الفصل، السابع، والعشرون

لاحظ محمد غضبه وعبوسه فقال و هو يربت على ساقه:
_ إشتقنا إليك يا مروان و أخيراً عدت للسهر معنا إفتقدنا خفة ظلك و مرحك.. اخبرنا كيف حالك الآن؟!
اجابه مروان ببرود و هو يتطلع حوله بخواء :
_ انا بخير الحال و الحمد لله.
تنهد عبده تنهيدة طويلة و هو يطالعه بشفقة على حالته و قال بحزن :
_ ما بك يا مروان لقد انقضى وقت طويل من يوم الحادث و من حينها لم تعود لحالتك القديمة و كأن مروان القديم إختفي ولم يعُد مجدداً.
لم يجيبه و آثر الصمت فتطلع محمد بعبده الذى هز رأسه بيأس ليقول محمد بألم :
_ يا مروان يا حبيبي لقد إشتقنا لضحتك.. إضحك كي يذهب الهم يا اخي.
إرتشف مروان قهوته مرة واحدة و قال بفتور:
_ انا لم آتي للجلوس معكم كي تحاسبوني على حالتي إتفقنا ام أترككم و أنصرف.
أخرجهم عبده من حالتهم تلك وقال مغيراً للموضوع:
_ ما رأيكم بسهرة ستنسيكم أسمائكم و بمكان جديد رائع؟!
فقال له محمد مسرعاً بنبرة متحمسة:
_ و أخيراً.. موافق طبعا و سآتي معك يتبقي قدوم مروان معنا حينها تكتمل المتعة.
أجابه مروان بهدوء متعقل:
_ انتم تعلمون أنني لا أحب أجواء سهراتكم تلك فأخرجوني من حساباتكم فأنا لا اطيق حتي نفسي.
جذبه محمد من ذراعه و قال بنبرة قاطعة:
_ ستأتي معنا غصباً عنك يا مروان هيا لا تكن سخيفاً.
ربت عبده على ظهره و قال بإبتسامة ماكرة:
_ لو جربت سهراتنا مرة لن تسلوها يا صديقي ف بها كل المتعة و السعادة أعدك انك لن تندم.

أخذهم عبده فى سيارته وذهبوا إلي مقهي قريب من أن يكون ملهى ليلى.. إنبهر مروان من الأضواء والموسيقى والفتيات التى تتلوى كالأفاعى .. و تلك الأجواء الممتلئة بالحماسة و المرح فإبتسم بتعجب...
أجلسهم عبده على طاولة وطلب لهم مشروبات كحولية فقال له مروان بخوف :
_ لا تطلب لي شيئا كما ستشربون انا سأكتفي بالعصير تعلمون أنا لم يسبق لي أن شربت خمراً من قبل.
لوى محمد ثغره بملل و هو يقول بضيق :
_ ليست خمور مباشرة.. مجرد عصير عنب لا قلق منه جربه أولا ثم إرفضه.. حينها لن تجد به شئ مختلف.
إقتربت منهم بعض الفتيات وجلسوا معهم على الطاولة بينما إقتربت إحداهن من مروان ونظرت له نظرة جريئة أشبعت غروره بها وقالت لهم بتعجب:
_ من هذا الوجه الجديد اهو صديقاً لكما؟!
اجابها محمد ضاحكا و هو يشعل سيجارته المحشوة :
_ إنه مروان صديقنا الصدوق.. أريدك أن تنسيه إسمه و تعيديه لتعقله و أعلم انكِ تستطعين.
فقالت بإعجاب وهى مازالت تأكله بعيونها التى أعجبت به وبعضلاته المفتولة ووسامته الصارخة :
_ لأول مرة أرى معكم شخصاً بهذا الجمال.. أين كنتم تخفوه عنا؟!
ضحك مروان ضحكة ساحرة وهو يتأملها ويتأمل شعراتها السوداء الغجرية وعيونها الجريئة وشفتاها التى تسكره قبل أن يشرب وقال بمداعبة :
_ انا بجوارك لا أُعد جميلا فأنتِ للجمال عنوان.
ضحكت ضحكة عالية ذاب معها قلبه وقالت بغمزة من عينها و هي تتمسك بكفه بحصرية :
_ لست سهلاً.. تعال نرقص سوياً فالموسيقي ساحرة.
وقف معها و شرب من مشروبه الذى لم يروق له فى البداية ثم وقف على حلبة الرقص معها و رقصا سوياً.. كانت تتمايل عليه بجرأة فلاحظ حركاتها المغوية وإندمج معها ونسى آية ومشاكلهم التى باتت تتعبه .. و هو يضحك بهيستيرية و إندمج بالأجواء بسرعة كبيرة..

•   * * * *

فى الصباح عاد يتخبط من الخمر ، حاول فتح باب شقتهم فلميستطع من عدم اتزانه ليجد والده أمامه بعدما فتح له الباب نظر له بذعر وقال بإرهاق :
_ صباح الخير يا أبي .
قال له رؤوف بغضب و هو يفسح له المجال ليدخل للشقة:
_ أين كنت حتي الصباح يا مروان.. و لم هاتفك مغلق طوال الوقت.. قلقتنا عليك و هذا لا يصح.
دلف مروان للداخل و هو يقول بتلعثم:
_ لقد أتيت يا أبي.. إدخل غرفتك و إرتاح أنت.
لاحظ رؤوف حالته وعدم إتزانه و تلعثمه بالحديث فاقترب منه وجذبه من ذراعه و قال بتوجس قلق:
_ إنتظر هنا.. و إلتفت إلي قليلاً أريد التحدث معك.
إلتفت إليه مروان بعيني حمراويتين و زائغنين.. فإتسعت عيني رؤوف بإندهاش و سأله بنبرة عالية:
_ هل انت متعاطي شيئا مخدر يا مروان ام أنا أتوهم.. اخبرني أنني أتوهم .
إبتلع مروان ريقه من الخوف وقال بثبات مفتعل :
_ انا لم أتعاطى شيئاً يا أبي انت تتوهم، فقط أشعر بالارهاق من سهرى لساعة متأخرة سأنام قليلاً كي أرتاح.
جذبه رؤوف إليه مجدداً وقال بحدة :
_ لا تتركني و تنصرف و أنا أتحدث معك.. ثم ما هذه الحالة التي انت عليها و لم كل هذا؟!
نفض مروان ذراعه و قال بصياح و هو يترنح:
_ انا بخير إتركني بحالي اريد ان أنام فانا متعب، اخرجني من رأسك.
لم يتمالك رؤوف نفسه و صفعه على وجهه بشدة جعلت مروان يسقط على الأرض.. خرجت سهام من غرفتها علي صياحهم و صفعة مروان وقالت بتعجب :
_ ماذا يحدث هنا؟! و لماذا صوتكم عالي؟!
تطلعت بمروان الجالس على الارضية يمسد وجنته بألم و يطالع والده بنظرات تحدى و التفتت لرؤوف و سألته بتوجس:
_ ضربته يا رؤوف؟!
جلس رؤوف بوهن على اقرب اريكة و قال بحزن و بملامح باهتة:
_ إبنك الباش مهندس المحترم.. عاد لبيته صباحاً و هو يترنح من سُكْره.. الله اعلم ماذا تعاطي لكي يكون بحالته تلك.. ضاعت تربيتنا هبائاً يا سهام.. عليه العوض.
وقف مروان بتثاقل وقال بصراخ من ألمه :
_ لا يحق لك ضربي فانا لست طفلا صغيراً كي تقول لي ما افعله و ما لا أفعله.. تلك هي حياتي و أنا حر.. هل تسمعني أنا حر.
نظر له رؤوف بخواء وهو يتعرف على شخصية جديدة عليه لإبنه تقف أمامه وقال بتعجب :
_ انت ترفع صوتك عليّ يا مروان.. الا يكفي عودتك للبيت و أنت ثمل بهذا الشكل المخزى؟!
حمل مروان مزهرية على الطاولة بجواره و القاها بكل قوته لتتحول لحطام يشبه حياته و صرخ قائلاً بألم:
_ نعم انا ثمل شربت الكثير من الخمر كي أنسي ما حدث لها و لي.. آية لم تعد تحبني يا أبي لقد خسرتها للأبد.. ألا تريدني ان أنسي.
إقتربت منه سهام وقلبها يعتصره الألم على حال إبنها و قالت من بين دموعها و هي تربت على وجنتيه :
_ إهدأ يا مروان.. تعالى معي إغتسل و بدل ملابسك و نام قليلاً و بعدها سنتحدث.
ادخلته لغرفته وسارة تتابع ما يحدث من خلف بابها بحزن.. بينما تركته سهام و عادت لرؤوف الجالس مطأطأ رأسه بحزن متهدل الكتفين و يتحسر على حال إبنه وقال بوهن :
_ لقد خسرت إبني يا سهام.. بما إنه سلك ذلك الطريق فلا عودة و لا مفر منه.
ضمت رأسها بكفيها من الألم و قالت بدموعها :
_ حالته تصعب على الكافر.. سنتركه هكذا يا رؤوف فالجامعة على الأبواب و هذه سنته الدراسية الأخيرة.. هل سنستسلم و نتركه لضياعه؟!
اجابها رؤوف وهو يتألم قائلا بنبرة فاترة كأيامهم:
_ لا أدرى.. صرت لا أدرى ما هو القادم للأسف.
مرت أيام مروان وهو على حالته من السهر والثمالة ... وتطورت علاقاته مع الفتيات إلى النوم خارج المنزل وعلاقات محرمة وحالته قد سائت يوما بعد يوم ....

•   * * * *

طرقت رمزية باب الغرفة و دلفت و هي تقول بمزاح رائق:
_ صباح الخير حبيبتي راما.
لم تلتفت راما إليها بل اجابتها و هي تتابع رسمها:
_ صباح مثل اي صباح ثم هذه هي المرة الخمسون التي تقولين بها صباح الخير فالعصر قارب على الآذان بالمرة القادمة قولي مساء الخير... ماذا تريدين هذه المرة ؟!
اخفت رمزية إبتسامتها و قالت بهدوء:
_ حبيبتي أنا لازلت لا أصدق انكِ عدتِ بخير.. ألا يحق لي أن أعوض فترة غيابك كي اُشبع روحي بكِ يا غالية.
تركت راما فرشاتها و قالت ببرود:
_ شكرا لكِ.. هل ستتركيني أنهي رسمتي ام ماذا؟!
وقفت رمزية بجوار لوحتها تتأمل الطريق الخالي و الظلام يغطيه و بآخره مصباح ذا ضوءٍ خافت يقف بجواره شخص يتكأ على حائط ذا ملامح مبهمة.. تبقي مبهمة لأى شخص سوى رمزية.. إنه غنام...
أشارت رمزية عليه و قالت بمكر عابث:
_ أظنني أعرف هذا الشخص جيداً.
اغلقت راما عينيها و قالت بحدة:
_ ماذا تريدين يا رمزية فأنا روحي بأنفي و لا احتمل حرف من احد إختصري حديثك و هاتي الخلاصة.
سجبت رمزية نفساً طويلا و قالت و هي تمسد شعراتها بحنو:
_ أريد سعادتك يا حبيبتي.. لم اكن أعلم أنكِ تحبيه لهذه الدرجة فدخولك بالغيبوبة رفضاً لبُعده و رجوعك منها على صوته جعلاني أتأكد من جدية عشقك له.
تطلعت راما بلوحتها و قالت بحزن:
_ و هو لا يستحق.. كنت على إستعداد لترك العالم بأكمله و العيش معه و لو بكوخ صغير و لكنه باعني بمنتهي السهولة.
أدارتها رمزية ناحيتها و هي تطالعها بإبتسامة خافتة و قالت براحة:
_ لا تظلميه يا حبيبتي.. اما عن سبب قدومي فوالدك طلب رؤيتك، هناك شخص يجلس معه و أشك أنه عريس تقدم لخطبتك.
ضيقت راما عينيها و قالت بتعجب و قد صاحت بفزع:
_ ماذا؟!!!
بمنتهي الهدوء و السكون المستفز اجابتها بإبتسامة ماكرة:
_ عريس تقدم لخطبتك.
وقفت راما منتصبةً و قالت بغضب:
_ إذا فوالدى يريدني لمقابلة عريس تقدم لخطبتي.
اومأت رمزية برأسها مؤكدة و قالت:
_ نعم هو كذلك.
إقتربت منها راما أكثر و هي تتابع إبتسامتها المريبة و قالت بتعجب:
_ و لكنني أستشف من إبتسامتك أنه ربما تقدم لخطبتك أنتِ.
تعالت ضحكات رمزية و قالت بسخرية:
_ بعد هذا العمر سيتذكر الخطاب أنني مازلت عزباء.
لملمت راما شعراتها الذهبية و قالت ببديهية:
_ اذا ما سبب إفترار شفتيكِ المريب هذا فأنا أعلمك جيداً ماذا تخبئين يا رمزية يا خبيثة أنتِ؟!
هزت رمزية كتفيها و قالت بهدوء:
_ لا شئ فقط جئت أبلغك بما قاله والدك و هو بإنتظارك فبدلي ملابسك و تعاليّ معي.
ضيقت راما عينيها و قالت بغضب:
_ هل أنتِ مجنونة؟! أم تريدين ان أصبح انا المجنونة.. منذ قليل تقولين لي انني أحب غنام بجدية و الآن تطلبين مني أن أجلس مع عريس تقدم لخطبتي.
تنهدت رمزية و قالت بمداعبة:
_ اطيلي بالوقت و ضعي والدك بموقف مخزى امام الشاب.. كما تحبين و لكن لو طلبني مجدداً سأقول أنكِ من رفضتي و لا شأن لي.
دفعتها راما امامها و قالت بنبرة متشنجة و من بين أسنانها:
_ فهمتك يا خبيثة هانم.. امامي كي نرى ذلك العريس.
إلتفتت إليها رمزية و قالت بتعجب:
_ ألن تبدلي ملابسك ستقابلينه بفستانك الملطخ بالألوان هذا؟!
اجابتها راما بفتور:
_ نعم و لن اجفف يدي أيضاً كي ألطخه مثلي و كما ألطخك أنتِ الآن .
إنصاعت رمزية لدفعها و سارت أمامها حتى اصبحت امام غرفة المكتب لوالدها فدلفت وهي تتابع ذلك العريس من ظهره.. يرتدى بذلة انيقة لونها أسود مهندم الشعر عطره جذاب عريض الكتفين.. هيأته حتي الآن مريحة كما كانت تفعل بها هيئة
غنااااااااااام!!!!!!!
ما ان إقتربت حتي تأكد حدسها فهذا الجالس امام والدها هو غنام بشحمه و لحمه و لكن بالكثير من التعديلات.. اشار لها والدها قائلا بجدية:
_ إقتربي يا راما اعرفك على المقدم زيد.
رفعت حاجبيها بتعجب شديد حتي قاربت على ملامسة مقدمة شعراتها و قالت بصوت مبحوح:
_ مقدم..... زيد.
لم تشعر بساقيها و سقطت مغشي عليها بين ذراعي زيد الذى إلتقطها و هو يصرخ بخوف:
_ لا ليس مجدداً.. اعطني اي عطر يا رمزية اسرعي.
جثي والدها على ركبتيه و صفع وجنتيها بقلق و هو يصرخ هادراً بقلق:
_ راما ما بكِ يا حبيبتي فأنا لم أرتاح من عودتك القريبة بعد... هل ستتركيني مجدداً؟!
حملها زيد ومددها على أقرب أريكة و هو يصيح برمزية قائلاً:
_ رمزية أسرعي.
و بالفعل ركضت رمزية ناحيته تلتقط أنفاسها بصعوبة، ناولته زجاجة العطر و هي تقول بلهاث:
_ كنت أعلم أن هذا ما سيحدث؟!
رش من عطرها على يده و مرره امام انفها و هو يقول برجاء:
_ راما أرجوكي اجيبيني.. راما افيقي هيا انا هنا.
طالعه والدها بقلق من كلماته و لكنه تغاضي عنها و هو يعود بعينيه اليها بعدما إستمع لهمهاتها التي تنبأه بأنها ستفيق و بالفعل وجدها تقول بلسان ثقيل:
_ غنام.. زيد.
إبتسم زيد براحة و هو يستمع لهمهمتها بإسمه ثم قال ببعض الحذر من وقوف والدها:
_ هل انتِ بخير؟!
فتحت عيناها و تطلعت حولها بتيه حتي وقعت نظراتها عليه و صرخت قائلة بفزع:
_ من انت؟!
وقف زيد منتصباً و قال بهدوء:
_ أنا المقدم زيد.. و لكنك عرفتيني بإسم غنام لأنني كنت مكلف بمراقبتك و حمايتك.
انزلت ساقيها حتى لامست الأرضية و وقفت بتثاقل من دوار رأسها و هي تطالعه بصدمة و قالت بتلعثم:
_ هل كنت تخدعني يا غنام؟!
اسرع قائلا بتوضيح:
_ لا لم أخدعك فأنا عندما اكلف بمهمة لا يجب خرقها تحت اي ظرف و أي مسمي لذلك لم استطع الإفصاح لك عن شخصيتي أو اى شئ يكشف حقيقتي فأنا لم أكن بمفردى بل كان معي فريقي يصاحبنا أينما ذهبنا.
وضعت راما كفيها على أذنها و قالت بصياح غاضب:
_ لا أريد ان أسمع منك أى شئ و لا أريد رؤيتك مجدداً انت غشاش.. غشاش.
و تركتهم و إبتعدت و هي تبكي بحرقة.. تبعتها رمزية غير مصدقة ردة فعلها فهي تخيلت ان سعادة راما ستتخطي عنان السماء..
لم يكن هي بمفردها من توقعت ذلك فزيد وقف هو الآخر يتابع كلماتها و إنصرافها بتعجب.. اخرجه من شروده صوت فؤاد و هو يقول بجدية:
_ تفضل و إجلس إذا سمحت فأنا احتاج الكثير من التوضيحات لما حدث منذ قليل.
سحب زيد نفساً طويلا و هو يلتفت إليه.. طالعه قليلا و قال بهدوءه الجذاب:
_ سأوضح لك كل شئ و لكن أولاً يجب ان تتأكد من أمر واحد خلال ذلك العام تقريباً كنت أضع راما بداخل عيني و لم أستغل مشاعرها تجاهي بأى شكل، و انني لم أحب أحد بعد أمي كما أحببتها.
جلس فؤاد و هو يتابعه بحدة ثم قال بتريث:
_ مشاعر!!!!
جلس غنام مقابلاً له و قال بجدية:
_ علمني جهازى المنضبط أنني لا أكذب و لا أغش و سأخبرك بكل شئ و ستفهم قصدى بإذن الله.
رجع فؤاد بظهره لمقعده و هو يتابعه بتركيز و بالفعل سرد له غنام كل ما حدث معه هو و راما و فؤاد يتابعه بملامح مجمدة..


•   * * * * *
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي