الفصل، الثالث، والخمسون

وصلت أخيرا الضائعة لموطنها وبيتها وحياتها فقالت بلهفة وهي تتطلع للطريق من حولها :
_ لقد اشتقت للمكان كثيرا و كانني تركته من سنين طويلة .
إلتفتت "لحازم" وقالت برجاء :
_ ارجوك يا حازم اصعد معي كي تتعرف عليهم ستحبهم كثيرا انا متاكدة من ذلك .
_ اوما براسه مؤكدا و قال بانصياع :
_ حسنا ولكن اصعدى انت اولا لانني لا اريد ان ابكي علي بكائكم و بعد قليل صاصعد ورائك .
تركته بعدما طالعته قليلا و طمانها بعينيه .. صعدت الدرج و"مروان" خلفها ركضت "سارة" حتى وقفت أمامها وإنهارت باكية وركضت عليها وإحتضنتها وقالت :
_ تكلمي يا اية اريد ان استمع لصوتك يا حبيبتي .
ردت "آية" بدموع الشوق لنصفها الثانى وقالت :
_ اشتقت اليك والا حضنك يا امي الصغيرة كثيرا .
نزلت "سهام" مسرعة حتى رأتها .. انهمرت دموعها و ركضت عليها "آية" وإرتمت بحضنها لتقول "سهام" بلهفة :
_ ابنتي حبيبتي الان وفقط قد عادت روحي لجسدى يا عمرى .. اشتقت اليك حد الالم يا حبيبتي .
ابتعدت اية عنها و طالعت وجهها بشوق و قالت :
_ حبيبتي الغالية لا تبكي انا امامك و معك اخيرا .
تركتها وصعدت الدرج مسرعة حتى وقفت أمام جدتها وقالت بشوق ممتزج بالدموع :
_ جدتي حبيبتي .
ركضت ناحيتها و انحنت وقبلت يدها وإحتضنتها ... أخذت تبكى أيام البعد التى حرمتها حنان جدتها .. حتي تطلعت الجدة بوجهها وقالت :
_ كت متاكدة انك بخير كنت اراكي بمنامي دائما انت و ذلك الرجل الحارس لك .
تطلعت اية خلفها بذعر و قالت :
_ اين هو حازم ؟!!

* * * * *

إجتمع الجميع على العشاء فقال "رؤوف" "لحازم" بامتنان :
_ انرتالبيت و الشارع باكمله يا حازم باشا .
رد عليه "حازم" بإبتسامة لوم :
_ ارجوك اسمي حازم وفقط يا حاج رؤوف .
ربتت الجدة على يده وقالت بحب :
_ لا اجد كلام كافي لشكركم يا حازم يا ابني علي حمايتكم لاية و استضافتها ببيتك .. الان اعدت روحي لي مع عودتها سالمة .
ملس حازم علي كفها وقال بابتسامة متسعة :
_ لا شكر علي واجب يا فندم فايات كانت .. اقصد اية كانت كما النسمة في وسطنا لم نشعر بوجودها بيننا .
ضحكت "آية" وقالت بمداعبة _ لا تصدقوه انه يكذب لاننا كنا نتشاجر طوال الوقت و كانت سجدة تحضر الفيشار و كانوا يجلسون و يشاهدون شجارنا باستمتاع و يضحكون .
قال لها "زياد" بفرحة :
_ انرتي بيتك يا اية .. و اخيرا الضحكة عادت لوجه سارة برجوعك .. لقد ذبلت ببعدك عنها كثيرا .
فقالت لهم "آية" بخجل :
_ سامحوني جميعكم لانني اخفتكم علي .. كل ما حدث كان غصبا عني وربي .
سالتها "سهام" بلوم :
_ لماذا تركتي هنا و سافرتي للمنصورة يا حبيبتي ؟ ماذا حدث ؟!!
نظرت "آية" "لمروان" بضيق وقالت :
_ لا اريد ان اتحدث باي شىء مضى يا خالتي ارجوك .
وقف "حازم" وقال مستاذنا :
_ ساترككم لان طيقي طويل .. لقد تشرفت بمعرفتكم كثيرا .
هنا دق قلبها بسرعة وشعرت بألم فى بطنها من خوفها ليقول "رؤوف" بضيق :
- مازال الوقت مبكرا للمغادرة يا حازم باشا .
ملس حازم علي ذراعه و قال بتادي :
_ لقد قلت لك اسمي حازم وفقط يا حاج رؤوف و لكنني مضطر للسفر لقد تنقلت بين ثلاث محافظات اليوم و مازال امامي طريق العودة .
مال "حازم" برأسه ناحية الجدة وقبل يدها وقال :
_ لقد احببت حضرتك كثيرا .. ادعي لي و حافظوا علي اية .
ربتت الجدة على كتفه وقالت :
_ اللهم احفظه بحفظك و احميه كما كان ملاكا حارثا لابنتي اجعل له ملائكة تحرسه بكل وقت وحين و اكفه شر اولاد الحرام .
اعتدل بوقفته و قال :
_ اللهم امين .. بعد اذنكم .
ودعهم وخرج تبعته "آية" على الدرج بدموع لم تراها عينها من قبل وقف ينظر لها بألم وقال :
_ تبكين مجددا يا ايات ... اين هي ايات القوية التي صنعتها .
ظلت تنظر له نظرة رجاء ألا يتركها فقالت بنحيب :
_ ساهاتفك كثيرا ارجوك اجبني باي وقت و الا ساستقل اول سيارة و ساتي لمشاجرتك .
اوما حازم راسه وقال مؤكدا :
_ انا لن اتركك و ساظل الي جوارك و لن اتركك بمفردك ابدا .. و الان ان اترك خلفي رجلا لا يخاف احد و لا ظروف ولا مجتمع ما مضي قد محي اتفقنا .
ردت بألم :
- اتفقنا .
رفع سبابته فى وجهها وقال محذرا :
_ ايات لا تسمحي لاحد بان يأذيكي لمسا او نظرة او حتي قولا .. من سيتجاوز معك بحذائك و علي راسه .
إبتسمت بدموعها وقالت :
- حسنا .
إقترب منها ونظر داخل عيونها يلتهمهم بعيونه وبدأت تتجمع عبراته بعيونه .... لم تصدق اية عينها فهذا المغرور سوف يبكى فراقها إستجمع قوته وقال :
_ ساتشاجر مع من الان من بعدك .
وإبتسم لها وغادر مسرعا يهرب من عيونها حتى لا ترى دموعه التى إنهمرت غصب عنه ، لقد صرخ قلبه من الألم فقال وهو يمسح دموعه بقوة وهو يقود سيارته :
- يا رب ساعدني لاتحمل فراقها فانا من الان قلبي يؤلمني .
صعدت "آية" شقة جدتها دلفت لغرفتها مباشرة وأغلقتها عليها وهى تبكى بألم على فراق روحها وحبيبها ومغرورها ووسيمها وأمانها .
نظر لها الجميع بتعجب إقترب "مروان" من باب غرفتها طرقه وقال :
_ اية اخرجي و اجلسي معنا فنحن لم نكتفي منك بعد .
مسحت دموعها وقالت :
_ اتركني بمفردى قليلا يا مروان و انا عندما اهدا ساخرج من نفسي .
قالت لهم "سارة" متعجبة من حزنها الذى تغلب علي فرحة عودتها :
_ لهذه الدرجة تعلقت بهم و حزينة علي فراقهم .. انا لا اصدق .
ردت الجدة بإبتسامة راحة :
_ هذا معناه انهم احبوها كثيرا و عاملوها بخير و هي احبتهم .. و حازم رجل و نعم الرجال اللهم احميه و بارك بعمره .
فقال لها "مروان" بضيق :

- يكفي مدحا به يا تيتة فانت لا تتحدثين عن رجدى اباظة مثلا .

....................................................
...............



ألم الفراق ... أقل حدة من ألمك .....

سأشتاق إليك .. مؤكدا .. سيتملكنى شعور بالوحدة .. مؤكدا .. سأفتقدك .. مؤكدا ..
و لكننى رغم كل ذلك سأرحل .. سأحطم قيودك و أتخلص من هيمنتك علي و سأنال حريتى أخيرا ..
تبا .. عن أى حرية أتحدث .. فحريتى بضمتك .. و سعادتى بضحكتك .. نعم سأتركك و لكن قلبى سيتركنى و يبقى معك .. حافظ على أمانتى .. حتى يحين وقت إستردادها ...
هائمة أنا بما مررنا به سويا .. شاركتك آلامك قبل فرحتك .. نميت حبك بداخلى و سقيته بإخلاصى .. فعلت كل ما فى وسعى للإبقاء عليك .. و التمسك بك ..
أو بمعنى أدق التمسك بحبى .. طوال الطريق و هو لا يشعر بحاله .. و كان روحه انتزعت من جسده و بقيت معها و ربما هي نفسها روحه ...
عاد "حازم" لمنزله إقتربت منه "سجدة" بدموعها وقالت لائمة :
_ اوصلتها لبيتها يا حازم و تخلصت منها و من شجاركما المعتاد .
لم يرد ودخل غرفته مباشرة وأغلقها عليه ...
نظرت له "مريم" بأسى وعيونه ظاهر عليها أنه بكى فقالت لسجدة بنبرة قاطعة :
_ اتركيه بحاله يا سجدة الا ترين حلته .. كان الله بعونه تلك الليلة .
بينما قالت "أحلام" بدموعها :
_ البيت اصبح مملا من دونها كانت دائمة الضحك و لم تعصي لي امرا يوما ولا اتذكر انها اغضبتني بيوم .
ابتسمت مريم بشجن و قالت :
_ كانت كطفلة صغيرة متعلقة برقبتنا لا تعرف عن هذا العالم البغيض شىء .. كل ما آلمني انها تعبت بحياتها كثيرا .. ابيها رماها بعد وفاة امها و حادثة الاغتصاب لقد كان وصفها لحالتها يدمي القلب .
تنهدت احلام بشجن وقالت :
_ كل هذا كفيل بان يضعها بحالة نفسية مؤلمة ليختار عقلها رفض الواقع و محو ذاكرته .
خرجت "آية" من غرفتها وجلست بجوار جدتها قبلتها وإرتمت بحضنها وقالت بعدما التمست منها الأمان الذى إفتقدته مع رحيله :
_ اريد ان اشعر بالدفء يا تيتة ضميني اليك اكثر .
قبلت جدتها جبهتها وقالت :
_ كنت اموت بكل لحظة بعدتي عني بها و انا اتخيل اين انت و مع من ؟
رفعت اية وجهها ناحيتها وقالت :
_ بعيد الشر عنك يا حبيبتي .
نظر لها "رؤوف" وقال بابتسامة رائقة :
_ روح البيت عادت معك يا آية و الابتسامة علت الوجوه بفضلك
ردت عليع اية بابتسامة :
_ شكرا لك يا بابا .. اين ذهب مروان انا لا اراه .
ليأتيها صوته من خلفها يقول :
_ شبيك لبيك انا بجوارك يا عمرى و لن اتركك مجددا .
سالها "زياد" بفضول :
_ اية اريد منك ان تقصي لنا كل شىء حدث معك بالتفصيل الممل منذ رحيلك حتي اليوم .
وقفت "آية" وقالت بحماس :
_ هل انتم جاهزون لسماع ما مررت به ؟!
رفعت "سارة" عينيها بملل و قالت بمداعبة :
_ مملة كعادتك يا اية لم تتغيري .
ضحكت "آية" وقالت :
_ بدا الامر بشجار مع مروان لم اكن ارى اي شىء امامي سرت كالتائهة لا اعرف اين اذهب .. ففكرت للذهاب لعمتي و وجدت معي نقود معاش جدتي فاستقليت سيارة المنصورة و ذهبت الا هناك .. بمجرد نزولي منها فقط سرت بضع خطوات و صدمتني سيارة مسرعة و لم اشعر بشىء بعدها .
فقالت لها "سهام" بشهقة من صدمتها :
_ يا حبيبتي يا ابنتي .
فأردفت "آية" قائلة :
_ و عندما استيقظت وجدت نفسي بمشفي و بي كدمات بكل مكان و اكثر ما كان يؤلمني راسي و لا اتذكر اي شىء .. قضيت بالمشفي حتي طابت جروحي و تم نقلي بعدها في مصحة نفسية للمجانين بقيت بها فترة حتي جذبت احد الاطباء الي و اراد اذوى هو الاخر كما فعل ايساف فهربت .
ملست سارة علي ذراعها كي تطمأنها فتابعت اية قائلة :
_ كنت اسير بالطريق دون هدى حتي منتصف الليل فتملك مني الخوف و دخلت لقسم الشرطة قولت هقابل الضابط و ساطلب منه ان يتحفظ لي حتي الصباح .. كانت حينها رأسي كرأس طفل يتصرف باحساسه و فطرته و قابلت حازم و عندما اخبرته برغبتي القوية طردني من القسم .. خشيت العودة للطريق فصفعته علي وجهه كي يسجنني .
فقالت لها "سارة" بتعجب :
_ هل تمزحين ؟!! انت ضربتي هذا الضابط و الذى كان هنا منذ قليل .. انا كنت اجلس امامه خائفة و كنت ساعترف بكل شىء لو نظر تجاهي .
تعالت ضحكاتهم فإبتسمت آية بشوق وقالت :
_ لم يؤذني و اكتفي بطردى خرجت كان الجو باردا فاستندت علي احد السيارات و غفيت وهو وجدني ملقاة بالطريق تملك البرد مني وزادت درجة حرارتي فاخذني لبيته و عالجني و بقيت معه و مع اسرته طوال هذه المدة .
وقصت لهم تفاصيل أيامها مع "حازم" وأسرته و"مروان" يزيد غضبه و غيرته فقال بحدة :
_ هذا يكفي يا آية سنقضي الليلة باكملها نتحدث عن حازم هذا .
نظرت له بتعجب وقالت بنفور :
_ و ما شانك انت هم من طلبوا مني معرفة ما حدث و انا اقصه عليهم .
رد عليها "مروان" بصوت عالى :
_ قلت هذا يكفي الم تسمعينني .
وقفت أمامه بصرامة وقالت بنظرات نارية :
- اخفض من صوتك و تحدث معي بادب هل سمعت انت .
صدم من طريقتها الجديدة وقال محرجا :
_ هل تصيحين بي يا آية ام انك جننت فعليا .. ثم من هو حازم هذا كي تاكلين رأسنا بسيرته ؟!!
هنا فقد لعب فى عداد عمره "فحازم" بالنسبة لها خط أحمر لترد عليه بعاصفة غضب :
_ اياك و ان تاتي باسم حازم علي لسانك بسوء افضل لك فما ساحتمله علي لن احتمله عليه .
إقترب منها وقال بنبرة محذرة :
_ احترمي حالك يا آية و تحدثي معي بطريقة افضل هل فهمتني ؟!!
إقتربت منه أكتر ونظرت داخل عيونه بقوة وقالت :
_ صوتك العالي هذا لن يرتفع بوجهي مرة اخرى لانني لن اسمح لك انت او اغيرك بالتقليل مني و هذا اخر تحذير لك .
صدم من قوة نظراتها له فقال متعجبا :
_ منذ متي هذا الحديث ان شاء الله ؟!!
ردت عليه بحدة وألم :
_ هذا منذ تحولت لايات و ليست اية الضعيفة التي كانت تقول حسنا و كما ترى و تسكت علي حقها .. اية ماتت و اندفنت بداخلي اخر مرة لنا يا مروان حين رايتك بوضعك القذر الذي كنت به .. و اقولها لك مجددا يا مروان ايات لن تسمح لك او لغيرك ان يزعجها او يؤذيها .
تعجب الجميع من هذه الواقفة أمامهم فهى فعلا لم تكن "آية" إنها شخصية جديدة يتعرفون عليها وقف أمامها "رؤوف" وقال بتعقل :
_ اهداي يا حبيبتي .. و ما هذا الوضع الذي رايته به انا لا افهم .
هدأت قليلا وقالت :
_ سامحني يا ابي لن اقول شيئا .. اعتذر منكم سادخل غرفتي لاستريح قليلا فانا لم انم من الامس و احتاج للراحة .
تركتهم ودخلت غرفتها جلست على فراشها تشتاط غضبا من كلام " مروان" عن "حازم" فلاحظت حقيبة يدها إقتربت منها وحملتها وأخرجت هاتفها وضعته على الشاحن وسجلت به أرقام "حازم" والفتيات ثم فتحت نافذة غرفتها وقفت بها تتطلع إلى السماء وتذكرت "حازم" لتعود الضحكة لها مرة أخرى .

* * * *

إستيقظت "آية" لتجد "سهام" و"سارة" جالستان أمامها تنظران لها فابتسمت وقالت :
_ صباح الخير .
ردوا معا :
_ صباح النور .
جلست نصف جلسة وقالت بتعجب :
_ لماذا تجلسون بهذا الشكل ؟!!
ردت "سارة" :
_ لا نصدق انك الان معنا مجددا مرة اخرى .
ضحكت "آية" وقالت :
_ وربي لقد اشتقت اليكم .
ردت "سهام" عليها :
_ اخيرا انت امامي يا اية لا اصدق .
_ حبيبتي يا خالتي ادامك الله بحياتي .
إقتربت منها "سهام" وقالت :
_ اخبريني يا اية ما هذا الموقف الذي تحدثتي عنه بالامس الخاص بمروان ؟!
قطبت حاجبيها وقالت بضيق :
_ سامحيني يا خالتي لا اريد ان اتحدث بهذا الموضوع مجددا .
لاحظت "سارة" عبوسها فقالت :
_ اتركيها علي راحتها يا امي .. سنتركك الان لنحضر الفطور .

قامت إغتسلت وتوضأت وصلت وجلست معهم تتناول الإفطار ثم دخلت غرفتها وإتصلت "بحازم" الذى رد على هاتفه وقال :
- ألو .
تنفست بعمق ما أن سمعت صوته وقالت :
- السلام عليكم .
رد "حازم" بتعجب وقال :
_ وعليكم السلام .. من معي ؟!!
فقالت بغضب إفتقده :
_ هل تمزح مثلا يا حازم ؟
اعتدل بجلسته و ضحك وقال :
- آيات !!!
- نعم ايات و هل تتحدث مع فتيات غيري ام ماذا ؟ علي مبدا لو غاب القط .
ضحك ضحكة عالية وقال :
_ و ربي افقتقدت شجارنا من الامس للان .
_ و انا افتقدك انت .
إبتسم حازم وقال بخبث :
_ هل تقصدين انك تفتقدين شجارى معك اليس كذلك ؟
ردت بغضب :
_ يروق لي مرواغتك كثيرا .. انا لن اتسرع و ساتحكم بانفعالي .
زادت ضحكته فقال :
_ كيف حالك يا ايات هل انت سعيدة الان ؟!
تنهدت بشوق وقالت :
_ الحمد لله .. و لكنني لازلت غير معتادة علي بعدكم عني .
رد عليها "حازم" بأسى :
_ ستعتادين هذه حياتك التي كنتي تبحثي عنها .
فقالت له بشوق :
_ المهم اخبرني كيف تسير امورك من دوني ؟
_ لا شىء فقط استمع لاغنية يا واد يا تقيل طوال الوقت .
ضحكت وقالت :
_ الا تذكر باحد هذه الاغنية .
اجابها بمداعبة :
_ بالاستاذ حسين فهمي مؤكدا .
فقالت له "آية" بدلعها الذى يعشقه :
_ انت احلي منه .
صمت قليلا ثم قال مغيرا للموضوع :
_ تفاجأت بكونك طبيبة و انا من اعتقدت انك مجنونة .
ضحكت وقالت :
_ نعم خذلت انطباعك عني .
تنهد طويلا وقال :
_ كثيرا .. ساتركك الان عندى بعض الاعمال المتاخرة .
_ حازم هذا رقمي سانتظر ان تهاتفني عليه اتفقنا .
اجابها بتاكيد هادىء :
_ حسنا .. لا اله الا الله .
ردت عليه "آية" بتنهيدة :
_ محمدا رسول الله .
أغلقت هاتفها وهى فى قمة سعادتها ، دخلت "سارة "لاحظت ضحكتها وشرودها فقالت متعحبة :
_ ما سبب تلك الابتسامة المتسعة الرائقة ؟!!
ردت بتلقائية :
_ كنت اهاتف حازم .
غمزت لها "سارة" وقالت :
_ ما قصة هذا الحازم معك انا لا افهم ؟
وقفت "آية" وقالت مسرعة :
_ لا توجد قصص هنا .. تعالي لنجلس معهم بالخارج .
خرجت و جلست معهم حتى سمعت طرقات على الباب ... فابتسمت وقالت :
_ انا سافتح له .. لقد ازدتها معه بالامس .
فتحت بإبتسامة إعتذار ليبتسم "مروان" إليها وقال :
- انا احبببببك .
هزت رأسها وضحكت عليه وقالت :
_ وربك ؟!
_ قسما بربي احبك يا آية .
فقالت بابتسامة خبيثة :
_ اعطني امارة واحدة علي صدقك .
تهدلت ملامحه و اجابها بلوم :
_ لم يكن قلبك اسود من قبل يا اية .. ما رايك ان ترتدي ملابسك و اخذك بنزهة صغيرة .
فكرت قليلا و قالت :
_ لا اجلها لوقت اخر لا اريد الخروج اليوم .
إقترب منها وقال :
_ كما تريدين يا قمرى ..ومع ذلك مازلت غاضبا منك .
_ ما السبب يا ترى .
عقد حاجبيه بضيق وقال معاتبا :
_ تصحين بوجهي امام الجميع يا اية .
قالت "آية" بخبث :
_ معك حق انا اسفة .. المفروض انني كنت ضربتك طلق نارى علي ما فعلته بي .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي