الفصل الثاني والخمسون

شروق:أنا خلاص تعبت
رحاب:تعبتي!تعبتي من ايه يا مني؟!
أسما:في العشة يامني!
نظرت لهم شروق بتهكم قائلة:
اتريقوا ياختي اتريقوا..ما إنتي لسه عروسة جديدة وماحدش قدك..والحلوة التانية عندها بنوتة والدادة بتساعدها ،مش أنا اللي قربت أقرع من كتر ما بجري ورا العيال
رحاب:يا ساتريارب ..قل أعوذب رب الفلق
أسما:
-احنا بنتحسد يا بت
شروق وهي تبتسم بإبتسامة صفراء:
-لا يا روحي ده حقد
رحاب:
-الله وأنا مالي أنا يا لمبي..ثم ما تحقدي علي الهانم اللي قاعدة دي ما هي بتشتغل في الديزاين أهية، ومعاها توينز ما شاء الله عليهم وعندها دادة بردوا اشمعني إحنا!
نظر ثلاثتهم بإتجاه "أروي" في إنتظار تعليقتها المضحكة كعادتها ولكنها كانت شاردة ..حاضرة هي بجسدها وعقلها في مكان آخر.
استغربت "رحاب" من سكوتها هذا!فهذه ليست عادتها،فالبعادة تجلس وتكون هي المشاغبة ..ولكن ما الذي يحدث؟
قامت من مجلسها لتجلس بجوار صديقتها وهي تنادي علي اسمها ولكن لا يوجد إجابة..استغرب الجميع،فبدأت "رحاب"بهز كتفها لتجعلها تنتبه وبعد مرور فترة من الوقت.إلتفتت إليها وهي تقول بعقل شارد:
-في حاجة يا رحاب؟
رحاب بإستغراب:
-أنا اللي في حاجه!
أروي:
-في ايه؟
أسما:
-في ايه فيكي إنتي؟
شروق:
-مالك يا أروي ،مش مرتاحة لسكوتك ده
نظرت لهم بإبتسامة قلقة بعض الشئ ..لينتهوا من قلقهم عليها:
-مافيش حاجة يا بنات ..مالي أنا زي الفل
نظرت لها "رحاب"بتوجس قائلة:
-لا ..فيكي حاجة،وياريت ماتخبيش ..اخلصي وقولي في ايه؟
تنهدت "أروي"هي لا تستطيع الإنكار أكثر من هذا..تريد أن تخرج ما بداخلها:
-أنا كل الحكاية إني حلمت بكابوس مخوفني مش أكتر
شروق بإهتمام:
-كملي!
نظرت لهم..ثم بدأت تقص عليهم ما شاهدته في حلمها ..وما أن إنتهت حتي حتي قالت لها أسما:
-ماتخافيش كده يا أروي..ده مجرد كابوس
شروق:
-آه فعلا،انتي بس المرة الجايه أما تحلمي بحاجة وحشة.. تقومي وتتوضي وتصلي ركعتين وترجعي تنامي وماتحكيش لحد
نظرت لها "رحاب"في محاولة منها لتدب الإطمئنان داخل صديقها،ولكن ما أن إستمعت لحلم صديقتها..وبداخلها بدأ القلق يتزايد..ولكن مهلا إنه مجرد كابوس ليس إلا:
-اه فعلا يا رورو ده مجرد حلم ماتبقيش قفوشة كده
نظرت "أروي" لهم بإمتنان قائلة وهي ترتمي بين أحضان صديقتها:
-أنا بحبكم أوي يا بنات
رحاب:
وأنا كمان بحبكم أوي
أسما:
-أنا بدأت أتوغوش
شروق:
-لا ياعم استغفر الله العظيم
ضحك أربعتهم ليستعيدوا ذكرياتهم متناسيين حلم "أروي"،ولكن بداخلهم كانت هناك محاولة بائسة لإطمئنان أنفسهم أن كل شئ علي ما يرام
**************************************************************
كان جالس سرح بأفكاره .لا يدري ما بها ،إنه مجرد حلم سخيف..لما تهتم به إلي هذا الحد..أخرجه من تفكيره طرق علي باب مكتبه .
ليجيب بصوت جهوري وهو يحاول أن يستعيد إتذانه:
-أدخل
دلفت سارة وهي تسير بخطوات مثيرة نوعا ما حتي تلفت إنتباه..هي لن تستلم أبدا،وتجعلها تنتصر عليها ..حتي لو كان تزوجها ،وأنجب منها طفلان.
لن يرف لها جفن حتي تمتلكه ، وتكون زوجة صاحب أكبر شركة "للسياحة وتصميم الأزياء "في الشرق الأوسط.
نظر لها بإشمئزاز... هو يعلم نواياها جيدا،لو كان الأمر بيده لكان استغني عنها منذ زمن طويل،ولكنه لا يستطيع أن يكون سبب في صرف أحد من عمله..بالأخص إنه يعلم إنها جيدة في عملها
-خير يا سارة في ايه؟
نظرت له بعيون ناعسة وهي تقترب منه وتتمايل أمام مكتبه ببلوزتها البيضاء التي تكشف أكثر ما تستر:
-بس كان المفروض حضرتك تمضي علي الورق ده!
نظر لها نظرة ذات مغذي ..تفهم هي مقصدها جيدا لذلك اعتدلت في وقفتها :
-بعد كده لما يبقي في ورق مهم زي ده تبقي تجبيه بسرعة.ولو سمحتي تاني مرة ماشوفش اللبس اللي حضرتك لبساه ده
سارة وهي تستعيد ثقتها بنفسها:
-ليه؟
آدهم:
-علشان دي شركة محترمة يا هانم
سارة:
-طب وايه دخل الشركة في لبسي؟
ضرب بيده علي طاولة مكتبه المستديرة،لتقفز هي بخوف من ردة فعله الغير متوقعة..قائلا بصوت جوهري:
-لبسك مش محترم ،وحضرتك سكرتيرة الزفت صاحب الشركة غير الاتنين الشركا اللي معايا..يعني سيادتك بتمثلينا وإحنا مش موجودين..عايزة العملا يقولوا ايه لما يشوفوا سكرتيرتنا الخاصة بالمنظر ده.
سارة وهي تجيب بصوت متلجلج ،في محاولة فاشلة للملمة نفسها مرة أخري:
-أنا آسفة يا فندم بس ده يعني حاجه خاصة بيا
أدهم وهو يحاول السيطرة علي غضبه:
-لبسك وذوقك الخاص برا الشركة يا حلوة.غير كده طول ما إنتي في ساعات عملك تيجي بلبس كويس ..مفهوم؟
خرجت كلمته الأخيرة بصوت غاضب كبركان يأكل الأخضر واليابس ..وكل ما يقابله أمامه.
ارتعدت بسبب نبرة صوته ، وهي تحاول إصلاح ما فعلته ..فقد أيقنت أن هذا ليس الوقت المناسب لألاعيبها:
-آسفة يا فندم مش هتتكرر تاني
أدهم:
-أتمني ده..لأن المرة الجاية يا سارة مش هيبقي في تاني،اتقي شري
سارة وهي تلملم الأوراق المبعثرة علي مكتبه ، وتذهب مسرعة من أمامه بأقصي ما أوتيت من قوة:
فاهمه ياأدهم بيه..فاهمة
ثم تركته وخرجت بسرعة البرق وبداخلها تتوعده
***********************************************************
كان في سيارته يتابع أخبار شركته إلي أن يصل مقرها،ولكن قاطعه عن عمله رنين هاتفه ليخرجه..وهو ينظر إلي هوية المتصل ليجيب سريعا:
-كنت هتصل بيك أول ما أوصل الشركه،كنت عايزك..
ابتلع جملته ما أن سمع نبرة صوته
عمر:
-في ايه مالك؟
أدهم:
أنت فين؟
عمر:
-في الطريق رايح علي الشركة
أدهم:
-لف وتعالي علي شركتنا بسرعة
عمر بإستغراب:
-في ايه يا أدهم؟!
أدهم بتهكم:
-تعالالي دلوقتي وبسرعة
عمر وهو يؤمر السائق بأن يأخذ الطريق الأخر إلي مقر شركتهم:
-نص ساعة وهكون عندك
أدهم:
-تمام...سلام
أغلق مع صديقه ليتصل بالأخر ..مر بعض من الوقت حتي أجبه الآخر بصوت ناعس:
-ألو
آدهم:
-مش بترد بسرعة ليه؟
عبد الرحمن:
-كنت نايم..مش سامع الموبايل!
آدهم بإقتضاب:
-طب لو سمحت قوم ألبس وتعالي الشركة بسرعة
عبد الرحمن:
-شركة ايه؟
أدهم بغضب:
يعني ايه شركة ايه دي!شركة الزفت بتاعتنا ..خمس دقايق وتكون عندي
ولم ينتظر أن يسمع منه إجابه..كأن كلامه أمر مسلم به ..لا بد الأخذ به بسرعة فائقة
****************************************************************
بعد أن أغلق معهم..أمسك الأوراق وهو يدور في خلده سؤال واحد فقط.
من الذي يضمر لهم الشر ،ولما؟
سمع صوت رنين هاتفه،وما أن رأي هوية المتصل حتي نسي ما كان يشغله..يكفيه أن يري اسمها حتي يرتسم علي ملامحة الراحة ويدب بداخله السكينة
تهادي له صوتها:
-حبيبي أنت بخير!في حاجه حصلت ؟أنت كويس؟يعني مافيش حاجة اتغيرت في الشغل،طب..
إبتسم هو علي قلقها هذا قائلا وهو يحاول تهدئتها:
-بس..بس...اية كم الأسئلة دي،واحدة واحدة علشان أعرف أجاوب
أروي:
أنا آسفة..بس الحلم
آدهم:
-ما تتأسفيش يا قلب أدهم،وهجاوبك علي أسئلتك
إبتسمت هي وقامت من مجلسها.. لتستطيع سماعه بعيدا عن صديقتها:
طب يلا جاوب علي أول سؤال..بسرعة علشان هنلم الورق مافيش وقت يا سيد
أدهم وهو يمثل التوتر قائلا:
-طب استني يا ميس والنبي... هحاول أجاوب بسرعة
أروي:
-طب بسرعة يلا..ها
آدهم:
أولا أنا بخير..ثانيا لا مافيش حاجة حصلتلي الحمد لله..ثالثا..أحم لا مافيش حاجة حصلت في الشغل..ها نجحت يا ميس في الإمتحان؟
أروي وكأنها تسبح في عالم الخيال..عالم مشاعر الحب والإهتمام الذي طالما ما أغرقها به..حقا ما أجمل الحب الحلال الذي يتخلله المودة والرحمة،والمعاملة الحسنة ..والحفاظ علي مشاعر الآخر..مهما كان ما نمر به
كانت في عالم آخر حتي إنها لم تشعر بنفسها وهي تستجيب لمشاعر قلبها وتقول كل ما بداخل قلبها وهي مغمضة العينان:
-كم تخيلتك..كم انتظرتك..كم اشتقت لسماع صوتك الدافئ يتهادي داخل أعماقي بعد ليل طويل لم يكن يتخلله آشعة أمل..كنت أحصن قلبي بداخل حصن منيع لا يستطيع أحد أن يدمره،لتأتي أنت وبكلمة منك تراجعت ..ليتهدم إلي أشلاء..لم أستطع إيقافك!..بل دعني أكون صريحة معك..لقد كنت أريد أنا أن يتحطم هذا الحصن لأختبئ بداخلك عن وحشة العالم..لأسبح في عالم الخيال معك أنت....
هائم هو في سماء عشقها..كانت هي..ومازالت هي..حبه الوحيد،بل عشقه غير المنتهي
أروي:
ديمو..روحت فين؟
آدهم:
-وهو في كلام يتقال بعد اللي انتي قولتيه
أروي بشقاوتها المعتادة التي يعشقها:
-أمال يتقال ايه؟
آدهم بإبتسامة شقية ترتسم علي ثغره حتي ظهرت غمازته:
في فعل يا جميل..في فعل!
أروي بخجل وتلجلج عندما فهمت مقصده:
-عل..علي..علي فكرة أنت قليل الآدب..ومش هكلمك تاني ،يلا أقفل
آدهم:
*أنا قليل الآدب..ده أنا مسكر
أروي:
-لا دلع..يلا هش علشان أشوف العيال
آدهم:
-مين فيهم"أميرولا أنس"
أروي:
لا ..فهمتني غلط أقصد يعني رحاب وشروق وأسما
ألتفتت وهي تقول أسمائهم حتي تجدهم واقفين أمامها ويرتسم علي محياهم الإبتسامة..نظرت لهم بإستغراب:
-في ايه؟!
رحاب وهي تقلدها وتشير بيدها:
كم تخيلتك!..كم انتظرتك!
أسما وهي تكمل عن صديقتها:
-حتي أتيت لتهدم حصني
شروق:
-بل دعني اكون صريحه معك..
أروي وهي تجري بخطوات مسرعة وتضع يدها علي فم شروق قائلة:
-أنتوا واقفين من بدري بقي
كان يستمع هو لهم..وهو يتخيلها تقفز علي فم أصدقائها قائلا:
-طب هقفل أنا بقي واخليكي مع عصابتك دي باي يا "قلب الآدهم"
أغلق الهاتف وهو لا يدري أن صديقتها أخذت منه الهاتف..لتضغط علي الميكروفون ،لتسمع جملته الآخير:
رحاب:ده بيقولها يا قلب الآدهم
شروق وهي تمثل الدوخة:لالا مش قادرة
أسما:يا بختك يا ست حلويات
أروي:خمسة عليا..خمسة عليا
****************************************************************

في شركة "تصميم الأزياء"

وفي غرفة واسعة تحتوي علي طاولة اجتماعات في جانبها الايمن، وفي منتصفها يوجد مكتب كبير يجلس خلفه شاب في العقد الثالث من عمره ذو شخصية جذابة..بجسمه الرياضي المتناسق وطول قامته وبملامحه الشرقية وعينيه العسليتين وشعره الاسود الناعم الذي يرجعه للخلف رغم خصلات صغيرة تسقط قرب عينيه
رفع نظره ليري صديقه ذو العيون الزرقاء،وملامحه الإرستقراطية ذا النظرة الثاقبة..يجلس أمامه بريبة قائلا:
عمر:خير يا آدهم ..في ايه؟!
أخرج أدهم ملف من درج مكتبه ليضعه أمامه بغضب :أقرأ،وبص علي التصاميم كويس ،وأنت هتعرف في ايه؟
أمسك الأوراق ليفتحها ،وما أن وقعت عيناه علي التصاميم حتي تبدلت ملامح وجهه الهادئة إلي أخري ساخطة..وما لبث أن قام من مكانه وهو يضرب بكف يده علي المكتب قائلا:
-يعني ايه الكلام ده؟
آدهم بغضب مماثل لغضبه:
يعني إحنا بنتسرق،ومش بس كده...لا لا كمان بنخسر مصدقيتنا مع الشركة التانية
عمر:ومين اللي يستجري يلعب معانا .ده السوق كله بيترعب من اسمنا...إزاي نتسرق،وإحنا نايمين... ايه كنا نايمين علي ودانا؟
فتح الباب ليدلف صديقهم الثالث ذا الشعر الأسود ،وعيون تشبه عيون الصقر ببشرته البرونزية قائلا:
عبد الرحمن:مين دول اللي بيتسرقوا؟!
نظر له آدهم بنظرة باردة تناقض ما يشعر به إتجاه ..موجها حديثه إلي صديقه:خليه يشوف الملف يا عمر علشان يفوق شويه من ماية البطيخ اللي عايش فيها دي
نظر له "عبد الرحمن"ببلاهة:هو في ايه؟!
أعطاه "عمر"الورق بغضب قائلا:اتفضل أقرأ،وسيادتك هتعرف في ايه!
أخذ منه الأوراق بعدم إهتمام، وهو لا يعلم ما الذي يدور حوله ..حتي قام بفتح الملف ليتفاجئ بما شاهده
عبد الرحمن:ده إحنا بنتسرق بقي!
آدهم بغضب:ومش بس كده..ده كمان الموضوع كان ممكن يخلينا نخسر عقد إتفاق الشركة اللي في تركيا
عمر:إزاي؟
آدهم:يعني علي فرض لو كانت الطلبية دي وصلت تركيا دلوقتي وبدأوا في فرز الهدوم وإحنا متفقين علي تصميمات لمحجبات وبناءا علي كده ،تم الإتفاق وبعتوا القماشات يقوم...
قطع جملته عبد الرحمن قائلا:يلاقوا هدوم مناقضة للطلبية،وكمان في نقص في القماشات ..لأن اللبس لبس محجبات ولما يروح هناك وهو علي أساس إنه لبس مش محجبات وكمان جيب وفساتين وبلوزات قصيرة ...يبقي إحنا بنسرقهم!
عمر مكملا لحديث صديقه:فيبقي قدامنا طريقين يا نخسر مصدقيتنا في السوق ويتم فضحيتنا..أو ندفع الشرط الجزائي اللي يخلي الشركة تفلس في يومها
آدهم:بالظبط
عبد الرحمن:طب وأنت عملت ايه يا آدهم؟
آدهم:وقفت طبعا الطلبية ..وحاولت اعتذر ليهم علي التأخير
عمر:بس بردوا في شرط جزائي للتأخير
عبد الرحمن:سيب الموضوع ده عليا أنا هتصرف
آدهم:تمام
عمر:بس مين اللي بيحاول يلعب بديله من ورانا..ومين اللي ليه هدف يوقعنا في السوق؟
عبد الرحمن :مش عارف بس لازم يتجاب...لازم
في حي من الأحياء الشعبية كانت جالسة بجانب والدتها تنظر إلي والدها الذي يركض خلف أطفالها التوأم"أمير وأنس" وهو يضحك موجها حديثه إليها:
بيوحشوني أوي العيال دي
أروي بإبتسامة:
-ما هو بسبب دلعك ده مش بيبطلوا يقولولي هنقول لجدو هنقول لجدو كل ما بعملهم حاجة
محمود وهو يقف أمامها قائلا:
ليه وإنتي بتعملي في العيال ايه؟
أروي وهي تضحك:
كل خير يبشة .. كل خير
وقف طفلها أمير أمامها وهو ينظر لجده قائلا بصوت طفولي:
لا يا جدو والله..دي بتزعقلي كل شوية
محمود:
إنتي بتزعقي لأمير يا بت :
ليجلس بجوارها وهو ممسك بكتفها ويمثل إنه يضربها
طب خدي ..علشان تبقي تضربي أمير حبيبي كويس
جري أنس توأم أخيه ذا الثلاث سنوات علي والدته وهو ينهال علي جده بيده الصغيرة ببضع من اللكمات التي لا تؤذي حتي نملة قائلا بغضب:
مالكش دعوة بمامي ماتضربهاش..وأنت يا أمير أصبر عليا لما نروح هموتك
ضحك الجد كثيرا علي أحفاده..وقامت أروي من مجلسها تحتضن صغيرها قائلة:
لا يا حبيبي جدو بيهزر معايا..وماتضربش أخوك هو الصغير
أنس بصوت طفولي:
بس هو يا ماما فتن عليكي لجدو
أروي:
-نفهمه غلطه بالراحة ومانضربهوش ماشي
أنس:
حاضر
وضعته "أروي" أرضا ليتجه هو إلي أخيه المختبئ وراء جده بخوف منه قائلا وهو يمسك يده الصغيرة محدثا إياه بنضج يناقض طفولته:
-ما تخافش طول ما أنا معاك..بس لازم تعرف إن مامي أهم حاجة ومانفتنش عليها ..ماشي
أمير:
-مامي حلوة ومش هفتن عليها تاني
ثم جري الإثنان ليحتضنوا والدتهم قائلين في صوت واحد:
بنحبك يا مامي
قول ماما ياض منك ليه..انشفوا كده،مامي دي للبنات
ألتفت الجميع للصوت المتهادي من الخلف..ليجري كل من "أمير و أنس" علي خالهم قائلين في صوت واحد:
تيمووووووووووو
إنخفض لمستواهم وهو يحمل الإثنان بيد واحدة:
-قلب تيمو والله..بس ماتجربوا تقولولي يا خالو كده ياكش أبوكوا يحج
أنس:
لا أنت تيمو
أمير:
اه..تيمو
تيم وهو ينظر لأمير:
ياض أنت تابع يالا..عيب ده أنتوا اد بعض
أنس بغضب:
لا مش قد بعض أنا أكبر منه بعشر دقايق..مامي قالتلي كده
تيم وهو يأخذ نفس طويل:
اللهم طولك يا روح..اسمها ماما..اسمها ايه يا أنس ياجميل أنت؟
أمير:
ماما
تيم:
شاطر يا أمير..نسمع بقي الكلام من أستاذ آنس
نظر له آنس:
نزلني يا تيمو
تيم:
حاضر
وما أن لمست قدمه الصغيره الأرض حتي قال له:
مامي.... وذهب مسرعا وهو يختبئ خلف والدته ليكمل حديثه:
مش هقول ماما غير لما مامي تقولي
ضحكت أروي وهي تنظر لأخيها:
أنا ماليش دعوة
تيم:
يابنتي ايه الواد ده؟
أروي:
ده حبيب مامي
تيم بنبرة تحذيرية:
أرووووي
أروي:
خلاص خلاص..آنس إسمع كلام خالو وقول ماما..مامي دي للبنات إنما أنت راجل قول ماما
آنس بدون مناقشة:
حاضر يا ماما
تيم:
ابن أمك أوي
آنس ببرائة:
أمال هكون ابن مين لو مش ابن ماما
ضحك الجميع لتخرج"نجوي"والدتهم قائلة:
-طب يلا بقي علشان نتعشي
تيم:
لا ياماما مش هلحق
نجوي:
ليه؟
تيم:
يادوب هاخد أروي أوصلها وبعدين أروح علشان أسما مستنياني نتعشي مع بعض
أروي بإستغراب:
توصلني ليه!؟..ما أنا قولت لآدهم إني هبات النهاردة هنا
تيم:
لا هو اتصل بيا وقالي هات أروي ولو عايزة تسيب الولاد مع جدتهم وجدهم النهاردة مش مشكلة علشان عايزك في موضوع مهم
أروي:
موضوع ايه؟ثم ما اتصلش بيا ليه؟
تيم:
اتصل بس سيادتك فونك مغلق
اتجهت إلي حقيبة يدها لتخرج جوالها قائلة:
لا مش مغلق ده...ثم وضعت يدها علي رأسها:
هتلاقيه أمير لعب فيه لما أخدوا مني..خلاص ماشي يلا بينا
ثم نظرت إلي والدتها:
معلش يا ماما بقي هخلي الولاد معاكي النهاردة
نجوي:
معلش ايه بس!ياريت تخليهم كل يوم
محمود:
ياريت والله ..أنا مابشبعش منهم
فرح "أمير"ما أن علم إنه سيمكث في بيت جده اليوم ولكن"آنس بدأ في البكاء لا يستطيع الإبتعاد عن والدته هو يحبها كثيرا...
وبعد وقت ليس بقليل..أقنعته "أروي"أن يمكث الليلة مع جده وهي سوف تحضر له قطع الحلوى التي يشتهيها
***********************************************************
في ذلك الوقت دلف هو إلي فيلتهم وهو يضئ الأنوار ليسطع النور في كل الأنحاء
كان الهدوء يعم المكان ،بسبب إعطاءه لجميع العاملين بإجازة..قرر أن يأخذ هدنة من التفكير عن ما يحدث في شركته، ويسعدها قليلا بالأخص عندما أهملها في الآونة الأخيرة
طلبت منه أن تذهب إلي منزل والديها..وهنا جاءته الفكرة ليذهب مبكرا إلي المنزل وليفاجئها
دلف إلي المطبخ وهو يحك جبهة رأسه قائلا:
-هتعمل ايه بقي دلوقتي يا ديمو؟
لم يأخذ وقتا كثيرا في التفكير ..أخرج هاتفه الجوال ليضعه علي قناة للطبخ ومن ثم بدأ في عمل المفاجأة..ولكن أي مفاجئة هذه فبعد انتهائه..كان المنظر كالآتي

يتبع
رحاب_قابيل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي