الفصل التاسع

شردت راما بخيالها قليلا و توقفت عند كلمة شخصية و عقدت حاجبيها بتعجب.. فهي لا تحتفظ بحياتها بأي شئ شخصي.. فتاة مثلها قضت عمرها بالمشافي و غرف العمليات.. سيكون لها حياة شخصية..
لاحظ صمتها فقال مسرعاً:
_ آسف لو تجاوزت حدودى معكِ فأنا إستأذنتكِ قبل أن أسأل بحكم صداق....
بترت كلماته المزعجة و خاصة كلمة صداقتنا تلك التي لو سمعتها منه مجدداً ستطرق رأسه بذلك المقود أمامه و ربما ستختلع حلقه من رقبته بأظافرها و قالت بنبرة جافة:
_ إسأل يا غنام.
تنحنح بخجل و تابع طريقه و هو يسألها بتوجس قلق:
_ هل يوجد بحياتك شخص انتِ مرتبطة به؟!
_نعم يوجد و أعشق كل تفاصيله.. شعراته المجعدة الطويلة و كتفيه العريضين.. وجهه المميز.. ذقنه المزين بطابع حسن زاده حسناً و بهاءً.. أنفه الصغير و فمه المكتنز.. حتى أنفاس سجائره المؤذية لي.. أعشقها.
تطلع غنام إليها بالمرآة الأمامية و هي تطالعه بتنهيدة ساخنة فسالها مجدداً:
_ ألم تسمعي سؤالي؟!
خرجت من شرودها و حوارها مع نفسها و قالت ببرود:
_ لا لستُ مرتبطة بأحد.. و إن كنت مرتبطة سيتركني هذه الفترة هكذا.. ألن يشتاقني مثلاً؟!
هز رأسه بتفهم و هو يبتسم براحة.. ليتأكد حدسه بأنها باتت تعشقه.. يخشى أن تكون مشاعرها مجرد ملأ لخواء بداخلها و ليست مشاعر حقيقية.. فسألها مجدداً:
_ و لكن كيف؟! فتاة رائعة الجمال مثلك.. متعلمة، فنانة، إبنة رجل غني، من الطبيعي أن يحوم حولها الرجال كالقروش بالبحر.
رفعت ذقنها و قالت بإيباء إمرأة:
_ ومن قال لك أنه لا يحوم حولي العشرات ليجذبن إنتباهي و منهم من يعشقني أيضاً.
لاحظت تجهم وجهه و حركة عضلات رقبته المتشنجة من صكه لأسنانه بقوة.. فإبتسمت شفتيها بمكر و هي تتابع قائلة لإثارة غيرته أكثر:
_ فأنا لدى أصدقاء كُثر يتمنون أن أسقط عيناي عليهم أو أن أجيب إتصالاتهم الهاتفية.
خرجت من بين شفتيه سبه نابية وصلتها رغم همسه فكتمت ضحكتها بصعوبة و هي تطالع تعبيراته الحانقة.. فمالت بجسدها ناحيته مقتربة منه و سألته بهمس رقيق:
_ هل لديك سؤال آخر؟!
اجابها بنبرة قاتمة و هو يضغط بكفيه على المقود بكل قوته كابح زمام ذلك الوحش بداخله قبل أن يخرج و يجذبها من شعراتها و يطرق رأسها بكل قوة كي تهدأ نيرانه:
_ لا.
إستشعرت غضبه الشديد فعادت بظهرها للخلف و هي تشعر بإنتشاء غريب.. فليخفي مشاعره كيفما يشاء فلقد فضحته تعبيراته بسهولة شديدة جداً.....

................................................................
..........


إنتظمت آية و سارة فى حضورهما لكليتهما.. وكانتا كالعادة متفوقتين بين أقرانهم و زملائهم.. و كانت آية الأبرز رغم رؤيتها الدائمة لمروان.. و التي كانت كانت تتعبها و ترهقها أكثر و كأنه يتلذذ بعذابها.. فكل مرة كانت تراه مع فتاة جديدة مما زاد حزنها عليه ، و علي مشاعرها البلهاء...
وفى المقابل كانت ترى نظرات إيساف التى تحمل لها كل الشوق والحب الذى يشعرها بأنوثتها ...
كانت تجلس فى غرفتها ليلاً فسمعت صوت رنين هاتفها فعلمت أنه إيساف لم ترد عليه فظل يحاول معها حتى ردت عليه قائلة بجمود:
-  ألو .
أجابها بتنهيدة غاضبة:
_ أخيراً أجبتني يا آية.. عامة، كيف حالك؟!
أجابته و هي تقف أمام مرآتها تطالع نفسها بزهو:
_ أنا بخير الحمد لله.. و أنت كيف حالك؟!
إبتسم إيساف لسؤالها عليه بفرحة وقال :
_ أنا أيضاً بخير الحمد لله.. فقط أردت الإطمئنان عليكِ.. لأنكِ حزينة منذ أيام و أنا قد لاحظت ذلك على ملامحك البريئة.
صمت قليلا و سألها بتوجس:
_ هل هناك شئً يزعجك؟!
فقالت له بتعجب :
_ كيف عرفت أنني حزينة... هل فتحت المندل كما يقولون.
إبتسم بخفوت و هو يجيبها ببديهية:
_ لا ولكنني شعرت بكِ هذا ما في الأمر فقط.
ضحكت آية ضحكة عالية وقالت بسخرية :
_ شعُرت بي مرة واحدةً.. أنت مبالغً كبيراً يا إيساف.
استمتع بإسمه من بين شفتيها و مع ذلك قال بضيق من استهزائها بمشاعره :
_الأصدقاء دائما ما يشعرون ببعضهم يا آية.. المهم أنا لا أريد رؤيتك حزينة مرة آخرى مهما حدث.
ثم أتاها صوته قائلا بنبرة عميقة و جادة:
_ لو تسبب أي شخص في حزنكِ فسيجدني أمامه و حينها سيري مني مالم يراه بحياته.
فقالت بإبتسامة مازحة :
_ إهدأ قليلا أنا لستُ حزينة و لا شئ و لا روجد شخص وراء حزنى ذاك.
اتاها صوت إيساف مازحا و هو يقول :
_إذا لماذا يرتسم علي جبينك مئةً و إحدى عشر دائماً؟!
ضحكت آية بصوت عالى فقال بإبتسامة رائقة متمتعاً برنة ضحكتها :
_ أنتي صاحبة أجمل ضحكة بالعالم.. و لا يليق بكِ الحزن مجدداً إتفقنا.
أومأت برأسها وتوجهت ناحية مكتبها و هي تقول بهدوء:
_ حسناً سأفعل كما قلت.. سأتركك الآن.. مع السلامة.
فقال لها إيساف بتنهيدة سريعة :
_مع السلامة .
أغلق الهاتف وتنهد طويلا وقال و هو يتمدد على فراشه :
_ أحبكِ يا آية.. قسماً بربي انا أحبك كثيراً ولن أترككِ مهما حدث .
أما هى ظلت تفكر فى إهتمامه بها وهل يحبها فعلا كما قال ، سمعت طرقات على باب الشقة فتحته لتجد مروان أمامها .. إبتسم لها وقال بمزاح :
-  مساء الخير يا صغيرتي .
فقالت له بأسى وبنبرة جامدة :
-  مساء النور.. هل تريد جدتي ؟!
هز رأسه و هو يقول ببديهية:
_ نعم جأتُ لجدتي و من المؤكد ليس لكِ.
أشارت له بيدها ان يدلف وقالت ببرود :
_ هي بالداخل مازالت مستيقظة إدخل عندها .
دخل لجدته مباشرة و هو يتخطاها كأنها هواء.. ظلت تنظر له ولجفائه لها بحزن.. فرؤيته الآن باتت تؤرقها ، دلفت لغرفتها و
ظلت بها حتى إطمأنت أنه خرج ....
ظلت على حالتها كل يوم فى المساء يهاتفها إيساف وفى الصباح تراه فى الكلية حتى تعودت على حديثهما اليومى وهو لم يضايقها بإعترافه بحبه لها ...


•   * * * *
لطالما إختلفا و لطالما تخاصما و لكن لم تطول مدة خصامهما كتلك المرة.. إحساسه بإستهتارها بمشاعره جعله يشك بصدق حبها نحوه..
ربما هو شئ مجرد شئ من أشيائها تعلقت به و أعجبت بشخصيتة المختلفة عن باقي الشباب حولها..
مجرد وصوله لهذه النقطة يشعر بألم في رجولته.. و كلما تألم هذا الألم يبتعد عنها أكثر.. فشاب كحازم لايمتلك سوى كرامته و كبريائه...
كانت تجلس أمامه صاغرة منحنية الرأس و هي تحرك ملعقتها بكوبها بشرود.. عاقدة شعراتها المتمردة في عقدة على غير عادتها..
حتي أنها لا تضع الكثير من مستحضرات التجميل.. إنتفض قلبه لثانية علي حالتها الضعيفة و الهشة.. وازادت إنتفاضات قلبه فور رفعها لعينيها الباكيتين تطالع عينيه بإستجداء.. إلتفت برأسه قليلا مبتعداً عنها قبل أن يضعف و تنهار مقاومته..
إبتلعت ريقها و هي تقول من بين دموعها بألم:
_ لستُ بقادرة على بعدك عني أكثر من ذلك يا حازم.. فأنا أختنق.. أموت بدونك.. هل تشعر بي كما كنت تشعر سابقاً.. هل أصبحت ماضياً بالنسبة لك؟!
زفر بقوة و هو يقول بحدة:
_ انتِ تجنين ما زرعته بيدك يا چيلان.. إستخفافك بمشاعرى و هوان المي منك.. جعل مكانتك مهتزة عندى.
أجابته مسرعةً:
_ لا أرجوك فأنا لا قوة لي على مجابهة طعناتك تلك.. أنا أعتذر لك و أعدك لآخر مرة أنني سأكون كما تصبو دائما.
تطلع داخل عينيها فقالت و هي تكفف عبراتها:
_ فقط أعطني فرصة أخيرة هذه المرة.
إستند على المنضدة بينهما بيديه و هو يقترب منها قائلا بشراسة:
_ ولم قد أمنحك فرصة جديدة و أخيرة.
مدت چيلان ذراعيها و إحتضنت كفيه بكفيها الناعمتين و قالت و هي تتعمق في عينيه بهمس قاتل:
_ لأنني أعشقك و لا أقوى على بُعدك أكثر من هذا.
ذبذبات لمستها إخترقت كامل جسده على إثرها صار قلبه يقصف بقسوة.. يحبها لا ينكر ذلك بل يعشقها كما قالت هي...
أغمض عينيه عله يهدأ من حالته الغريبة تلك فأردفت هي قائلة بوهن:
_ حتي لو إبتعدت أنت عني لن أبتعد أنا.. حبيبي.. إشتقت إليك و إشتقت لضمتك القوية و لهفتك علي.
لم يعد يملك أي مقاومة تذكر.. فتح حازم عينيه و قال بشوق هو من تكلم و ليس لسان حاله:
_ و أنا إشتقتك يا غبية.
جذبها من كفها و خرج بها مسرعاً و هي تهرول ورائه حتي وصلا لسيارته فجذبها لصدره ضاماً إياها بقسوة لتتعلق هي برقبته حتي إرتفعت ساقيها عن الأرض..
و هي تهتف بكلمة واحدة:
_ حبيبي.
أنزلها حازم على قدميها و إحتضن وجهها بكفيه و قال مسرعاً:
_ يا روحي انتِ .. انا هو من يعشقك و يعشق كل تفاصيلك.
كانت تتمسك بكفيه و قالت بسعادة:
_ لا تبعد عني مجددا.. أرجوك.
ضم رأسها لصدره و هو يقول بلهاث:
_ لن أبتعد عنكِ ابداً.
ثم قال بجدية:
_ تلك هي فرصتك الأخيرة يا چيلان.. فإن اضعتها سأجعلك تندمين.
شددت من ضمتها له و رأسها على صدره و قالت بعزم قوى:
_ لن أهدرها حبيبي لن اهدرها أبدا.. فأنا قد عدت للحياة الآن بعودتك لي تراني بعد عذابي هذا أغضبك مني.
ربت علي ذراعها كي تبتعد عنه.. إبتعدت و هي مازالت متشبسة به فطالعها مطولا قبل أن يقول بإبتسامة خافتة:
_ ما رأيك أن أدعوكِ على العشاء بأي مطعم ترغبين.
تنهدت براحة و هي تقول بفرحة:
_ بل أنت إختار و انا سآتي معك و لو لآخر الدنيا حبيبي.
تمسك بكفيها و قال مشيراً برأسه على سيارته:
_ إذا هيا إصعدى سيارتي و أنا سآخذك لمكان ساحر على النيل.
أومأت برأسها موافقة و تركته صاعدة سيارته و هو أيضا إستقلها و إنطلقا سوياً بسعادة....


فى الجامعة أنهت الفتيات محاضراتهم و آية وقفت تجمع دفاترها و كتبها بانهماك.. فقالت لهم سارة بحماس :

_ما رأيكم يا فتيات ان نذهب و نشرب اي شئ بمقهي خارج الجامعة لأنني مللت.

فقالت لها غادة وهي تحمل حقيبتها :

-  أنا موافقة طبعا.. و تلك العزيمة عندى أنا هذه المرة .

تطلعت آية بساعة معصمها وقالت برجاء :

_ حسناً و لكن لن نتأخر فجدتي تكون بإنتظارى و أخشى أن تحتاج شيئاً و أنا لست معها.

أجابتها سارة بتفهم :

_ لا تقلقي فأنا سأهاتف أمي أن تجلس معها قليلا ريثما نعود ما رأيك؟!

أومأت آية برأسها وقالت بإنصياع :

-  حسناً.. هيا بنا .

خرجوا من مدرج كليتهم.. و ساروا بفناء الجامعة يتسامرون..

مر إيساف من أمامهم نظر لأية نظرة سريعة فإبتسمت له إبتسامة خفيفة لمحتها سارة...

ولم تكن سارة الوحيدة التى لاحظت ...



فى المساء جلست سارة مع آية بغرفتها لمراجعة بعض الدروس

حتى قالت سارة بإرهاق :

_ وقتاً مستقطع.. لقد تعبت و ظهرى بات يؤلمني.

لملمت آية دفاترهما بينما باغتتها سارة قائلة:

_ آية هل لي بسؤال بسيط لكِ؟!

رفعت آية رأسها و قالت مسرعة:

_ هل تستأذنين يا سارة لسؤالي عن شيء.. حبيبتي أنتِ نصفي الثاني و أمي الصغيرة الحنونة و يحق لكِ سؤالي عن أى شئ ترغبين .

أومأت سارة برأسها و سألتها سؤال جعل كل الدفاتر تسقط من يدها قائلة:

_ حبيبتي أنتِ و لكن أهناك شيئاً بينكِ و بين إيساف؟!

إستجمعت آية قواها و أجابتها بابتسامة خافتة :

_ وما سبب هذا السؤال؟!

أسندت سارة رأسها علي يدها و هي تقول بشك:

_ لا أعلم.. مجرد شعور ينتابني منذ فترة طويلة و انا أكدب حدسي و لكنني اليوم قررت سؤالك.

اجابتها آية بثقة :

_ نعم... هناك شيئاً بيني و بين إيساف.

شهقت سارة شهقة عالية بدهشة وقالت صافعه صدرها بيدها :

_ هل جننتِ.. ألا تعقلين ماذا قلتِ؟!

تطلعت آية حولها بخوف و قالت مسرعة بقلق :

_أخفضي صوتك يا مجنونة سيسمعك أحد.

هزتها سارة من ذراعها و قالت بصياح غاضب:

_ هذا فقط ما يهمكِ أن يسمعني أحد.

كتمت أية فمها بكفها و قالت بإستجداء مذعور:

_ أرجوكِ يا سارة أخفضي صوتك و أنا سأخبرك كل شئ.

هدأت سارة من نفسها و كظمت إنفعالها و اومأت لها برأسها فتركت آية فمها لتقول بهدوء:

_ حسناً سأخفض صوتي و لكن بشرط.. أن تخبريني بكل شئ من البداية و ألا تكذبي عليٰ.

إعتدلت آية بجلستها و قصت لها كل ما دار بينها هى وإيساف وأنه بالنسبة لها مجرد صديق يهتم بها ويضحكها ويشعرها بأنوثتها .

فسألتها سارة بتوجس :

_إذا أنتي لا تحبيه هل هذا ما تقصدينه؟!

أومأت آية برأسها نافية وقالت مسرعةً :

_ لا انا لا أحبه وربي.

فقالت لها سارة بأسى و هي تربت علي يدها لتهدأها :

_ لكن من الواضح أنه يحبك.. ألا تشعرين أنه تغير فنحن لم نره و لو لمرة واحدة جالس برفقة فتاة.. غير أنه يحوم حولك بإشتياق طول الوقت.

أطرقت آية رأيها بضيق و هي تقول بحزن :

_ انا اعرف و لكن هو من يصر على محادثتي.. و أنا لم أعده بأى شئ من قبل و كنت صريحة معه.

تنهدت سارة بأسي و سألتها بتريث:

_ ولكن لماذا لم تحبيه رغم حبه لكِ و إعجابه الشديد بكِ.

فقالت لها آية بحزن وهي تلملم شعراتها الطويلة :

_ انا لن أعشق بحياتي كلها أى أحد هل تفهمين؟!

ربتت سارة على كتفها وقالت بأسى :

_ ولكن لماذا؟!! من المؤكد انكِ كأى فتاة ستعشقين و تجدين من يعشقكِ.

إحتدت نظرات آية و تشنجت تعابيرها و هي تقول بغضب :

_ قلتُ لكِ لن أحب أي أحد بحياتي.

إنتبهت سارة لتشنجاتها فقالت مسرعة لتهدأتها :

_ حسناً كما تريدين و لكن إهدأى قليلا أنا أعتذر لكِ.

تنفست آية مطولا وزفرته دفعه واحدة وقالت بندم :

_ انا من أعتذر لكِ يا سارة سامحيني فأعصابي تالفة تلك الأيام.

اكدت سارة على ماقالته و هي تقول بحنو:

_ بالفعل انتي متغيرة تماما منذ فترة ، وصرتي عصبية جدا.. يا حبيبتي إحكي لي عما يتعبُكِ هكذا.. ألديك اخت غيرى لتتكلمى معها كي ترتاحي.

دخلت آية فى نوبة بكاء فاقتربت منها سارة وإحتصنتها وقالت بأسي :

_ هل تحبيه لهذه الدرجة و هذا العمق يا آية؟!

نظرت لها آية بدموعها متعجبة فقالت لها سارة بتأكيد :

_ أعلم أنكِ تحبين مروان منذ كنا صغار.. و لكنني أراه لا يستحق عشقك الطاهر هذا.. رغم أنه اخي و حبيبي و لكن غلاوتكِ أنتِ أيضاً عندى و شعورى بالمسئولية نحوك يجعلوني أخشى عليكِ منه.

فقالت لها آية من بين دموعها وكانها تستنجد بها من ضياع نفسها و توهاتها :

_إنني أموت كل ليلة آلاف المرات.. كلما رأيته مع فتاة اخرى يطالعها بعشق اموت.. شعر بجميع الفتيات و لم يشعر بي.. ماذا أفعل كى يراني حبيبته و لا يراني صغيرته بالله عليكِ ماذا أفعل؟!

فكرت سارة قليلا وقالت بمكر و هي تسير قاطعة الغرفة ذهاباً و إياباً:

_ أنا سأجعله يراكِ و يركض ورائكِ وسترين.

إلتفتت إليها و قالت بعزم:

_ نحن لن نذهب للجامعة غداً يا آية.

كففت آية دموعها و سالتها بتلهف:

_ و إلى أين سنذهب؟!

رفعت سارة حاجبها وهي تقول بحماس:

_ سنذهب للتسوق.. سأشترى لكِ ملابس جديدة و أحذية عصرية و مستحضرات تجميل... اقسم لكِ يا آية أنني سأجعله يجثو على ركبتيه امامك كي تتعطفي عليه بكلمة و انا أحبك يا مروان.

لمعت عيني آية بفرحة و هي تمني نفسها بما قالته سارة.. هي علي حق ستتغير.. ستمحو كلمة صغيرتي تلك.. ستثبت له أنها اصبحت شابة جميلة كباقي الفتيات بعمرها..

فلتستعد يا مروان إنها الحرب....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي