الفصل، الثالث، والأربعون

تعلقت عيناها بهاتين العينين البندقيتين وشعراته التى إنسدلت على وجهه وعطره الذى أدمنته... كانت قريبة منه وأنفاسه الحارة التى تدفأ روحها تلفحها ..
فإبتسمت إبتسامة خفيفة بجانب عينيها بعدما شعرت بنظراته تتجول علي وجهها و تستقر بعيناها.. ابتلاعه لريقه جعلاها تشعر بنشوة غريبة.. فالاكيد أنها المنتصرة فى هذه المعركة بدون شك فقالت برقة خبيثة :
_ اخبرني ماذا ستفعل بي لو وقعت بمرة تحت يدك؟!
لاحظ نظراتها له وذاب داخل عتمه عيونها وعبيرها الربانى وهذا الأنف الصغير الذى صبغته دموعها باللون الأحمر.. ود لو أغلق عيونه وترك لقلبه وشفتيه العنان فى معاقبتها على طريقته...
ولكن إبتسامتها أفاقته من أحلامه لتعلن إنتصارها عليه فأبعدها عنه وقال بتوتر بنبرة عالية :
_ اسمعيني جيدا.. ابتداءً من الآن فصاعدا عندما اقول لكِ شيئا تنفذيه فورا و لتتوقفي عن عنادك هذا اتفهمينني؟!
رفعت آية عيناها تستجدى الصبر و قالت:
_ و هل طلبت مني شيئا و فعلت عكسه من قبل؟!
كلامها منطقي.. تلعثم حازم بخجل و قال:
_ اقصد تجيبي علي السؤال و فقط؟!
لوت آية ثغرها و عادت بعينيها اليه قائلة ببديهية:
_ انا لا افهمك مطلقا.. انت من تبدأ الشجار معي دائما من الافضل لك ان تقول عندما اتشاجر معك و أسبك و اوبخك امام الجميع قولي سمعا و طاعة يا مولاي.
رفع سبابته بوجهها و قال من بين اسنانه بغضب:
_ طريقتك هذه تحديدا ما تجعلني ارغب في حرقك حية.
دخلت أحلام عليهما وقالت بضيق :
_ لقد تعبت معكما الن يمر يوما وحيدا عليكما بهدوء.. ارحموني يرحمكم من في السماء.
لوت آية ثغرها و قالت بهدوء:
_ هو من بدأ معي ككل مرة و انا لم افعل شئ.
لم تفعل شئ!! معها حق فهي لم تفعل شئ و انا انجرف وراء شعور غريب لا اريد اي تفسير له او ان يتطور...
كلمات قالها حازم بداخله و هو يطالع آية بغضب المشتاق وتركها وخرج دخل غرفته وأغلق الباب وكأنه يحتمى فيه من موجاتها التى يلتقطها قلبه بسرعة وقال بلهاث :
_ ما هذا الذي يحدث معي؟! لماذا يدق قلبي بهذا الشكل؟! الموضوع اصبح خطير للغاية و لا يصح لاااااا يصح.
ثم سار قليلا و جلس علي مكتبه و هو يهز ساقيه بتوتر في محاولة لإقناع عقله انه يبغضها و يكرهها و ان قلبه يخدعه ليس الا...
ربتت أحلام على ذراعها وقالت بحنو :
_ اهدأى يا حبيبتي و لا تحزني فمع مرور الوقت ستكتشفين انه شخصا آخر غير الذي يظهره معكِ.
خلعت آية حجابها و قالت بملامح متهدلة تملؤها الخيبة و الاستسلام :
_ انا اعرف انه لا يطيق وجودى هنا معكم و للأمانة معه حق فمن انا كي آخذ غرفة مريم منها و ملابسها منها و اشارككم اكلكم و لا اساهم معكم بأي قرشا واحدا.
طالعتها احلام بلوم قائلة بعتاب:
_ انا من سيغضب منكِ هذه المرة يا حبيبتي.. انتِ كمريم و سجدة هنا هل رأيتهم يساهمون معنا بقرشا واحدا كما قلتي؟!
اجابتها آية ببديهية:
_ و لكنه يعاملهما بلطف و حنو و راما ايضا يحترمها و لا يعاملها بجفاء مثلما يفعل معي.
ابتسمت احلام بخبث و قالت:
_ لا تفكرى به كثيرا يا آيات.. هيا الى النوم و اغلقي هذه النافذة يا حبيبتي قبلها.
اجابتها آية بإنصياع:
_ حسنا يا أمي.. تصبحين على كل خير.
اجابتها احلام:
_ و انتِ من اهل الخير يا صغيرتي.
تركتها أحلام وخرجت فأغلقت النافذة ونزعت اسدالها و علقته ثم اندثت بالفراش و هي لا تفكر بشئ سوى بحازم و فقط... لتعود الإبتسامة لشفتيها وقالت بتعجب :
_ هل رأيته جميلا جدا و يشبه القمر الذي بالسماء ام انني قد اصبت مجددا بالبرد كما قال و هذه مجرد هلوسات؟!


........................................................... .
..............

انتبهت سارة علي همهمة جدتها فدفعت عنها غطائها و خرجت من غرفة آية مهرولة لغرفتها.. فوجدتها شبه جالسة و ترفع كفيها للسماء و تبكي بفرحة..
سارت ناحيتها و قد وجدتها تقول بسعادة:
_ اللهم لك الحمد و الشكر يا رب.. يا جبار يا كريم.
جلست سارة بجوارها علي الفراش و سألتها بتعجب:
_ ماذا هناك يا جدتي انتِ بخير؟!
تنفست الجدة براحة و التفتت اليها قائلة بإبتسامة رائقة:
_ آية بخير و الحمد لله.
اتسعت عيني سارة و انتفضت واقفة و سألتها بتلهف:
_ آية!!! أين هي يا تيتة هل ستعود اليوم؟! هاتفتك و طمأنتك عليها أليس كذلك اجيبيني ارجوكِ.
اجابتها الجدة بهدوء:
_ لا اعرف اين هي و لا ميعاد عودتها و لا اي شئ عنها يا سارة.
تهدل كتفي سارة و سألتها بتعجب:
_ لقد قلتِ ان آية بخير.. من أين عرفتي؟!
حاولت الجدة الجلوس بسحب خصرها.. ساعدتها سارة و جذبتها من كتفيها حتي جلست..
طالعت سارة مطولا و قالت براحة:
_ لقد ربت الله علي قلبي و رأيتها برؤية أثناء نومي.. اقسم لكِ بربي آية بخير و الحمد لله.
جلست سارة بجوارها مجددا علي الفراش و قالت:
_ كنت اعتقد انني سآراها مجددا.. المهم انها بخير كما قلتي يا جدتي.. رغم غضبي منها علي عدم سؤالها علينا.
تدثرت الجدة بغطائها و قالت:
_ لقد رأيتها تبحث عنا بالرؤية و كأنها تائهة في وادى كبير و شاسع و معها رجل يبدو عظيم الشأن يمشي خلفها كضلها و يحميها.
قطبت سارة حاجبيها بعدم فهم و قالت:
_ رؤية غريبة حقا!! ارجو من الله ان تكون بخير و هذا يكفي.
ابتسمت الجدة و قالت لسارة:
_ انا جائعة يا سارة اريد ان افطر يا حبيبتي و قربي الكرسي من الفراش و ادفعيني ككل يوم و انا ساتمسك به و أجلس عليه.
ابتسمت سارة علي ابتسامتها و قالت بإنصياع:
_ حسنا يا غالية ساحضر لك فطورا لم اعده من قبل و اخيرا طلبتي الطعام بنفسك.
وقفت سارة و قربت الكرسي من الفراش.. و التفت حول الفراش و دفعت الجدة من خصرها حتي باتت علي الحافة فعادت للكرسي مجددا و سحبتها من تحت ذراعيها..
اطمأنت علي جلستها فعدلت لها ملابسها و قالت:
_ جدتي لو سمحتِ لا تخبري احد بأمر رؤيتك عن آية اتفقنا.
سألتها الجدة بتعجب:
_ لماذا يا سارة؟!
فكرت سارة قليلا ربما لو سمع مروان هذه الرؤية سيؤكد نظرية ان آية قد هربت مع رجل و تعيش معه حتي نتعاطف معه و يتأكد لنا انه هو المظلوم .. عادت لجدتها و قالت بدهاء:
_ كي تتحقق الرؤية و آية تعثر علينا.. فالرؤية لو عرفها اكثر من اثنان لا تتحقق.
لاحظت ملامح الخوف علي جدتها التي قالت مسرعة:
_ لا لن اقولها لأحد.. لقد نسيتها و كأنها لم تكن لا تقلقي.
ابتسمت سارة و مالت عليها قائلة:
_ و الآن سأذهب و اعود بالفطور و ستأكلينه كله اتفقنا.

............................................
.................

إستيقظت آية على صوت ضحكات سجدة.. جلست علي فراشها لبعض الوقت ثم قامت و ارتدت حجابها علي رأسها..
فتحت باب غرفتها لتجد حازم يدغدغ سجدة وهى تصرخ وتضحك فقربها منه وإحتضنها ثم قبلها وقال :
_ السنة القادمة ستدخلين الجامعة و لازلتِ بعقل طفلة صغيرة انا فقدت الأمل من تعقلك يا سجدة.
طالعتهما آية بإبتسامة رائقة بينما ردت عليه سجدة و هي تشدد علي يده التي تضمها :
_ سأسألك سؤال و رد عليا بصدق.. ألم تشتاق لطفولتك و برائتك و تحتاج ان تعود لها و لو ليوم واحد يا حزومي؟!
فكر حازم قليلا و تنهد بشوق و هو يطالع مريم وقال بنبرة لعوب :
_ اشتاق اليها كثيرا و يبدو انني ساعود اليها حالا.
وغمز لسجدة مشيرا برأسه ناحية مريم ففهمته وإنقضوا على مريم وأخذوا يدغدغوها وهى تصرخ بضيق قائلة :
_ توقفما انتما الاثنين حالا.. لا استطيع التنفس.. يا أمي ابعديهما عني قلبي سيقف.
إنتبهوا جميعهم علي آية الواقفة تتطلع إليهم بضحكة متسعة.. فقالت لها سجدة بإبتسامة مرحة :
_صباح الخير يا آيات.. هل كانت ناموسيتك كحلى تاخرتي كثيرا بالنوم؟! من المؤكد سهرتي كثيرا بالأمس.
فقالت لها آية بهدوء و هي تتطلع بحازم:
_ نعم لقد تأخرت بالنوم لأنه جفاني.
ثم تطلعت بجلستهم و قالت بتعجب :
_ ألن تذهبوا للمدرسة اليوم؟!
إقتربت منها مريم وقالت موضحة :
_ اليوم هو الجمعة و هو يوم العطلة لذلك لا نذهب لدراستنا او لاعمالنا به حتي حازم لن يذهب لعمله و سيقضي اليوم معنا.. ثانيا والد راما بالطريق و سيأتي ليعيدها معه لبيته و هي تحضر حقيبتها بالداخل.
اومأت آية برأسها و قالت بتفهم:
_ فهمت.
طالعت سجدة حازم و قالت برجاء :
_ راما ستتركنا و سنحزن علي فراقها.. هل من الممكن ان نخرج سويا بالليل كي تتحسن نفسيتنا؟! ارجوك.
تصنع حازم التفكير و قال بإبتسامة سلبت تلك المتابعة له اخر ذرات تعقلها:
_ موافق.. تناقشوا سويا و اختاروا المكان المناسب لكم و انا بعدما اطمئن علي مغادرة راما و زيد ساخذكم الى حيث تريدون.
التفتت اليهم مريم وقالت بحماس :
_ حسنا.. سنخرج بعد الغداء مباشرة لنشتري لآيات طقما جديد تخرج به معنا لمتي سترتدى ملابسي.
قطب حازم حاجبيه و قال متعجبا :
_ ستشترى لها ملابس جديدة!! هذا على اساس انها ستأتي معنا أليس كذلك؟!
أجابته سجدة مسرعة و هي تطالعه بقوة :
_ من المؤكد ستأتي معنا.. هل سنتركها بمفردها بالبيت و نخرج نحن لنتنزه؟!
هزت آية رأسها بيأس و طالعته بغرور وقالت بهدوء شديد :
_ انا لا اريد الخروج من الاساس.. اذهبوا انتم و انا سأبقي بالبيت اشاهد التلفاز حتي رجوعكم.
اقتربت منها أحلام و هي تقول بأسى :
_ لا يا حبيبتي ستأتين معنا.. و ستخرجي مع البنات بعد صلاة الجمعة كي يشتروا لك ملابس جديدة كما قالت مريم.
ونظرت أحلام لإبنها نظرة عتاب فقال بعصبية :
_كما تريدون انا بمزاج جيد و لا اريد تعكيره يكفيني رؤيتها كي يمتعض وجهي.
صكت آية أسنانها و قالت بفقدان صبر على طريقته المحتدة و المقللة من شأنها :
_ هذا يكفي.. ماذا فعلت لك كي تعاملني تلك المعاملة الجافة انا لا اتسول منك و حتي لو تسولت فلا يحق لك معاملتي بتلك الطريقة.
وقف منتفضا و قد اشتعلت عينيه وإقترب منها قائلا بنبرة محتدة :
_ انا يحق لي قول ما أريد و أعاملك بالطريقة التي ترضيني هل تفهمينني ام انك غبية و مجنونة؟!
مالت سجدة علي مريم و قالت بهمس خافت :
_ مريم سأذهب لأحضر بعضاً من الفيشار فالفيلم قد اوشك علي البدء.
و تركتها و سارت خطوتين فجذبتها مريم من ذراعها وقالت بتعجب :
_ فيلم!! أي فيلم أيتها المجنونة انا لا افهم شئ؟!
انتفضت مريم علي صياح آية التي قالت بعند بعدما وضعت ذراعيها في خصرها:
_ لست غبية و لا مجنونة و مع ذلك لا أفهمك.. اذا كنت قوى بما يكفي اخبرني لماذا تكرهني لهذا الحد؟
رد عليها حازم بلا مبالاة :
_ ولماذا سأكرهك انا لا أكن لك اي مشاعر بأي شكل لأنني لا أراكي من الأساس.. ثم من انتِ كي اكرهك او أحبك؟!
طالعته آية مطولا ثم قالت بثقة :
_ انا انسانة عادية كباقي خلق الله.. ولكنني اعرف سبب بغضك لي لأنك لم و لن تنسي ما فعلته بك بالقسم.
خرجت راما تجر حقيبتها و تطالعهما بيأس.. بينما قبض حازم يده بقوة قبل أن تلكم هذه العنيدة المغرورة وتمالك غضبه وقال بحدة :
_ سأذهب لأصلي صلاة الجمعة بالمسجد.. انتِ بومة.
خرجت سجدة من المطبخ حاملة لطبق الفيشار لتراه يهم بالإنصراف فقالت بضيق :
_ ماذا يحدث؟! هل انتهي شجاركم اليومي؟ لقد اعددت الفيشار.. فلتتابعوا و ربي أصبحتم مسليين أكثر من التلفاز.
إبتسم حازم رغما عنه وقال متصنعا الجدية :
_ ابتعدى من امامي يا سجدة لا ينقصني سوى خفة ظلك فأنا شياطيني كلها تقفز امام وجهي.
ابتعدت سجدة من امامه ففتح الباب و خرج مسرعا...

بعد صلاة الجمعة عاد حازم الا البيت و صاح قائلا:
_ راما والدك و زيد بإنتظارك بالأسفل.
سحبت راما نفساً طويلا و وقفت وهي تطالعهم بحزن.. اقتربت منها احلام و قالت بدموعها :
_ سافتقد حديثنا ليلا يا راما كما سأفتقدك ارجو الا اكون قد قصرت معكِ بأي شئ يا حبيبتي.
جففت راما دموعها و قالت مسرعة:
_ قطعا لم تقصري بأي شئ يا خالتي.. فأنا لم أشعر بالدفء منذ رحيل أمي الا ببيتك.
احتضنتها احلام و قالت بحنو:
_ سأدعو لكِ دائما بصلاتي ان يحميكي و يسعد قلبك مع من أثق بحبه لكِ و من قبله رجولته و شهامته.. زيد و نعم الرجل يا حبيبتي لا تضيعيه منكِ.
ضمتها راما لصدرها و قالت مؤكدة:
_ معكِ حق.. الاهم هي دعواتك لا تنسيني منها فأنا احتاجها.
ابتعد عنها فطالعتها احلام مطولا و قالت:
_ ساهاتفك طوال الوقت و سأنتظر زيارتك اتفقنا.
اومأت راما برأسها و قالت:
_اتفقنا.
اقتربت من مريم و احتضنتها قائلة:
_ جزاكِ الله خيرا يا مريم علي تحفيزك ليّ كي أرتدى الحجاب و أتقرب أكثر من الله بالاعمال .
تطلع حازم بمجنونته التى كانت تتابعهم و هي تكظم دموعها بكل قوتها فإحمر أنفها و وجنتيها بطريقة تجعله يرغب في حرقها من تخبط مشاعره...
بينما قالت مريم بهدوء متزن:
_ اللهم ثبتك علي طاعته و حسن عبادته سأشتاق اليكِ كثيرا يا راما.
ابتعدت عنها راما و ناولتها ظرف مغلق و قالت لها بإبتسامة خافتة:
_ لقد قضيت الليل في هذه الرسمة.. لا تفتحيها الا عندما تكونين بمفردك.
اجابتها مريم بتأكيد:
_ حسنا.
سارت راما قليلا و وقفت قبالة سجدة و قالت بمداعبة:
_ سأشتاق لشقاوتك و مزاحك و مسلسلاتك التليفزيونية يا صغيرة.
اجابتها سجدة و هي تزم شفتيها بحزن:
_ و انا ايضا ساشتاق اليكِ و الى لوحاتك و رائحة الألوان.
ربتت راما علي ذراعها و تركتها و سارت حتي حقيبتها جذبتها حتي اقتربت من آية و قالت لها:
_ سافتقد شجارك انتِ و حازم يا آيات.. و أعدك ان تصل لوحتك بنجاح منقطع النظير و ستحضرين المعرض لترى بعينيك مدى نجاحها.
اطلقت إية عنان دموعها و قالت بصوت متحشرج:
_ أنتِ طيبة للغاية و انا احببتكِ كثيرا و اريد رؤيتك مجددا بأقرب وقت.
ملست راما علي ذراعها و قالت و هي تطالع حازم الهائم بملامح آية الحزينة:
_ سآتي اليكم باقرب وقت.
عادت بعينيها لمطالعة الجميع و قالت:
_ لا اله الا الله.
اجابوها جميعهم بحزن:
_ محمدا رسول الله.
خشيت ان تخذلها عيونها و تبكي فخرجت مسرعة يتبعها حازم....

...................................................
..............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي