الفصل الثالث والثلاثون

-أنا نازله بقي ياحور يلا سلام
-ماشي ياديمو سلام
-انتي يازفته مش هتعدي تاكلي معانا زي مخاليق ربنا
كانت هذه الكلمات من امها فنظرت لها بابستامتها وخفة دمها المعهودة قائلة
-طب مافي مخاليق كتير مش بيعدوا يفطروا عادي يعني ياما..
لم تكمل كلمتها حتي رات خف والدتها في وجهها فابتسمت لاختها الكبري قائلة
-طول عمر الحاجة وهي بتحترمني مش عارفه اروح فيم والله ده انا قربت اتغر من كتر احترامك ليه والله ياحاجه
ضحك الجميع ونزلت ديمه مسرعة تنظر في ساعتها ياالله لقد تأخرت من المستحيل ان يكون في انتظارها الان اخرجت هاتفها الجوال حتي تتصل به ولكن وهي تطلب رقمه سمعت صوت هاتفه خلفها نظرت للخلف لتراه امامها بطول قامته وجسمه الرياضي وعيونه السمراء وذقنه الخفيفه بشعره الاسود الفاحم وبشرته الحنطيه التي تجعل جميع رقاب الفتيات تلتفت عندما تراه بقربها هذه الصفات لم تكن تهمها بل الذي كان يلفت انتباهها له هو حسن خلقه وتحمله مسئولياته مع والده فهو من عائلة متوسطة الحال والده يعمل كمحاسب في شركة ما ووالدته ربة منزل هو اكبر اخوته وعندما بلغ سن السابعة عشر قرر ان يساعد والده رفض والده في بادئ الامر ولكن بعد ذلك انخضع للامر الواقع والان هو يملك شقته الخاصة كما انه في سنتة الاخيرة في كلية الطب ويحاول ان يجمع اموال ليفتح عيادته الخاصه به دون مساعدة والده فما زال أمامه أشقائه الاصغر سنا منه
نظر لها بغضب قائلا وهو ينظر الي ساعته
-يلا ياديمه بعد اذنك علشان اتأخرت علي محاضرتي ومش عايز اسمع حرف منك بعد اذنك
تعلم هي عندما يكون غاضبا لا يريد ان يستمع الي احد حتي يهدئ لذلك رضخت وسارت معه في صمت ولكنها سعيده أيضا فهي دائما ما تتأخر عليه بسبب مساعدتها لوالدتها قبل أن تذهب لكيليتها وهو دائما ما ينتظر ولكن اليوم ـاخرت عليه كثيرا ولكنه ظل ينتظرها يعلم هو عن حياتها وعن وفاة والدها وتحمل اختها لمسئولياتهم احترم هذا في اختها كثيرا بل اعتبرها مثله الاعلي لذلك بدأ في تكوين اموال عيادته الخاصه به
جزبته من كم قميصه قائلة
-محمد
نظر لها ول يجاوبها فجذبته مرة اخري قائلا بغضب وصوت عالي
-في ايه؟
نظرت له وهي تمثل الغضب
*انت بتزعقلي
كان علي وشك الابتسام من طريقتها ولكنه تماسك قائلا
-اه بزعقلك
-وكمان بتقول اه في وشي عادي كده
-اه
-اه كمان مره يبقي انت محتاج لدكتور بقي بس انت دكتور يبقي نوفر الفلوس وتكشف علي نفسك علشان انا جعانه وعايزة اكل
ضحك علي خفة دمها ثم امسكها من ذقنها
-مغلباني بس بحبك هعمل ايه
-يلا يلا بلاش غلبه كده كده المحاضره الاولي بخ يبقي ناكل بقي
-بخ؟!
-اه بخ
-وربنا لو بحب سواق توكتوك كان هيبقي ارق
-طب اسيبك بقي علشان تلحق سواق التوكتوك
امسكها من يدها قائلا
-لالا احنا اسفين ياصلاح يلا بدل ماتكليني عارفك لما بتجوعي

ذهبوا الي محلهم المفضل ليجلسوا علي طاولتهم الدائمة امسكت بقائمة الطعام
نظرت له بابتسامتها الطفولية التي اعتادها قائلة
-ها هناكل ايه بقي
-والله يابنتي هنفضل نبوص ساعة في قلب المنيو وفي الاخر هتطلبي الاوردر بتاعك الطبيعي
-تصدق عندك حق طب يلا اطلب بقي
بعد ان انهو فطورهم ذهب هو الي كليته بعد ان أطمئن عليها وأوصلها الي كليتها دلفت الي المدرج الذي يوجد به محاضرتها القادمه كانت جالسه تنتظر دكتور المحاضرة الا انها تفاجئت بجويريه جالسه بجوارها
-جويريه؟
تفاجات هي الاخري عندما راتها
-ديمه؟عامله ايه يابنتي وحشاني من ساعة اخر مرة لما اختك واخويا تنشنوا مع بعض ماشوفتكيش تاني
-معلش مشاغل والله انتي اخبارك ايه؟
-انا زي الفل يابنتي وايه اخبار حور؟
-كويسة الحمدلله
سكتت لبرهه ثم قالت
-بقولك ايه ياديمه انا كنت عيزاكي في موضوع كده
-خير ياجوري في حاجه
-خير بعد الكحاضرة بقي هقولك اشطه
-اشطه
بعد انتهاء المحاضره خرج الاثنتان ليجلسوا بكافتيريا الكليه بدات ديمه الحديث قائلة
-هاي ياجويريه في ايه بقيظ
-هقولك امبارح سمعت هاجر وعمران بيتكلموا عن حور اختك
-ليه في حاجه؟
-بصي انا مافهمتش اوي بس كل اللي استوعبته ان اخويا اتخانق عشانها حتي اتعور في دماغه وكان بينزف وكان يوم مش قادره اقولك
-يانهار ابيض ليه ده كله
-والله مااعرف هما خرجوني بره بس سمعت اسم اول مرة اسمعه
-اسم ايه بقي؟
-فارس
عندما سمعت هذا الاسم تسمرت بمكانها حتي انها اوقعت كوب العصير الذي بيدها علي الارض
قامت جويريه من مكانها وهي خائفه
-في ايه ياديمه؟
-ها لالا مافيش
-لا فيه هو حصل ايه ؟ حتي عمران كان متعصب اوي ومافيش في لسانه غير انه هيجيب حق اختك انا اول مره اشوف اخويا كده
نظرت لها بدون ان تتحدث وولكن جويريه قالت
-لا ماانا لازم افهم بقي
استسلمت ديمه للامر الواقع وقصت لها ماحدث لشقيقتها بالظبط م هذا الكائن الجبان عديم الرجولة
بعد ان استمعت لقصة شقيقتها قالت
-الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوان الجزمه ده كان لازم عمران يقتله مش يضربه بس بس عارفه ياديمه ولا بلاش
-بلاش ايه لا قولي
-هقولك شكل اخويا بيحب اختك
صعقت ديمه لهذا الكلام قائلة
-ايه اللي انتي بتقوليه ده؟
-والله زي مابقولك عمران عمره مايعمل حاجه زي كده لاي حد ده دايما بيفكر قبل مايتخذ اي قرار بس امبارح كان غريب والشر بينط من عينيه تحسي فعلا هيقتل حد
كانت علي وشك الرد الا ان هاتفها الجوار رن لتخرجه وتري ان المتصل ماهو الا حور اجابت علي حور ولكنها لما تتمالك نفسها فقصت لها كل ماحدث بين هاجر وعمران وفارس كانت ديمة تريد ان تريها ان هناك من يحبها او علي الاقل معجب بها فقد فقدت الامل في هذه المشاعر منذ زمن ولكنها تريد ان تسترجع شقيقتها هذا الجزء المفقود منها لذلك قصت لها ماحدث
نظرت لجويريه وابتسمت فعلم الاثنتان انهم يفكرون بنفس الطريقه ابتسموا وذهبوا ليتحدثوا عن اخواتهم اما عن حور لما تتمالك نفسها فذهبت مسرعه الي هاجر التي كانت تستعد للرحيل لتمسكها من كتفها وتدلف الي المكتب الفارغ وتقول بغضب
-ايه اللي عملتوا في فارس انطقي
نظرت لها هاجر بصدمه كيف تعلم عن ماحدث فقد اتفقت هي وعمران الا يحدثوا حور بهذا الموضوع بالاخص انها لا تريدها ان تعلم لما تركها فارس فهي لن تستحمل هذه الصدمه ولكن من الذ قال لها ايمكن ان يكون هو ولكن لا لن تتسرع الان
-حصل ايه وفارس مين اصلا؟
-هاجر ماتعصبنيش انتي عارفه كويس فارس مين عملتلوا ايه امبارح ها ضربتوا عصبتوا ها ردي
نظرت لها هاجر بغضب فقد طفح الكيل من هذه الانسانه ماذا بها لما تحبه الي هذا الحد وهو لا يعيرها ادني انتباه
-اه ياحور عمران ضربه وبهدله بس عارفه ليه
-مش عايزة اعرف انا مش عايزة اعرف ليه تضربوا وبتدخلوا ليه بتقضي ليه علي اخر امل كنت متعلقه بيه
-فوقي بقي فوقي ابوس ايديك هو مش بيحبك وقالنا كده
-انا مش مصدقاكي
-وهتصدقيني ازاي
-لما اشوفه واسمعه بيقولي كده
-يعني انتي عايزة ايه دلوقتي ياحور
-عايزة اروح لفارس وانتي اللي هتاخديني ياهاجر هناك
-لا
جاءت هذه الكلمه من عمران الذي كان يستند علي باب المكتب ويستمع الي محادثتهم
نظرت له قائلة
-انت انت ازاي تمد ايدك عليه ها
كانت تقول هذه الكلمات وهي ممسكه بياقة قميصه لذلك امسك يدها بكل برود ليزيحها عنه قائلا
-انتي عايزة ايه تروحيله
نظرت له بكل ثقه قائلة
-ايوة
-خلاص وانا هاخدك اوديكي ليه
ثم اخذها من يدها لايصالها الي مقر مكتبه وتركها لتذهب بمفردها ولكن عندما ابتعد عنها ترجل من السيارة ليذهب وراءها
دلفت الي المكتب لتقابل السكرتيرة ولكنها لم تعرها اي انتباه فذهبت الي باب مكتبه لتفتحه بكل قوتها ليشيح بنظره عاليا ويراها امامه لم تتغير كثيرا سوي انها فقدت بعد الكيلو جرامات من وزنها ولكنها ظلت علي رونقها وجمالها ولكنه تفاجئ بها ماالذي اتي بها الي هنا
قام من مكانه قائلا بضحكه صفراوية تعلمها جيدا
-اهلا اهلا ازيك ياحور
نظرت له ولكنها لم تجد ماكان يجذبها له ولكنها افتقدته حقا افتقدته
-الحمدلله
-اتفضلي خير ياحور
ترددت حور كثيرا ماذا تقول له ولكن كدمات الامس ظاهره عليه فأشارت الي وجهه قائلة
-ايه اللي في وشك ده؟
نظر لها باستغراب مصطنع قائلا
-ايه ده هو حبيب القلب ماقلكيش
-حبيب القلب
-اه حبيب القلب هو انتي كمان ماسمعتيش من هاجر ولا ايه
كانت علي وشك ان ترد له هذه الكلمات بصفعه قوية تدوي في انحاء مكتبه ولكنها فضلت ان تستمع له حتي النهايه
-لا انا جيت اسمع منك انت
-عايزة تسمعي ايه بالظبط ياحور
-عايزة اعرف سبتني ليه
-عايزة تعرفي هتستحملي لما تعرفي
اجابته بالصمت لذلك قال
-انا سيبتك لسبب صغير اوي ببساطه مالقتش فيكي البنت اللي بحلم بيها
-بس كده طب ماكنت ممكن تقولي كده وبعدين لما انت شوفت اني مانفعكش ايه اللي خلاك ترتبط بيه من الاول
-علشان كان عندي امل تتغيري انما هقول ايه بقي
عمرك ماهتتغيري ابدا بل العكس من ساعة ماعرفتك وانتي كل يوم مشاكل لما اتخنقت
-اجابته بهمس قائلة
-بزيد مشاكل
-اه بتزيدي مشاكل ولا عمرك اهتمتي بنفسك ايام الجامعه كنت دايما كده مبهدله في نفسك وحاجه قرف ده انتي حتي لحد دلوقتي من ايام ماتخرجنا ويادوب نزلتي كام كيلو وطبعا طخنك ده هيجيب المرض واصرف يا فارس ده غير مشاكل عيلتك اللي مابتخلصش اصل النهارده ماما مش عارف حصلها ايه وديمه وعايزة تدخل صيدله الحقني بابا مات وانا اللي هتحمل مسئولية البيت وكمان ايه هحقق احلام بابا وهدخل اختي صيدلة علشان ده حلم بابا وهجوزها احسن جوازه وطبعا مين اللي يدبس في مصاريفك انتي وعيلتك فارس
لم تكن مصدقه مايقوله اهذا هو فارس الذي كانت تحلم بان يضمهم منزل واحد ايعقل ان تكون اختارت الشخص الخاطئ ..ظلت طوال هذه السنوات تعشق وهم كيف! نظرت له قائلة والدموع تملي مؤلقتيها
-ياااااااااااااااااااااه كل ده كنت شيله في قلبك
-شوفتي صعبت عليكي صح
-عارف ايه الحاجه الغريبه
-ايه؟
-اني كنت مفكراك راجل لحد ماكنت واقفة قدامك دلوقتي من ربع ساعة كانت لسه الفكرة دي موجوده
رفع يده عاليا قائلا بتهديد
-اوعي تغلطي
لم تعر انتباها له بل كل الذي لاحظته خاتم الزواج الفضي الكامن في يده الشمال
-ياه الف مبروك والله اتجوزت ولاقيت اللي تصرف عليك بس تصدق انا لما براجع نفسي كده بفتكر انت فعلا كنت معايا علشان قضية كنا المفروض نكسبها بس لما لاقيتها ضاعت قولت اهرب بقي انا كمان بس اكيد انت موقعتش انت اكيد وقعت واقف مااكيد وانت مثلا هتلاقي فلوس تفتح بيها منين المكتب ده بس السؤال اللي محيرني وبيلح عليه هي اخدتك علي ايه اخدت واحد اقل مايقال عنه انه مش راجل
رفع يده وكان علي وشك ضربها بالقلم رأي عمران هذا وكان علي وشك الدخول الا انه تفاجئ عندما امسكت يده لتنزل بيدها الاخري علي وجهه ليدوي صوت الصفعه في انحاء مكتبه
-عارف القلم ده انا كان نفسي اديهولك من ساعة مابدأت كلام بس قولت اوفره للاخر وحط في بالك الكلمتين دول اقسم بالله لهدفعك كل ثانيه وحقي انا هاخده منك بالبطيئ وكل ماتقع اكتر كل ماهتفتكرني اكتر خليك فاكر كلامي كويس اوي
كان هو يستمع الي كل كلامها من خلف باب مكتبه ولكنه ابتعد عندما راي باب المكتب ينفتح لتخرج هي مشموخة الراس من مكتبه ولكن عندما خرجت لم تستطع تمالك نفسها اكثر من هذا لتقع من كثره البكاء علي الارض ثم تغيب عن الوعي ولا تستوعب مايحدث حولها بعد ذلك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي