الفصل السادس والثلاثون

قاطعتها حور عن الحديث قائلة بهيام: أكتر حاجة بتبهرني فيكَ يا بت يا أروى كلماتك القمر دي
أجابتها أروى بدرامية: وايه كمان يا ست الحسن؟
حور: كلماتك قمر
مالت بجانبها وهي تغمز بخبث إلى صديقاتها قائلة: طب وعُمران؟
أجابتها حور بتلقائية دون النظر إليهم: ده العمر كله ده
صفرت أسيل بإعجاب: ده احنا واقعين أوي
فاقت حور على صوت صفير صديقتها وهي تبتسم بخجل قائلة: ما ايه يا بنات ما تهدوا شوية
تدخلت هاجر في الحديث: لا يا بنات ادوها دي طلعت عيني
اخرستهم بصوتها قائلة: اخرسوا بقى ثم اشارت إلى أروى بعصبية قائلة: كملي يلا
لم تستطع أروى الاعتراض كانت تريد أن تعرف قصتها لكن على ما يبدو أنه لم يحن الوقت بعد لذا أثرت أروى الصمت وهي تز رأسها بالايجاب لتكمل:

دخلت رحاب الي منزلها وكالعادة سمعت صوت والدتها وهي تصرخ علي أختها الصغري صبا
-يابنتي اتهدي وروحي افتحي كتاب ينفعك بقي
صبا وهي تخرج لسانها بطفولية لآختها الكبري
-لا مش هفتح بقي
-ماشي بقي كده ..لتخرج هاتفها الجوال وتضغط علي زر الاتصال يأتيها صوته
-أيوة يا رحاب في ايه خير؟
-اختك مش عايزة تذاكر يا حسام
نظرت لها صبا بنظرات خوف قائلة
-لا يا أبيه ماتصدقهاش ده أنا حتي كنت رايحه أوضتي أذاكر
وركضت سريعا الي غرفتها وتخرج كتب دراستها وتبدأ في مذاكرتها هي تحب اخيها الكبير ولكنها تخاف منه عندما يغضب تخاف منه اكثر من والدها
ضحكت أروي كثيرا قائلة
-ياعيني دي اتسرعت ده أنا لو كنت بكلم أبو رجل مسلوخة ماكنتش عملت كده
-أيوة علشان تعرفي اني مسيطر حتي وأنا مش في البيت
-أيوة علي يدي
-طب يلا انصرفي بقي عندي شغل
-انصرف شايفني عفريت يا واد انت
-يابنتي اتلمي ده انا أكبر منك بأربع سنين احترمي فرق السن
-انت هتزلنا علي اربع سنين
-ماشي يا رحاب بس أما أجيلك
-حصلنا الرعب يا سيدي كنت..
لم تكمل جملتها لانه اغلق هاتفه في وجهها كالعادة
ابتسمت وهي تنظر لوالدتها
-ابنك مافيش منه اتنين في الاحترام والله يا لولوه
لتنظر والدتها اليها بتهكم قائلة
-حوش الاحترام اللي بيوقع منك
-شكرا أوي يا لولوه شكرا
-العفو يلا غوري خليني أشوف اللي ورايا
-اجول ولا اغور
نظرت والدتها اليها بغضب لترمي الملعقه التي بيديها ولكنها تتفادها
-وماجتش فيا وماجتش فيا ثم ركضت ووالدتها تنظر اليها وتبتسم وتعود الي ما كانت تفعله
************************************************************
في منزل خالد الابراهيمي
دلفت أروي الي غرفتها لتفتح هاتفها الجوال لتنظر الي الرسائل الكثيرة المبعوثة علي هاتفها الجوال وتبتسم برضي وحب علي هذه الكلمات التي كتبت اليها خصيصا من حبيبها
يا من اهواه بغير ان أراه
كيف هو السبيل اليك
فأنا لم أراك ولكنك تسللت
الي داخلي بغير استئذان
فكيف هو الوصال اليك
وأين هو الطريق اليك
أرجوك لا تترد ولا تتشك
فدلني الي طريقك حتي
أستطيع الوصال اليك
واخطفك مما يحيطون بك
لاخذك الي جنتنا التي لن
تكون جنة سوي بك
حبك تسلل الي قلبي بغير استئذان
احببتك نعم احببتك لا تندهش
ولا تتشكك في حبي اليك
نعم لم أراك ولم اعلم من انت
حتي الان ولكني أرسمك في خيالي
فدلني كيف السبيل
كانت جالسه علي فراشها وهي تقرأ كلماته التي تسللت الي قلبها وهي تبتسم برضي كامل فكيف لآحد يحب أحد بكل هذا الشغف وهو لم يراه
كانت سرحه بأفكارها لياتيها رسالة منه يقول
-أوباااااااااااااااااااا بقي بتعملي سين ومش بتردي عليا لا أنا زعلت
-بدات في الكتابة
-لاانا كنت بقرأ الكلمات حلوة اوي دي عشاني؟
اجابها قائلا
-لا دي علشان نانسي السكرتيرة
اشتعلت النار بداخلها لترد
-طب روحلها خليها تنفعك
نظرت الي الرسالة لتري انه رأي رسالتها بالفعل ولكنه لم يجيب لتغتاظ وتنظر شذرا الي هاتفها لتنزل دموعها بدون ارادة منها ليقطع عليها حزنها وهي تري اسمه علي هاتفها لتسمع صوت دقات قلبها كدقات الطبول في ليلة العرس أمسكت هاتفها لتجيب
-أفندم؟!
لتتوقف أنفاسها عندما تستمع الي صوته المحبب الي أذنها
-أفندم! ايه انتي مين ؟
-اسماعيل ياسين ياخفيف وامشي بقي علشان مش طيقاك
-أنا؟ ده انا حتي كيوت وواد امور كده
-ماشوفتكش علشان أحكم
-ولما تشوفيني هتستفادي ايه
أسودت الرؤية أمامها من شدة الغضب لتجيبه
-مش هستفاد حاجة يا أحمد وامشي بقي دلوقتي علشان انا عفاريت الدنيا بتتنط في وشي
اجابها وهو يبتسم علي برائتها هذه
-طيب هروح عند نانسي بقي أنا
-قفزت من علي فراشها كما الذي يلدغه ثعبان وهي تصرخ
-روحلها وماتتصلش هنا تاني
-تمام انا كمان مش عايز أعرفك أصلا وكنت متصل علشان أقولك كده
أغلق الهاتف وهو يضحك بصوت عالي
لتدلف الي مكتبه سيده في عقدها الثامن والعشرون بشعرها الاشقر الناعم وجسدها المتناسق وعيونها الخضراء وبشرتها البيضاء
-في ايه؟
لينظر اليها بغضب عارم والي ملابسها الفاضحة التي تكشف من جسدها أكثر ما تداري منه
-مافيش انتي ازاي تدخلي كده من غير استئذان
نطرت له ببرود وهي تسير باتجاه بخطوات ثابتة ونظره جريئة لتصل وتميل أمام مكتبه بدلال قائلة بصوت كالفحيح
-أصلي اتخضيت عليك
نظر اليها وقد فهمها ليجيبها وهو يستند الي كرسي مكتبه ويرجع به الي الوراء قائلا
-لا ماتتخضيش واعرفي كويس اوي اللي بتعمليه ده مالوش لزوم لاني بحبها فعلا واتفضلي بقي
******************************************************************
اما عن أروي فقد كان حالها يرثي علي الذي يراها فقدأحمرت عيناها من شدة البكاء كيف له ان يقول هذا أيريد أن يتركها ماالذي حدث ليفعل كل هذا الم يكن من حقها ان تشعر بالغيرة عليه ماالذي فعلته وماالذي يتوجب عليها فعله الان حتي تستعيده
اتتصل به ولكنه قال انه لايريد ان يتحدث اليها بعد الان لم تعلم ماالذي عليها فعله لتمسك هاتفها وتتصل بها ليتذبذب صوتها المرح اليها:
-قلبي يارب
لم تجيبها أروي ولكن أزداد نحيبها
-في ايه ؟ انتي بتعيطي ولا ايه؟!
اجابتها بصوت متقطع من شدة بكائها
-أصل..أصل قطع جملتها صوت هاتفها ليخبرها ان هناك من ينتظر ان تجيبه
لتجيب صديقتها
-ثواني يا رحاب في حد علي الويتينج
نظرت الي اسم المتصل لتجد انه أحمد
-طب معلش يا حيبة هرد وأرجعلك
-ماشي ياعسل
أغلقت معها لتجيبه
-نعم في أيه ؟
-عايز عشه جنيه
-بجد؟ أنت حقيقي بتهزر وأنت بتقولي الكلام ده
لم تستطع منع نفسها من البكاء حتي تهدج صوتها وهي تتحدث معه وبدأت في البكاء ثانية
تأفف هو من الذي فعله معها فهو يعلم علم اليقين انها عاطفية ومن أقل كلمة تبكي فهي بريئة نظيفة مثل الاطفال لم يري مثلها فهو رأي الكثير والكثير من الفتيات ولكنه لم يجد مثل روحها النقية
-طب خلاص ماتزعليش يابنتي وانا اقدر اسيبك انا كنت بهزر والله
-لا انت ماكنتش بتهزر وحقك اصلا تقول كده انا مجرد بنت اتعرفت عليها علي شات وحقك تقول كده اصلا
-انتي عبيطه ياسلمي ازاي تقولي كده
بكت وبكت وهو يهدئ من روعها حتي استكانت ليقول
-سلمي ماتصدقيش في يوم اني ممكن اسيبك وماتقوليش الكلام الاهبل ده تاني فاهمه ولا لا؟
-انت كمان ماتقولش الكلام بتاعك ده تاني
-سلمـــــــــــــي
-حاضر حاضر يا ساتر
-ماشي ماشي هي دي اخرتها طب يلا انا هقفل بقي
-ليه؟ انت زعلت؟
-هبله وربنا لا مازعلتش بس عندي ميتينج مهم ولازم اروحه
-تمام اول ماتوصل ابقي كلمني اشطه
-اشطه يا مهلبية
اغلق الهاتف وهو يضحك وهي تحضن هاتفها وتقبله
**************************************************************
في شركة تصميم أزياء في مصر
وفي غرفة واسعة تحتوي علي طاولة اجتماعات في جانبها الايمن وفي منتصفها يوجد مكتب كبير يجلس خلفه شاب في العقد الثالث من عمره ذو شخصية جذابة..بجسمه الرياضي المتناسق وطول قامته وبملامحه الشرقية وعينيه العسليتين وشعره الاسود الناعم الذي يرجعه للخلف رغم خصلات صغيرة تسقط قرب عينيه
ويجلس امامه رجل في عمره له عينين بنيتان ووجه ابيض وشعر أسود يوصف وسيم ولكن ليس بوسامة الجالس أمامه وهو يتصفح أحد المقالات قائلا:
-كده كله تمام أعتقد
كان أدهم يتابع بتعبيرات وجهه وهو واضع كلا ذراعيه علي المكتب مشبكا أصابعه ببعضهما وهو يقول
-اوك كده تمام اعتقد انك كده جاهز تسافر كمان أسبوع..وعلي ما أنت ترجع أكون بدأت أنا في خطة التسويق ونعمل العرض أول ما تنزل ان شاء الله
عبد الرحمن بتمعن:
-بس كده هيبقي التسويق والعروض محتاجين مبالغ عاليه اوي
ابتسم أدهم قائلا بأريحيه:
-وهي دي تفوت صاحبك بردوا أكيد عامل حسابي ماتقلقش أنت بس
عبد الرحمن:
-اللي احنا محتاجينه في خلال العرض ده علشان يبقي ناجح ومبهر مش أقل من 6 مليون جنيه
أدهم:
-طب ما أنا عارف يابني
صمت لحظه ثم أكمل وهو يريح ظهره علي كرسيه قائلا:
-بس المهم تمشي كل حاجة مع العملا اللي في لندن زي ما احنا متفقين
عبد الرحمن بثقة:
-والله عيب تقولي أنا الكلام ده
أدهم:
-طب ياخويا ماتنشكحش اوي كده
ثم نظر له بعينين حزينة قائلا:
-كان نفسي يكون عمر معانا علشان يكون شاهد علي العرض اللي هينقل شركتنا لمستوي أعلي من كده
نظر له هو الاخر بأسف ولم يعقب
****************************************************************
في الجامعه

كانتا جالستان بتأفف الي ان جذب انتباههم كلام الدكتور وهو يقول
-ان شاء الله اخر الاسبوع في رحلة ليكم في الاقصر وأسوان
ليبدأ الهرج والمرج بداخل المحاضرة والجميع فرح بهذه الاخبار السعيدة فأخيرا هناك وقت راحة لهم ولكن لم تدم هذه السعادة ليقول الدكتور
-ماتفرحوش اوي كده دي هتبقي رحلة دراسية يااساتذه علشان تشوفوا المقابر هناك
لكن هذا لم يحبطهم ليرد عليه صوت من الطلبه الجالسين
-والله يادكتور بالنسبة لينا مش فارقة المهم نغير جو
ليجيبه صوت اخر
-أيوة يابني والله المهم نخرج برا المدرجات دي والجو الخنيق ده بقي
ليبتسم الدكتور قائلا طب تمام الاشتراك طبعا هيبقي في شئون الطلبة يلا سلام
لتخرج الفتاتان سعيدتان بهذه الاخبار الرائعة ليلتقوا بأصدقائهم لينقلوا لهم هذا الخبر الرائع
أروي:
-يا ابن المحظوظة يا معتز ماشيه معاكم
أسما:
-يا محظووووظين لا بقي أنا معترضة أنا عايزة أروح
أروي:
-انا لوكنت أعرف كده كنت دخلت أثار عااااااااا
رحاب:
-ده احنا هنموت محروقين من كتر الحقد ده
شروق:
-ده القطر هينفجر بينا واحنا في المحطه أصلا
أروي:
-بس ماتقاطعوش
رحاب:
-واطية هقول ايه؟
شروق:
-لا بجد يا بنات احنا عايزين نروح مع بعض ده أسبوع مش هيتعوض بجد
أروي:
-ازاي يافلحوسة انتي واحنا اساسا مش معاكم في الكلية
رحاب:
-عادي ممكن تدفعوا الرسوم مش هيعترضوا
أسما:
-أنا بابا مش هيعترض المشكلة في أروي
أروي:
-بابا ممكن يحدفني بالساطور يفلقني نصين لو اقترحت حتي الحوار
رحاب:
-احنا هنروح نقوله انك هتنزلي تدريب علشان تتعاملي مع فوج ايطالي وده العملي بتاعك ونستفاد من أخوكي تيم
أروي:
-تيم هيروح الكلية وهيرجع علي الجمعه ان شاء الله واحنا هنسافر الخميس يا أستاذة وكده بردوا تيم مش هيكمل باقي الاسبوع انتي عارفة كليته صعب فيها الغياب وبيبقي فيها عقاب
شروق:
-اسكتي انتي بس وماتعقديهاش
**********************************************************
في منزل (خالد الابراهيمي)
رحاب:
-ياعمو لازم أروي تسافر ده العملي
خالد وهو ينظر لآروي بغيظ:
-ماينفعش ياحبيبتي ماعنديش بنات تبات برا البيت
رحاب:
ياعمو ماينفعش دي كده تشيل المادة علشان خاطري
لتنظر أروي الي اخيها حتي ينجدها
تيم:
-يابابا خليها تسافر وأنا هحصلهم وأقعد معاها هناك في الاجازة
خالد وهو يفكر:
-ما انت كده مش هتكمل باقي الاسبوع معاها
رحاب وهي تستطرد وتستفاد من ميل أفكاره الي ذهاب أروي معها
-ماتخافش ياعمو أخويا حسام هيبقي معانا باقي الاسبوع يعني معانا راجل وكمان معانا الدكاترة يعني ماتخافش
خالد:
-خلاص يا بنتي مادام كده يبقي علي بركة الله
لتقفز الفتاتان بسعادة ويذهبوا ليحتضنوا خالد
ليذهب تيم ويقف بجانب اخته ويهمس بأذنها
تيم:
-انا عارف ان مافيش تدريب أصلا بس عدي الجمايل
نظرت له وهي تبتسم قائلة بهمس
-أحلي تيم ده ولا ايه
تيم:
-لا مافيش الكلام ده روحي حضرلي شنطتي يلا علشان رايح الكلية بكرة
أروي:
-ماشي يا مستغل
ذهبت رحاب الي منزلها ودلفت أروي الي غرفتها بعد أن جهزت حقيبة أخاها لتمسك هاتفها وتضغط علي زر الاتصال ليقفل هو ويتصل بها
-لسه فكراني؟ كنتي فين ده كله أنا أتصلت بيكي كتير
أروي:
-معلش ياحبيبي كنت بقنع بابا علشان أسافر
أحمد:
-نعممممممممممم! تسافري فين؟ وتسافري مع مين؟وازاي باباكي يقتنع بحاجة زي كده؟ وازاي أصلا ماتقوليليش؟
أروي وقلبها يرقص طربا علي غيرته هذه:
-ياحبيبي أنا كنت لسه هقولك دي رحلة تبع كليتي تدريب مع فوج ايطالي وهيضاف للعملي
دعت الله في داخلها حتي يقتنع بكلامها
أحمد وهو ممتقع الوجه من شدة الغضب:
-فوج ايه؟ وطبعا بقي هيبقي فيه ولاد
أروي:
-طبعا
أحمد:
-مافيش سفر يا سلمي
أروي:
سلمي مين؟
أحمد:
انتي هو أنا بتكلم مع حد غيرك
ضحكت أروي كثيرا وهي تقول :
-هو انت ده كله ماتعرفش اسمي الحقيقي
أحمد وهو يبتسم علي ضحكتها التي يعشقها وأعتاد عليها في ظلمة حياته التي تنيرها كأن الله بعثها له لتنير ظلمته قائلا:
-وهعرف منين وانتي ماقولتليش؟
أروي :
-ما أنت ما سألتش
أحمد:
-ماحبتش أضغط عليكي وانتي وقت ماتحبي تقوليلي هتقوليلي
أروي:
-تمام وأنا حابه أقولك دلوقتي
أحمد:
............
أروي :
-اسمي أروي
أحمد :
-اسمك جميل زي ضحكتك الجميلة دي
احمرت وجنتاها خجلا ولم تجيب ليضحك هو ضحكته التي تدغدغ قلبها قائلا:
-اتكسفتي صح
أروي بتلعثم:
-لا..و..يلا بقي علشان انام عندي كلية
أحمد:
استني ماقولتليش الرحلة فين؟
أروي :
-الاقصر وأسوان
أحمد :
-ايه ده بجد؟!
أروي:
-مستغرب ليه؟
أحمد:
-عرض الازياء اللي تبع شركتي هناك
أروي:
-بجد والله ؟ يعني ممكن أشوفك
أحمد:
-للاسف عندي سفرية انتي عارفه بقي
أروي بحزن:
-أيوة نسيت مش مشكلة تتعوض
أحمد:
-طب روحي نامي بقي وخلي بالك من نفسك السفر امتي صحيح ان شاء الله؟
أروي:
-يوم الخميس
أحمد:
-تمام يلا تصبحي ع خير ياقلبي
أروي:
-وانت من اهل الخير
لتذهب الي النوم وهي لا تعلم ان بداية تغيير حياتها قد بدأت
********************************************************
في منزل (ابراهيم الحافظ)
أسما:
-ماتخفش يا بابا عليا ان شاء الله كله هيبقي تمام والسفر هيبقي الخميس
إبراهيم وهو رجل في عقده الخامس من عمره ابيض البشره ذات عيون خضراء قد أورث جماله لابنته التي تجلس أمامه فهي أخذت جمالها من والدها ووالدتها التي توفت وهي في الخامسة عشر من عمرها ليبقي والدها علي ذكراها ولم يرزق بأطفال غير ابنته أسما وقد كان لها نعم الاب ولم يشعرها أبدا بغياب والدتها ولكن بقدر حنيته الا انه منضبط صارم بعض الشئ بسبب عمله فهو لواء ويعمل في كلية الحربية
-ماشي ياحبيبتي بس تخلي بالك علي نفسك والتعامل مع اصدقائك الولاد في حدود وياريت مايبقاش فيه تعامل وتاخدي بالك كويس من نفسك واللي يضايقك اتصلي بيا فورا فاهمة
أسما وهي تبتسم علي خوف والدها قائلة:
-ماتخفش يا بابا احنا مش هنبقي لوحدنا اخو أروي هيجيلنا علشان بردوا باباها خايف وكمان اخو رحاب يعني ماتقلقش
ابراهيم بأريحيه:
-ماشي ياحبيبتي
دلفت الي غرفتها وهي أيضا لا تعلم أن هذه بداية لتغير حياتها العاطفية
***************************************************************
في منزل من الاحياء الشعبية التي تبتعد عن منزل (خالد الابراهيمي) بشارعين كان يقبع منزل (سمير الساهر)
سمير هو والد شروق صديقة الثلاثة الاخريات سمير هو في عقده الخامس والاربعين من عمره يعمل كمدرس علوم في مدرسة حكومية وقور يحب عمله ولكنه معترض علي اجيال هذه الآيام ودائما ما يتصادم مع مديره بسبب هذه الفوضي التي تحتل المدرسة ولكنه صديق لاولاده شروق واخيها شادي الاصغر منها ب6 سنوات
سمير:
-يابنتي خلاص اتهدي موافق تسافري
شروق وهي تقفز كالاطفال علي الاريكه التي تحتل جانب في صالة منزلهم قائلة
-حبيبي يا احلي أب في الدنيا
نظرت لها مني غاضبة:
-ماتترزي يابت بهدلتيلي الكنب بعد ماكنت وضبته
شروق وهي تقفز وتحتضن رقبة والدتها:
-معلش يامنمون بقي الفرحه مش سيعاني
نظر لها شادي
-يا بختك هتسافري وانا هروح المدرسة
شروق:
- ياباي هتولع فينا يااخي من قبل مانوصل
شادي:
-يا شيخة اجري كده
شروق:
-منك للي كلت دراع جوزها يا جزمة يلا هروح انام
ذهبت هي الاخري وهي لا تعلم ان هناك من سيقلب حياتها رأسا علي عقب
********************************************************
في منزل (محمود الهاشم)
-حبيبي يا حوس والله
حسام:
-عدي الجمايل يا جزمه بس
رحاب وهي ترفع يديها وتمثل العد
-1-2-3
حسام:
-بتتريقي طب أنا هخرج واقول للحاج اللي مستكنيص برا ده اني مش مسافر
رحاب وهي تجري علي أخيها وتجذبه من ذراعه قائلة
-لالا يا أبيه ده انت الخير والبركه
-دلوقتي بقيت أبيه
رحاب:
-وعم الابيهات والله
حسام وهو يضحك علي أخته قائلا:
-كلبة بس بحبك
رحاب:
-قلبي يارب
حسام:
-طب يلا بقي هجري أروح اخطفلي حلم سريع
رحاب:
-ماتنساش تحلم بيا بقي
حسام:
-ده يبقي كابوس مش حلم
ابتسمت وذهبت للنوم هي الاخري ولا تعلم ان التعقيدات قد ظهرت مع بداية رحلتهم
************************************************************
الان نري الصديقتان جالستان وواحدة منهم ترتدي ثوب العرس والاخري جالسه لتقترب منهم الكاميرا وهما مبتسمتان
لتقول أروي:
-وكده بقي يا حلوين تبدأ أحداث قصتي الحقيقية
رحاب:
-وأنا كمان ماكنتش عاملة حسابي إنه يحصلي كده
لتدلف الصديقتان الاخرتان قائلتين
-ولا احنا كمان
يتبع
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي