الفصل الخامس والثلاثون

ظل يزرع غرفته ذهابًا وإيابًا متذكرًا كلام شقيقته الذي ظل يتردد صداه في عقله، قائلًا: طب وايه المشكلة يعني يتقدملها عريس ما ده طبيعي، هي مش بنت زي باقي البنات
أوقف نفسه برهة ليجيب نفسه قائلًا: يعني ايه يتقدملها عريس وأنا موجود
أجاب نفسه مرةً أخرى: أنت اتهبلت يا عُمران، ايه وأنت موجود ده، هو أنت جوزها
أجاب نفسه: مش جوزها ولا حاجة، بس أقله كانت تاخد رأيي
أجاب: تاخد رأيك في حاجة لسة ماتعرفهاش
أجاب نفسه: وافرض عرفت تفتكر هتوافق؟
أجاب: طب ما توافق وايه المشكلة هتفضل موقفة حياتها مثلًا! وبعدين كويس أنها هتبدأ من جديد وهتبعد عن كل اللي عانته، وهتبعد عن الحيوان اللي لعب بيها ده مش ده أفضل ليها بردوا؟
أجاب على نفسه بتردد: طبعًا أفضل ما قولتش حاجة يعني، بس....
-بس ايه يا عُمران؟ مالك متلخبط ومش على بعضك ليه من ساعة ما عرفت أن في عريس متقدم ليها؟ أنت بتحبها يا عُمران!
-لا طبعًا أحب مين؟ أنت اتجننت ولا ايه؟
-ومالك متلخبط وخايف من ساعة ما عرفت عن موضوع العريس ده
-أصل....
-بلا أصل بلا فصل، أنت بتحبها ما تكذبش على نفسك
تيبس مكانه فور أن أدرك مشاعره، شاخصًا نظره للاشيء لمدة دقيقه وكأن علر رأسه الطير، ثم تحولت ملامح وجهه من الدهشة إلى الفرحة ، عندما ارتسم على ثغره ضحكة واسعة مرددًا بصوت عالي نسبيًا: أنا بحب، أنا بحبها.... أنا بحب حور.. بحبك يا حور، بحبك
****************************************************************************************************************************************
كانت حور جالسة مكانها شاردة فيما شعرت به عندما أخبرتها شقيقتها عن سكرتيرته، لمَ شعرت بالغيرة وقتما علمت أن هناك من يريد عُمران له، أليس من حقه أن يعيش
حياته كما يريد، انتفضت من مكانها عندما لاحت في ذاكرتها مشهد لعُمران وهو يمسك بيد فتاة أخرى غيرها... غيري
توقفت عند تلكل الكلمة ثم قالت وهي تهز رأسها يمنة ويسارًا دليلًا على الرفض: ايه الهبل ده أكيد مافيش الكلام ده قال أحبه قال
لكنها توقفت فور أن أجابت نفسها: وايه المانع انك تحبي؟
-وأنتِ نسيتي ايه اللي حصلك وقت ما حبيتي؟
-لا ما نستش بس من حقي أرجع أحب تاني
-وتتخاني تاني ثم توقفت بعدها قائلة: أنتِ شوفتي نفسك في المراية آخر مرة يا حور، طب شوفتي شكل عُمران، تفتكري واحد زيه هيحبك على ايه ولا هيشوفك ليه؟ فوقي لنفسك شوية وافتكري أنتِ ايه
تيبست مكانها ثم وبدون مقدمات جلست مكانها تبكي بحرقة على ما تمر به، على فقدان نفسها على حياتها التي تفتقدها وبالأخص على حب لن تنوله مهما طال بها الزمن
********************************************************************************************************************************
ها يا سُهيل قولي ايه الأخبار؟
أجابها بصبر: من ساعة ما جيه وهو الضحكة من أقصى اليمين لأقصى الشمال و....
أجابته بلهفة: و.. ايه ها قولي..
سُهيل: كنت داخل عشان أخد قميص من عنده وسمعته هو بيقول بحبك يا حور
تفاجئت مما قاله للتو قائلة: أنت بتتكلم جد يا سُهيل
سُهيل: بتكلم جد والله أخيرًا الحجر نطق
ضحكت لكنها توقفت فجأة فور أن تذكرت صديقتها: المشكلة مش في عُمران، المشكلة في الأخت اللي بيحبها عُمران!
سُهيل: يعني ايه؟
هاجر: يعني ايه ايه؟ هو أنت لسة عارف حور امبارح
سُهيل: تقصدي...
قاطعته قائلة: أقصد طبعًا، حوريستحيل تثق في عُمران بسهولة، والأمر بقى مش في ثقتها في عمران لا ثقتها في نفسها، حتى لو اعترفت بينها وبين نفسها، يستحيل تصدق أن واحد زي عُمران يحبها
سُهيل: يعني ايه واحد زي عُمران؟
هاجر: عُمران أخوك وسيم يا سُهيل وزي ما أنت عارف حور مش شايفة نفسها حلوة ولا تستاهل فأكيد هتشوف أنه يستحيل يحبها وبالتأكيد مش هتعترف بحبها ليه بالسهولة اللي أنت متصورها دي
سُهيل: طب وهنعمل ايه دلوقتي؟
أجابته هاجر: الموضوع ده محتاج تكتيك والأهم بقى لازم البت ديمة تدخل معانا في الحوار ده
سُهيل: اشمعنى؟
هاجر: عشان إحنا هنلعب من برا وديمة من جوا فنسيطر على مشاعرها ونخليها تعترف وتقول حقي برقبتي
سُهيل: يا سلام عليك يا أبو الأفكار النيرة
أجابته هاجر وهي ترمي بشعرها للخلف بطريقة درامية قائلة: مابحبش أتكلم عن نفسي كتير
ابتسم عن ما قالته ثم قال: بحبك
توقفت عما كانت تقوله لتذوب مع تلك الكلمة التي تجعلها تحيا من جديد لتجيبه: مش أكتر مني، أنا بعشقك
سُهيل: بقولك ايه يا هاجر؟
انتظرت حديثه دون الاجابة عليه لذلك أكمل هو: أنا عايزة أعجل في جوزانا.. ممكن؟
وبدون تردد أجابته: ممكن جدًا
ابتسم الإثنان وهم يكملون حديثهم عن مستقبلهم معًا بعد زواجهم متناسيين كل ما يحدث حولهم، فقط يتذكروا حبهم لبعضهم البعض
************************************************************************************************************************************
ديمة: يا محمد والله زي ما بقولك كده، عُمران بيحبها فعلًا
أجابها بهدوء: وأنتِ أتأكدتي ازاي بقى من حبه ليها؟
رددت ما كانت تخبره به منذ قليل دون ملل: قولتلك أن أخته قالتله على الكلام اللي اتفقنا عليه، وهو غار جدًا
وبنفس هدوئه الذي اعتادت عليه أجابها: بس ده بردوا مش دليل يا ديمة
نفخت بغضب قائلة: يووه كل شوية مش دليل مش دليل هو في ايه يا محمد؟
وكالعادة امتص غضبها سريعًاقائلًا: يا بنتي اهدي أنا ماقصدش بس مش عايزك تتعلقي بأوهام لازم الكلمة تخرج منه
ديمة: طب وهنعمل ايه بقى؟
محمد: هقولك
****************************************************************************************************************
توقفت حور فجأة عن الحديث وهي تنظر إلى أروى قائلة: وأنتِ يا مدام ناوية تتكلمي امتى؟
أروى بإندهاش: اتكلم أقول ايه! أنتِ اللي بتحكي
سارة: صحيح يا حور وهي أروى مالها؟
أسيل: ما تكملي يا حور بقى
نظرت إليهم حور بإبتسامة: لا أنا هوقف لحد هنا ونسمع بقى الأستاذة اللي مستخبية دي
أسيل: اه والنبي يا أروى احكيلنا
أروى: بس في ايه اللي كانت بتحكي حور خلينا نكمل قصتها
حور: أبدًا اسمع منك حتى ولو جزء بسيط وبعدين أكمل ثم نظرت إلى الجميع: ولا ايه رأيكم يا بنات
سارة: أنا شخصيًا ماعنديش مانع
أسيل: ولا أنا
تالين: وأنا كمان
أروى: بتتفقوا عليا
الجميع في صوت واحد: أيوة
أروى: إن كان كده يبقى على بركة الله يلا بينا
**************************************************************************************************************
الآن نري فتاة جميلة في العقد الرابع والعشرون من عمرها تجلس بجانب صديقتها المفضلة وهي ترتدي فستان العرس الذي طالما حلمت به وها هي تري نفسها في المرأه وهي سرحة بأفكارها بعيدا فأخيرا قد تحقق حلمها لتزف لفارس احلامها.. فارس احلامها الذي طالما حلمت به وأرادته بكل جوارحها ولكن ما هي قصتها وماهي قصة صديقتها التي بجانبها هيا لنقترب اكثر ونستمع لهم
-هاي ازيكم اكيد انتوا عايزين تعرفوا انا مين وأيه حكايتي..انا النهارده احلي يوم في عمري بعد بهدلة سنتين في قصة حب اغرب من الخيال طبعا انا لو حكيتلكم وحلفتلكم من هنا لاخر يوم في عمري انه حصل مش هتصدقوا بس هحكي بقي
تعالوا معايا اعرفكم بنفسي الاول
بس خلو بالكم أننا هنرجع لورا شوية مش كتير يعني هما سنتين بس علشان تقدروا تفهموا
انا رحاب محمود الهاشم
من عيلة مرتاحة ماديا نوعا ما انا عايشة في المعادي
وده بيتنا
بابا بقي مدير بنك
اما ماما كانت محاسبة في نفس البنك طبعا مش محتاجة اقولكم انهم اتعرفوا ع بعض واتجوزوا وقعدت من شغلها علشان البيت.. والخ.. الخ ..الخ
عارفين ده كله احنا.فاكيد مش محتاجة أدخل في التفاصيل دي علشان نختصر وندخل في المفيد
ده بقي اخويا الكبير حسام
هو دكتور قلب تحت التدريب
ودي اختنا صبا اخر العنقود في اولي اعدادي تقدروا تقولوا ماما جبتهلنا كنوع من انواع العقاب
أما بالنسبة ليا أنا في اخر سنة كلية أثار
بحب التاريخ بعشقه بكل تفاصيله علشان كده حبيت ادخل الكلية دي بالذات بلاقي نفسي في وسط التاريخ والمغامرات وبتعلم اكتر وأكتر بس اللي ماكنتش متخيلاه ان ممكن الكليه دي تغير حياتي كلها وتقلبها كده..سيبكم مني أنا شوية علشان عايزة اعرفكم علي بطلتنا التانية..
شايفين بقي اللي واقفة وبتبوصلي بحب هناك دي وهي شيفاني بفستان الفرح دي بقي انتمتي اروي خالد الابراهيمي هي من عيلة متوسطة الحال باباها..
-يابنتي أفصلي بقي شوية عايزة اتكلم عن نفسي حبه لا اله الا الله يا سيدي
-هو انتي جايه تتوبي هنا ..روحي يلا بعيد اتكلمي رغايه
-ماشي يازفته انتي اصبري بس اما نخلص حكايتنا هوريكي
طيب طيب..أسفه انا بقي أروي خالد الابراهيمي أنا من عيلة متوسطة الحال بابايا بيشتغل سواق مش موظف حكومي لا.. سواق حر بيشتغل علي عربيته عايشة في حي شعبي ولكن كويس وناسه طيبين مامتي بقي ست بيت شاطرة جدا شايفين الاستاذ المجتهد هناك ده يبقي اخويا الصغنون مش صغنون أوي يعني ده كلها سنة
-أروي..
خلاص خلاص..سنتين أرتحت
-طبعا
-ماعلينا..الجزمه ده ..أحم أحم ..ماتبوصش خلاص أقصد البكباشي حضرة اللوا تيم بقي في كلية حربية ..ماتستغربوش بابا كان ليه أصدقاء رتب وقدر يدخله الكليه الحمد لله
انا كمان كنت مجتهدة بردوا لحد مادخلت كلية ألسن قسم ايطالي حبيت ادرس لغه مختلفة كده وطبعا باخد كورسات انجليش وفرينش أصلي بحب اللغات حابه اتعرف علي العالم حواليا بس كمان ليا موهبة تانيه الرسم وخصوصا بقي الفاشون بحب التصميمات علشان كده حبيت بردوا أدرسه وكنت باخد كورسات فيه في أيام الاجازات بجانب كورسات الانجليش والفرينش وحاليا بقيت بقدر اتكلم تلت لغات وكمان كويسة جدا في تصميمات الفاشون..وطبعا مش محتاجة أقول ان الفاشون ده هو اللي هيغير حياتي أنا كمان
تقترب الان الكاميرا من بطلاتنا ليتحدثوا بصوت واحد
-ودلوقتي يلا بقي نبدأ حكايتنا..

أقترب اكثر اكثر أمامنا الان حي راقي من احياء المعادي نقترب بكاميرتنا اكثر لنري عمارة قديمة الطراز ولكن فخمة لنصعد للاعلي قليلا وندخل الي منزل "محمود الهاشم"
-يا رحاااااااااااااااااااااااااب اصحي يابنتي الساعه بقت سبعه
-ياماما حاضر بس سبيني انام حبه كمان لاجل الله ولكي الاجر والثواب عند الله
-قومي يابت انتي وبطلي لماضه بقي
-حاضر..حاضر ..أنا عارفه مادام عيزاني أصحي يبقي هصحي
-مادام عارفة كده يبقي قومي فزي
-وكمان بتزعقي فيا ..انا قولت اني مش بنتي
-نعم ياختي
-أقصد اني مش ضنايا
-انتي يابت اتجننتي
-معلش بقي يالولو لسه صاحية من النوم وكيدزة
-صبرني يارب
ليقاطع حديثهم ارتفاع رنين هاتفها لتطلع في هاتفها وتبتسم قائلة
-انت الحب اللي اتمنيته وبحلم بيه
-قرب مني هتعرف اني بموت في غرامك ومش عارف ايه
-دمرنا الاغنية الفاتحه علي الروح المغني اللي هيشوف كلمات اغنيتنا الفظيعه
-ولا الضالين..ها جهزتي
-لسه يادوب صاحيه يا روح الروح
-طب يلا يا عشق اجهزي وأنا كمان هجهز وأشوفك في الجامعه قبل المحاضرة بتاعتي
-تماموز ياكبير..ولا أقولك استني جهزي نفسك كده وانا هفوت عليكي بأوبر اخدك معايا
-مش عايزين نتعبك معانا ياجميل
-كله يهون علشان العسل
-ياختي جماله حلو ياختي شبابه حلو
-طب غوري بقي ياحلوة علشان اجهز سلاموزة
-سلامنجا
**************************************************************************
الان تقترب كاميرتنا الي حي شعبي بعمارته المتهالكه تقريبا وأناسه الذي ترتسم علي ملامحهم البساطة والضحكه الصافية برغم العمل الشاق والحياه التي انهكتهم لتأخذنا كاميراتنا الي منزل بسيط يضم أسرة دافئة وأب محب لآسرتع
في منزل (خالد الابراهيمي)

أغلقت هاتفها الجوال وذهبت الي غرفة اخيها الآصغر لتظهر له حب الاخوة كعادتهم
-انت يازفت الطين انت قوم بقي خلينا نطفح علشان أغور
قام من مكانه لياخذ وسادة موضوعة بجانبه ويرميها بكل قوته عليها
-ااااااااااااااااه حسبي الله
-تستاهلي يا قطرانة أنا جاي اجازة ارتاح شوية من الكلية وقرفها اجي الاقي قرفك انتي كمان
-الحق عليا عيزاك تتغذا كده وتتقوت
-اتقوت!..غوري ياأروي وابعدي عن وشي
-ماشي ياخويا مافيش ادني احترام للكبير أبدا أدني احترام
-انتي هتغوري ولا أقوم أوريكي احترام الكبير بيبقي ازاي؟
-لا وعلي ايه ؟هغور يبشه هغور
نظر لها مبتسما ثم عاد الي أحلامه السعيدة مرة اخري
-صباح الفل يا نونو
-يابت انتي لازم دايما تقومي بزعابيبك كده
-اومال لا اومال طبعا
-يابت اتهدي لا اله الا الله
-الحق عليا عملالكوا جو سعادة لا توصف في هذا المنزل الكئيب
-كئيب!
-أيون ولتعلموا يا سادة انني مصدر سعادة هذا المنزل الاوحد
لتنحني احتراما وهي تمد يدها لتضع والدتها طبق الفول في يديها لتنظر لوالدتها
-وايه ده؟
-ده احترامنا ليكي غوري يلا حطيه علي الترابيزة كتك وكسة
-شكرا ياست الحبايب شكرا اوي
لتنظر لتجد والدها يكتم ضحكته
-بتحترمني اوي الحاجه
-ما هو واضح
-اشطه ياابو الخولد
-ماشي يامحترمه
-حبيبي ياهندسة
-أنا مش مخلف ولد وبنت أنا مخلف ولدين واحد في حربية والتاني سواق توكتوك
-توكتوك توكتوك ..اهو أقله ابقي كسيبه
لتتركهم وتذهب لتغيير ملابسها ليأتيها اشعار ان هناك من أرسل لها رسالة علي الماسنجر لتنظر لها وتبتسم وتذهب لاكمال ملابسها
***********************************************************************
-علي الجانب الاخر كانت تدلف من باب الجامعه لتخرج هاتفها الجوال وتضغط علي زر الاتصال ليأتيها صوتها
-يا بنتي انتي فين؟ أنا خلاص وصلت اهو
-أنا في العربية مستنية البرنسيس بتاعة الشله تنزل
-يبقي أكيد أروي
-وهو في غيرها بيعطلنا ماهي دايما عملالي فيها ميس ايجيبت
لتطل لها من نافذة السيارة :
-مش ميس ايجيبت بس لا ميس يونيفرس ياحبيبتي
-ياما وهما بيطعلوا الساعه كام دول؟
-الساعه خمناشر الا تلت تربع ياضنايا
-ضنايا..وخمناشر!صدق عمو خالد وهو بيقول انه مخلف ولدين وواحد منهم سواق توكتوك
-بكرة تشوفوا سواق التوكتوك وهو أشهر فاشونيستا وساعتها..
-ها..
-مش هعرفكوا طبعا انتي هتهزري ولا ايه..يعني بزمتك دي أشكال الواحد يعرفها بردوا
-علشان كده هتفضلي نكرة ياكلبة يلا اركبي اتأخرنا علي البنت
لتضرب يدها بمقدمة رأسها
-يا خرابي هي شروق وصلت؟ دي هتنفخني
لتركض مسرعة وتركب السيارة لتنطلق بهم الي الجامعه
*********************************************************************
في الجامعة وأمام مبني كلية اثار
كانت تقف بفستانها الازرق الطويل ذات الآكمام الطويلة وحزامه الابيض عند الصدر وتلف طرحة ذات ألوان متداخلة بين الابيض والازرق وهي تنظر لهم بعيون غاضبة

-ده كله يا اساتذة!
-انا ماليش دعوة انا وصلت بأوبر وفضلت مستنية الهانم ساعة علي ماتعطفت وتلطفت ونزلت
نظرت لها شروق نظرات توعد لتضحك أروي
-وربنا يابنتي كنت بساعد ماما وبعدين بقي كنت محتارة ألبس أيه وبعدين ..
لتقاطعها
-بس بس..انتي هتشحتي ولا ايه؟ خلاص خلاص عفونا عنك
-أحلي شروق دي ولا ايه
-بس بشرط
-انت تؤمر يا دميل واحنا عندنا كام واحدة بتظهر والشمس بتطلع يعني
-هيهيهيهيهيهيهيهي ..خفيفة اوي يابت انتي بس ما علينا سوف اتغاضي عن هذه المهزلة الصغيرة وأقولك علي شرطي..
-عرفاه ياختي اكيد اعزمك علي الاكل
-ما يعجبنيش فيكي غير انك فضحاني دايما كده
-ياحبيبتي مصر كلها بقت فضحاكي
لتتدخل رحاب قائلة
-بس هموت واعرف بتاكلي كل الاكل ده ولسه زي ماانتي مهما بتاكلي بردوا زعزوعة
-ده عود فرنساوي يا حقودة
-من ناحية حقودة فحقودة اوي اووووووووووي اوووووي
-بس بس..هتموتي البت يخربيتك
فجاه قطع حديثهما أسما وهي تقول:
-صباح العسل الست أسما وصل
لينحني ثلاثتهم قائلين:
-مولاتي
لترفع يدها بطريقة كوميدية قائلة
-تشكرات تشكرات..لاظهار احترامات لحظرتونا ..بسرعه هاتولي كرسي حتي اجلس
أروي:
-انتي هتعيشي يا بت ولا ايه اتعدلي كده بدل ما نعدلك
أسما
-سوفاج
ضحك اربعتهم لتنظر لهم رحاب وهي تضرب يدها علي خدها قائلة:
-يا لهوي المحاضرة
شروق:
هااااااااار أسوووس
ليهرولوا الي كليتهم وسط ضحكات رفيقاتهم
أروي:
-بت واحنا المحاضرة بتاعتنا اتلغت صح؟
أسما:
-اها ياختي وصايعين النهاردة ولله الحمد
-طب ان كان كده يبقي اشطة تعالي نخدلنا جولة بقي وسط هذه المناظر الخلابة التي لا تصر السناجل بشئ
لتنظر بعينيها الي ثنائي جالسين مثل العشاق ..نظرت أسما الي حيث تشير وتري هذا المنظر وهي تصطك علي أسنانها من كثرة الغيظ قائلة
-انا مش فاهمة احنا في جامعة ولا في نادي العشاق ايه ده بجد؟
-معلش بقي يا سوسو هنعمل ايه ؟ جيل مهبب
-اه والله يابنتي
-ولا يكونش يعني ..يعني ..
-يعني ايه يابت
-يعني متغاظه علشان مافيش ادني احساس بمشاعر السنجولات الي زيينا يعني
-هههههههههههههه أيوة اومااااااااال
***************************************************************
وفي مكان اخر من مدينة القاهرة يوجد قصر (ال الشريف)
بتصميمه الفاخر يظهر عليه أن من بداخله يتمتع بالثراء الشديد ..
تعال معي اقترب اقترب اكثر الان نري حديقة القصر بمساحته الواسعه ووروده النادرة وتصميم حديقته الذي يخلب العقل ويجعلك تنظر مشدوها وانت تري هذا المنظر كأن الجنة هنا
ولكن دعك من كل هذا لندلف الي داخله حتي نري كيف عي النفوس بداخله
تقترب الان الخادمة وبيديها فنجانين من القهوة لتاخذهم وتدلف الي غرفة واسعة حديثة الطراز تظهر عليها الفخامة لتقترب الكاميرا علي سيدة في عقدها الخامس والعشرون
تجلس علي كرسي خلف مكتب فخم حديث الطراز يتناسب مع اجواء الغرفة وأمامها يجلس شاب في عقده الثلاثون من عمره له جسم هزيل نوعا ما ووجه لا يدل علي الخير أبدا وعيونه الجاحظه التي تعلوها النظارات الطبية تنظر الي السيده الارستقراطية التي تجلس امامه بشر قائلا:
-يعني ايه؟كل اللي عملناه هيطير كده
-لا يمكن ابدا مش بعد ماتعبت علشان اوصل للي انا في ده يضيع بين يوم وليلة لا يمكن ده علي جثتي
-والعمل؟!
-أكيد في حل لازم يكون في حل
ولكن سرعان ما ارتسمت علي شفتيها ابتسامة جانبية بنظرة خبيثة
*******************************************************************
نظرت لها بدهشة وهي لا تصدق:
-بتتكلمي جد يا أروي!
أروي وهي تنظر للاشئ بعيون هائمة تحمل كل معاني الشغف
-أيوة والله يا رحاب اعترفلي انه بيحبني!
نظرت لها بخوف وترقب قائلة:
-بس يا أروي انتي ماتعرفيش عنه حاجة غير اللي قالك عليه ازاي نقدر نتاكد من انه مش كذاب ولا انه بيشتغلك
-يا رحاب احنا بقالنا تلت شهور نعرف بعض عمره ما طلب مني صورتي ولا حتي طلب ننزل نتقابل ولا حتي انه يعرف اسمي الحقيقي يبقي ازاي يعني بيشتغلني
-عندك حق بس بردوا الواحد لازم ياخد احتياطته
نظرت لها وكانت علي وشك قول شئ ولكنها تراجعت فهي تعلم ان صديقتها لها كل الحق فيما تقوله ولكن ويحك ياقلبي لا تقودني الي الهاوية وانت تعلم انني اذا أحببته بصدق فلن يكفيني العالم وما فيه ليعوضني عنه ان كان كاذبا ولكنني سوف انساق وراءك فليس هناك مجالا للتراجع فقد احببت وحسم الامر ..حتي وان لم اكن اعلم كيف هي ملامحه ولكنني ساكتفي بملامحه في خيالي وارسمها بمخيلتي حتي يأذن لنا القدر لنري بعضنا البعض في الواقع والي ذلك الوقت سوف نلتقي في الخيال
يتبع
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي