الفصل، الرابع ، والخمسون

أمضت يومها بسعادة مع أسرتها وهاتفت "أحلام" والبنات وإطمأنت عليهم ، وعادت معها الفرحة لبيتها الذى إفتقد ضحكتها وشغبها إنتهى يومها ودخلت غرفتها ليرن هاتفها فقالت مسرعة :
- حازم .
نظرت لهاتفها لتجده "مروان" ردت عليه :
- ألو .
- اموت انا حتي كلمة الو منك اشتقتها .
ضحكت وقالت :
_ ماذا تريد مني يا مروان ؟
- اخرجي انا بالخارج .
تعجبت وقالت بعدم فهم :
_ بالخارج !! ولكن اين ؟
- علي الدرج يا اية هل مازلت فاقدة للذاكرة .
فكرت وقالت :
- حسنا .
فتحت الباب لتجده أمامها يحمل باقة ورد كبيرة إبتسمت له وأخذتها منه وقالت :
- شكرا لك على الورد .
جلس فى مكانه القديم وجلست معه فقال :
_ اشتقت لتلك الجلسة كثيرا .. يا الهي كنت اموت بغيابك لم اترك غرفتك اعتكفت بها و كنت اتحدث معك و اتخيلك امامي حتي رايتك و عدتي معي فعادت دنيتي كلها لي .
ضحكت بصوت عالى وقالت :
_ لهذه الدرجة كنت حزين ببعدى .
_ اكثر مما تتخيلي .. انا كنت اشعر بالموت بكل لحظة و انت بعيدة عني .
ضحكت "آية" ساخرة وقالت :
_ صادق .. و الدليل انني اول مرة رايتك بعد بعدى كنت تجلس مع مجموعتك الفاسدة و هذه الفتاة التي رايتها معك بقميص النوم و صوت ضحكاتكم يصل لاخر المكان .
أطرق رأسه بخحل وقال :
_ معك حق .. و لكن ضحكاتي تلك كانت لانني كنت ثمل لا اشعر باي شىء كي انسي بعدك عني يا عمرى .
نظرت له بجدية وقالت :
_ ماذا تريد مني تحديدا يا مروان ؟
أخرج من جيب بنطاله دبلتها وقال :
- اريدك ان ترتدي خاتمك مجددا .
نظرت ليده ورفعت رأسها له وقالت :
_ لا تتسرع بتلك الامور مجددا يا مروان .
أمسك رأسه بيده وقال بألم :
_ لا اتسرع انا مروان حبيب عمرك يا اية و الذي بلغ حبه بقلبك انك اثرته علي نفسك .. و الذى كان كل دنيتك .
ردت عليه بعصبية :
_ ودنيتي تلك انت صبغتها بالسواد من افعالك و جعلتني ادفع ثمن ذنب ليس لي به اي دخل .. عامة سامحك الله علي ما حدث معي و مررت به .
إقترب منها وأصبح قبالتها وقال :
_ ارجوك يا اية سامحيني اعدك انني ساتغير و ساثبت لك انني احبك حد لجنون و استحقك .
همت واقفة وقالت بحزم :
_ اتركها علي ربك يا مروان و شكرا مرة اخرى علي الورد تصبح علي خير .
وقف هو الاخر وقال بحزن :
- و انت من اهل الخير .. سنخرج غدا اتفقنا .
- إن شاء الله .

* * * * *

دخلت "مريم" غرفة "حازم" وجدته واقف فى نافذته يتطلع للسماء فقالت بمكر :
_ اشتقت اليها اليس كذلك ؟
إلتفت على الصوت فرأى "مريم" فقال بتعجب :
_ هل ات هنا من وقت طويل ؟
_ لا كنت اتحدث معك و لم تسمعني و لم تشعر بي من الاساس .
عاد ينظر من نافذته وقال :
_ هل تريدين شيئا ؟
_ كنت اقولك هل اشتقت اليها ؟
تنهد وقال بالم _ نعم اشتقت اليها و احلم بان اغمض عيني و افتحها لاجدها واقفة امامي .
وقفت فى مواجهته وقالت :
_ اذا اذهب اليها و اخبرها بامر حبك لها و انك تريدها .
_ ولكنها عادت لخطيبها و انتهي الامر .
إبتسمت "مريم" وقالت :
_ انه موضوع قديم انها طول الوقت لا تتحدث بشىء سوى عنك انت و ربي انها تحبك كثيرا .
إلتفت إليها "حازم" بعيون يملؤها الأمل :
_ تقصدين ان اخبرها بحبي لها و ارتاح و اريحها من عذابنا هذا .
أشاحت مريم بيديها وقالت بنفاذ صبر :
_ اتمني ذلك كي نفرح جميعا يا اخي .
رن هاتفه فنظر لشاشته ليبتسم ثم تطلع " لمريم" وقال :
_ انها ايات .
_ اجيبها هيا .
تنحنح "حازم " وقال :
_ ساجيبها و لكن اخرجي اولا او اذهبي للنوم .
ضحكت "مريم" بصوت عالى وقالت :
_ كما تريد يا حبيبي .
تركت غرفته وخرجت ... فرد على هاتفه بلهفة :
- آيات .
لتنفجر بوجهه قائلة :
_ لو لم اتصل انا لن تتذكرني .
ضحك "حازم" عليها طفلته المجنونة وقال :
_ سنبدا بالصياح و الشجار .. حقا من به طبع لن يغيره .
ردت عليه "آية" بدلع :
_ لقد خاصمتك يا حازم و لن اصالحك .
_ لا تهونين علي و انت تعلمين .
فقالت بخجل :
_ هل ازعجتك باتصالي او كنت نائم .
_ لا لم انم بعد .
ابتسمت و قالت بمكر :
_ منهذا الذى يشغل بالك ؟
إبتسم بخبث وقال :
_ حسبي الله فيه .
ردت عليه اية بغضب :
_ من هذا الشخص كي تدعوا عليه ؟!!
اجابها بتنهيدة ملتاعة :
_ هو الذي سرق عقلي و قلبي و راحتي و فكرى .. الا يستحق ان ادعوا عليه ؟
فقالت بغضب :
_ علي راحتك انا ساغلق المكالمة كي ترتاح .
ضحك "حازم" ضحكة شريرة و قال ؛
_ و لماذا غضبتي انا لا افهمك يا ايات ؟!!
إنتبهت "آية" لسذاجتها وقالت بخجل :
_ لا شىء انا امزح معك فقط .. الن اراك قريبا يا حازم .
شعر انها اشارة و شوقها البادى بنبرتها جعله يصمت قليلا ثم قال :
_ لست ادرى .. اعتقد انه باي وقت ستجدينني امامك .
إبتسمت وقالت :
_ وقتها ستكون افضل مفاجاة بعمرى كله .
أخذهم الحديث فترة طويلة ثم أنهوا إتصالهم وهو عازم على الذهاب لها فى الصباح فلقد غلبه شوقه لمجنونته .

*********************

بدأت "آية" يومها بضحكاتها بعدما أنهت مكالمتها مع "حازم" وهو فى طريقه إليها وهى لا تعلم .
خرجت من غرفتها لتجد "مروان" أمامها إبتسم لها وقال :
- يا صباح الرومانسية و الاغاني الكلاسيكية علي احلي عيون بالاراضي المصرية .
ضحكت وقالت بود :
_ صباح الخير .. يبدو انني اشتقت لكلامك هذا .
إقترب منها وقال :
_ قمر يقف امامي .. هل فقدان الذاكرة يجملنا لهذا الحد .
_ كعادتك الن تتغير ؟!
إعتدل فى وقفته وقال بجدية :
_ ارتدى ملابسك بسرعة امامك عشر دقائق .
تعجبت "آية" وقالت :
_ الى اين ؟!
- ساعزمك علي الفطار بمطعم رائع .
تطلعت اية بساعة الحائط و قالت بتعجب :
_ مازال الوقت مبكرا يا مروان .
مال نحوها وقال هامسا :
_ اعلم يا روح قلب مروان .. اسمعي كلامي و لن تندمي .
هزت رأسها بنعم وتركته ودخلت لجدتها .
خرجت معه وذهبا معا لمطعم على النيل ..... وقفت أمام النيل تتطلع له
وتذكرت "حازم" وهو يضرب هؤلاء المتطفلين فابتسمت ، إقترب منها "مروان" وقال :
- اين اخذك شرودك يا اية .
إلتفتت إليه وقالت :
- لا شىء .
جلست على طاولة بجوارهم وجلس "مروان" بجانبها نظر لها وقال بخوف :
- هل مازلت تحبينني يا اية ام مواقفي اثرت عليكي ؟
زفرت بضيق وقالت :
_ لا تضغط علي يا مروان لوسمحت اتركني علي راحتي .
تنهد بأسى وقال :
_ تقصدين انك لم تعدي تحبينني ؟!!
تنهدت بضيق وقالت :
_ كنت بالسابق احبك فوق خيالك و لن انسي لك مهما حييت رؤيتك و انت تفتح لي الباب بهذا اليوم و كنت ترتدي بنطالك و هذه الفتاة بقميص النوم .
فقال لها "مروان" بخجل :
_ اية ارجوكي اغفري لي ذلتي و انسي هذا اليوم كان مجرد نزوة و اعدك انني ساتغير و اعود كما كنتي تحبينني .. مروان القديم حبيب عمرك .
نظرت "آية "حولها وقالت بملل :
_ لنتحدث بشىء اخر و نغير هذا الموضوع من فضلك .
لاحظ ضيقها فقال مغيرا الموضوع :
_ حسنا كما تريدين .. هل اخترتي شيئا للفطور ام اختار لك انا ؟
فطرا سويا وأخذ يكلمها ويضحكها وهى تتابعه وتضحك على مزحاته ثم نظرت له وقالت فى نفسها :
_ لم اعد اشعر باي مشاعر تجاهه .. و لكن كيف تغير الحال لهذا الحد لقد امضيت عمرى باكمله لا اري سواه و لا اشعر بغيره .. هل يعقل ان يموت حبا كهذا ؟!!!!
أخرجها "مروان" من شرودها وقال :
_ ما سبب شرودك يا عمرى هل انت بخير ؟
تنهدت مطولا و خرجت من شرودها و قالت :
_ هل يمكن ان تتحول علاقتنا تلك و تتغير من دون ان نشعر .
قطب "مروان" حاجبيه متعجبا وقال :
_ ماذا تقصدين وضحي اكثر ؟
اجابته مسرعة :
_ لا يجب ان اسال طبيبتي اولا .
عادوا للمنزل وهو ما زال يضحكها وهى مستمتعة وتضحك على
كلامه .
"مروان" ليضحكها :
_ هل تستطعين قول أشتاقلك شوق له الشوق يشتاق شوق يشوق شايق الشوق شوقه .
ضحكت بصوت عالى وقالت :
_ هذا يكفي لقد تعبت من الضحك .
مسك يدها ونظر داخل عيونها بحب وقال :
- بحبك قوى يا عمرى .
أطرقت رأسها بخجل ونظرت أمامها لتجد "حازم" يتطلع إليهم بملامح متجهمة

* * * * *
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي