الفصل،الخامس،عشر

عاد مروان لمنزله و هو يشعر بالسعادة و الانتشاء بعدما تشفي بغريمه .. وقف أمام باب آية.. انتابه شعور بالشوق لرؤيتها.... فابتسم وهاتفها فردت عليه بسعادة :
-  ألو .
فقال لها مروان بمداعبة :
_ احلى و أجمل ألو قد أكون سمعتها في حياتي.
صمتت ولم ترد عليه من خجلها فقال بتنهيدة مقتضبة :
_آية أنا غير معتاد على صمتك و خجلك تكلمي فأنا أريد أن أسمع صوتك.
فقالت له آية متسائلة برقة :
_هل ما يحدث لنا حقيقي يا مروان.. أنا اخشي أن يكون كل ذلك وهماً.
أجابها مروان على الفور :
_ أنا بالخارج أقف عالدرج إخرجي قليلاً أريد أن أراكِ.
فقالت له بتعجب و هي تجلس على ركبتيها منتفضة:
_ اي درج أنا لا أفهم.
ضحك بخفوت و قال:
_ درج البناية يا آية كنتِ ذكية بالسابق ماذا أصابك؟!
هزت رأسها نافية و قالت بخوف:
_ لا.. لا يصح و لن افتح لك فجدتي نائمة.
زفر بضيق وقال بنفاذ صبر :
_ هذا جيد جدا.. إفتحي إذا أنا لن أكل منك قطعة.
ردت بإصرار :
_ لا لن أفتح و هيا إصعد لشقتك على الفور.
صمت قليلا وقال بنبرة قاتمة بها شئ من اللوم :
_ آية.. أنتِ خائفة منى أليس كذلك؟!
أجابته مسرعة :
_ لا أنت أسأت فهمي لا أكثر.. حسناً سأفتح أعطني دقائق.
إرتدت إسدالها وإطمأنت أن جدتها نائمة وفتحت الباب بهدوء .
وجدته واقف أمامها مبتسم بسعادة .. فابتسمت له بخجل و أطرقت رأسها.. فقال مداعباً :
_ يا مساء الخَير و التجلي بالتوقيت المحلي على أحلي عيون رأيتها بحياتي .. إشتقت اليكِ كثيراً.
عدلت من وضع حجابها وقالت بإستحياء :
_ من فضلك أنا غير معتادة على كلامك هذا فإما أن تصمت و إما سأدخل و أتركك.
ضحك وهو يراقب خجلها فقال مترأفاً بحالتها :
_ حسناً سألتزم بآداب الحوار و لن أُزيدها فقط دعينا نتحدث بأمورنا.
اجابته بهدوء:
_ موافقة.
أسند مروان ظهره على الدرج وجلس على الأرض ، فعلت آية مثله ولكن داخل شقتها ، ظل ينظر لها بحب وقال متعجبا :
_ لا أصدق أنني أحب كل هذا الحب.. و كأنني أعشقكِ منذ اليوم الأول لي.
حبست أنفاسها وتضرجت وجنتاها بحمرة خفيفة فأردف قائلا :
_ كنت أقاوم شعورى نحوك.. ولكن فكرة أن تكوني لغيري جعلتني أنتفض و عرفتُ قيمتك و أنكِ ملكي أنا و فقط.
كانت تطالعه بحب فتابع حديثه و هو يتوغل بعينيها قائلا :
_ هل قلت لكِ سابقاً عن أكتر شئ أعشقه بشخصيتك؟
إبتسمت آية وقالت بفضول :
_ لا لم تخبرني.
طاف بعينيه على جسدها و قال بلؤم :
_ لقد نسيتُ شكلكِ من دون إسدالكِ السخيف هذا.. حتي شعرك لا أتذكره.. بمعني.. انه لا يوجهك أحد للصواب و الخطأ و مع ذلك إستطعتِ المحافظة علي نفسك و إحترامك لذاتك.
تنهدت طويلا وقالت بأسى :
_ معك حق.. فأنا من بداية أيامي لم أرى غيرك.. عندما كنت تأخذني لبقالة عمى رؤوف و تملأ كيسة كبيرة بالحلويات لي بمفردى.. و تحتفظ بكفي بين كفك طوال الطريق.. و عندما كنت تقطف أى وردة من الطريق وتهديني إياها.. و دفاعك المستمر عني خلال دراستنا.. ورفضك لأن ألهو مع الصبية بصفي.. كنت دائم القول أنني ملكك هذه الكلمة كانت تجعلني أسعد فتاة بالعالم.. فقررت الحفاظ على نفسي لأنها ملكك.
صمت قليلا وتنهد قائلا بسخرية :
_ إذا فأنا أعشقكِ منذ زمن و أنا لا أدرى.
قالت له بدهشة و هي تعتدل بجلستها :
_ ما زلت لا أصدق أنك تركت كل هؤلاء الفتيات التي تحيط بك من كل إتجاه و إخترتني أنا.
ضحك مروان بشدة حتى أنه سعل وقال بلهاث:
_ من الواضح أنني قد إخترتك منذ أول يوم قد حملتكِ بين ذراعي يا صغيرتي و لكنني كنت أُضيع وقتي لا أكثر .
فقالت له آية بشك :
_ مروان أنت لن تتغير و تخونني بيوم أليس كذلك؟!
اجابها بنبرة قاطعة:
_ أقسم بربي أنكِ قد ملأتِ عيني و لن أنظر لغيركِ بيوم من الأيام يا حبيبتي.
فقالت بخوف بنبرة ساخرة :
_ عينك لا تمتلأ يا مروان فأنت كنت تصادق بالخمس فتيات.. ربما بيوم ما تتزوج عليّ بدافع أن الشرع يحلل لكَ أربعة.
ضحك بسخرية وقال مازحاً :
_ معكِ حق.. فأنا مقتنع أن قلب المرأة كما المانجو ببذرة واحدة.. أما قلب الرجل كالرمان به عشرات البذور.
فقالت له بلهجة حازمة :
_ هكذا إذا.. فلتقم و تصعد على شقتكم حالا .
وقف منتصباً وقال برقة :
_ ستصدقيني لو أخبرتكِ أنني منذ شعرت بحبكِ و أنا قطعت كل صلة ليا بأى فتاة غيرك.
وأخرج هاتفه من جيبه ونزع منه بطاقة الإتصال وكسرها أمامها ووضع أخرى جديدة ...
ظلوا على حالتهم تلك حتى سمعوا آذان الفجر وقفت آية مذعورة وقالت بضيق :
_ آذان الفجر.. لقد تأخرنا بحديثنا و لم نشعر بمرور الوقت.
نفض كفيه و قال بتثاؤب:
_ فعلا أنا لم أشعر بالوقت.. سأنام من فورى و أنتِ إلى الداخل.
فقالت له بسرعة متعجبة :
_ ألن تذهب لتصلي الفجر؟!
إبتسم لها وقال بإنصياع :
_ حسناً.. سأذهب للصلاة.. تقبل الله مني و منك ِ.
نظر لها مطولا ثم غمز لها كعادته ونزل وتركها .
أغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها من آثر إنتفاضته، رفعت رأسها للسماء... حمدت ربها على تلبيته لطلبها الوحيد..
توضأت وصلت فرضها وحاولت النوم فلم تستطع ظلت هكذا تتذكر حديثهما الدافئ حتى إستسلمت فى الصباح ...


•   * * * *
في الصباح دخلت سهام غرفة مروان لتجده مازال نائما على غير عادته ، إقتربت منه وحاولت إفاقته وهي تقول بتذمر :
_ أما زلت نائم يا مروان.. اليوم ظهرت نتيجة إختبارك ألن تذهب و تحضرها؟!
تململ فى فراشه وقال بضيق :
_ حسناً يا أمي فقط إتركيني ساعة أخرى و أيقظيني بعدها.
سحبت الغطاء من فوقه وقالت بنفاذ صبر :
_ إستيقظ كي تساعدني بنقل جدتك على كرسيها المتحرك يا ذكي و بعدها إفعل ما شئت.
جلس على فراشه و هو يفرك عينيه بنعاس و قال بتلعثم:
_ انا جاهز هيا بنا.
وقف فسألته سهام بتعجب :
_ ستنزل معي لجدتك هكذا بملابس نومك.
دفعها أمامه و هو يقول بنفاذ صبر:
_ نعم سآتي معكِ هكذا لأنني سأعود للنوم مجدداً.
فقالت له بغضب وهي تسير امامه :
_ لم ارى شخصا ببرودك ألن تذهب للجامعة كي تأتي بنتيجتك؟!
اجابها و هو يغلق باب شقتهم ورائه :
_ لا تقلقي انتِ تعلمين انني أثق بنفسي و سأحصل على جيد بإذن الله.
نزل مروان مع والدته.. فتحت لهم سارة الباب فقالت لها سهام بتساؤل متعجب :
_ أين آية أنا لا آراها.؟! لقد إعتدت أنها من تفتح لي.
اجابتها سارة و هي تهز كتفيه بعدم فهم وقالت بتعجب :
_ تخيلي يا أمي مازالت نائمة و لم تحضر الفطور لجدتي حتى فحضرته أنا.
إبتسم مروان بمكر فطالعته سهام بفهم و قالت بسخرية :
_ الحب بهدلة.. من أول يومٍ لكما و قضيتما الليل بأكمله على الهاتف.
فقال لها مروان بضحكة شريرة :
_ الهاتف!! نعم الهاتف.. قضينا الليل معاً فإتركوها نائمة كما تشاء.
أنهى مروان مهامه اليومية وصعد لغرفته ونام مجدداً..
فى الظهيرة أيقظته والدته.. وذهب لكليته وكالعادة نجح بتقدير جيد ...
فقال له محمد بغيظ :
_ بكل مرة تحصل على تقدير جيد.. أريد أن أفهم متي تجد وقتاً للدراسة.
فرد عليه عبده بحقد و هو يشعل سيجارته وقال ساخراً :
_ الأمور تسير معك كيفما تشاء من جهة الفتيات و من جهة نجاح بتقدير.
فقال لهما مروان باستغراب :
_ ما كل هذا الحقد البادى بحديثكما.. إذكروا الله كي لا تصيبني أعينكم.
لاحظ تقدم بعض الفتيات ناحيتهم فقال مسرعاً :
_ أنا سأهرب يا شباب أراكما بالليل عالمقهي.
جذبه محمد من ذراعه و سأله بنبرة متعجبة :
_ منذ متي هذا التعقل؟!
أجابه مروان بإبتسامة رائقة :
_ من الآن فأنا أعلنت توبتي لله و سأخطب.
وتركهم ومضى وعلى وجههما وجوم إثر الصاعقة.. نظرا لبعضهما وقالا فى نفس الوقت :
-  سيخطب !

عاد مروان طائراً لمنزله من فرحته مر أولا بشقة جدته وأخبرها أنه نجح هنأته وعلم منها أن آية عندهم فى شقتهم ، صعد إليهم مسرعاً ودخل شقته وقال بصياح :
-  يا أهل المنزل أين أنتم... أنا نجحت.. أقول لكم نجحت .
خرج إليه الجميع فقال له رؤوف بفرحة و هو يضمه لصدره :
_ مبارك عليك النجاح يا حبيبى .
أما سهام فجذبته من ذراعه بالقوة و سألته بتلهف :
_ المهم ما هو تقديرك ، على ماذا حصلت ؟!
فقالت لها سارة بسخرية :
_ تعلمين إبنك جيداً يا أمي إذا وضع برأسه شيئا ينفذه و من المؤكد أنه قد حصل علي جيد كما قال.
تخطاهم جميعا و إقترب من آية و تطلع بعيونها وإبتسم قائلاً :
_ لقد حصلتُ على جيد يا آية.
إبتسمت آية وقالت بفرحة عارمة :
_ حمداً لله.. مبارك لك النجاح يا مروان.
حدجها بقوة وقال بإبتسامته المشاغبة :
-  أحلى مبارك قيلت لي فى الدنيا .
فخجلت و إحمر وجهها و هي تطرق رأسها كعادتها فقال بمداعبة:
-  أموت أنا علي تلك الوجنتين الورديتين.
صاح به رؤوف بغضب من تماديه قائلا :
_ أنت أيها الناجح تعالى بجوارى.. و أنتم حضروا الغداء فأنا جائع للغاية و لنحتفل بنجاحه.
إقترب مروان من والده وقال بمداعبة مازحاً :
_ ماذا تريد مني يا أبي.. قطعت حالة الهيام تلك كعادتك و إرتاح قلبك أليس كذلك؟!
ضربه والده على رأسه وقال بحدة :
_ لقد فشلت في تربيتك يا عديم الحياء إجلس بجوارى في صمت.
جلس مروان بجواره و قبل كفه و هو يقول بإمتنان:
_ انت حبيبي يا غالي لولا دعمك ودعواتك لي لما كنت نجحت بأى شئ أدامك الله بحياتى و بضهرى.
إبتسم رؤوف بسعادة ثم إعتدل في جلسته و قال بجدية:
_ هل فكرت بالقادم بينك و بين آية جديا؟!
أجابه مروان مسرعاً :
_ نعم فكرت كثيراً.. سأهاتف والدها و أكلمه بأمور الخطبة و أنتظر موافقته هكذا هي الأصول.
فقال له رؤوف بهدوء وهو يناوله هاتفه :
_ جيد فلتهاتفه من هاتفي أنا و بإذن الله لن يرفضك.
إتصل مروان بوالد آية فوجد هاتفه مغلق ....
تناولوا غدائهم وعاود مروان الإتصال به ولكن دون جدوى فقال
_ غداً بإذن الله سأسافر له المنصورة وسأحدد معه موعد للخطبة و طلباته لإتمام الزواج إن وافق بي.
فقال له رؤوف بضيق وهو يتنقل بين محطات التلفاز بجهاز التحكم :
_ كما ترى، فأنا اعلم أنك رجل يعتمد عليه.. رغم أنني لا أطيق سماع إسمه و لا تذكره من الأساس.
فى المساء جلس مروان مع والدته عند جدته فقالت له سارة بمكر و هي تضع صينية الشاى من يدها:
_ ما زلت لا أعتاد على لزقتك بنا طوال الوقت هكذا يا مروان.
نظر لها مروان شرزاً وقال بحدة :
_ و ما شأنكِ أنتِ يا باردة اخرجيني من رأسك.
ثم تطلع بجدته وقال متسائلا :
_ اخبريني يا تيتة هل توافقين على أن اخطب هذه الفتاة البائسة قبل أن تعنس و لن تجد من يتزوجها.
رفعت آية حاجبها و قالت بضيق :
_ انا فتاة بائسة.. و عانس.. انت سخيف.
وقف مروان أمامها و قال بضحكة شريرة :
_ و أخيراً سمعنا لكِ صوتاً هل ولت الأيام التي كنتِ تقولي بها نعم و حاضر و كما ترى و الآن بعدما ضمنتي حبي تمردتي يا صغيرتي.
تعالت ضحكاتهم فقال متذكراً:
_ صحيح لقد تذكرت.. آية.. أنا سأذهب غداً للمنصورة لملاقاة والدك و سأطلب يدكِ منه لأن هاتفه مغلق طوال الوقت.
قالت له آية بلهجة حازمة و هي تقف بذعر كمن لدغها ثعبان :
_ وما سبب ذهابك إليه.. من الأساس هو لا يعتبرني إبنته و لا يسأل مجرد سؤال عني و لا يتذكرني كي تطلب منه الزواج بي.
إقترب منها مروان و حمل كفيها بين راحتيه و قال بشفقة :
_ أعلم ما قُلته جيداً و لكنها الأصول يا حبيبتي.
أنهى كلامه الجدى ليجدها تنظر له ببلاهه كما كانت تفعل بالسابق فمرر كفه امام عينيها وقال بتعجب :
_ هييي أنتِ معي.. هل عدتِ لشرودك بوجهي مجددا؟!
ضحكت سارة ضحكة عالية وقالت بسخرية :
_ انت دون أنت تشعر قلت لها ببساطة يا حبيبتي.. فتلك هي الصدمة.
إبتسم رغما عنه وقال بحيرة :
_ اقول لها احبك و اريد الزواج منكِ يغشي عليها و تسقط أرضاً.. أقول لها يا حبيبتي تعود لشرودها بوجهي.. أعتقد أنه بليلة زفافنا ستصاب بإنهيار عصبي.
إعتدلت آية بوقفتها وقالت بصوت طفولى وهى تزم شفتيها بتبرم :
_ انا هكذا يا مروان؟!!. خاصمتك و لن اصالحك.
نظر لها ولدلالها وهو صابر ومحب لكل تصرف منها وإن كان يثيره فقال بحدة مازحة:
_ ابعدوها من أمامي لا اسيطر على نفسي امامها و أنا على آخرى و لن تعجبكم النتيجة.
إرتشفت سهام من كوب الشاى خاصتها و قالت بحنق :
_ انا أريد أن أعرف متي ستكبرون.. و تريدون الزواج ألهمني الصبر يا ربِ .
إقترب مروان من أمه قبلها وقال بإستجداء :
_ امي أريد أن أعود غدا أجد كعكة كبيرة بإنتظارى فانا ناجح و بتقدير و استحق.

تنهدت آية بأسي و هي تتذكر آخر لحظات لها مع والدها و هو يرميها لهم و يغادر.. تبدل حالها بإبتسامة خافتة مع كلمات مروان الأخيرة و هي تستعد لمفاجأته....

طال إنتظاره فطالع ساعة معصمه بضيق و عيناه عادت لمطالعة باب المطعم بإنتظارها..
بعد قليل وجدها تدخل للمطعم و عيون الجميع تتبعها كالعادة من ضيق ملابسها عليها فهي إما ترتدى شئً قصيراًو عارياً و إما طويل و ضيق للغاية...
وقف حازم مسرعاً لإستقبالها و صافحها قائلا بضيق:
_ تأخرتي كثيراً يا چيلان فأنا أنتظرك من ساعة تقريباً.
وضعت چيلان حقيبتها على الطاولة و سحبت كرسيها و جلست قائلة بهدوء:
_ آسفة فالطريق مزدحم للغاية حبيبي.
جلس أمامها.. فقالت بفضول وهي تتطلع لملامحه الجادة:
_ تلهفك علي لقاؤنا و إنتظارك لي و ذلك التجهم على وجهك ينذران بشئ خطير.
إبتسم إليها حازم بود و قال بجدية :
_ لا تقلقي حبيبتي فقط أردت التحدث معكِ بأمر هام بالنسبة لي و قرار مصيري لنا.
عقدت حاجبيها و سألته بقلق:
_ كما قلت الأمر يبدو خطير.
إستند بذراعيه على الطاولة عاقداً إياهم و هو يقترب منها و قال بهدوء:
_ انا لا أراه خطيراً كما قلتِ بل أمراً عادياً.
اومأت چيلان برأسها و قالت و هي تطالعه بملامح جادة:
_ تفضل أنا أسمعك.
إسترسل حازم بحديثه قائلا:
_ أعلم أنني وافقت على العيش بعد زواجنا بمنزل والدك.. و أنها رغبة والدك.. و لكنني لا أرى هذا قرار صحيح.. فأنا لدى شقتي بمنزل أهلي و أريد أن نتزوج بها كي أكون بجوار والدتي و إخوتي و من المؤكد أنكِ لن تعترضي أليس كذلك.
كانت تتابعه بملامح متغيرة تارة ثابتة و تارة متفاجئة و تارة مصدومة.. إنتظر ردها و أخيراً اجابته بهدوء يعلم أنه مصطنع و قالت:
_ أنا أحاول إستيعاب ما قلته.. أنت تريد مني العيش بمنزلك؟!
اجابها مسرعاً:
_ نعم و هو حينها سيصبح منزلكِ أيضاً.
هزت رأسها في محاولة فهم مقصده و قالت بإعتراض:
_ أنت تعلم أنني لا أريد ترك والدى بمفرده فهو لن يستطيع تحمل بُعدى عنه.
سحب نفساً طويلاً و قال ببساطة:
_ أرجو ان تفكرى بأمي و أختاي فهما سيظلان بمفردهم طوال الوقت من دوني و نحن نعيش بمنطقة شعبية.
ردت عليه بتسرع:
_ كما قلت منطقة شعبية.. أتريد مني العيش بمنطقة شعبية أنا لن أستطيع.
إبتسم حازم بسخرية و قال بحنق:
_ هكذا الأمر إذا... لو تحبينني كما قلتِ ستعيشين معي بأى مكان.
اجابته و هي تحتضن كفه بين راحتها:
_ حبيبي لا تربط عشقي لك بموافقتي على العيش بمنزلك فهذا أمر صعب عليٰ.. بإمكاننا شراء منزل كبير بمنطقة ارقي و نعيش به جميعنا.
سحب كفه و قال ببديهية:
_ و من أين لي بالنقود كي أشترى منزل كهذا أنتِ تعلمين أنني مسئول عن أسرة كاملة و لا أستطيع توفير مبلغاً كهذا.
ضمت راحتها بخجل و قالت بعد تفكير:
_ والدى سيشتريه لنا هو لن يرفض لي طلباً كهذا و حينها قد حُلت جميع مشاكلنا ما رأيك؟!
ضيق حازم عينيه و قال بغضب:
_ لا لن أقبل و إن قبلت فوالدتي لن تقبل أن تعيش معنا بمنزل والدك.
زفرت چيلان بقوة و هي تهدر فاقدةً صبرها :
_ هذه حياتنا و نحن من نحددها و إن رفضت والدتك فهذا شأنها حينها تكون قد فعلت كل شئ و هي من رفضت.
طالعها حازم بحدة و هو يقول ساخراً:
_ الأمر بهذه البساطة فلتحترق أمي ورغبتها الاهم أن رغبتكِ و مشيئتك قد تحققت.
إبتلعت چيلان ريقها بتوتر و وقفت و جلست بحواره و قالت بملامح نادمة:
_ لا اقصد هذا فأنا أريد حلاً وسط لكي يرضينا جميعاً و والدتك فوق رأسي و أنت تعلم إلى أى مدى أحبها.
إلتفت بجسده ناحيتها و قال بثبات:
_ إذا فلتوافقي على العيش بمنزلي و معنا لا خيار لكِ.
تطلعت أمامها و قالت بمجون:
_ أنت لست عادلاً بما يكفي و لا تضع أى إعتبار لرغباتي بحسباتك.
لفها بذراعيه ناحيته و قال بهدوء:
_ حبيبتي أنا لا أفكر سوى بإتمام زواجنا لأنني أريدك بجوارى أريد أن نبدأ حياتنا باقرب وقت.. و لن أستطيع ترك أمي.
طالعته بنظرات خاوية و قالت بجدية:
_ و أنا لا أستطيع ترك أبي.. الآن الأمر كله بين يديك و أنت إختار يا حازم.
اومأ برأسه متفهماً و وقف منتصباً مطالعها من علو و قال بنظرات ذات مغزى:
_ و أنا إن لم يكن لي خيراً في أهلي لن يكون لي خيراً بكِ.
و خلع خاتم خطبته و وضعه على الطاولة امامها و هي تطالعه بصدمة.. و إنصرف من أمامها مسرعاً و هو يقول بوهن:
_ كم أحتاجك الآن يا زيد؟!

•   * * * * *

فى اليوم التالى ذهب مروان إلى المنصورة ، توجه إلى شقة والد آية ولكنه لم يجده فأخبره أحد الجيران أنه سافر الكويت منذ سنة ونصف للعمل وأعطاه رقم أخته التى أعطته رقمه بالخارج وعاد لمنزله يجر أذيال الخيبة
مر على آية أولا وما أن رأها حتى قال لها بشوق :
_ إشتقت إليك كثيراً.
اخفت إبتسامتها و شوقها له و سألته بفضول :
_ماذا فعلت بسفرتك تلك هل قابلته؟!
دنا منها و هو يقترب من وجهها و قال بهمس رقيق:
_ قولي لي اولاً حمد لله على سلامتك يا حبيبي.. إشتقت إليك يا حبيبي.. كيف حالك يا حبيبي.
إبتعدت عنه و قالت بخجل وقد أطرقت رأسها :
-  حمداً لله على سلامتك.
رفع حاجبه و قال بتذمر مازح:
_ ما هذه الكروتة.. إختميها بحبيبي علي الاقل.
فقالت له آية بحزم :
_ مروان أعرف جيداً طريقتك بالمراوغة في الحديث.. قل الصراحة ماذا حدث بينكما عندما قابلته؟!
صمت قليلا و هو متحسب من ردة فعلها و قال بتوجس:
_ أنا لم أقابله.. لأنني لم أجده من الأساس لقد سافر و ترك مصر.
إتسعت عيناها وقالت باستغراب :
-  سافر ! إلي أين و لماذا ؟!
تردد قليلا قبل أن يخبرها بعدما شعر بألمها ولكنه قال بهدوء :
_ لقد سافر للكويت منذ عامٍ و نصف العام هو وعائلته.. و الجيران اعطوني عنوان عمتك و هي أعطتني رقم هاتفه هناك لكي أهاتفه و أرسلت لكِ السلام معي رغم عجزها و وهنها إلا أنها تتذكرك دائماً و دعت لكِ كثيراً بجلستنا.
صمتت قليلا وهي مطرقة رأسها بحزن.. لم يودعها على الأقل ألهذا الحد بلغ جحوده.. رفعت عينها تطالع مروان وقالت بأسى :
_ لا تهاتفه لا أريده أن يعرف أي شئ عني و لا أريد أن أسمع إسمه مرة أخرى.
إقترب منها مروان مبتسماً وقال بمداعبة كي يخرجها من حزنها الذى يؤلمه :
_ لا تحزني حبيبتي ودعي ذلك العبوس فهو لا يليق بوجهك الجميل الذى إشتقت اليه و إشتقت لضحكته.
كانت آية تتعمق بعينيه كي تتبين صدقه و قالت بصوت واهن :
_ هل تحبني كل هذا الحب؟!.. و فجأةً.. أتمنى أن أصدقك يا مروان.
زادت إبتسامته وقال بتنهيدة طويلة :
_ معكِ حق فأنا أيضاً لا أصدق سوى أنني الآن أشعر بما لم أشعر به من قبل.. أشعر بقوة حبك داخلي و أنني على إستعداد لفعل أي شئ من أجلك.
أومأت برأسها متفهمة وقالت بخجل :
_ فلتصعد لشقتك فخالتي سهام بإنتظارك و قلقة عليك.
إبتسم لها وأرسل لها قبلة بالهواء وغمز لها بعينه وتركها وصعد .
دلف لشقته وقال بتعب و هو يضع هاتفه و مفاتيحه على الطاولة :
-  السلام عليكم يا أهل البيت .
أجابه الجميع :
-  وعليكم السلام .
خرجت سهام من المطبخ و سألته بتلهف قلق :
_ حمدا لله على سلامتك يا حبيبي.. كيف حالك أءنت بخير.
قبل مروان مقدمة رأسها و قال بحنو:
_ بخير حال يا حبيبتي لا تقلقي.
جلس بجوار والده الذى يشاهد التلفاز وقال :
_ ما هي نتيجة المباراة حتى الآن؟!
نظر له رؤوف وقال بتعجب :
_ فلتحترق المباراة.. حمدا لله على سلامتك.. ماذا فعلت هناك اقابلت هذا الرجل؟!
خرجت سارة من غرفتها وهجمت عليه محتضنة إياه من الخلف وقالت بمزاح :
-  إشتقت إليك يا مارو .
إلتفت برأسه ناحيتها و قال:
_ و أنا إشتقت إليكِ يا حبيبتي.
ثم تحول بنظره لوالده وقص عليه كل ما حدث معه فقال له رؤوف بغضب :
_ بكل موقف يزداد كرهي لهذا الرجل.. ظلمه من جعله أب.. عامة أنا سأهاتفه غداً إن شاء الله و على ربك التساهيل.
نظر مروان حوله وقال بضيق مصطنع :
_ أين الكعكة التى طلبتها؟!
أجابته سهام بخجل :
_ لقد نسيت، أعدك بالغد سأحضر لك كعكة رائعة.
فى المساء إجتمع الجميع فى منزل الجدة وأتموا روتينهم اليومى معها حتى وجدوا آية تدخل عليهم حاملة تورتة كبيرة عليها شموع و صورة لمروان ومكتوب عليها مبارك النجاح .
إندهش الجميع فاقترب منها مروان وظل ينظر للتورتة بسعادة وقال بصدمة :
_ هذه الكعكة من أجلي أنا يا آية؟!
أومأت برأسها وقالت بفرحة :
_ نعم هي لك.. مبارك عليك النجاح و ارجو من الله أن يوفقك السنة القادمة أيضاً فلتأخد الكعكة مني لأنها ثقيلة جدا.
حملها منها ووضعها على الطاولة فصفق له الجميع وأطفأ الشموع وقطعها وأكلوا منها وأخذ لهم مروان صوراً بهاتفه وصور الكعكة وأنزلها على صفحته الشخصية على فيس بوك .
نظر إيساف لهذه الصور وخاصة صوره هو وآية وقال بنبرة شيطانية:
_ أقسم بربي أنني لن أهنيك عليها و سآخذها لنفسي مهما فعلت يا مروان.
فى اليوم التالى هاتف رؤوف والد آية.....
وطلب منه يدها لإبنه مروان ووافق على الفور ورفض العودة من أجل الخطبة وطلب منه أن يكون هو وكيلها وقرأ معه الفاتحة وأنهى الإتصال وهو مشمئز منه وقال بتقزز :
_ شخصاً لا يعرف معنى الرجولة.. خسارة أن تكون تلك الملاك إبنته.
طالعه مروان بلهفة وسأله مسرعاً :
_ سمعتك تقرأ الفاتحة هل على خطبتي أنا و آية؟!
أجابه رؤوف مؤكدا و هو مازال يحتفظ بالوجوم على وجهه:
_ نعم قرأناها لكما مبارك عليك.. ولكن العجيب بالأمر أنها لا تفرق معه بأى شئ لدرجة أنه طلب مني أن اكون وكيلها يوم عقد القران.
فقال له مروان بأسى :
آية معها حق.. لن نذكره أمامها مجدداً.. لا أريد أن أرى حزنها مرة أخرى يكفيها السنوات المنصرفة.
فقال له رؤوف بضحكة شريرة و هو يستفزه بمزاح :
_ لقد كلفني بوكالتها و لابد من السؤال عليك قبل أن أتمم الخطبة ربما تكون غير مناسب لها.
نظر له مروان بتعجب وقال مستفهماً :
_ أنت تمزح أليس كذلك .. ثم أين ستسأل عني فأنا لاجئ بشقتك هنا طوال الوقت هذا لو غضينا الطرف على أنني إبنك الوحيد.
فقال له رؤوف متصنع الجدية :
_ تلك مسئولية كبيرة و لمصلحة الفتاة أحتاج وقتاً للتفكير.
رفع مروان عينيه بملل و قال بتذمر:
_ أبي كفاك عبثاً فأنا لا أحتمل سخرية بهذا الموضوع.
صفعه رؤوف على ساقه و هو يقول بحدة:
_ وهل أنا بمثل عمرك كي أعبث معك يا فتي؟!
نظر له مروان بغضب من جديته بالحديث وصاح قائلا بصراخ :
_ إنقذيني يا أمي أرجوكِ.
جائت سهام من غرفتها مسرعة وقالت بقلق :
_ ماذا بك يا مروان؟! لماذا تصرخ هكذا كالأطفال ؟!
وقف قبالتها وقال بضيق :
_ أبي يريد أن يسأل عني بخصوص طلبي ليد آية.. ليرى إن كنت مناسب لها أو لا اناسب.. تكلمى معه.
فكرت سهام قليلا وقالت بجدية :
_ قسماً بربي معه ألف حق و ليس حق واحد.
فقال لهما مروان بصراخ و هو يجذب شعرات رأسه كاد أن يقتلعها من جذورها :
_ أنتم تريدون أن تصيبوني بالجنون أليس كذلك؟!
فقال له رؤوف بهدوء بعدما إستدار بجسده جالساً و أصبح قبالته :
_ لا أنت لا تفهم مقصدى يا مروان.. لقد تقدم لي اليوم محامي ذا شأن و أخلاق و إبن حلال.. يملك شقة و مكتب و سيارة و ناجح بعمله لذلك مقارنته بك تظلمه.
نظر له مروان بغضب وتركه ودخل غرفته ... دون أن يتحدث مع أحد .
ليدخل رؤوف و سهام بنوبة ضحك خافت.. متذكرين أيامهما الأولي عندما تقدم هو لها....
فى اليوم التالى كان مروان عند جدته يؤدى روتينه اليومى الذى لم يمل منه لحظة لحبه الشديد لجدته فقال له والده بمكر عابث :
_ ألن تتحدث معي اليوم أيضاً يا مروان.. ستخاصمنى مثلا؟!
رد عليه مروان وهو عابسا وقال بحزن :
_ لا يا أبي أنا لا أجرؤ على خصامك كل ما في الأمر أنني غاضب بعض الشئ من قلة ثقة حضرتك بي و نظرتك الدونية تجاهي.
أشار رؤوف لآية بيده أن تقترب فجلست بجواره فقال لها بجدية حانية :
_ أنتِ أكيد على ثقة من أنني أحبكِ كما أحب سارة و أنني كوالدك.
إبتسمت بشجن وقالت له بأسى :
_ لا فحضرتك لست كأبي بل أفضل منه يا بابا رؤوف أنت من كبرت فى كنفه و إعتمدت عليه بكل شئ و لم تبخل عليّ بحنانك أو وقتك.
لف رؤوف ذراعه حول كتفها وقال بحب أبوى :
_ أدامك الله لي يا صغيرتي الحلوة.
إبتسمت له آية وقالت بعيون مترقرة بالدموع :
_ ويديمك بحياتي يا أحن أب بالعالم.
فاحتضنها وربت على كتفها بحنو.. فنظر لهما مروان بتعجب وقال ساخرا :
_ هل أحضر لكما شجرة و كوبي ليمون.. أبي.. راعِ مشاعرى فأنا لم أمسها بعد و أغار عليها بشدة.
إعتدلت آية بجلستها و هي تهيم على صفحة وجهه بحب فسألها رؤوف بجدية :
_ آية لو تقدم لخطبتكِ شخصاً كاملاً و أفضل من هذا الفتى هل توافقين عليه؟!
أطرقت آية برأسها وقالت بخحل :
_ كما ترى يا أبي لا رأي بعد رأيك.
قلد مروان نبرتها ساخراً وهو يقول بغضب :
_ كما ترى يا أبي أليس كذلك .. حسناً سلام يا قطة مبارك عليك عريسك الكامل هذا.
ضحك رؤوف وقال بمزاح :
_ أنا لا أجد تفسيراً أو سبباً لغضبك.
زفر مروان بضيق بعدما ضاق صدره و نفذ صبره وقال بنبرة قاطعة :
_ أبي أعطني عنوان هذا المحامي أنا سأذهب له و أخبره أننا لا نمتلك فتيات للزواج.
أخفى رؤوف إبتسامته وقال بعقلانية :
_ فلنأخذ رأى العروسة أولاً قبل أن تبلغه بأمر رفضه.
إلتفت رؤوف ناحية سارة التي تتصفح بهاتفها و لا تبالي بحديثهم وقال بسعادة :
_ سارة.. ما رأيكِ يا عروسة هل ستقابليه أولا أم نبلغه بأمر رفضه و كفي؟!
نظرت له سارة بدهشة وقالت :
_ أنا لا أفهم شيئاً يا أبي.. ماذا تقصد؟!
هز رؤوف رأسه ضاحكا وقال موضحا :
_ يا حبيبتي قد تقدم لخطبتكِ شاب رائع يعمل محامياً و ناجح بشغله و يعرف الله و الجميع يشهد له بالصلاح و الإحترام و شكله للعلم جميل جداً و من حديثه إستشفيت أنه يحبكِ.
قطع مروان إسترساله و سأله بعدم فهم :
_ أنت تقصد أن هذا المحامي تقدم من أجل سارة.. ولماذا قلت لي أنه قد تقدم لآية؟!
إبتسم رؤوف بمكر وقال :
_ أنا لم أقل أنه تقدم من أجل آية.. لقد قلت تقدم لي وفقط.
ضحك مروان ضحكة عالية وقال براحة :
_ تعود لعبثك معي يا أبي.. حسنا النتيجة الآن واحد صفر و أنا لن أترك ثأرى.
أخذ الجميع يتحدثون عن العريس الجديد ، تركتهم آية وذهبت للمطبخ لإعداد شيئا للشرب ، أحست بمروان ورائها فإلتفتت إليه وهى مبتسمة.. فقال لها معاتبا :
_ كما ترى يا أبي هاااه.. جاهزة لأن تبعيني بأى وقت.
إبتسمت له وقالت بحب :
_ ابيع من.. أنت يا مروان؟!! أنا أبيعُ نفسي من أجلك يا غبي.
إقترب منها وقال بهيام :
_ أموت أنا.. اعشقكِ يا آية.
صعدت حمرة الخجل لوجنتيها فقال بإعجاب متلهف :
_ كم أعشق وجنتك عندما تكسوهما هاتين الحبتين من التفاح مع بشرتكِ البيضاء فأشعر أنني بحاجة لقضمهما بأسناني.
فقالت له آية متصنعة الجدية :
_ إلي الخارج يا مروان قبل أن أصيح بخالتي.
تعالت ضحكاته و سألها مسرعاً:
_ هل سنتقابل في الليل؟!
أرخت كتفيها وقالت بخوف :
_ ثانية يا مروان.. أخشى أن يرانا أحد.
اجابها ببديهية:
_ و ما العيب فيما نفعله كي نخشى رؤية أحد لنا.
فقالت له بتلعثم :
_ التساهيل على الله.. هيا إلي الخارج.
غمز لها بعينه وتركها وخرج وهى ذائبة فى حلاوة كلماته وقالت بتنهيدة ثائرة :
_ هل الحب جميل لهذا الحد؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي