الفصل الثالث

كانت تعرف أن عليها الخروج بأسرع وقت ممكن قبل أن يري ضعفها، أقفلت الباب بصمت خلفها ثم توجهت إلى بهو الإستقبال وهي لا تشعر بأنها تتحرك.

قفز أحمد عن الكرسي ثم شق طريقه بين الجموع..
-أنتِ يا بنتي ...سارة! أنتِ رايحه فين؟

لحق بها وأمسك مرفقها، ليديرها إليه

-مالك يا سارة في ايه.. حصل ايه ؟
همست بقلب محطم "أحمد وديني البيت دلوقتي حالًا

مر الأسبوع مظلمًا مؤلمًا ... وعرفت عائلتها بالطبع .. وتعاطفت معها بصمت شعرت برعايتهم وحنانهم فكانت شاكرة لهم.
وفي وقت لاحق تساءلت عما قاله لهم أحمد لأنها شعرت بالراحة لعدم اضطرارها إلى شرح ما حدث بنفسها.
فماذا كان عليها أن تقول حقًا؟
لقد غلفها احسغاس بالخزى والعار واستولت عليها رغبة عارمه في نسيان غبائها الشديد.

بعد مرور بعض الوقت.....

كانت طوال هذه الفترة.. تفكر فيه ولم تستطع سوى تذكر "سيف عز الدين" وما فعلاه معًا وما كان يشعر أن به من أحاسيس وحب كبير ثم تصورته عندما رأته في المرة الأخيرة، فإذا هو جامد بارد، لا حياة فيه، كيف فعل بها ذلك؟
سألت نفسها هذا السؤال يومًا بعد يوم .. ما الذي جناه من فعلته تلك؟ ولماذا؟ لقد رحل وضاع.. إلي الأبد

في هذه الأثناء التي حاولت فيها لملمة خيوط حياتها المهترئة ذهبت إلى المستشفى التي تعمل بها وتطوعت ساعات إضافية علها تعود إلى المنزل مرهقة حتي الموت، وأدرك أهلها ما تحاول أن تفعل ولكنهم احتلوا يحذر التعليق علي ما تفعل ولكن مع الوقت صعب عليهم مراقبتها وهي تختزن كل شئ في نفسها، وهم غير قادرين علي تقديم المساعدة.

في ليله منعشة دخلت سارة إلي المنزل لتجد أباها يجلس علي كرسي في غرفة المعيشه وعلي وجهة تقطيبة سوداء .

ابتسمت ابتسامة حذرة حاولت فيها أن تكون مرحة فأزداد أبوها توترًا

-بابا حبيبي ...صاحي ليه لحد دلوقتي؟

رفع رأسه الأشيب ينظر إلى ساعة الحائط متجاهلًا تحيتها
-أنتِ عارفة إن الساعة قربت علي 12؟ أمك قالتلي أنك مابقتيش تاكلي كويس وأنا مش مصدق إنك كنتِ في االمستشفى طول الوقت ده.

أنا ماكنتش في المستشفى، أنا كنت بتمشي شوية بفكر
-في الوقت ده هو ده وقت تمشية وكمان الجو ساقعة والدنيا بتمطر .
أحدودبت كتفاها ثم قالت:
-أنا هعمل شاي اعملك معايا؟
-شربت وأنا مستنيكي بس ما أعتقدش واحد تاني هيضرني
تفرست عيناه المضطربتان في ظهرها ،وأصابته موجة غضب يائس لأنه لاحظ مدي نحول كتفيها
-سارة لازم تبطلي اللي بتعمليه في نفسك ده
نظرت له وهي ترفع رأسها مقطبة

-بابا مش شايف إن الوقت متأخر ؟ لازم تدخل تنام.
-سارة ..سيف خرج من حياتك من شهور فليه لحد دلوقتي بتفكري فيه ؟!
-بابا لو سمحت أنا مش عايزة أتكلم في الموضوع ده.

-لاء، لازم نتكلم لازم تواجهي الحقيقه .. أنتِ لازم تبوصي كده في الثغرات اللي كانت في علاقتكم .. تقدري تقوليلي اتخطبته قد ايه .. شهرين ماظنش أن ده وقت كافي يخليكِ تحبيه بالطريقة دي

ابتسمت ابتسامة علي ثغرها لتنظر إلى الفراغ الذي وراء والدها لتأخذها ذاكرتها إلى الإنسان الذي لم تعشق غيره

-الوقت بالنسبة لينا كان نسبي.. انتغ ممكن تعرف عن شخص كل حاجه في شهرين وممكن ماتعرفش عن شخص تاني حاجة بالرغم انك كنت تعرفه من سنينالجيزة

التوي فمه وهو ينظر إلى عينيها ليري الألم يرتسم علي وجهها
-بس أنتِ ماكنتيش لسه عرفتي كفايه عنه ..ماعرفتيش أبدًا الحاجات اللي ليها أهمية ..يعني مثلا ماعرفتيش أبدًا أن كان في زوجة منتظراه
تهاوت دفاعتها

-بابا أرجوك ماتعملش فيه كده

يا تري ايه هيكون رد فعل باباها وايه الجديد اللي منتظرها ومين الارمل اللي هتتعرف عليه ده.
مع إن كمان حاسس إني أنا اشتركت في جرحك معاه
رفعت رأسها لتنظر إلي والدها ولكنه أكمل قائلاً

-كان لازم اسأل عليه كويس مش علشان وثقت فيه أوافق عليه أول ما أتقدملك أنا مش عارف إزاي؟!

قاطعته وهي تشهق بمرارة
لا.. أنت مالكش دخل أنا اللي كنت كل  يوم أزن علشان توافق بس أنا حبيته وما زالت بحبه وعارفة إن غلط أحب واحد متجوز بس أنا حاولت ماكنتش غبية كده بس مش قادرة

ربت علي ظهرها متنهدا
-لا إنتي مش غبية ولا حاجة دايماً الإنسان بيحب الشخص اللي مش مناسب في أغلب الوقت.ده شئ مش بإرادتنا ولو إنتي مش بتوقعي في مشاكل وتحليلها الحياه هتبقي مملة؛ وعلشان كده دايماً لازم تواجهيها . بس أنا شايف أن ف حل.
سحبت نفسا مرتجفا غير واثق:تقصد ايه؟
-الأمر بسيط جدا..ماتخليش تجربة زي دي تخليكي تفسدي حياتك كلها وتشوفي كل الرجاله شبه بعضها . اتعلمي منها وحاولي تنسي سيف ده بس ما تحاوليش تقضي علي الذكريات اللي كانت ما بينكم لازم ما تحاوليش تنسي.. لأنك كل ما هتحاولى كل ما هترجعلك وبشكل أقوي كمان عشان كده ما تقاوميش وماتكبتيش مشاعرك بس سيطري عليها وتقبلي إنك ما حبتيش الراجل المناسب واستمري في حياتك ووقتها هتتحل المشاكل بنفسها
سألت والذعر يهدد صوتها:أنت فعلا تقصد الكلام ده؟
-صدقيني يا سارة الحب مشاعر نبيلة واللي بيقول غير كده عمره ما حب فعلاً الحب ليه وجوه كتير جدا وانتي ماشوفتيش غير وجه واحد بس في يوم هتلاقي الراجل اللي يستهلك فعلا ويحبك انتي .. أما سيف ده لازم تنسيه
عرفت أنه علي حق .
فقد كانت حتي الأن تخدع نفسها محتفظه ببارقة أمل في أعماق قلبها موهمة إياها أن شيئاً ما سيتغير ،وأنها قريباً ستجد نفسها مع سيف مرة أخري وكأنهما ان يفترقا أبدآ
أرجعت الدموع السخينة التي كانت تحرق عينيها وأحست بخجل عميق من حماقتها وعدم رغبتها في مواجهة الأمر الواقع .
تلاشي تدريجياً تشنج جسمها واسترخت علي صدر أبيها الضخم الذي ضمها إليه بقوه لتشعر بالأمان بين ذراعيه الدافئتين .
مرت دقائق بطيئة وقفا فيها . وعندما رفعت رأسها بدا في وجهها تصميم وعزم.. فإبتسم والدها بلطف
-هي دي سارة اللي أنا أعرفها .. انتي كده خطيتي الخطوة الأولي .. اغعتقد إنك لازم تبعدي عن هنا فترة
ابتلعت ريقها: أبعد
-أنا ومامتك قررنا نطلع عمره . وأنتي مش هينفع تعدي لوحدك هنا مش علشان مش واثق فيكي بس عشان مش هبقي مطمن عليكي وانتي لوحدك ثم بردوا أعتقد بنوتة عندها 24سنة محتاجة تغير جو بردوا في مكان بعيد شوية عن ذكريات سيف.عمتك اتصلت النهاردة وعايزة إنك تروحي تعودي معاها شوية وتساعديها.
-بس هساعدها ازاي؟
-تساعديها في إدارة المزرعة؟
نظرت إليه بإستغراب /مزرعة إيه؟
-فاكرة قريبة جوزها الله يرحمه اللي اتوفت؟
-أيوة
-ابنها كان بيحب عمتك أوي وطلب منها تروح تاخد بالها من المزرعة وتهتم بيها وهي حالياً بديرها
-طب وأنا هساعدها في إيه ده أنا لخمه .. مش فاكر كمان حادثة الجرار اللي حصلت ليه وأنا عندي 6سنين
-لا مش ناسي ده أنا كنت هموت صاحبي علشان ساعتها ما أخدش باله منك . بس ده مش موضوعنا عمتك محتجاكي في حاجه تانية
-ايه بقي؟
-في واحد هناك معاها بيساعدها في إدارة المزرعة اسمه "حمزة"أعتقد عنده ابن وعمتك عيزاكي تروحي تهتمي بيه علشان في محصول السنه دي كتير وعايزين وقت يحصده ويرتبه دنيتهم
-طب وأنا مالي ما تخلي مامته تهتم بيه
-للأسف والدته متوفيه
-بابا هو انت اتصلت بعمتو
تلجلجل والدها قليلاً
-يخربيت عقلك اللي كله شك ده... وانا أعمل حاجه زي كده ليه؟

-الموضوع غريب شوية..يعني هو مافيش حد هناك يهتم بإبن حمزة ده مثلاً
-عمتك مشغولة طول الوقت ده خصوصًا إن صاحب المزرعة ده تقريباً بيتعالج من حاجه ودايماً مسافر وعمتك كل حاجة عليها والولد عنده 4سنين وعايز إشراف دايم عليه
-تمام

عندما وقف القطار كان المطر خفيفآ فاعتبرت هذا فألآ جيدًا
عندما وقف القطار كان المطر خفيفا فأعتبرت هذا فألا حسنا، لم تجد متاعب تذكر في إيجاد السائق الذي ينتظرها لنقلها إلي مزرعة عمتها بعد ان أستقرت في مقعدها تذكرت أن السماء أمطرت حين ألتقت أول مرة بسيف

أنه الشخص الوحيد الذي يحب التنزه في كافة الفصول ..وتحت وابل من المطر..طلب منها الزواج

رقرقت عينيها بشدة وأجبرت نفسها علي التركيز علي المزارع المحدقة بها ..لن تفكر فيه فلا مكان له هنا.

بيوت المزارع منتشرة هنا وهناك..كان والدها علي حق في هذا الجزء من البلاد ثمة شئ لا يحده الزمن وفيه قدرة كبيرة علي الشفاء غير موجودة في مكان آخر .. ترجلت من سيارتها تبحث عن وجه مألوف لها فرأت امرأه قصيرة ممتلئة الجسم ذات شعر رمادي مجمع قالت:

-هو أنا اتغيرت لدرجة أنك مش عرفاني

انتفضت سارة:
-عمتو فاطمة

هزت العجوز رأسها مبتسمة بحرارة :

عرفتك من الصور اللي كانت بتبعتها ليه امك بس انتي اطول شوية مما توقعت

ضحكت ثم أردفت

-اخر مره شوفتك فيها من 15 سنه

ضحكت سارة أيضًا:
-وانتي بقيتي أقصر شوية أنا فاكرة اني كنت برفع نفسي عشان أطولك دلوقتي المفروض أوطي علشان أطولك

ضحكت عمتها قائلة:

-طب وطي بقي عشان اقدر احضنك

-الدنيا هنا جميلة اوي ياعمتو شكرا عشان بعتيلي اجي ابقي معاكي شوية

قالت العجوز بانفعال مربك:
-ده بيتك يابنتي
تركت بنة اخيها تعقد ذراعها بذراعها وهما تتجهان الي المنزل

ورجلك عامله ايه دلوقتي دايما كنت بحس بالذنب عشان مالحقناكيش قبل حادثه الجرار دي

-أنا بخير ياعمتو بس بقي عندي عقدة من جميع انواع الجرارت ..انتي قلقانه لمقدرش اخد بالي من ابن حمزه

-لا طبعا ياحبيبتي ده ولد مؤدب ومش هتلاقي أي متاعب معاه بس اغنا كنت بتمني لو أقدر أقول الكلام نفسه عن صاحب المزرعة

ارتفع حاجبا سارة متسائلة:
-هو أخويا مقلكيش حاجه عنه؟ أنا واثقة إني قولتله عليه ده قلب حياتي كلها

-هو ده الراجل اللي بديري له المزرعة

-ده اشتري البيت الكبير اللي موجودهنا وبعد ما خلص تصليحه طلب مني إني أديره

-إنتي تقصدي البيت الكبير القديم البايظ ده؟اللي كان بابا بيبعدني عنه دايما؟

-انتي فكراه أهو

تنهدت سارة بطريقة مسرحية:

-ياااه ..كنت زمان وأنا صغيرة بتمني أعيش فيه وابقي صاحبة البيت الكبير زي فاتن حمامة في سيدة القصر كده ..دايما كنت بعد اتفرج عليه من الشباك وأفضل أحلم بيه

ضحكت وأحمر وجهها للذكري

-أحلام خياليه لطفلة عندها 10 سنين

-خالص ياحبيبتي عمرك ماهتعرفي احلامك دي هتوصلك لفين بس انتي لازم تشوفي البيت دلوقتي بقي شكله ايه صاحب البيت دلوقتي خلي البيت شكل تاني عدل حيطانه وشال الاعشاب الضارة والاشجار الميته وكمان عمل ساقيه وحط فيها سمك وجاب حصنه وعملها اسطبل

-ده أكيد شخصية مهمه بقي

-أكيد طبعاً..كان في الاول بيضحك ويهزر مع الكل إنما دلوقتي بقي منعزل عن الكل من ساعة الحادثه وهو بقي غريب جدا

سألت سارة:
-ازاي؟!
-بقي منعزل عن العلم بسبب إنه أتشل  وهو مش بيقدر يشوف أي شفقه في عين حد ليه علشان كان كده بيرفض أي حد جي يزوره حتي أصحابه وبيتشال ويتهبد لو شاف حد بيقرب من بيته

-بس هو خلاكي تديري البيت

-أيوة علشان يعرفني من صغره وبيعتبرني في منزلة والدته

-ااه..طب وفين مراته من ده كله بقي؟

-لا ياحبيبتي هو مش متجوز

-امممممممممممم ربنا يشفيه يارب

-يارب ده لسه صغير في التلاتينات كده

-عنده كلب لونه دهبي كده أعتقد هو ده الوحيد اللي صاحبه دلوقتي..انا حاسه أنه حصل معاه كده علشان قبل الحادثة كان هيتجوز بس أعتقد أن البنت رفضته بعد اللي حصله رجع بعد الموضوع ده عصبي جدا ورفد جميع العمال اللي هنا

-عمال؟!

-اقصد الناس اللي بيساعدوه في البيت الخدم يعني مش بحب أقول الكلمه دي ابدا عشان كلنا بنخدم لقمة عيشنا مهما كان شغلنا

-عندك حق.. شكلك بتتعبي كتير هنا يا عمتو

-كتير ..بس أكيد لما تاخدي بالك من ابن حمزة هيبقي عندي وقت أكبر علشان أرتاح شوية

تعالي بقي نقوم أعرفك علي حمزة وابنه إياد

قامت من مكانها وهي تبتسم فليس لسيف مكان هنا أضاءت ابتسامة مشرقة وجهها ولم تستطع منع ضحكتها:

-أنا رجعت اخيرا البيت ياعمتو

ضحكت العمة

- كنت عيزاكي تقولي كده وكنت حابه أن ده يبقي شعورك تعالي بقي عشان اعرفك علي حمزة

لحقت سارة عمتها الي الداخل فاستقبلتها هالة من الدفئ الحميم كان الباب الامامي منفتحا علي غرفة جلوس تذكرها جيدا ولكنها أصبحت اجمل الان نظرت الي عمتها قائلة:
-أنا مش فاكرة انها كانت حلوة اوي كده

-ده عشان بس حمزة عاد ترتيبها وبيضها بألوان اجمل من زمان

-حتي في شوية حاجات من بيته هنا زي الانتريه والصالون دول ادهوملي بعد ما مراته ماتت ..لو كنتي شوفتيه يوم مامراته ماتت كان هيصعب ليكي اوي الله يرحمها

كانتا مندمجتين في الحديث عندما تناهت اليهما ضحكة مفاجئة التفت علي اثرها المرأتان

-نور؟

-اكيد ده نور وحمزة اكيد حمزة بيحاول يقنعه انه ينام ماكنتش متوقعة انك هتتاخري اوي كده في المحطة ده لسه لازم يشوف الارض المفروض كان سابلي الولد واجهزه انا للنوم

نظرت لها سارة باستغراب قائلة
-هما عايشين هنا معاكي

ضحكت عمتها قائلة

-لا عايشين في البيت االلي قدامي بس نور بيحب يجي ينام معايا هنا اعالي بقي عشان اعرفك عليهم

تبين ان العائلة عبارة عن طفل صغير وكلب ضخم ورجل طويل ..كان الكلب اول من لاظ سارة فسارع اليها نابحا نباحا قويا أرعبها وجعلها تتراجع حتي احست أن بجدار الغرفة البارد علي ظهرها

صاحت عمتها قائلة
-اسكت يا روكي

ثم التفتت الي ساره قائلة -ماتخافيش ياحبيبتي

ابتسمت سارة قائلة:مادام انتي قولتي كده مش هخاف

نظرت الي الولد الصغير قائلة :

-نور دي بنت اخويا سارة

لم يرد الولد حتي وقف والده ووقف الي جانبه قائلا بلطف

-مش هتسلم عليها يانور ولا ايه؟

ارتفعت يده الصغيرة بخجل الياها: ازيك؟

كانت عيناه زرقاوين قلقتين

ابتسمت له: انا بخير الحمد لله انت ايه اخبارك؟

وصافحت يده بحذر بسبب مظهر الصغير المتوتر ثم رفعت وجهها الي والده كان رجلًا طويلًا عريض المنكبين يرتدي قميصًا رثًا كجينزه علت شفتيه ابتسامه لا مباليه

-اخيرا جيتي يا انسه سارة..ده اللي كنت متوقعه منك

كان صوته هادئًا هدوءًا أدهشها .. لقد توقعت أن يكون صوته عميقًا أجش نظرًا لضخامته ولكن المثير للدهشة التركيز الإيقاعي الذي يضيفه علي كلماته

قالت وهي قلقه منه بعض الشئ:

-مستحيل عمتو تحتاجني ومجيش
المثير للسخرية أن طريقة حديثه كانت كطريقة سيف يا الله هل أنا هنا لنسيانه أم لتذكره في أشخاص آخرين

بعد هذا التعارف الغريب أخذت عمتها الولد الصغير لتضعه في فراشه
قبل حمزة ابنه الصغير قبل ان يغادر إلى منزله قالت فاطمه بعذوبة:
-تصبح علي خير انا هسيب الباب مفتوح عشان لو عايز حاجه تناديني

لوحت سارة بيدها قائرة

-تصبح علي خير يا نور

لحقت بعمتها وضحكة عذبة تتناهي الي مسمعيها فابتسمت فاطمه
-هو طفل خجول بيفكرني بيكِ لما كنتِ في سنه، ثم أنهت حديثها قائلة: أنا هطلع انام بقي عشان أنا تعبت النهارده جدًا وأنتِ اتعشي قبل ماتنامي أنا جهزتلك أكل خفيف كده ونامي بسرعه بقي الساعة بقت 9
ضحكت سارة فالبنسبه لها الساعه 9 بداية يومها ولكنها لم ترد ازعاجها قائلة

-حاضر ياعمتو

ولكن تفكيرها ذهب إلى حمزة الذي كان ينظر لها ببرود ويحدثها ببرود أكبر ترى ما به ولمَ يعاملها هكذا؟

"يتبع
"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي