الفصل الثاني والثلاثون

لم تستطع تمالك نفسها اكثر فقامت من مكانها لترمي بالكرسي بعيدا قائلة بغضب عارم لتجعل كل من حولها يلتفتوا اليها بذهول ولكنها لم تهتم كل من اهتمت به هو هذا الكائن الجالس امامها بمنتهي البرود مع عدم اهتمامه بغضبها
-عارف هو سابني ليه لانه مش راجل مش قد كلمته ماقدرش يوفي بوعده معايا زي ماانت بالظبط ماوفتش بوعدك مع حبيبتك يعني تقدر تقول انكوا الاتنين من نفس الطينة القذرة بالظبط
اندهش من حديثها لوهله ولكنه استعاد نظرته البارده مرة اخري قائلا
-انتي عارفه لولا انك بنت كنت وريتك شغلك دلوقتي
-ولا تقدر تعمل حاجه معايا وتهديدك ده تبله وتشرب ميته ومش معني اني سكتالك لحد دلوقتي اني انا ضعيفه لا أنا بنت بمية راجل
ومش معني اني كنت سكتالك اني ضعيفة او مش قادرة ارد عليك لا انا بس عاملة حساب لاخوك
سمع سهيل صوت حور المرتفع فقفز من مكانه وقام مسرعا ليذهب اليهم حتي يري ماالذي حدث
-في أيه ياحور؟
نظرت اليه حور بغضب قائلة
-اسمع انا لولا اني عامله حساب لصداقتنا كان هيبقي ليه تصرف تاني
في اية ياحور؟
كان هذا السؤال اتي من صديقتها فنظرت اليها قائلة بغضب وهي تشير الي عمران
-ابقي خلي البيه يقولك يالا ياديمه
ثم ذهبت وهو ينظر اليها باهتمام حتي تلاشت عنه
نظرت اليه هاجر بغضب قائلة
-انت قولتلها ايه خلتها تتعصب كده
اكمل عنها سهيل قائلا
-فعلا حور مش بالساهل تتضايق ولا ترفع صوتها بالطريقه دي حصل ايه ياعمران؟
نظر اليهم ولم تفارقه تلك النظره البارده التي ترتسم علي محياه قائلا بكل غرور
عادي سألتها عن حبيبها وليه هربت منه
صعقت هاجر عندما سمعت هذه الكلمات وذهبت مسرعه وراء حور لتراها ولكن سهيل ظل مكانه ينظر الي اخيه باستغراب ثم قال له
-مالك ياعمران انت عمرك ماكنت كده
-مالي ياسهيل انا كل اللي سألته سؤال طبيعي
-لا مش طبيعي يااستاذ عمران وماكنش من حقك تسألها سؤال زي ده ولاتتهمها من غير ماتعرف في ايه بالظبط انت للاسف فتحت جرح قديم ومش هيتلم بسهولها خصوصا انها بتحاول تنسي
-وانا يعني كنت اعرف منين ثم الواحد لازم يتحمل نيجة غلطه مش هي اللي خليته يسيبها تبقي تسحمل بقي
نظر اليه سهيل باستغراب لما يفعل اخيه كل هذا ولما هو معتم بها الي هذا الحد ومادخله هو ان كان هي من تركته ام هو ولكن الذي لم يعلمه مايدور بذهنه هو خلال هذه اللحظه
فهو كان يريد أن يعلم وبشدة ماسرها ولما هي دائما شاردة الذهن فقط تنظر للبعيد ولا تريد ان تتحدث فعندما رأها اول مره في محطه المترو فقط شاهد الحزن في عينيها وعندما راها مره اخري في حفلة عيد ميلاد اخته والان فقط مايرتسم علي وجهها دائما الحزن لما هي حزينه دائما
-هربت؟وخليته يسيبها ؟ تعرف هو سابها ليه علشان ماكنش راجل ماقدرش يتحمل المسؤولية اللي اترمت عليها فعلشان كده سابها ومشي
ثم ادارات ظهرها لهم وذهبت هي الاخري
تركه اخيه هو الاخر دون ان ينبث بكلمة وذهب بعيدا تاركا اياه في حيرته ماذا تعني هاجر بكلامها هذا ولما هو فضولي هكذا ماالذي يحدث له
في صباح اليوم التالي لم يحدث شئ مثير للاهتمام فالعمل كما هو لم يتغير الشئ الكثير وكانت هاجر تفعل مابوسعها حتي تخرجها من افكارها السوداء هذه ولكنها لم تسطع سوي التفكير به ثم اتي اليها سهيل وهو يشعر بالخجل مما فعله اخيه معها حتي انه اراد الاعتذار الا ان حور اوقفته قائلة انها هي من عليها الاعتذار بسبب غضبها عليه البارحه ولم يكن له ذنب بالموضوع ثم اشارت عليه ان ينسي ماحدث والا يفتح هذا الموضوع مره اخري بعد عدة أيام مضت كان سهيل وهاجر قد اتفقوا ان يذهبوا الي شقتهم ليقابلوا مهندس الديكور حتي يختاروا الالوان التي تناسب اذواقهم ليبدأ المهندس في عمله وينهوا سريعا منها ليتم زفافهم
كانت تعلم انه لن يأتي في ميعادهم المحدد لذلك ذهبت هي اليه طرقت الباب لتتفاجئ بعمران هو الذي يقف امامها وليس خطيبها كانت علي استعداد النزول ولكنه اوقفها قائلا
-اتفضلي ياهاجر
نظرت له باحتقار ظاهر قائلة
-متشكره انا هستني سهيل تحت بعد اذ
وكلنه قاطعها
-بس سهيل مش هنا
-ازاي يعني مش هنا؟
-زي مابقولك الصبح جالنا فوج وكان مضطر يروح يقابله
-وازاي مايتصلش بيه يقولي حاجه زي كده
-للاسف هو نسي موبايله هنا
غضبت كثيرا ولكنها لم تظهر ذلك لذلك قالت
-تمام هروح اقابل مهندس الديكور بوحدي عن اذنك
علم عمران في هذه اللحظه ان هذه فرصته ليعلم ماالذي حدث بالظبط وماذا كان تقصد بكلامها عندما قالت انه لم يكن رجلا ليفي بوعده ويقف بجوارها وماهي المسئوليه التي رمي علي عاتق حور لذلك اوقفها قائلا
-استني ياهاجر انا هاجي معاكي ماينفعش تروحي تقابلي المهندس لوحدك لحظه اغير هدومي واجيلك
-بس............
ولم يقف ليسمع الي رفضها فقد عزم علي ان يعلم ماالذي حدث بالظبط ولا بد له ان يعلم لذلك اسرع الي غرفته ليفتح خزانه ملابسه ليخرج قميصا باللون الازرق مع بنطال أسود خرج الي هاجر التي كانت جالسه تتحدث مع جويريه وكيف هي وديمه اصبحوا صديقات الان استمع لحديثهم لبرها وعلم ان صداقة اخته لاختها ستفيده مستقبلا ولكن في الوقت الحالي عليه ان يعلم ماالذي حدث لذلك قاطع حديثهم ليشير الي هاجر بان عليهم الذهاب الان قامت هاجر من مجلسها وهي تودع جويريه
صعدوا الي السيارة ولكنها لم تنطق بكلمة واحدة لذلك بدأ هو الحديث
-بالنسبه للي حصل مع حور انا...
اشارت اليه بيدها حتي يتوقف عن الكلام
-خلاص اللي حصل حصل يااستاذ عمران ومالوش فايدة الكلام دلوقتي
نظر اليها وهز رأسه دلاله علي الموافقه عن كلامها ولكنه بداخله يريد ان يعلم ماذا حدث ولا يستطيع التطرق الان لذلك الافضل له ان يلتزم الهدوء حتي هي تهدأ ويبدأ في الحديث مره اخري معها
ترجلوا من السياره ولكن عندما صعدوا الي الشقه لم يكن المهندس موجوده اخرجت هاجر هاتفها الجوال لتتصل بمهندس الديكور الذي اعتذر قائلا
-اسف ياانسه هاجر انا هتأخر عن الميعاد نص ساعه
علم عمران ان هذه فرصته المتاحو حتي يسألها مره اخري عن حور لذلك اقترح ان ينتظروا في مطعم قريب بدلا من العودة واضاعة اليوم دلفوا الي المطعم وجلسوا الي ارقب طاولة كان هو علي وشك السؤال عندما بدأت هاجر في الحديث
-تعرف انك جرحت حور اوي
نظر لها ولم يسطع الاجابه فبماذا يجيبها الان فهو يعلم انه جرحها ولكنه لم يكن يعلم لما فنظر لها بدون ان يلفظ كلمه ولذلك اجابه بابتسامه ساخره قائلة
-طبعا ان مش عارف ان ليه جرحتها انا اقولك ان سألتها سؤال عمرها ماكنت هتقدر تجاوبك عليه وهتجاوبك ازاي وهي ماتعرفش اجابته لحد دلوقتي
نظر باسغراب قائلا
-سؤال ليه؟
-هو سابها ليه
-يعني اني عايزة تفهميني انها ماتعرفش سابها ليه
-لا ماتعرفش وعارف مين اللي يعرف اجابة السؤال ده
-مين؟
-أنا
نظر لها بعدم فهم ولكنها اوضحت له قائلة
-هفهمك
قبل هذا بسنوات
ذهبت حور الي صديقتها الوحيدة فهي التي سشعر بحالها الان اومن الممكن ان تصلح بينهم فماذا حدث حتي يركها هكذا فهي لم تفعل شيئا له
دلفت حور الي المصعد وهي لا تري شيئا من كثرة الدموع التي جمع في مقلتيها ذهب الي باب شقة صديقها وضغطت علي الجرس لتسقبلها هاجر
صعقت هاجر عندما شاهدتها بهذه الطريقة
-الحقيني ياهاجر
امسكها هاجر من يدها واجلستها علي اقرب كرسي وجدته لتقول لها
-اهدي وقوليلي حصل ايه
-سابني ياهاجر القي مش قادر
-فارس!!!!!!!!!!!!!
-مش عارفه ليه هو سابني سابني في اكر وق كن محتجاه ياهاجر اكر وقت ياهاجر
بعد ان هدأتها هاجر جعلتها تنام قليلا واتصلت بوالدتها لتخبرها انها بمنزلها امنه لم عقب والدتها فهي تعلم انها كان مربطه بوالدها كثيرا لذلك ارادت لها ان تغير من جو العزاء قليلا بعد ان اغلقت هاجر الهاتف مع والدتها اتصلت بفارس لتقابله وعندما ذهبت له
-حصل ايه يافارس وليه سيب حور؟
نظر لها ببرود قائلا
-معلش واني مالك اصلا
-يعني ايه وانا مالي يافارس طب قولي لو في حاجه حصلت منها غلط وانا اصلحها انما متسبهاش كده
-لا ماحصلش منها حاجه بالعكس دي كان اكر انسان بيسمع كلامي من غير نقاش
-طب امال ايه؟
-انا هقولك وهجيبلك من الاخر بصي ياستي انا حور بالنسبة ليه كانت مجرد انسانه ممكن استفاد منها
لم تستوعب هاجر ماقاله لذلك قالت
-نعم؟!!
ابتسم بسخريه قائلا
-هو انتي كنتي مفكره اني بحبها ولا حاجه انا عمري ماحبيت حور يمكن اكون اتشدتلها شوية انما ماحبتهاش انتي شوفتي شكلها اساسا ولا وزنها انا ماكنتش مهتم غير بالورث الي كانت مفهماني عنه بس بعد ماخسروا القضيه وكمان موت والدها وهي طبعا هتتحمل المسئولية وكمان ليها اخت لسه في الدراسة يعني المفروض اني اصرف عليهم جميعا دي جايه بتقولي اتها بتخطط تدخل اختها صيدله زي ماباباها كان بيحلم واني لازم اساعدها واشجعها يعني عايزة فلوس وتأخرني كمان في تحقيق احلامي ده بعدها
نظرت له كانها لاول مرة تراه من هذا اهذا فارس الذي لم يكن يتحمل مجرد الهواء الذي يلمس حور اخدعوا فيه لهذه الدرجه ام ان مراه الحب عمياء كمان قالوا ولكنها لم تشعر بنفسها عندما رفعت يدها في الهواء وبكل ماأوتيت من قوه انزلتها علي وجه ليلفت كل من في المطعم له دهش لرد الفعل السريع هذا لذلك قام من مجلسه وهو في قمة غضبه
-انتي عارفه القم ده ممكن يكلفك قد ايه
-انت عارف انك انسان واطي وحيوان وغدار وماتستحقهاش ياعديم التربيه هو ده اخرة حبها ليك وتضحيتها عشانك دي رفضت عرسان برقبتك ووقفت حياتها عليك انت وبس كنت بالنسبه ليها الهوا اللي بتتنفسه وفي الاخر تقول عنها كده انا مش لاقيه كلام اقوله بس كل اللي هقوله حسبي الله ونعم الوكيل
لم تعلم ماذا تفعل وماذا تقول ولكن في نهاية الامر اخذت كوب العصير الذي امامها لترميه بوجهها وتذهب بعيد وهي في قمة الغضب واليأس والاحباط ماذا تقول او ماذا تفعل الان اتقول لها ان كل ماكنت تعيشه هو مجرد وهم وان الانسان الذي سلمته عمرها ماهو الا انسان حقير كان طمعان بحفنة من الجنيهات لا لن تقول لها شئ وتتركها تفهم ماتريد الافضل هذا فهي لن تتحمل هذه الصدمه فكفي صدمتها بوفاة والدها
في وقتنا الحالي
هاجر-هو ده اللي حصل معاها
وضع يده علي رأسه ليأنب ضميره كيف له ان يجعلها تشعر هكذا
-انا اسف انا ماكنتش اعرف ده كله بس انتي ليه ماقولتلهاش؟
-اقولها ان حب عمرها كله كان مجرد وهم وتدخل في صدمه لا حور انسانه حساسه ماكنتش هتتحمل بس هي فهمت انه ماحبهاش والافضل انها تفهم كده
-بس لازم تعرف
-تعرف ايه تعرف انه كان طمعان في ورث ولا تعرف انه كان بيشوفها وحشه ولا انها طخينه ولا ايه بالظبط
-بس حور مش كده حور انسانه جميله جدا
-انا عارفه وده اكيد بس هو ده كان رايه فيها علشان كده ماحبتش اقولها
كان علي وشك الكلام مره اخري الا ان هاتف هاجر اصدر رنينه ليتجيب
-ايوة ياانسه هاجر انا وصلت ومستني حاليا في الشقه
-تمام وانا طالعه دلوقتي
قاموا من اماكنهم وصعدوا الي الشقه ولكن كانت المفاجأة لهاجر التي لم تتحمل هول هذه الصدمه وذهبت الي المهندس الواقف امامهم لتنزل علي وجهه بصفعه دوت في ارجاء الشقه
صعق عمران من هذا الموقف ولكن الاكثر ان المهندس لم يقم بشئ فقط نظر اليها وهو يبتسم ابتسامه ساخره قائلا
-تاني مرة تضربيني وانا اسكت
-يابجاحتك يااخي وكمان جاي لحد هنا برجليك
-ده شغلي ياانسه هاجر وغصب عني لازم اجي انا مش صاحب الشركه
-لا انا ماشوفتش بجاحه كده امشي اطلع بره بدل مااديك القلم التالت
-وانا هستناكي لما تديني القلم التالت انا اساسا جاي هنا علشان اردلك الاول بس للاسف انتي سبقتيني بس معلش ملحوقة
رفع يده في الهواء وكان علي وشك ضربها الا ان عمران اسرع ليمسك بيده
-وانا هستناك لما تضربها بقي ولا ايه؟
-وده مين بقي ولا انتي غيرتي رأيك ورميتي سهيل وجيتي لده
-انت ازاي تكلمها بالطريقة دي؟
عقبت هاجر قائلة
-انت تعرف سهيل منين؟
-انتي ناسيه اني مهندس الديكور
-بس.............
-لا مافيش بس ماتنسيش اني انا وسهيل عمرنا ماتقبلنا وجها لوجه بس انا شوفته من بعيد مره وانتوا خارجين وجاتلي حور
نظر لها عمران بدون فهم قائلا
-مين ده؟
-ده الحيوان اللي حكتلك عنه
عندما سمع هذه الكلمات تخيل حور وهي امامه بضعفها وبكائها وهو يتركها بكل برود لذلك لم يشعر بنفسه الا وهو يضم يده علي شكل لكمه ليضربه ويرميه بعيدا وهكذا بدأ العراك كانت هاجر تشاهد هذا ولم تتحرك من مكانها فكانت حقا تريد ان تري هذا اليوم ولكن الذي اتي الي عقلها هو لما عمران غضبان الي هذا الحد ولما يهتم الي هذا الحد بحور

لم تستطع حور مواصلة حكايتها عندما تدخلت هاجر في الحوار قائلة بغضب: االحيوان، مش مصدقة ازاي اتخدعنا فيه!
أجابتها أسيل: أنا مش مصدقة انك اديتله بالقلم!
هاجر: ليه وأنا المفروض كنت اعمله ايه مثلا....
أسيل بغضب: كنتِ المفروض تديله عشر أقلام أصل قلم واحد لا يكفي
تالين: قلم ايه، الواد ده عايز يتعلق في ميدان عام من رجليه زرع بصل واللي رايح واللي جاي يتف عليه
سارة: ده عايز يتحط في السوق زي اللحمه كده ونفضحه فضيحتها
ابتسمت حور على صديقتها، تخبر نفسها أنهم ونعم الأخوات
حور: ها، نكمل؟
الجميع في صوت واحد: أرجوكِ
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي