الفصل الثامن والعشرون

تقابلت كل الصديقات بعد ما حدث معهم، تجمعوا أخيرا بعد فترة عصيبة مريرة وعوض الله عز وجل عما حدث معهم
تحدثت أسيل: بس مش مصدقة اللي حصل معايا بجد
سارة: يا حبيبتي دايما ربنا بيعوضنا في الآخر
تالين: الحمد لله حقيقي
قاطعتهم سهى قائلة: بنات هي حور فين؟
اجابتها أسيل بخفة ظل: هتلاقيها صحيت متأخرة كالعادة
ضحك الجميع لكنهم توقفوا عن الضحك وم ينظرون في اتجاه الصوت الذي جاوبهم: اديني جيت وكسفتكم
هنا جذبتها تالين من يدها: يلا بقى احكيلنا بسرعة كلنا مستين
نظرت إليهم بإبتسامة لتعود إلى ما قبل تلك الأحداث بثلاث سنوات...

استيقظت متأخرة كعادتها بسبب كثرة التفكير التي تأتيها دائما قفزت من علي سريرها مسرعه لتذهب وتغسل وجهها ثم تسحب فرشاة أسنانها وتغسلها بسرعة البرق فلم يتبقي الكثير علي موعد مترو الانفاق وان لم تستقله الان فستتأخر عن موعد عملها وهذا ما لا تريده حتي لا تستمع الي كلمات رئيسها النكد بالعمل رباه كم تكره هذا الرجل ولكن اليس من حقه ان يشتكي عليها عندما تتأخر فهذا حقه أيضا حسنا سوف اسرع قليلا جرت مسرعة الي خزانتها لتخرج منها ملابسها المكونه من بلوزة بيضاء وجاكيت اسود وبنطال اسود ايضا وحجاب ابيض اللون فهذا هو زي عملها الاوحد فهي تعمل موظفة لشركة لاتصالات المحمول"كول سنتر" ولكن راتب هذه الوظيفة لم تكن تكفيها لذلك قررت ان تفتتح محل لبيع ادوات الزينه حتي يكفي عائلتها فمنذ وفاة والدها وهي المسؤوله عن الاسره كانت هي الآخت الكبري وبعد انتهائها من دراستها بكلية التجارة حصلت علي وظيفتها هذه وبعد ذلك بفترة قصيرة توفي والدها لتصبح هي معولة الاسرة ولكنها تحصل علي المساعدة من والدتها وأختها الصغري فعندما تذهب هي الي عملها وأختها الي كليتها تذهب والدتها لفتح المتجر وبعد أن تنتهي من عملها تذهب هي وأختها ليقفوا في المتجر بدلا من والدتهم وهكذا تمضي أيامها بعد أن أرتدت ملابسها وخرجت من غرفتها مسرعة بعد أن وضعت لمسه خفيفة من أدوات الزينة اتجهت الي باب شقتهم لتفتح الباب ولكنها وهي ترتدي حذائها تفاجأت بوالدتها الواقفه أمامها التي كعادتها تكون قد جهزت لها بعض من السندوتشات لتأخذهم معها الي عملها
ابتسمت وهي تقترب من والدتها لتقبل جبهتها /مش بتنسي ابدا
عقبت والدتها علي كلامها وهي تلازم ابتسامتها الحنون التي لا تشبع منها في حياتها/مش هتتغير عادتك أبدا
ابتسمت ولم تقل شئ لتفاجأها والدتها قائلة/ايه يابنتي مش هتنزلي اتأخرتي اخلصي يلا
نظرت لساعة يدها لتجد ان العقرب يشير الي ان الساعة الثامنة الان فتحت باب الشقة ونزلت السلالم مسرعة فلم يبقي أمامها سوي ساعة واحدة لتصل الي عملها الذي يبدأ في تمام التاسعة أخذت الطريق هرولة الي محطة مترو الانفاق دلفت داخل المحطه لتذهب مسرعة الي نافذة التذاكر لتجد أنها مزدحمة استغربت لما هي مزدحمة هكذا اليوم أخرجت هاتفها الجوال لتجد أن اليوم الاحد يعني أول أيام الاسبوع في العمل وبالتالي لا بد أن يكون مزدحم هكذا الا تستطيع ان تتذكر حتي ان اليوم هو الاحد لما باتت هكذا فهي كانت دائما مرتبة منظمة في حياتها
كانت تفكر سرحة وهي تنظر الي التجمع الهائل الذي أمام النافذة لتفاجئ بشاب يقف أمامها نظرت لاعلي لتنظر من هذا لتجد شاب يتخطي الثلاثين بقليل لديه بشرة فاتحة نوعا ما شعر بني لامع وعين عسلية اللون لديه لحية خفيفة مهندمة يبتسم لها ابتسامة رقيقة ويخرج يديه من جيب بنطاله ليقول لها تفضلي نظرت له بحيرة بالغة وهي لا تستوعب ماالذي يحدث للتو ابتسم مرة أخري وقال /أنا شوفت حضرتك واقفة وشكلك متوتر ومش عارفه تتخطي الناس وأنا كنت في الأول فحسيت انك محتاجة مساعدة فاشتريتلك تذكرة معايا
لم تستوعب ماقاله للتو فقالت/ها
ابتسم مرة أخري من رد فعلها قائلا/ممكن تمدي ايديك
اطاعته لتمد يدها وهي لا تعلم ماهي تلك القوة الخفية التي تسيطر عليها الأن لتجعلها تطيع شخص لا تعلم عنه شيئا أجنت هي أم ماذا بعد أن مدت يدها وضع لها التذكرة بيدها قائلا/أتمنالك يوم سعيد سلام عليكم
ظلت واقفة لبعد من الوقت مستغربة ماحدث للتو أيعقل أن تكون مازالت تحلم وأنها ستستيقظ الان لا لا يعقل هذا أحست بنفسها عندما صدمت بها فتاة صغيرة اتيه مسرعة وهي تهرول حتي لا تمسكها والدتها صرخت بها الأم لايقافها ونظرت اليها قائلة/أسفه معلش
استيقظت هي من استغربها هذا لتقول لها /لا ولا يهم حضرتك مافيش مشاكل
رفعت يدها اليسري لتري كم هو الوقت الان فزعت عندما رأت ان الساعه الثامنة والنصف الان هرولت سريعا حتي وصلت الي السلالم الكهربائية التي نزلتها مسرعة ولم تنتظر حتي تصل بها الي الرصيف نزلت ولحقت بالمترو قبل أن يقفل ابوابه
اطاعته لتمد يدها وهي لا تعلم ماهي القوة الخفية التي تسيطر عليها الان لتجعلها تطيع شخص لا تعلم عنه شيئا أجنت هي أم ماذا؟! بعد أن مدت يدها وضع لها التذكرة بيدها قائلا/اتمنالك يوم سعيد سلام عليكم
ظلت واقفة لبعض من الوقت مستغربة ماحدث للتو أيعقل أن تكون مازالت تحلم وأنها ستستيقظ الان لا لا يعقل هذا أحست بنفسها عندما صدمت بها فتاة صغيرة اتيه مسرعة وهي تهرول حتي لا تمسكها والدتها صرخت بها الام لايقافها ونظرت اليها قائلة/اسفه معلش
أستيقظت هي من استغرابها هذا لتجيبها /لا ولا يهم حضرتك مافيش مشاكل
رفعت يدها اليسري لتري كم الوقت الان فزعت عندما رأت ان الساعه الثامنة والنصف هرولت سريعا حتي وصلت الي السلالم الكهربائية التي نزلتها مسرعة ولم تنتظر حتي تصل بها الي الرصيف نزلت ولحقت بالمترو قبل أن يقفل ابوابه في اللحظه الاخيرة وضعت يدها علي صدرها وهي تتمتم الحمدلله أنها لحقت بالمترو في نهاية الامر ولكن من هو ذلك الشاب وكيف لها ان ترد أمواله فهي لا تعلم عنه شيئا سوي أنه أنقذ يومها ولكن لا بد ان تعلم من هو يجب عليها ذلك فهي لم تعتاد علي أن تكون مدينة لاحد بشئ فهذا يفوق طاقتها لا تحبذ هذا منذ نعومة اظافرها ضربت وجهها بيدها وهي تقول في نفسها هوني عليكي يافتاة اكل هذه الجلبة من اجل جنيها اجننتي ام ماذا؟لا لم أجن ولكني جننت عندما قبلت هذه التذكرة اللعينة كان هذا الحديث يدور بينها وبين نفسها الي أن انتبهت من شرودها هذا علي صوت سيدة في منتصف عقدها الرابع تقريبا تهزها وتقول باستغراب وقلق بادي علي وجهها/
ايه يابنتي مالك بتكلمي نفسك كده ليه؟!في حاجه ياحبيبتي؟
نظرت لها بخجل واضح لتجيب/لا ولا حاجه حضرتك
كان الفضول بادي علي وجه هذه السيده فعلمت انه ينتظرها سؤال اخر منها فبحكم عملها الذي تمارسه في بيع ادوات الزينه فقد تعودت ان تري مثل هذه النظرة علي اعين الشراه حسنا لتسمع سؤالها الاخر الان وكما توقعت بدأت هذه السيدة بسؤالها مرة اخري/انتي عندك مشاكل؟
ابتسمت هي لسماع هذا السؤال اتجيبها بماذا اتقول لها انها فقدت ثقتها في جميع من حولها ؟ اتقول انها فقدت ثقتها بسبب ماض لا تستطيع محوه ؟ اتقول انها مازالت هناك معه في كل خطوة تخطوها اتقول انها مازالت وفية له اتقول انها مازالت علي وعدها معه ام تقول انه تخلي عنها هكذا بدون اسباب بدون وداع فقد تركها هكذا هائمة في ماضيه ضائعه في حاضرها
ينتظرها مستقبل مجهول مبهم لا تعلم كيف ترسمه وأين لها القدره لهذا وهو كان ومازال كل احلامها للمرة الثانيه استيقظت من شرودها عندما توقف المترو في محطتها فنظرت للسيدة وشكرتها علي اهتمامها وترجلت مسرعة منه حتي تلحق بعملها هرولت طول الطريق لتدخل مقر عملها في ميعادها وهي تحمد الله انها لم تلتق بمدير عملها النكد هذا
جيتي في ميعادك
جاءت هذه الكلمات من صديقتها المقربه بالعمل هاجر تصغرها هاجر بثلاث سنوات ذات عيون بنيه واسعه بشره بيضاء شعر أسود ناعم لامع تجذب كل من حولها بتفاصيل وجهها الطفولية وخفة ظلها ففي أي مكان تذهب اليه تجلب فيه البهجه علي عكسها هي فقد فقدت روحها المرحة منذ فترة من الزمن لا تستطيع ان تثق بأيا كان كانت هاجر تعلم عن حالتها ولم لا تعلم فقد عاشت معها كل لحظة مريرة مرت بها ولكن اليس لكل غروب فجر جديد تصنع فيه امانينا حاولت كثيرا ان تشرح لها هذا ولكنها دخلت الي قوقعتها وظلت بداخلها حتي لا تتعرض لالم مثل هذا مرة اخري ولكن كيف لها ان تقنعها فهي عنيدة كحبة جوز الهند التي شاهدناها في الرسوم المتحركه فكلنا نشاهد توم الذي يحط هو وجيري الفأر في جزيرة ليس بها طعام واخيرا وبعد بحث يستطيع جيري القط ان يجد حبة جوز الهند ولكنها لا تنكسر ولا يستطيع مهما حاول فهاجر هي توما التي لا تستطيع ان تكسر لها دماغها حتي تقنعها بما تريد ان تقول فدائما ماكنت عنيدة هكذا نعم فهذه هي حور ذات الجمال الفرعوني بعيونها الواسعة السمراء ولون بشرتها الحنطية الفاتحة وشعرها الاسود كسواد ليلة لا يأتي القمر فيها الذي تداريه بحجابها وجسدها المتناسق كعارضات الازياء تبلغ حور من العمر ثلاثين عاما ولكنها تشعر انها بلغت من العمر أرزله بسبب مامرت به من تجارب مريرة لذلك فقدت رونق حياتها نوعا ما لا تستمتع بحايتها كرست حياتها لعائلتها المكونة من اختها الصغري ديمة وأمها كانت هاجر شردة بأفكارها عن حياة حور التي كانت تقف أمامها وضعت حور أصبعها الكبير والمتوسط أمام أعين صديقتها تفرقعهم حتي تستفيق نظرت لها هاجر باستغراب قائلة/ايه ياحور
رفعت حور حاجبيها استغرابا قاءلة/ايه ياحور ايه بس؟ ايه يابنتي بقالي ساعه بكلمك
-ساعه ايه بس ياحور انتي داخله من عشر دقايق
-ماهو العشر دقايق دول بكلمك فيهم وحضرتك ولا هنا في ايه حاجه حصلت؟ لا استني ماتقوليش اتخنقيتي مع سهيل تاني
ارجعت هاجر شعرها للوراء بثقه واضعه يدها علي وسطها قائلة بغرور/ سهيل مين ده اللي لما اتخانق معاه ينكد عليه لا ياحبيبتي مش أنا
ضحكت حور ضحكه هيستريه علا صوتها فيها وهي تسير لتصل الي مكتبها/سهيل الي كنتي من يومين بتعيطي علشان ماكلمكيش من اول يوم ياثقه
اشاحت بعينيهاا بعيدا عنها لتنظر الي سقف مكتبهم ثم تنزلهم وتحركهم هنا وهناك بطريقة كوميدية لتجاولها بطريقتها الكوميدية المحببه الي قلبها /احم احم لا احرجتيني بجد احرجتيني وخلي في علمك انا ماحدش.......
اشارت حور بيدها لها لكي تكمل هي جملتها بالنيابة عنها/احرجني كده قبل كده اقعدي بقي يالمضة وخلينا نشوف شغلنا
-علي اساس اني معطله الشغل مثلا لعلمك انا الشغل ده ماشي اصلا بمهاراتي غير كده كان زمانه ......
أوقفتها حور لتكمل جملتها للمرة الثانيه قائلة/
-كان زمانه وقع وفلس وصاحب الشركه بيشحت في القطرة أو بيبيع ترمس علي الكورنيش يابت بطلي أفورة بقي الله يكون في عونك ياسهيل
أيون في حد بينادي عليه هنا
-سهيل ده ليه الشرف يابنتي علشان وافقت أتخطبله اصلا انتي بتتكلمي في أيه
-طيب أخرسي بقي علشان نبدأ المكالمات
مر الوقت الي أن جاء موعد الغداء قامت الصديقتان من علي مكتبهم حتي يذهبوالتناول الطعام كانوا في طريقهم للخارج عندما صرخت هاجر ليدوي صوتها في جميع انحاء المكتب ولكن لحظها السعيد لم يكن احد سوي ثلاثتهم فزعت حور عندما رأت هاجر تقفز من مكانها هكذا ولكن في اقل من الثانيه ايقنت ان هذا الصريخ ماكان سببه سوي سهيل خطيب هاجر سهيل شاب في بداية الثلانيات لديه بشرة بيضاء شعر أسود لامع عيون رمادية طويل نسبيا لديه جسم رياضي رائع وهذا كان كفيل ان تطارده الفتيات اينما ذهب لذلك يوجد دائما مشاحنات هنا وهناك بينهما من اسرة فوق المتوسط يمتلك والده شركة للسياحه لذلك كان سهيل يتحدث بعض اللغات بطلاقه تخرج من كلية التجارة الخارجية قسم اداره اعمال بتقدير امتياز وهذا كان سبب قوي ليجعله يعمل في الاعمال الخارجيه للشركه يكبر حور سنه واحدة ويكبر خطيبته بأربع سنوات تعرف عليها وهو في سنته الاخيره وهي كانت في عامها الاول
نظرت هاجر خلفها لتجده واقف يبتسم لها ببرائته التي اعتادتها بعد كل مقلب يقوم به معها غضبت بشده منه فشبكت اصابع يدها علي شكل لكمة لترفعها عاليا وتنزل بها علي كتفه عقابا له علي مافعله لها للتو مثل هو دور المتألم من الضربة التي وجهت له من يد صغيرة رقيقة لا تستطيع ان تؤلم نمله ولكن لجعلها تشعر بالنصر قليلا فدائما مايبعث معها بهذه المقالب التي يستمتع هو بها ولكنه لا يفعلها سوي معها فهي لها كل الحق في لهوه وجده وسعادته وحزنه لها كل الحق لتعيش معه جميع
ايامه وليس احد سواها
دلف الي مكتبه الخاص وهو متجهم الوجه لم يرد التحيه علي ايا من حوله ولم يبادل السلام مع عم عبده موظف البوفيه الذي يعمل لديه ولكنه دائما ماكان يضعه في مقام والده ويستشيره كثيرا في مشاكله الخاصه ولكن ليس اليوم لا يريد الحديث مع احد لما فعل هذا من هذه حقا ولما ساعدها وماهو رد فعلها الان بعد الذي فعله لقد اعتاد مساعدة الناس ولكن ليس بهذه الطريقة اجن هو أم خرج عقله عن سيطرته ولكن عندما راها وهي تدلف الي المحطه وتلهث كانت كنسمة الهواء العليل التي تاتي في يوم شديد الحرارة لما كان عليه من الاساس اللجوء الي مترو الانفاق وماذا ان كانت سيارته بالتوكيل الم يستطع ايجار دخل الي مكتبه الخاص وهو متجهم الوقت لم يرد التحيه علي ايا من حوله ولم يبادل السلام مع عم عبده موظف البوفيه الذي يعمل لديه ولكنه دائما ماكان يضعه في مقام والده ويستشيره كثيرا في مشاكله الخاصه ولكن ليس اليوم لا يريد الحديث مع احد لما فعل هذا من هذه حقا ولما ساعده وماهو رد فعلها الان بعد الذي فعله لقد اعتاد مساعدة الناس ولكن ليس بهذه الطريق واجن هو اخرج عقله عن سيطرته ولكن عندما راها وهي تدلف الي المحطه وتلهث كانت كنسمة الهواء العليل التي تاتينا في يوم شديد الحرارة لما كان عليه من الاساس اللجوء الي مترو الانفاق وماذا ان كانت سيارته بالتوكيل الم يستطع ايجار سيارة من اوبر او اي تاكسي ولكنه كان يريد استعادة ايام دراسته لذلك دلف الي المحطه ليقف في طابور طويل وينظر هنا وهناك في عدم اهتمام ليراي القمر يتجسد في مخلوقة بريئه تدلف الي المحطه ايضا بوجهها الذي يخطف الانفاسدخل الي مكتبه الخاص وهو متجهم الوقت لم يرد التحيه علي ايا من حوله ولم يبادل السلام مع عم عبده موظف البوفيه الذي يعمل لديه ولكنه دائما ماكان يضعه في مقام والده ويستشيره كثيرا في مشاكله الخاصه ولكن ليس اليوم لا يريد الحديث مع احد لما فعل هذا من هذه حقا ولما ساعده وماهو رد فعلها الان بعد الذي فعله لقد اعتاد مساعدة الناس ولكن ليس بهذه الطريق واجن هو اخرج عقله عن سيطرته ولكن عندما راها وهي تدلف الي المحطه وتلهث كانت كنسمة الهواء العليل التي تاتينا في يوم شديد الحرارة لما كان عليه من الاساس اللجوء الي مترو الانفاق وماذا ان كانت سيارته بالتوكيل الم يستطع ايجار سيارة من اوبر او اي تاكسي ولكنه كان يريد استعادة ايام دراسته لذلك دلف الي المحطه ليقف في طابور طويل وينظر هنا وهناك في عدم اهتمام ليراي القمر يتجسد في مخلوقة بريئه تدلف الي المحطه ايضا بوجهها الذي يخطف الانفاس أراد أن يعلم من هي أراد أن يساعدها ولا يعلن لماذا أراد ذلك أأخطاء بذلك أغمض عينيه قليلا حتي يستطيع التركيز هو لم يخطئ لقد ساعد انسانه وماالعيب بذلك حقا انها كانت جميله رقيقه قريبه الي القلب
وضع كلتا يديه علي رأسه وهو يحدث نفسه
-فوق ياعمران انت اتجننت لحقت تشوف ده كله امتي يعني
أغمض عينيه للمرة الثانيه هكذا يستطيع التركيز دائما يفصل نفسه عن عالمه الخارجي ليستعيد أنفاسه ويصفي ذهنه حتي يفكر بطريقة صحيحه ولكن لما كل هذه الجلبة لقد ساعد انسان يحتاج الي المساعدة وانتهي الامر حسنا سيقف هنا والان ولكنه تذكرها تذكر لبختها تذكرها وهي متردده كيف تدخل في هذا الطابور تذكرها وهي تنظر لهاتفها الجوال تذكر عينيها تذكر كل شئ قفز من مكانه كالذي تعرض للدغه ليحادث نفسه قائلا
-بالله عليك انت مش هبتطل تفكير انت عامل ليه جلبه كده ساعدتها وخلصت
-في ايه؟
جاء هذا السؤال من صهيب صديق طفولته الذي دلف للتو الي مكتبه بدون ان يراه فقد كان يقف يعطي ظهره الي الباب لذلك لم يراه وهو يدخل الي المكتب
ذعر هو عندما رأه واقفا هكذا فترحك بعيدا قليلا وهو يضع يديه علي صدره قائلا
-انت ياض مابتعرفش حاجه اسمها تخبيط علي البابان طول عمرك حمار ومتخلف كده
صهيب وعمران صديقان دراسه منذ المرحلة الثانوية الي يومنا هذا صهيب شاب جيد الخلق يسبه عمران في الشكل مع اختلاف لوم العيون والشعر فقد كان شعره أسود اللون علي خلاف عمران الذي يملك شعر بنيا كذلك لون عيناه بنيتان طويل القامه متزوج من صديقتهم الجامعية منذ ثلاث سنوات فقد أحبها منذ أن وقعت عيناه عليها والي الان مازال يعشقها
كان صهيب واقفا مشدوها بما رأه من صديقه الان أجن هذا ام ماذا نظر له وهو يحدثه بزهول
-أنا المتخلف ليه هو أنا الي كان صوتي واصل لاخر الشركه وبكلم نفسي زي الهبل
نظر له بخجل قائلا
-أنا وامتي انا كلمت نفسي
أفترب منه ليضربه علي وجهه قائلا
أنت متخلف ياض ولا جالك زهايمر مين اللي كان لسه بيكلم نفسه دلوقتي ها؟
نظر له بتردد قائلا
-أ..أأأ. أاه يعني هو
-ياخرابي وكمان بقيت تتأتأ زي الاطفال ووضع يده علي جبينه وهو يقول
-أنت سخن ياواد
أنزل يده من علي جبينه بعد صبر قائلا
-والنبي مانقصاك ياصهيب اللي فيه مكفيني
-أحكيلي ياض حصل ايه؟
لم يعتاد عمران أن يخفي أمور حياته عن صديقه المفضل لذلك أجلسه ليسرد له ماحدث له اليوم وكيف ساعدها وبين له كيف أنه مهتم بها ويظل يتذكرها طوال الوقت بعد أن أستمع له نظر له بغضب عارم قائلا
-وأنت سبتها ومشيت كده بكل بساطة
استغرب موقف صديقه لما هو منفعل الي هذا الحد
-في ايه ياصهيب انت متنرفز أوي كده ليه ولا كأني ضيعت الكنز الذهبي
-في أيه ياصهيب وكمان بتسأل انت اتهبلت ياعمران ده انا ماصدقت اسمع كلمة ان في بنت قدرت تلفت انتباهك بعد طول الفترة اللي عدت دي وجاي تقولي ماعرفش عنها حاجه
-طب يعني كنت عايزني اعمل ايه ها اقولها هاتي رقمك وتعالي نتقابل بعد الضهر
-لا ياخويا بس كنت اقله روح معها عند الرصيف اعرف اسمها ياجدع شغاله فين ولا بتدرس فين سيبتها ومشيت عادي كده وعمال توصفلي فيها وتقولي شعر الله يخربيتك
-ياعم ماتهدي بقي
-طب وهتعمل ايه دلوقتي هتعرف توصلها ازاي بقي؟
نظر له وهو يفكر ايريد حقا ان يراها مجددا ايريد ان يخوض تجربة مرة اخري ام عليه ان يتذكرها كحلم جميل ويجعلها تتبخر في الهواء كحورية البحر الصغيرة التي تتحول الي فقاقيع في الهواء وتضحي بحياتها من اجل اميرها كان خلده مشغول بكل هذا عندما صفق صهيب قائلا
-مافيش غير حل واحد بس
نظر له بتأفف
-وايه هو بقي ياابو العريف
-
انك تركب المترو اليومين دول
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي