الفصل الأربعون

نظرت الاثنتان خلفهم ليجدوا زين الشخص الغامض الذي تعرفوا عليه في الحفلة
رحاب:
-أستاذ زين
زين:
-تؤتؤ ..الثري دي
ضحكت الاثنتان
رحاب:
-اسفة والله
زين:
-ماقولتلك انا مش اسف
أروي:
-أنا كمان اسفة
زين:
-خلاص ولا يهمكوا حصل خير
اروي:
-طب انا مضطرة امشي بقي علشان الشغل
رحاب:
-بالتوفيق ابقي طمنيني
اروي وهي تلتفت لها وهي تجري مسرعة:
-حاضر
ثم نظرت رحاب امامها لتقول له
-انت مين؟
لم يسمعها جيدا فلم يكن ينظر إليها بل كان ينظر إلي أروي وهي تعدو إلي داخل الشركة ليجعل عقله مع هذه الشركة ثم نظر إلي رحاب قائلا
-معلش أنا مضطر أسيبك شوية علشان عندي ميعاد هنا
رحاب:
-تمام..أنا كمان مضطرة امشي علشان ماتاخرش
نظر لها زين ليستعيد انتباهه :
-لا ماتمشيش انا شوية وهخرج حابب اتكلم معاكي شوية ثم ابتسم لها لتتيه في تلك الابتسامة الساحرة وسماء عينيه الصافيتين ليضيف الي كلامه
-موافقة تستنيني
اجابة رحاب بهزة من رأسها كدليل علي الموافقة كانها مغيبة عن أرض الواقع
وما ان دلف إلي الشركة حتي نظرت رحاب امامها لتشاهد ان هناك أشخاص ينظرون إليها بريبة
**************************************************************
كانت تنظر إليه بريبة ولكنها سرعان ما تناستها وهي تنظر إليه كان جالس خلف مكتبه ترتسم علي ملامحه الجديه التامه وهو ينظر إلي أوراقها كان بمنتهي الوسامة بملامح وجهه الشرقيه وانفه الدقيق وشعره الناعم التي تمردت خصلات منه رفضا للرجوع الي الخلف لتضيف علي ملامحه سنا أصغر من سنه الحقيقي ثم ما لبث ان رفع نظره غليها لتغرق في جمال بحر العسل كانت تنظر اليه سرحه بأفكارها بعيدا وهو ينظر إليها بغموض غريب ولكن ما لبث ان استعادت وعيها عندما تنحنح قليلا ليفيقها من شرودها هذا وهي تلوم نفسها علي هذه الافكار فكيف لها تفكر هكذا وهي مازالت مصدومة من حبيبها وكيف تثق في هذا الجنس مرة اخري كيف؟
أدهم:
-حضرتك ألسن إيطالي
نظرت له أروي وعلي ثغرها إبتسامة زادتها جمالا فكيف لاحد أن لن لا ينجذب الي هذه البريئة ذات الملامح الفرعونية الهادئة وبشرتها الحمطية ذات اللمعه الذهبية وما بال هاتان العينين السوداوين التي كما هم الليل البهيمي وثغرها الدقيق بشفاه الكريزيتن التي تجعل قلبك يدق طربا لها ولكن لم يشغل باله كثيرا بهذه الملامح لينظر بهدوء اليها وينتظر اجابتها:
-أيوة انا ألسن ايطالي بس اخدت كورس فرينش واسباني زيادة للغات لاني بحب اتعرف علي لغات العالم ولكن موهبتي في الفاشون
أدهم وهو يبتسم وينظر لها نظرة اعجاب فهي في سنها الصغير بالنسبة إليه قد استطاعت ان تتعدي مراحل كثيرة:
-كويس جدا أنا حقيقي معجب بإجتهادك
أروي بطفولية وبراءه:
-ماما وبابا ليهم الفضل الاول في ده هما...
قاطعها صوت أنثوي :
-وانتي حضرتك جايه تحكيلنا قصة حياتك ولا بتعملي انترفيو
نظرت أروي بجانبها وهي تنظر إلي صاحبة الصوت ببرود ملحوظ ..كانت علي وشك الرد إلا أن أدهم قال بصوت هادئ ولكن صارم يشوبه التهديد:
-سارة اخر مرة تدخلي في حاجه فاهمه
اجابته بتلعثم:
-انا بس كنت بقول يعني ان الانترفيو ماوش علاقة بالاهل
ادهم:
-مالكيش فيه واعتقد انا صاحب الشركة هنا وانا اقول ايه اللي ينفع وايه ماينفعش
سارة وهي تكتم غضبها وتنظر الي أروي بتعالي:
-تمام
ثم نظر إلي أروي موجها اليها الحديث:
-دلوقتي يا انسه أروي أقدر أرحب بيكي في شركتنا المتواضعة
قفزت أروي من مكانها كالاطفال:
-انت بتتكلم جد طب قول والله وهي تمد يدها وتضحك بطفولية لياخذ يدها بين راحتي يديه لتضيع يدها الصغيرة بين راحة يديه قائلا:
-والله
أروي:
-أيوة بقي طب هتصل ببابا بقي اقوله
ادهم وهو يوقفها :
-طب مش لما تعرفي هتشتغلي ايه
أروي:
-مش مهم المهم اني هشتغل في اكبر شركة للفاشون فيكي يا جمهورية مصر العالمية
ضحك ادهم كثيرا عليها مما ادي إلي إستغراب سكرتيرته سارة فمنذ متي وهو يضحك لم يكن حتي يبتسم لدرجة انهم كانوا يقولون(خايف يضحك وشه يشقق)
أدهم:
-اهدي بس كده..دلوقتي لازم تعرفي طبيعة شغلك
أروي:
-ايه؟هرسم..هلون..هشتغل مع اكبر ديزاينر في مصر..لالا استني ماتقوليش هنزل المصانع واشوف فساتين الافراح ولا هقابل الممثلين وكيدزة ولا..
ادهم:
-يابنتي استني ايه راديو
أروي:
-اصلي متحمسة شويتين سكت اهو ثم وضعت سبابتها علي ثغرها وهر ترسم الجديه وتقول:
-هووووووووش
ابتسم علي طفولتها قائلا:
-هتبقي سكرتيرتي الخاصة
أروي:
-يعني مش هرسم
أدهم:
-وهو ده اللي همك؟
أروي:
-طبعا
أدهم:
-لا ما تخافيش هترسمي وتتعلمي وتبقي احلي فاشونيستا
أروي وهي تكور يدها الصغيره أمام وجهها وترسم ملامح الجدية علي محياها التي لا تليق بها :
-وساعتها
ادهم:
-أيوة
أروي:
-لن أرحم احد
كن يبتسم الي أن شاهد شخص يقف امامه انه هو لا انه يحلم ولكن كيف وهو يقف أمامه وينظر اليه كعادته
-عمر
ولكنه اختفي كما ظهر من العدم ما الذي يحدث
نظرت له باستغراب
-عمر مين؟
انتبه لها ادهم:
-ها لا ولا شئ مافيش حاجه
رفعت كتفيها الي فوق بلا مبالاه قائلة:
-مش مهم المهم اني هشتغل بقي

ضحك هو كثيرا علي برائتها ولكن كانت هناك عيون تتابعها بحقد وغيرة فكيف له ان بستخدم سكرتيرة خاصة له ومنذ متي يشغل هذا المنصب الشركة فهناك شئ ما اهي اتيه لتاخذ مكانها ولكن لا لن ترحمها فقد عملت بجد حتي تكون سكرتيرته دخل الشركة وإلي الان تحاول ان تكسب مكانا في قلبه حتي تستطيع ان تكسب مكانة في وسط العالم الذهبي
****************************************************************
-بابا لو سمحت كنت عايز حضرتك في موضوع
اغلق محمود الكتاب الذي كان يقراه قائلا:
اتفضل يا حسام اتكلم انا سامعك
حسام وهو يتنحنح وينظر إلي الارض ليرتب حديثه ثم اخذ نفسا عميقا :
-طيب يا بابا حضرتك عودتنا ندخل في الموضوع علي طول فأنا
نظر الاب اليه بريبه
-اممممممممممم
حسام :
-انا ناويت اخطب
انفرجت أسارير والده لينظر اليه بنظرة هادئة تخفي مشاعره الحقيقية قائلا:
-ومين بقي العروسة
حسام:
-احم..شروق صاحبة رحاب اختي
انفرجت أساير الاب كثيرا واجاب بفرحة لم يستطع اخفائها:
-انت بتتكلم جد
سعد حسام برد فعل والده:
-أيوة
محمود:
-فرحتني كتير يا حسام انا كنت بتمنالك بنت محترمة زي أصحاب رحاب استني لما ننادي علي والدتك
صبا يا صبا
جاءت صبا وهي تقفز يسعادة:
-نعم يا احلي بابي في الدنيا
محمود:
-نادي علي ماما يا احلي اخر عنقود في الدنيا
حسام:
-ما اشغل الكمنكات بقي
محمود:
-بس يا ولد
جاءت ليلي بعد ان استدعتها ابنتها :
-خير يا محمود صبا قالتلي انك عايزني
نظر لها بخبث قائلا:
-كنتي بتتكلمي معايا في ايه امبارح؟
نظرت له بعدم استيعاب وهي تستعيد حديثها معه بالامس لتتذمر قائلة وهي تنظر الي ابنها البكر:
-اني نفسي افرح بحسام
محمود:
-واهو ربنا استجاب لدعائك وابنك قرر يفرحنا
ليلي بسعادة:
-بتتكلم جد يا محمود فعلا يا حسام؟
حسام:
أيوة يا ماما
ليلي:
-ومين العروسة
محمود مقاطعا ولده:
-شروق
نظرت له وهي تستوعب ثم تنظر بفرحه:
-شروق..شروق صاحبى رحاب يا زين مااختارت يا حبيبي
حسام :
-يعني اكلم رحاب تقولها؟
محمود:
-اكيد
لم يكن يريد ان تهتز صورتها بعين والديه هم لم يفعلو شيئا خاطئا ولكن في نظر مجتمعنا فهو خاطئ فجعل اخته همزة الوصل بينه وبينها وان كان امام والديه ابتسم وهو يتذكر عينيها العسليتين التي تهربان خجلا منه وخديها اللذان يصتبغان بحمرة الخجل كل ما حاول أن يتحدث معها
****************************************************************
كانت تنظر من نافذة غرفتها وهي تدعوا ربها ان يوافقوا الي ان دق هاتفها برقمه لترفع الهاتف بيد مرتعشة وتجيب بتلعثم:
-ها..قا..قالوا ايه؟
حسام وهو يمثل الحزن:
-انا اسف بجد يا شروق ماكنتش متوقع انهم..
ولكن قاطعه نحيب وتهدج صوتها وهي تقول:
-خلاص يا حسا أنا كنت حاسه بكده طبعا لاننا في المستوي المادي مش متقاربين بس مش هلومك ولا هخليك توقف قدام اهلم علشاني بس انساني من النهاردة وانا وعد مني اني عمري ما هحاول اوصلك ربنا يكتبلك الاحسن
حسام وهو يضحك ليصل صوت قهقته عاليا ليها :
-انتي يا بنتي ايه فيلم التلميذة اللي انتي عايشة في ده؟
شروق:
-انت بتضحك يا حسام انا غلطانه اني بتكلم معاك فعلا ما غلطتي اني وثقت فيك بس تمام اوي كده اتفضل بقي روح انت شوف بقي البنات اللي بتتسلي بيها وانا هروح اقول لبابا اني موافقة علي العريس اللي متقدملي
حسام بغضب :
-عريس مين ده ان شاء الله؟وماتقاليش ليه علي الموضوع ده؟وانتي مفكرة نفسك انك ممكن تتنسبي ولا اسمك يبقي لحد غيري
شروق:
-هو في ايه ؟مش انت قولت
حسام :
-بلا قولت بلا عدت قولي لباباكي اننا ان شاء الله هنيجي الخميس الجاي علشان نتقدم ثم اغلق الهاتف بوجهها وهي لا تستوعب ماحدث للتو
***************************************************************
مرأسبوع علي هذه الاحداث فالبنسبة لشروق التي تحضر لخطوبتها علي حب حياتها ومعها أصدقائها الذين سعدوا كثيرا بهذا الخبر السعيد
أما عن رحاب فقد طودت علاقتها بزين بعد أن انتظرته كثيرا لتعلم انه منقب للاثار اما اسما فقد كانت تتذكره كثيرا بملامحه الرجولية وطوله الفارع وغابات عيونه الزيتيونة وشعره كسواد الفحم ولكن لا لا انه اصغر منها بالسن لا لن تفكر وترمح بأفكارها بعيدا
اما عن اروي فلم ترد ان تستسلم لاحزانها فقد بكت كثيرا ولكن ان الله فتح لها ابواب كثيرة كعملها الجديد وخطوبة صديقتها المقربة ومديرها المرح الذي يجعل للعمل نكهه خاصة به
****************************************************************
مر الاسبوع كالبرق ليأتي يوم خطبة صديقتهم المقربة
كانت كالبدر وهي ترتدي فستان من اللون الاحمر المخملي الذي يعلوه قماشة من الدانتيل ومكياجها الهادئ وحجابها الذي زادها جمالا وعينيها العسليتين التي رسمتهم لها أروي مثل الفراعنه ليزيد من وسع عينيها ويبرز لون عيونها عندما وقع عينيه عليها لم يستطع ان يرفع عينيه هامسا وهو يجلس بجانبها
-عارفة لولا انها خطوبة كان زماني خطفتك من هنا واللي يحص يحصل
انزلت عينيها الي اسفل خجلا وتوردت وجنتاها لتزيدها جمالا:
-الله..احنا بنتكسف بقي اهو
ابتسمت ابتسامة رقيقة جعلت دقات قلبة تعلو :
-شروق ممكن تبوصلي
رفعت عينيها ليسبح هو في بحر عينيها العسليتين ويهيم بهم
-سبحان من صورك..ثم لترتسم ملامح الجد علي وجهه وهو يكمل حديثه:
-بقولك ايه يا شروق المكياج التحفة اللي مجنني ده ماشفهوش علي وشك تاني
كشرت لترسم بحواجبها رقم ثمانيه:
-يعني ايه بقي مش عايزني احط مكياج ؟
حسام:
-لا طبعا ازاي تحطي ونص
شروق بعدم فهم:
-امال ايه اللي كنت بتقوله ده
حسام وهو يبتسم ويغمز لها:
-تحطيه ليا انا وبس
تظرت له وهي تبتسم وتذهب بانظارها بعيدا عنه
*************************************************************
كانت تنظر الي هاتفها بتأفف فقد تخطت الساعة التاسعه والنصف وهو لم يأتي الي الان كيف فهو قد وعدها بحضوره ولكنها ارتعبت عندما سمعت صوته ياتي من خلفها:
-بدوري عليا
نظرت اليه بدهشه وهي تضع يدها علي صدرها من شدة الخوف وتكتك صرختها:
-زين..رعبتني
زين:
-سلامتك من الخضة يا قلب زين
لجم لسانها عند سماعها لهذا الجملة كيف؟ومتي؟واين؟
رحاب:
-ها؟
زين وهو يبتسم ويمد يده ليغلف فاها المفتوح:
-اقفلي بوقك ده بس الاول
احمرت وجنتاها خجلا وهي تنظر الي الارض وتجيب بتلعثم:
-انت..يعني ازاي..وايه يخليك تمد ايدك
زين:
-ايه مالك؟ بتقطعي زي الباجور كده ليه
ابتسمت ليسرح هو في جمال عينيها البنيتين ونصاع وجهها وحمرة الخجل التي ترتسم علي خديها وجمال فستانها الذي يبرز جمالها ولكن ارتسمت علي ملامحه بعض من الجدية:
-هو مش انتي محجبه
رحاب باستغراب:
-انت شايف ايه؟
زين:
-طب حلو امال ايه بقي بالنسبة لشوية الشعر اللي خارجين دول
نظرت له رحاب وهي تمد يدها وتدخل شعيرتها المتمردة دائما لتدخلها بداخل حجابها وهي تجيب بسخرية:
-لا دول بسه ما اقتنعوش بيه
ابتسم هو لتلتف الي صديقتها:
-أروي مش تسلمي علي أستاذ زين
أروي وهي ترسم الابتسامة:
-اهلا استاذ زين نورتنا
رحاب:
-طب استئذن انا ثواني اجيب حسام علشان اعرفوا عليك
ذهبت هي وماهي الا دقائق وكانت تجر حسام:
--يا حسام تعالي عيزاك
حسام بتأفف:
-عيزاني في ايه يا ست انتي خليني مع خطبتي بقي الله يرضي عليكي
رحاب:
-يعني هي هطير انا كنت..
قاطعتها صديقتها:
-رحاب استني
انتهز حسام الفرصة ليسرع الخطي الي معشوقته
رحاب:
-يووه يا حسام ايه يا أروي
أروي:
-أبدا زين قالي انه مضطر يستأذن علشان عنده شغل ضروري وسابلك الورقة دي
اخذت رحاب الورقة باهتمام لتفتحها وهي تنظر بصدمة وحب لا تعلم ماهيته ويه تقرأ محتواها:
-يا من عشقها اذاب ثلجي يا من احببتك وانا في غفلة هل تشعرين بما اشعر به؟
نظرت الي صديقتها بسعادة وعيونها تلم لتنظر أروي بشك قائلة
-الورقة مكتوب فيها ايه؟
رحاب وهي لا تدري ايه بالارض ام انها تسبح في عالم الخيال لتمد يدها الي صديقتها لتأخذها أروي وهي تقرا محتوي الكلمات
-الله الله..دي الثري دي نطق
-ثري دي ايه ده؟
نظروا خلفهم ليجدوا أسما تقف وهي تحدق بهم
رحاب:
-يابت انتي مش هتبطلي العادة الهباب دي؟
أروي:
-ازاي؟ومين اللي يسرعنا يعني؟
أسما:
-ماتوهوش مين الثري دي ده؟استنوا استنوا مش ده يابت زين الي قولتلنا عليه
رحاب وهي تهز رأسها دليل علي الموافقة وهي تبتسم وتنظر بعيدا
أسما:
-طب ايه
مدت رحاب يدها قائلة اقري
صفرت باعجاب :
-اوبا بقي ده وقع اهون يا ما نفسي اشوفه الثري دي ده
أروي:
-قمر يا أسما عيون زرقه وشعر بني فاتح ودقن خفيفة يا نهار اسوس علي الجمال
-مادام جمال يبقي اكيد بتتكلموا عني
نظر ثلاثتهم خلفهم ليتفاجئوا بتيم
أروي:
-ودول بيطلعوا الساعة كام؟
كان يتحدث الي اخته ولكن كانت عيونه بمكان اخر سرحه بتفاصيل وجهها التي لم تغب عن خياله وغابات عينيها الزيتونيه وفستانها الفضي الذي يتزينه شريطه من نفس لونه في وسطها الدقيق لينزل بوسع الي اخمض قدميها
-بيطلعوا حالا
كانت هي تعي نظراته الملتهبه لها ولكنها تعمدت عدم النظر اليه حتي لا تضعف فهو أصغر منها بالسن حتي لو كان الفرق عاما واحدا فقط
تيم:
-ازيك يا رحاب
رحاب:
-الحمدلله يا تيم انت ايه اخبارك؟
-تيم:
-تمام
رحاب وهي تسحب يد أروي :
-تعالي معايا
ليقفوا وحدهم وكأن العالم كان يريد هذه اللحظه بينهم
تيم:
-ازيك؟
أمسا بابتسامة عذبة:
-الحمدلله
تيم وهو يقترب من اذنها وبصوت هامس:
-بس ايه الجمال ده كله؟
خجلت كثيرا لتجيب بتلعثم:
-ايه..ايه..عيب كده علي فكرة ماينفعش تقرب بالطريقة دي؟
تيم:
-الله مااعمل ايه يعني؟
أسما:
-تبعد شوية
ليبتعد قليلا وهو ينظر في عينيها:
-حلو كده..لا ده حلو بزيادة
ابتسمت هي وذهبت بعيدا ليقول هو
-قمر بنت اللذينة قمر وربنا ما هسيبك ويا انا يا انتي بقي
******************************************************************
ظلام يعم الغرفة وهي تجلس علي سريرها وتبكي بحرقة وهي تستمع الي كلمات الاغنية التي تصف حالها
كان في واحدة حياتها عادية وكان نفسها تتحب ضاع من عمرها احلي سنين مع واحد عمره ما حب حست انها ظلمت نفسها وده اثر فيها واما بقت ملكه ملها واستهون بيها فهمت وقتها انه لا حبها ولا قلبه عليها وانه ما حسش يوم بقيمتها ولا هيكون ليها وان الدنيا اللي رسمهلها مش موجود فيها وفعلا دبلة ورق نهايتها بننسي ونرميها كانت تبكي بحرقة وهي تلوم نفسها كيف تقع في براثنه ؟كيف لها ان تثق به؟لما ارتبطت به من الاساس؟فهي لم تراه ولم يراها لم تعرفه الا علي الهاتف فكيف تحبه هكذا لقد مر وقت كثير ولكنها لا تستطيع نيسانه لا تستطيع طرده من ذاكرتها والادي انها تتخيله تراه في ملامح كل من يمر بها ولكن لا احد مثله فقد احتواها اشعرها بانوثتها ولكنها لم تراه لم يا قلب تدمي علي قلب لم يمدع عليك علي قلب لم يكلف نفسه عناء المحاربة عليك فانت يا قلبي لم تشاهده ولكنك تجيب قائلا لقد رأيته بمشاعري ولكن كان قلبه كالحجر الصوان لم يبالي بنا فأرجوك عد كما كنت ليجيب قلبي لا استطيع فقد ذهبت الي مكان لا عودة به فانا ليقاطع كتباتها وشرودها البرنامج الذي اشتركت به لتقول في نفسها
-اما ادخل اشوف كام حد شتمني علي صراحه ده علشان نزيد الدنيا عك بقي
ولكن عندما فتحت حسابها الشخصي صعقت مما قرائته
-عارفة انتي ايه انتي طفلة رقيقة براءة مش موجوده حاجة نادرة انتي اللي الدعوة اللي كانت امي بتدعيلي بيها دايما ..انتي حبي..بنتي..عشقي..روحي..انتي اللي بتكمليني تعرفي اول مرة شوفتك فيها خطفتي قلبي وتاني مرة خطفتي روحي اما تالت مرة ماكنتش قادر اتنفس وانا شايفك انا حبيتك من اول مرة شوفتك فيها بس كدبت نفسي بس خلاص مابقتش قادر فعلشان كده جهزي نفسك انه كلها ايام وهتبقي ملكي انا وبس ..انا وبس
يتبع
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي