الفصل، الرابع، والاربعون

دلفت مريم لغرفتها لتنهمر دموعها في صمت.. اخذت تقلب الظرف التي أعطتها راما اياها باناملها.. ثم كففت دموعها و فتحته فوجدت به ورقة رسم مثنية و معها ورقة صغيرة مكتوب عليها:
_ بالأمس إلتقيت بآسر بالمشفي عند زيد.. شخص مرح و خفيف الظل لا يقل رجولة و أصل عن حازم و زيد و تكلم عنكِ كثيرا و يبدو انه يعشقك بجنون.. كما اعلم انكِ تحبيه و لكنكِ لا تعترفي لنفسك أيضا بذلك.. لانكِ في المرات القليلة التي ذُكر اسمه امامك ارتبكتي و انا اعرف هذا الارتباك جيدا حبيبتي. حافظي عليه فمثله قليلون.
وخطت اسمها بأسفلها .. فتحت مريم ورقة الرسم المثنية لتتسع عيناها بصدمة.. انه آسر.. لقد رسمته راما و اهدتها لوحته..
هذا الطرق بصدرها و تلك الرعشة التي دبت في اوصالها جعلاها تهمس بإسمه بشوق...
و تذكرها لحديث حازم المستتر بأنه نقل حياته كاملة الي المنصورة معهم.. من المؤكد ليس حبا في حازم فهو يحب زيد ايضا و قد تركه بمفرده و جاء للعيش مع حازم.. او بجوارها ربما..
قامت و توجهت ناحية مكتبها و وضعت الصورة في دفتر كبير كي تحميها حتي يحين الوقت و ستضعها بإطار كبير و تعلقها بغرفتها....
فكما قالت راما حازم و زيد و آسر من افضل الرجال اصلا و فعلا...
خرجت راما من البيت لتجد والدها امامها فهرولت ناحيته و ارتمت بحضنه باكية.. بينما هو شهق شهقة كبيرة و هو يراها تتقدم ناحيته مرتدية الحجاب...
فرحته كانت غالبة علي شوقه.. و اخيرا تحقق حلمه و ارتدت الحجاب...
ربت فؤاد علي ظهرها و هدأها قائلا بتعجب:
_ لماذا تبكين يا صغيرتي؟! اهكذا تقابليني بعد غياب هذه المدة الطويلة.
ضم زيد ذراعه الملفوف و قال بإبتسامة خافتة:
_ لا تقلق عليها يا عمي فهي تعلقت بوالدة حازم و أختيه كثيرا حتي انها لم تكن تأخذ خطوة بالفترة السابقة الا بموافقة حازم.
تطلع فؤاد بإمتنان لحازم و صافحه قائلا:
_ لا اجد كلمات وافية لشكرك علي إستضافتك لراما ببيتك.. لقد كانت تخبرني بالهاتف دائما انها وجدت بوالدتك امها الثانية و بك اخاً تستند عليه من الايام.. انتم و نعم الرجال.
تطلع زيد بحازم الذي قال مسرعا:
_ نحن اسرة فقيرة لم نوفر لها ما توفره انت و لكن حاولت بقدر الامكان أن اوفر لها امانا و راحة و كما قلت حضرتك و اخوة.. فراما اصبحت أختا لي و اعتز و أتشرف بذلك لانها و نعم التربية و الأخلاق.
ابتعدت راما عن صدر والدها و طالعته مطولا و قالت له:
_ أبي حازم تم نقله بطريقة تعسفية و ظالمة الا هنا و انت تعلم انه بشغلهم تعد تلك نقطة بملفه.. و كل ذلك بسبب ابنة مستشار كبير وضعته برأسها.. ارجوك اعده الا القاهرة و الغي هذا النقل من ملفه عن طريق معارفك.
انتفض حازم في وقفته و قال:
_ لا لا اريد العودة فأنا اعتدت علي المكان هنا و علي اهله حتي امي و اخوتي احبوا المكان كثيرا.. ربما بالبداية كان المقصد أذيتي و لكنني وجدته فضل و نعمة من الله الآن.
هز فؤاد رأسه بتفهم و قال بجدية:
_ كما تريد يا ابني.. لابد ان تتأكد ان غلاوتك الآن من غلاوة زيد و اي شئ ستحتاجه انا والدك و لن اتأخر عنك كما انني سأوصي اكبر قادتك عليك و ساتقدم بتظلم في ما حدث معك.. يجب كشف ما حدث من مجاملة لهذا المستشار علي حسابك بأي ثمن.
اقتربت راما من ذلك الهائم بوجهها منفصلا عنهم و قالت له بحنو أموى:
_ كيف حالك اليوم يا زيد؟!
ابتسم حازم بخفوت علي هيئة صديقه الوالهة.. بينما ابتلع زيد ريقه يجلي حلقه الذي جف بعد سماع اسمه من بين شفتيها و قال:
_ انا بخير حال و الحمد لله.
اشار فؤاد اليهم قائلا:
_ فلنغادر مبكرا كي نصل مبكرا.
ودعت راما حازم و استقلت السيارة بجوارها والدها.. اما زيد فوقف امام حازم قائلا:
_ يكفيك شكرا لليوم فانا اعلم انك تبغضه و لكن ما فعلته معها سيظل طوق برقبتي لآخر يوم بعمرى يا حازم.. القاك علي خير يا صديقي .
ربت حازم علي ذراعه السليمة قائلا:
_ احترس علي نفسك و عليها.. في امان الله.
صعد زيد السيارة التي انطلقت بهم و حازم يطالعهم حتي اختفت.. كاد ان يعود للبيت و لكنه خشي ان يصطدم بآية مجددا.. فسار مبتعدا عن البيت لشراء بعض الحاجيات التي طلبتها منه أمه....

..................................................
...............

بعد ساعات الحزن علي فراق راما.. أنهوا الفتيات أعمال المنزل وذهبوا للتسوق من اجل آية.. في البداية لم تكن معتادة علي الزحام و لا علي الاجواء من حولها و لكنها بمرح سجدة و اندماجها معهما بدأت في التغلب علي خوفها و رهابها من الناس....
بعد فترة عادوا الي المنزل محملين بالاكياس و بالفعل قد إشتروا طقم جديد لآية و هي كانت في قمة سعادتها كطفلة صغيرة اشترى لها والدها ملابس العيد...
دلفوا للمنزل وكان حازم يستعد للنزول مرتديا حلة رياضية وحذاء رياضى وأيس كاب علي رأسه.. تجمدت آية مكانها وهى تراه بهئته تلك... لقد كان جذابا حد الثمالة لأى إمرأة مهما كانت قوتها ...

لاحظ نظراتها له وشرودها بوجهه فابتسم بخبث وإرتدى نظارته الشمسية ببسمة خفيفة وقال فى نفسه :
_ كنا متعادلين و الآن تفوقت عليكِ بنقطة أيتها المجنونة لكي تتحديني و تضعي رأسك برأسي.. تعودى علي الهزائم أمامى فأنا لن أرحمك من الآن فصاعدا...
لاحظت آية إبتسامته الشريرة ففطنت منها أنه لاحظ نظراتها له ... فقالت فى نفسها بمكر عابث:
_ مغرور و لكن يحق له فهو يعلم جيدا مقدار جماله.. و لكن لا تظن أنك قد فزت امامنا وقت طويل و بالقادم سأحرز انا هاتريك و لن تستطيع مجاراتي ايها المتعجرف.
لاحظت الفتيات نظراتهم المتحدية فقالت لهما سجدة بترقب :
_ هل ستبدئان من جديد.. لو ستبدئان فلأذهب لتحضير الفيشار كي أستمتع بشجاركما.
تركهم حازم وخرج وعطره قد ملأ المكان خلفه ليزيد من دقات قلبها وإبتسامتها من هذا الوسيم المغرور ... ولكن إحذر فهى لن تتركك قبل أن ترفع راياتك البيضاء.. تحدى لا تجد له تفسيرا سوى انها تلفت انتباهه لها بطريقة اخرى غير البغض و الكره.. نعم تناطحه رأسا برأس و لكنها تريد ان ترى نفسها بعينه الآخرى.. عين المحب...
اقتربت منهم احلام و سألتهم بفضول:
_ أروني ما اشتريتوه و خاصة لآية.
أخرجت آية طقمها من الحقيبة و هي تقول بطفولة:
_ لقد اختارت لي مريم كل شئ على ذوقها.. و لكن سجدة قد اختارت لي الحذاء يا امي.
قلبت احلام حاجياتها و قالت بإعجاب:
_ جميل جدا و الأجمل أنك ستزينيه يا حبيبتي.
تناولوا الغداء وجلسوا أمام التلفاز حتى أسدل الليل ستائره فقامت الفتيات لإرتداء ملابسهم ، عاد حازم من تمرينه الإسبوعى فى الجيم فلم يجدها..
لام نفسه كيف بحثت عنها بمجرد دخوله للشقة.. و لام مشاعره التي تأخذه لمنطقة خطر سيدفع ثمنها قلبه غاليا و قلبه مازال يتألم من تجربته السابقة و هو لم يتعلم...
يخشي علي نفسه و يحق له و لا تعد انانية.. في المرة السابقة لم يتخطاها بسهولة و تألم بشدة و دفعت اسرته الثمن غاليا يكفيه ماناله...
دخل غرفته متخطيا مشاعره و إغتسل وبدل ملابسه إرتدى بذلة وقميص أبيض وصفف شعره ليزداد جمالا و بهاءً.. و أصبح أجمل حازم فى هذه الدنيا ...
جلس حازم بجوار أحلام فى إنتظار خروج الفتيات ولكن كعادة النساء لا يلتزمن بالمواعيد وهو على نار لتراه بهيئته الشهية تلك ليري هل ستصمد أمامه ام سيفوز عليها بنقطة جديدة..
لا ينكر انها بضعفها امامه وبأنفاثها اللاهثة و نظراتها الهائمة تزيد من غروره الذكورى و إنتشائه بذاته..
طالع ساعة معصمه للمرة المائة وقال بضيق :
_ هل سنخرج اليوم ام سنؤجلها ليوم آخر بصراحة تجعلونني اندم لموافقتي علي طلبكم.. هل تتزنون للذهاب لفرح مثلا.
خرجت سجدة اولا وهى تقفز علي ساق واحدة و تغلق حذائها وقالت مسرعة :
_ انتهينا الا يعرف الصبر طريقه لك؟!
ابتسم حازم متذكرا زيد فهذه جملته التي يقولها دائما لآسر الذي يشفق عليه لعشقه لهذه الجميلة التي تتقدم ناحيته بملامحها الملائكية كحالها و قالت له:
_ انا جاهزة يا حازم و سجدة هي من آخرتني كعادتها.. انت تعرفني لا اتزين مثلها.
ثم تطلعت مريم بغرفة آية و هتفت قائلة بنبرة عالية:
_ آيات.. هل إنتهيتي فسجدة تحججت بأمر مساعدتك و أخرتنا جميعا.
لتخرج آية من غرفتها و هي تتقدم ناحيتهم بإرتباك و تقول:
_ انا جاهزة و لكنني اطلت في ارتدائي لهذا الحذاء.
كانت تبدو كما الشمس.. مرتدية فستان أبيض به وردات حمراء صغيرة أظهر جمال جسدها المرسوم وإرتدت حجاب أحمر ليزيد من بياضها و اشراقة وجهها الرائق.. أما حذائها العالى فأعطاها لمسة أنثوية ساحرة..
وكانت تضع مكياج خفيف ولكن رسمت عيونها رسمة غجرية قد رأتها بأحد المسلسلات و طلبت من سجدة ان تجربها عليها و بالفعل كانت ساحرة عليها لتزيد من جمال عيونها وسحرهم..
فلنرى أيها المغرور هل ستصمد أمام أسلحتها ، فكما يقال إحذر المرأة التى تعرف كيف تطوع أسلحتها لتفوز بأى معركة ..
و هي قررت ان تفوز بأي ثمن و لكن ليس بالمعركة فقط.. بل بما هو أنفس و أغلي بكثير....
إنبهرت أحلام من جمال آية فوقفت وقالت بإنبهار :
_هذا أنتِ يا آية؟!! بسم الله ما شاء الله تبدين كما القمر يا حبيبتي حماكي الله من اعيننا و اعين كل من سيراكِ يا حبيبتي.
إلتفت إليها حازم على حديث والدته و نظرات التعجب بعينها.. ليقف دون أن يشعر وهو مصدوم مما يرى.. دقات قلبهما و تخبط انفاسهما لم تخفا علي احلام التي ابتسمت بخفوت و يأس.. وقفت آية مشدوهة تطالع جماله و بهائه..
اما حازم فابتسم وقال فى نفسه بإستسلام :
_ ما هذا الذى آراه؟! كنت انتظرها لتراني انا و افوز عليها بمنتهي السهولة لتخرج هي و تبعثر كل مخططاتي و تبعثرني انا شخصيا.. ها هي تفوز بكل الجولات القادمة مبكرا..
طالعها من حذائها حتي حجابها متوقفا عند عيناها بإعجاب واله و هو يتابع حديثه الداخلي المتخبط قائلا:
_ كيف سأخرجها من باب البيت بهيأتها تلك.. من المؤكد سأقتل شخصا بسببها اليوم فلو طالعها شخص بربع نظرة مما ارمقها بهم سأحرقه حيا..
تنقلت مريم بأنظارها بينهما تطالع هذا التحفز المتبادل بقلق من ان يبدأون شجارهم مبكرا و تلغي خروجتهم.. بينما أخرجته سجدة من شروده وقالت بحماس شديد متأبطة ذراعه :
_ كنت تلوم تأخرنا و الآن أنت من يضيع الوقت.. امامي يا حزومي.
خرج من حالة الشرود التى أصابته مبتلعا لريقه وقال بتلعثم :
_ ماذا؟! حسنا حسنا هيا بنا فأنا قد خططت مسبقا لكل شئ لا تقلقي.
خرجوا جميعا و أغلقت احلام البيت خلفهما.. استقلوا السيارة و طوال طريقهم وهو ينظر لآية الجالسة خلفه فى مرآة السيارة وعيونه تأبى تركها ليزيد غرورها وثقتها فى نفسها.. لم تكن تتوقع ان يعجب بها بهذا الشكل..

ظلت طوال الطريق تبتعد عن نظراته التى تحاصرها ولكنها تلذذت بها و لا تنكر ذلك..
دلفا إلى مطعم على النيل جلسوا به إستمتعوا بوقتهم جدا و تناولوا وجبة مشاوى كما طلبت سجدة.. حتى قالت سجدة ساخرة :
_ هل تعلمين امرا يا آيات؟! انا احسدك علي حالتك تلك و علي رأسك الفاضي فالثانوية العامة اوشكت علي تدمير عقلي بكم معلوماتها الخيالي.
ضحكت آية بسخرية و هي تطالع سفح النيل وقالت :
_ نعم رأسي فاضي.. حتي انني كلما اشعر بالملل ادخل برأسي و اجلس به و اترك العالم من حولي يحترق.
ضحك الجميع على مزحتها حتى حازم التي التفتت علي صوت ضحكته النادرة لتظهر له غمازة فى خده الأيمن سحرتها دون سابق إنذار .. شعر بنظراتها فتنحنح و اعتدل في جلسته بتوتر..
فقالت مريم وهى تضحك علي مزحتها :
_ كما يقولون شر البلية ما يضحك.
تنهدت آية مطولا و قالت بابتسامة حزينة ارتسمت علي وجهها الجميل:
_ اليس افضل من الحزن علي حالي المثير للشفقة و انا لا اعلم من انا و من اهلي انسانة شبح بلا هوية و لا ماضي و لا معني للحياة.
كانت آية تخشي تمرد عبراتها فإعتدلت بجلستها و قالت و هي تطالعهم جميعا :
_ و لكنني أحمد الله انني التقيت بكم.. لا اعرف ان لم التقي بحازم كيف كانت ستؤل حالتي او من كان سيستضيفني و ربما آذاني .
جففت عبرة انسابت في صمت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج:
_ اعتقد انني وجدت الوقت المناسب لكي اشكركم علي احتوائكم لي و احتمال تقلباتي و حالتي و محاولة مساعدتي كأنني طفلة تائهة من اهلها.. انتم اجمل عائلة في هذه الدنيا.
وقفت ثم إبتعدت قليلا عنهم و هي تدارى هذه العبرات التى انهمرت من عيونها..
أغمضت عيونها ووقفت تشتم هواء الليل البارد بصفائه .. علها تهدأ قليلا..
زمت مريم شفتيها بإحراج و قالت بملامح حزينة :
_ يبدو اننا ضايقناها.. فنحن اقترحنا هذه الخروجة كي نسعدها قليلا و تخرج من حالة الصمت المتقوقعة بها.
لترد سجدة بخجل:
_ انا السبب فأنا من بدأت هذا المزاح الثقيل.. سامحني الله فأنا لم اكن اقصد.
أطرق حازم رأسه بحزن على حالتها وقال فى نفسه بعزم :
_ لم اكن اعلم انها هشة و ضعيفة لهذا الحد.. لأول مرة اشفق عليها و خاصة انني اعاملها بقسوة رغم انها لم تفعل لي شيئا كي اقسو عليها لهذه الدرجة.. لقد كانت تدافع عن نفسها حتي عندما صفعتني علي وجههي لقد كانت تريد مكان آمن يحتويها من ذئاب الشارع و الليل و البرد.. يجب ان اساعدها و ابحث لها عن اسرتها ربما يساعدها ذلك بتذكر من هي.
شعرت آية بأحد يقف خلفها فإبتسمت ظنا منها أنه حازم قد جاء لمواساتها بعد نظرات الشفقة التي كانت تراها لاول مرة بعينيه.. إلتفتت لتجده شخصا آخر لا تعرفه نظرت له بتعجب فقال لها و هو يطالعها بإعجاب :
_ هل أنتِ بشر مثلنا ام ملاك قد ترك السماء و قرر العيش معنا علي الارض؟!
انكمشت آية في نفسها و هي تطالع نظراته المريبة فقالت بخوف :
_ من أنت؟!
اجابها بإبتسامة متسعة و هو يقلص المسافة بينهما:
_ اسمى رامز طالب بكلية حقوق.
عادت للخلف خطوتين و سألته بقلق:
_ و ماذا تريد مني؟! هل تعرفني لتقف و تتحدث معي بهذه البساطة؟
نظر لها نظرات تبغضها و تعرفها جيدا.. وقال بغمزة من عينيه :
_ اريد ان نتعرف.. و لكن انا لم ارى بحياتي فتاة بجمالك.. انتِ قمر.
لاحظ حازم الموقف فوقف مسرعا وتوجه ناحيتهم ووقف خلف هذا الشاب لاحظته آية فإطمأنت وقالت بثقة :
_ انت شخص معدوم الادب و الاخلاق.. و لو سمحت فلتبتعد عن هنا افضل لك.
اجابها متنهدا بإعجاب و هو يقول:
_ لا تلوميني علي اعجابي و انجذابي لكِ فأنتِ جميلة للغاية و جمالك ساحر.. فسحرني.
ضيق حازم عينيه كاظما لغصبه و اشار لها بأصابعه أن أكملى فقالت بنبرة محذرة بعدما لاحظت احمرار وجه حازم :
_ انصحك بأن تتركني و تبتعد افضل لك.. للمرة الثانية احذرك فإستمع لي قبل ان تقع الفأس بالرأس.
عض هذا الشاب علي شفتيه بإستثارة و قال:
_ لن اتركك قبل ان اخذ رقم هاتفك علي الاقل فأنا لن اضيع فرصة التعرف علي اجمل بنت راتها عيني.
عادت بعينيها لأمانها الذي يقف خلفه و يشتعل من غضبه... أشار لها حازم بكفه مجددا أن تصفعه على وجهه هذه المرة..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي