما السر وراء هذا الانقلاب بشخصيتك؟!
إبتسمت بخفوت و قالت براحة:
_ أولا حمدا لله انني لا انسي الله بتعاملاتي.. ثانيا كل شئ تغير بي سببه غنام.. او زيد كما تقولون.
رفع فؤاد حاجبيه و قال بتعجب ساخر:
_ هذا الرجل انا لا افهمه مطلقا رفضته و رفضت طلبه كما رغبتي و لأنني لا اراه مناسب لكِ أيضا، فحالته المادية لا تليق بإبنة عائلة كبيرة تعودت علي الثراء مثلك و مع ذلك لا يكل و لا يمل ابدا في اعادة طلبه بإصرار عجيب.
طالعت راما والدها و هي تقول بقوة:
_ انا احببته و كنت اظنه مجرد حارس للسيارات و لم افكر بضعف حالته المادية كما تقول يا أبي فنقص المال ايسر من نقص الاخلاق و المبادئ.
زم فؤاد شفتيه مفكرا و قال متسائلا بفضول:
_ و هل هو عنده نقص بالاخلاق و المبادئ كما ذكرتي؟!
اسرعت قائلة بتوضيح واثق:
_ قطعا ، فغنام من انظف الرجال الذين قابلتهم بحياتي كلها.. بعمره ما تجاوز معي و حثني كثيرا على تغير ملابسي و التزام الصلاة.. وقد زرت الرجلان الذين تبرعوا لي بكُلاهم معه و حثني علي الا اتركهم و كنا نذهب لبعض العائلات الفقيرة لنساعدهم و يسعدنا فرحتهم بما كنا نفعله معهم رغم انه شئ بسيط لمصروفي الشخصي علي الاقل.
طالع فؤاد لمعة عيونها بإطمىنان و قال بمواربة خبيثة:
_ ومع ذلك ترفضيه رفضاً قاطعاً.. عجيب!!
إستندت برأسها علي مقعدها و قالت بتنهيدة حزينة:
_ لطالما سألته عن حياته ولم يجيبني.. كنت أشعر ان ورائه سر يخفيه عني و لكني كنت مجرد مهمة كُلف بحمايتها و نجحت مهمته.. و لا افهم سبب استمراره بذلك المسلسل الممل.
حمل فؤاد كوب الماء و ارتشف منه قليلا و اعاده قائلا:
_ انا لا ادافع عنه و لكن وظيفته تجبره على اخفاء امره فربما هاتفك يكون مراقب حينها سينكشف و تفشل مهمته في حمايتك.
إبتسمت راما بسخرية وقد عادت برأسها و قالت و هي تطالعه بحزن:
_ مهمته.. تلك الكلمة تؤلمني كثيرا يا أبي.. فكرة انني كنت مجرد مهمة بحياته لقرابة العام تجعلني ارغب بالصراخ.
مرر فؤاد انامله علي شاربه و قال بحدة:
_ من الأساس اندفاعك خلف مشاعرك كان خطأ.. انا وثقت بكما و انتما خنتما الثقة بمنتهي اليسر.. فهو وعدني منذ بداية الأمر بحمايتك مهما كلفه الأمر لا ان يعشقك ويستغلك كي يصل لأموالي.
تبغضه و لا تريد رؤيته و لكن لن تقبل اهانته بأى شكل.. وقفت راما محتدة و قالت بغضب اعمي:
_ كما إستغللت انت أمي و جعلتها تعشقك و وصلت لأموال والدها كي تصبح رجل الاعمال الناجح الثرى الجالس امامي.
إتسعت عيني فؤاد و وقف ببطء شديد مشدوهاً مما قالته و قال بصياح غاضب:
_ انا يا راما؟! هل تقصديني انا بكلماتك الجارحة تلك.. أنا؟!!
إجتذبتها رمزية من ذراعها و قالت لها بلوم قاسي:
_ راما لا تتعدى حدودك مع والدك هذا لا يصح حبيبتي.
أشاحت راما ذراعها و إلتفتت إليها قائلة بحدة:
_ إبعدى انتِ الآخرى عني فانتِ شهدتي علي ألمي و هو يبتعد عني ويرفض البوح لي بحبه و كنتِ تعلمين انه ضابط شرطة يؤدى عمله و لم تخبريني.
ثم التفتت برأسها ناحية والدها مجدداً و قالت بنبرة قاسية:
_ كما ترى لشهور و أنا أستجدى منه كلمة احبك او ان يعبر فقط عن ما بداخله و لكنه رفض و لم يستغلني كما قلت أنت.. لا تتهم احد بما فيك يا أبي لأن غنام لا يستحق تهكمك و ظلمك له.
إبتسم فؤاد بسخرية و هو يمسح فمه بمنشفته و قال بحزن:
_ هو لا يستحق و أنا استحق تهكمك و ظلمك لي.. أحسنت تربيتك يا راما و ها أنا اجني ثمار تعبي معكِ.
طالعها بنظرات منكسرة حزينة و ابتعد عنها تاركاً لها المنزل بأكمله .. طالعت انصرافه بخجل و هي تلوم نفسها علي اندفاعها و تسرعها..
لملمت رمزية الأطباق و هي تطأطأ رأسها بحزن.. فجلست راما علي مقعدها و هي تقول بخفوت خجِل:
_ هل ستغضبين مني انتِ أيضاً؟!
تركت رمزية ما بيدها و قالت بعبوس غاضب:
_ نعم كنت اعلم منذ اليوم الأول انه ضابط شرطة و ذلك لأنني جلست معهم بإجتماعهم لكيفية تأمينك فحياتك حرفيا كانت بخطر و كان لابد من لفت انتباهي لامور كثيرة كي أحميكِ بها عندما نكون بمفردنا و طُلب مني ألا أخبرك كي لا يكتشف أمره و انصعت للاوامر فقط لحمايتك ليس الا.
ربتت راما على كفها و قالت بأسف:
_ لم اقصد ان ازعجك او ان ازعج أبي ولكنني أمر بتخبط شديد و لا يشعر بي أحد.
ملست رمزية علي شعراتها و هي تبتسم بخفوت و قالت:
_ زيد يحبك يا راما انا متأكدة من ذلك فهو لم يتوانا عن الوصول اليك و يهاتفني يوميا كي يطمئن عليكِ رغم معاملة والدك السيئة له.. ناهيكِ عن معاملتك انت ايضا.
تنهدت راما مطولا وزفرته علي مهل و هي تقول بحنين:
_ خدعني يا دادة و انا لا استطيع مسامحته.. تعلمين لقد اشتقت اليه كثيراً.
هزت رمزية راسها و هي مازالت تحتفظ بإبتسامتها و اخرجت هاتفها من جيب عبائتها و فتحت المحادثة بينها و بين غنام و ضغطت علي ملفاً صوتيا ليخترق صوت زيد قلب راما و هو يقول:
_ اشتاق إليها كثيرا يا خالتي هل لي بطلب منك فقط اريد ان استمع لصوتها و لو مسجل بدون ان تشعر.. استحلفك بالله ان توافقي فقد هزمني شوقي.
إتسعت عيني راما و تهدج صدرها وهي تجذب الهاتف تطالعه بتلهف قاتل.. ثم أغمضت عيناها و هي تستمتع بدفء صوته حتي انتهي..
اعادت التسجيل الصوتي مرة بعد مرة و رمزية تطالعها بإشفاق.. تساقطت عبراتها بحزن و قالت:
_ و أنا أيضا اشتاق اليك يا غنام كثيرا.. لا اريد زيد بل اريد غنام حبيبي وفقط.
سحبت رمزية كرسيا و جلست بجوارها و قالت بتفهم:
_ أعلم انك لا تتقبلين وجه غنام الجديد و لكنه يظل هو بروحه و رجولته و صلابته فقط تحول من سايس لضابط شرطة ليس الا.
و أخذت رمزية هاتفها منها مجدداً و فتحت صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي و بحثت عن صوره الشخصية و ناولته اياها مجددا قائلة بإعجاب:
_ تطلعي علي صوره.. ملابسه المنمقة النظيفة و شعراته القصيرة و ذقنه الحليقة الا يبدو اوسم من غنام بملابسه المهترأة و المتسخة من تنظيف السيارات.
كانت راما تتطلع بصوره بإعجاب و كأنها تراه لاول مرة.. فما تقوله رمزية صحيح مضاف اليه هيبة ووقار جذابين للغاية..
تنهدت رمزية مطولا و زفرته علي مهل و هي تتابع حديثها قائلة:
_ ضابط شرطة بقوته و هيبته يتخلي عن كل ذلك ليكون مجرد سايس سيارات يمسح الزجاج مقابل بعض النقود كي يحميكي و يحمي غيرك مبتعدا عن أهله و عائلته و زوجته...
قطعت راما استرسالها و قالت بذعر ارتسم على ملامحها بدقة:
_ زوجته؟!!!!!
اسرعت رمزية موضحة:
_ اقصد عامة و ليس زيد بالأخص.
ارتاحت ملامح راما وعادت لمطالعة الهاتف بشرود ثم قالت بخفوت هادئ:
_ لا أتقبل هذا التحول يا رمزية كما لا اتقبل فكرة انه خدعني و كذب عليّ.
فركت رمزية أناملها ببعضهما و قالت بأسي:
_ انتِ تحبينه و ان خسرتيه ستلومين نفسك باقي عمرك و لن تستطيعي التقدم بأى علاقة و ستصبحين مثلي و انا أخشي عليك من الوحدة التي ستختاريها بنفسك لنفسك يا راما.
تركت راما الهاتف واحتضنت كفي رمزية و هي تقول بإبتسامة خافتة:
_ من بعد موت امي و انتِ كنتِ دائما بجوارى و أصبحتِ غالية عندى ولم اتركك بمفردك ابدا.. و الآن اخبريني ماذا افعل بموضوعي المعقد هذا؟!
طالعتها رمزية بتعجب و هي تقول متسائلة بتوجس:
_ هل تقصدين رفض والدك لزيد؟!
هزت راما رأسها نافية و قالت بثقة:
_ لا فأنا و ان وافقت علي غنام استطيع إثناء ابي عن رفضه و ان تمسك بقراره ساختار حياتي حتي لا أصبح بيوم وحيدة كما قلتِ.
ابتسمت رمزية بمكر و قالت:
_ إذا فأنتِ ربما ستوافقين علي زيد؟!
اغمضت راما عينيها و قالت بضيق:
_ غنام.. زيد هذا انا لا اعرفه.
_وما رأيك بان تتعرفي عليه ربما تحبينه كما احببتي غنام؟!
عقدت راما ذراعيها امام صدرها و قالت بتعجب:
_ اتعرف عليه!!
عادت المياة لمجاريها بين آية ومروان وعزمهم زياد على سهرة مع بعضهم لتهدأة الامور بينهم..
خرجوا أربعتهم وركبوا سيارة زياد فإلتفتت سارة ناحية مروان و اية و قالت بتساؤل مرح :
_ إقترحوا مكان مناسب لسهرتنا التي لا تتكرر تلك.
نظر لها زياد بلهفة وقال:
_ كما سترغبون سأذهب إقترحوا و أنا معكم .
اجابه مروان مسرعا :
_ سنذهب لأى مكان هادئ نتاول فيه عشاؤنا و اتابع مباراة الليڤر ايضا فاليوم مباراة قوية.
رفعت آية عينيها بملل و قالت :
_ مباراة!! اليوم اليتيم والذى كننا ننتظره يا سارة بفارغ الصبر قد فشل قبل بدايته و الحمد لله.
إقترب منها مروان وقال بمداعبة :
_ سيفشل اليوم و أنا معكِ يا آية؟!
ظل ينظر لعيونها التى يعشقها فقالت لهما سارة ساخرة بضيق :
_ ينقصني شرودكما ببعضكما لتكتمل.
أخذهم زياد إلى الكافيه وأخذوا يتبادلوا أطراف الحديث والضحك وكانوا فى منتهى السعادة إلا أن مرت فتاة شقراء ترتدى فستان قصير فتابعها مروان بعينيه يتفحصها بجرأة
لاحظته آية التى هبت واقفة وقالت بغضب أعمي:
_ لا أمل من تغيرك يا مروان لقد سأمت كل شئ.. أنا اريد العودة للبيت.
إبتلع مروان ريقه و قال ببرود ليدارى خطيئته :
_ ما بكِ؟! وماذا فعلت لكلامتك الجارحة تلك؟! هل تتحولين مثلا كنا نضحك و نلهو فماذا اصابك؟
طالعته آية شرزا من قدرته علي الكذب و التلاعب و قالت بإشمئزاز:
_ تكذب بهذه البساطة.. الم تتطلع بتلك الفتاة التي مرت بجوارنا بمنتهي الجرأة و لا كأنني أجلس إلا جوارك.
ثم عقدت ذراعيها امام صدرها و سألته بحدة:
_ هذا و أنا معك.. فماذا تفعل عندما تكون بمفردك؟!
اجابها مروان ببرود لا مبالي زاد غضبها أكثر قائلا بنبرة فاترة :
_ إستعيذي بالله من شيطان نفسك يا آية و إجلسي قبل أن نلفت انتباه الجميع إلينا.
وقفت سارة و حاولت جذبها من ذراعها لتجلس قائلة بهمس خافت :
_ مروان معه حق يا آية فالجميع بدأ بالتطلع ناحيتنا يا حبيبتي إجلسي، ربما تقديرك للموقف كان خاطئاً.
حملت آية حقيبتها و هاتفها و قالت بصرامة:
_ لا ، تابعوا سهرتكم أنتم انا سأنصرف اريد الانفراد بنفسي قليلا بعد إذنكم.
تركتهم وخرجت مسرعة وهى تتذكر نظراته لهذه الشقراء التى ألمتها فلماذا لم ينظر لها زياد كما فعل هو .
ظل مروان علي حالته ينظر لها بغضب وهى تبتعد من أمامه فقال له زياد مسرعاً :
_ مروان لا تتركها و أنا سآتي بالسيارة والحقك بك.
فقال له مروان بغضب :
_ لا لن الحق بأحد.. اتركها تفعل ما تشاء لقد سأمت من غيرتها و تقلب حالها المتكرر و لم اعد اقوى علي تحملها اكتر من ذلك.
نظرت له سارة بشك وقالت بتساؤل :
_ مروان هل تطلعت بجرأة لتلك البنت كما قالت آية؟!
رفع مروان عينيه بملل و قال بتلقائية لا مبالية:
_ لم اتطلع اليها كما صورت مجرد نظرة عابرة ثم انني لم اتركها و ركضت وراء البنت بإعجاب.
نظرت له سارة باحتقار وقالت بفتور :
_ آية معها حق بكل شئ.. أنت لن تتغير ولن تحترمها لأنك لا تحترم نفسك من الأساس.
تركتهم هى الأخرى وذهبت فاتبعها زياد وهو يطالع مروان بلوم علي هدوءه
أخذوا يبحثون عن آية ولم يجدوها، عادت سارة لمنزلها لتجد آية فى غرفتها، طرقت على بابها وقالت برجاء :
_ آية حبيبتي إسمحي لي بالدخول من فضلك.
فقالت لها آية من بين دموعها بنبرة متحشرجة :
_ لو سمحتِ انتِ يا سارة إتركيني فأنا لا أرغب بالحديث.
تنهدت سارة بألم وقالت :
_ كما تشائين يا حبيبتي، تصبحين علي خير.
ظلت طوال الليل تبكي بألم.. تركت فراشها و فتحت شرفتها ووقفت تشتم هواء الليل لعله يطفئ نيران قلبها
وقفت تتأمل السماء وظلام الليل الذى يشبه ظلام قلبها والبدر الذى يضئ الليل بإستحياء بنوره البسيط .....
فهل هناك أمل من ضوء بسيط لينير قلبها مرة أخرى .
لاحظت وقوف سيارة أمام باب منزلهم لتتفاجأ بنزول مروان منها ثم وجدته يلتف وقَبل السائق .....
وقفت مذهولة مما رأت ثم إرتدت إسدالها وفتحت باب الشقة وصاحت به :
-  مروان .
زفر بضيق والتفت اليها قائلا :
_ ماذا تريدين مني؟! ثم ما سبب استيقاظك لهذا الوقت المتأخر؟!
تصنعت آية الهدوء وقالت :
_ رأيت تترجل من سيارة منذ قليل.. مع من كنت؟!
بلع ريقه بصعوبة وفكر فى كدبة سريعة وقال بتوتر :
_ كنت مع.. عبده.. عبده صديقي انتِ تعرفيه لقد اخذنا الوقت و طلبت منه ان يقلني للمنزل.
هزت رأسها بتفهم و فاجأته قائلة:
_ عبده.. و لكنها سيارة اخرى غير سيارة عبده فأنا اعرفها جيدا.
مرر انامله على ذقنه و رد عليها متلعثما :
_ نعم فتلك سيارة والده لان سيارته بمركز التصليح فإضطر لان يأخذ سيارة والده كما قلت لكِ.
إبتسمت آية بسخرية وقالت بمكر غاضب:
_ و بعدما ترجلت من السيارة التففت و قبلته بشفتيه كنوع من انواع الشكر و العرفان اليس كذلك؟!
زادت دقات قلبه وتوتره وقال بصوت عالى ليدارى على خطأه بعدما افتتضح امره:
_ قبلتُ من؟!! انا لم افعل ذلك انتِ تهذين فخيالك المريض قد صور لكِ هذا.
احتدت آية بوقفتها وقالت بحدة :
_ اصبح كذبك امر بسيط عليك لهذه الدرجة.. لقد رأيتك بعيني هل سأكذب عيني و أصدقك انت يا كاذب.
اشاح بيده و قال بإرتباك و هو يتركها و ينصرف بإرهاق بعد سهرته الطويلة:
_ انتِ أصبحتِ لا تطاقي يا آية.. انا قلت انه لم يحدث اذا اردتِ ان تصدقيني او لا هذا شأنك لقد تعبت.
وتركها وصعد، جلست طوال الليل تبكى على حالها فهل لقلبها السيطرة عليها وعلى كرامتها التى إنتهكها بخيانته لها فهى على إستعداد لان تغفر له وكأنه لم يفعل شئ .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي