الفصل الثلاثون

نظر إليها الجميع بلهفة قائلين في صوت واحد: وبعدين كملي
نظرت إليهم حور بضحكةك حاضر هو في ايه؟
تدخلت سارة وهي ترفع صغيرها لأعلى قائلة: يا بنتي خلصي بقى يا باي
أكملت أسيل نيابة عن صديقتها: استني يا سارة هي هتكمل لأنها خايفة على عمرها
تالين: وعندها عيال عايزة تربيهم بردوا
أجابت حور بتوجس: يا ساتر يارب قاعدة مع عصابة ريا وسكينة
أسيل: طب خافي على نفسك بقى وكملي
حور: حاضر حاضر
زهلت عندما رأته يقف أمامها أهي تحلم أم أن نظرها يخدعها أغمضت عينيها وفتحتهما ببطئ لعلها تتوهم ولكنه كان يقف أمامها بذهول هو الآخر لا ينطق بشئ ما.. ظلوا علي هذه الحاله لدقيقتين الي أنها أفاقت من شرودها عندما غمزتها صديقتها بكتفها وهمست في أذنها
-أيه ياحاجه تنحتي كده ليه؟
-ها لا ولا حاجه هقولك بعدين
-طب ادي للراجل الهدية بقاله ساعه واقف
-أه صح
نظرت له وهي تحاول أن ترسم ابتسامه علي وجهها ثم مدت يدها لتعطيه الهدية نظر لها ببرود حقيقي وكأنه لاول مرة يراها الان ثم مد يده في جيب بنطاله ليخرج باقي النقود التي يدين لها بها لما يتصرف هكذا معها فقد تحدث معها هذا الصباح بكل تواضع ولكن الان تري انسان بارد مغرور حتي هذه الكلة لا تستطيع أن تصف ماتشاهده منه الان لذلك قررت الا تكون مدانه لمثل هذا الرجل حتي لو بجنية واحد فقط أخذ منها الهدية قبل حتي أن تخرج الجنيه الذي يحيرها قليلا لترمي به بوجه لما هذا الرجل يشعرها دائما بعدم الراحه ؟ وضعت يديها علي وجهها وهي تقول
-يارب
نظرت لها هاجر بعدم فهم قائلة
-في ايه ياحور انتي من ساعة ماشوفتي عمران وانتي مش علي بعضك ليه؟
-علشان هو ده الشاب اللي حكتلك عنه الصبح
لم تستطع أن تخفي دهشتها عن صديقتها
انتي بتهزري صح؟!
-وههزر في حاجه زي دي ليه ياهاجر
أرتسمت ملامح السعادة علي وجه صديقتها
-أصلي مش مصدقة بس بجد أنا ماستغربش حاجة زي دي من عمران عمران انسان طيب وبيحب يساعد الناس دايما
-حلو اوي انا عايزة بقي اديله الفلوس اللي عليه
عقبت هاجر علي كلامها ببعض من الاستغراب
-فلوس ايه اللي عليكي دي؟
-حق تذكرة المترو اللي دفعهالي
ضحكت بعلو صوتها
-جنيه؟!
غضبت حور كثيرا فهاجر تعلم علم اليقين انها لا تحبذ فكرة المديوينة لاحد حتي لو كان جنيه كما تراه صغير هكذا قالت بصوت غاضب
-أه الجنيه انتي عارفه كويس..
قاطعتها قائلىة
-عارفة عارفة بس عادي ياحور ده جنيه
-لا مش عادي
-خلاص براحتك بس ماقولتليش رأيك في عمران صحيح
-يعني ايه ايه رأيي فيه مش فهماكي
-نعم ياختي هنهزر بقي
-وههزر ليه ياهاجر؟!
-هوووف يعني ياحور ايه رأيك فيه كشكل مثلا كتصرفات أيه رأيك فيه؟ فهمتي
-هاجر بقولك ايه انتي عارفه كويس اني مش بفكر في اي ولد وثانيا رأيي ف البتاع اللي اسمه عمران ده انه مغرور وبارد وتنح كمان انتي ماشفوتيش عمل ايه من شوية ده بصلي بصه ياساتر كرهني فيها ف عشتي وبعدين اتصرف ولا كأنه يعرفني من الاساس
-استني استني مين ده اللي بارد عمران مش كده بس هو ف الاول بتحسي بكده علشان مايعرفكيش انما هو طيب ثانيا مش يمكن يكون عمل كده علشان خاف تفتكري عنه حاجه غلط ولا حاجه؟أو تضايقي لو كلمك لانه ماشفكيش غير الصبح بس؟
نظرت لها نظره مليئة بالغضب
-هاجر اقفلي
فهمت هاجر ماترمي اليه لما لا تستطيع فقط التخلي عنه وترك ذكرياته تذهب مهب الريح كما فعل هو معها لما
-ماشي ياحور بس للمرة الاخيرة اللي انتي متعلقه بذكرياته ده هرب ثم تهجئتها لها
ه-ر-ب يعني هرب انتي مش في دماغه وياريته هرب بسبب لا ده سابك ومشي من غير أسباب
لم تستطع حور أن تداري الدمعه التي سقطت من عينيها لتشاهد ما عاشته معه يمر أمامها كما لو أنها تشاهده في شريط عرض أمامها علي شاشة عرض ضخمه كما في دار السينما تذكرت عندما توسلت اليه لان يبقي عندما قالت أن الحياة لا معني لها بدونه ليجاوبها بمنتهي البرود
-مش كل حاجة بنتمناها بتكمل معانا للاخر لازم تتعودي علي حياتك من غيري
لم تستوعب ماقاله لذلك امسكت بيديه وهي تبكي قائلة
-ماتسبنيش طب قولي انا غلط في ايه بس علشان اقدر اصلح من نفسي
سحب يده سريعا عنها
-انتي اتهبلتي ياحور بصي يابنت الحلال احنا خلصنا فهماني
ثم أعطاها ظهره ورحل بعيدا بدون مقدمات بدون اعذار فقط تركها وذهب بعيدا عنها
لما لم يجابوها في الماضي حتي تستطيع عيش حاضرها بسلام فهي لا تعلم بماذا أخطأت معه لما تركها هكذا لما تركها في منتصف طريق لا تستطيع العودة منه فهي الي الان في الوسط لا تستطيع العودة من مكان مابدأت ولاتستطيع رؤية نهاية طريق لها كانت واقفه أمام هاجر حبيسة لدموعها الي أن سقطت تلك الدمعة اللعينه أمامها لما بحق الله جعلتها تتذكر الان فقد كانت تعيش بسلام دافنة تلك الذكريات الاليمه بمكان في خفايا ذاكرتها تستطيع هي وحدها أن تدعوها وحدها حتي تبكي وتفرغ ما بداخلها لم تكن تحبذ فكرة البكاء أمام أحد ولكنها الان بكت بكت أمام ملئ من الناس رأت هاجر دموعها تسيل كشلال لا يستطيع أن يكبح زمام نفسه تفاجأت هاجر عندما رأت دموعها فالمرة الوحيدة التي بكت أمامها حور بهذا الشكل كان عندما توفي والدها والثانية عندما تركها هذا التيس الكبير ومن يومها لم تراها تبكي مرة ثانية وهاهي الان تبكي ولكن لا يظهر علي وجهها اي تعبيرات فقط تبكي وهي تنظر الي البعيد لا يوجد تعبير لحزن أو غضب فقط بكاء بوجه بارد كالثلج هزتها هاجر ببطئ حتي تفيق ولكنها ندمت علي هذا القرار فيما بعد نظرت لها حور نظرة لن تنساها بحياتها فقد كانت علي اتم استعداد في هذه اللحظة بقتلها بسبب ما قالته لها للتو لم تنبس بكلمة ولكنها وضعت النقود التي كانت تحملها بيدها داخل حقيبتها وأدارت ظهرها لها لتخرج من الشرفة ولكن عندما وضعت قدمها خارجها لم تقدر علي رؤية شئ وبدأت الارض تلف بها كما لو انها في سباق للماراثون وقعت حقيبتها من يدها وماهي الا ثوان معدودة حتي سقطت ولكنها لم تسقط علي الارض بل سقطت بين يدي دافئة جعلتها تشعر بالامان لثواني ومن ثم غابت عن الواقع تماما لتسقط صريعة ذكري
-ألو أيوة ياحور أنتي فين دلوقتي؟
-أنا في المحاضرة أقفل بقي دلوقتي علشان الدكتورة بتبوص عليه
-ماشي ياحور لما تخلصي لينا كلام تاني سلام
أغلق الهاتف وهي مندهشة لما هو غاضب بهذا الشكل وماالذي فعلته حتي تجعله غاضب هكذا بدأت تستعيد ماحدث بالآمس معهم ولكنها لم تفعل شئ يذكر فقد تقابلوا كعادتهم أي نعم تعصب قليلا بسبب انتظاره لها ولكنه تعود علي ذلك الان
ظلت هكذا شاردة بذهنها بعيدة كل البعد عن المحاضرة التي تشرحها الدكتورة الان جالسة تستوعب ماحدث للتو ولما تحدث معها بهذا الشكل انتظرت وانتظرت حتي انتهت المحاضرة لملمت أشيائها بسرعة البرق وقفزت من مجلسها وهي تسرع خطاها حتي انها لم تسمع صديقتها وهي تحدثها أخرجت هاتفها وهي تعدو حتي تعرف أين هو مكانه ليتقابلوا وتفهم ماالذي حدث معه لم يجابوها بل أرسل لها رساله مضمونها أن تلاقيه في الكافتيريا توترت أعصابها لما يحدثها ببرود هكذا جرت حتي وصلت الي الكافتيريا وهناك كانت المفاجأه فقد دلفت الي الكافتيريا لتفاجئ به منتظرها مع أصدقائها الذين زينوا الكافتيريا بشكل مبهر ليفاجئوها بعيد ميلادها العشرون ذهبت مسرعة اليه وهي تضحك مشيرة الي الزينه التي بسقف الكافتيريا
-أنت اللي عملت ده كله
-أنا وشوية الناس الحلوة اللي ورايا دول
نظرت له وهي لا تستوعب هذه المفاجأة بعد أن أنتهي الاحتفال أخذها من يدها ليذهبوا الي مطعمهم المفضل ويجلسوا هناك قليلا ليتحدثوا مع بعضهم البعض ولكن كل هذا كانت مجرد ذريعة حتي يعطيها هديته بعد أن استقروا علي طاولتهم المفضلة وضع يده بجيب بنطاله ليخرج هديته ولكن في هذه اللحظه جائهم النادل ليستعلم عما يريدون أن يشربوه لما يأتي دائما في الوقت الغير المناسب أحست هي به لتبتسم وتنظر له وقبل أن يعيطيهم القائمة نظر له قائلا
-واحد مليك تشيك بالتشوكليت وواحد قهوة فرنساوي وحاول تتأخر براحتك بقي
ابتسم له النادل وهو يهز رأسه بالايجاب ليوحي له أنه يتفهم موقفه ثم ذهب بعيدا عنهم في تلك اللحظه شتت هو انتباهها قليلا ليضع أمامها علبه قطيفة باللون الزهري نظرت للعلبه وهي مستغربه لينظر هو لها وهو يبتسم قائلا
-أفتحيها يلا
أخذتها لتتفاجئ بالذي داخل العلبه فكان هذا السلسال الذي طالما وقفت أمام محل الصائغ لتنظر اليه وتذهب بعيدا ولكن كيف علم عنه فهي لم تذكره أمامه من قبل
-عرفت منين اني كنت عايزة السلسله دي
-ياباشا طلباتك كلها أوامر
-لا بجد عرفت ازاي
-أنتي مش فاكرة فعلا
-لآ
-لآ؟!طب أفكرك أنا بقي مش فاكره لما كنا ماشيين مع بعض مرة وروحنا عند الجواهرجي ده علشان نتفرج علي الدبل من بره
-أه
-ساعتها انتي كنتي واقفة قدام السلسلة دي وعماله تبوصلها جامد أوي فمن ساعتها بقي حلفت اني هجبهالك
-أنا بحبك أووووووووووووووووووي
مال علي الطاولة ليمد يده ويأخذ يديها بين راحتي يده واضعا قبلة عليها رفع عينيه لاعلي ليري أنها أحمرت خجلا ولكنه ابتسم ثم غمز بعينيه ليمد يده علي وجهها ويمسك خدها بين يديه قائلا
-بحب قمر ياناس
-بس أسكت بقي
-أيه ده أنتي بتؤحرجي بقي وكده
-أه عندك مانع ولا حاجه
-اطلاقا ياقلبي
بعد ذلك بقليل كانوا يسيروا علي الطريق ممسكين بيدي بعضهم البعض ينظرون للبعيد تاركين خيالهم يأخذهم للبعيد ليروا أنفسهم بعد عشر سنوات من الان يراها هو كالملاك أمامه تودعه بطريقتها الطفولية المحببة علي قلبه وهي تجري وراءه في أرجاء المنزل وهو علي عجلة من أمرة حتي لا يتأخر عن عمله ولكنها تصر علي أن يتناول فطوره لذلك تجري ورائه وتضع بيضة كاملة بداخل فمه وهي تقول
-تستاهل علشان تبقي تعد وتاكل فطارك زي البني ادمين
ينظر لها بغضب لان فمه محشور بالبيضة التي وضعتها له وهي تضحك وتجري من أمامه كي لا يستطيع أن يراها
أما هي فتتخيل أنها تذهب هنا وهناك لتستطيع أن تمسك الشيطان الصغير المسمي بابنهم لكي تضع في فمه بعض من اللقيمات فيحمله هو من علي الارض لينظر له قائلا
-احنا مش هناكل غير لما ماما تيجي وتبوسنا علي خدنا زي الشاطرة كده
ليوافق ذلك الشيطان الصغير رأي أبيه كانت تسير وهي تبتسم لما تتخيله نظر لها قائلا
-حور
-أيه يافارس خضتني
-تيجي نسمي ولادنا
نظرت له بدهشه وهي تضع يدها علي جبهة رأسه
-أنت سخن يافارس عيال مين حضرتك
-عيالنا في المستقبل
ابتسمت له لتوافقه علي هذا الجنون أيضا
ليبدأ كل منهم في اختيار اسما ولكن بعض مناقشة استقر ان حور تسمي الفتيات اما هو فيسمي الاولاد قال بعد قليل من التفكير
-أيه رأيك في يزيد
لتعلق هي بخفة دمها
-مين حبيب بابا يزيد مين قلب بابا
ضحك هو علي هذا التعليق ليكمل
-يزيد
-وفي الاخر تشتمه لا ياعم مش لاعبة
-طب أية رأيك في أحمد
-لا أحمد ضاحك علي نص بنات مصر
-هههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخربيتك مش قادر هموت وربنا فصلتيني
-ياعم ماأنت اللي بتنقي أسامي غريبة
-ياعم ليه واقفة مع سواق ميكروباص
-طب علي جنب ياسطي بقي علشان وصلنا البيت
نظر بجانبه ليجد أنه وصل لبداية الحي الذي تسكن به
-وصلنا بسرعة أوي
-ماهو من كتر رغيك
-رغي؟! كان علي وشك الامساك بها الا انها جرت سريعا قبل أن يمسكها نظر لها ليجدها واقفه أمامه وواضعه يدها علي رأسها كالآطفال مخرجة لسانها بالخارج لتغيظه ثم ضحكت وذهبت بعيدا وقف حتي أطمان انها دلفت الي عمارتها وذهب هو الاخر
أسرعت الي شقتها وهي مبتسمة حالمة طرقت باب الشقه لتفتح لها والدتها وهي مبتسمة هي الاخري
-كل سنة وأنتي طيبة ياحبيبة قلبي
-وأنتي طيبه يامامتي بقي
-طب يلا بقي أدخلي غيري هدومك علشان نحتفل بعيد ميلادك
-حاضر
دلفت الي غرفتها سريعا لتبدل ملابسها بعد ذلك ذهبت الي غرفة المعيشة لتجد والدها وأختها الصغري ووالدتها منتظرين أياها أطفأت الشموع متمنيه اياه راجية الله أن يجعله من نصيبها بعد انتهاء الحفل دلفت الي غرفتها لتنفرد بنفسها وتحدثوا قليلا فتحت هاتفها الجوال واتصلت به ليصل صوته لها قبل أن تسمع حتي رنين
-ايه ياعم هو انت قاعد علي زرار الرد ولا ايه؟
-كنت ماسك الفون وبتفرج علي صورتك علي فكرة
-علي أساس بتتفرج علي صورة شهرزاد مثلا
-لالا خلاص قفلتيني اقفلي بقي كفاية كده وأقطعي علاقتك بيه ودلتي رقمي
-هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص احنا أسفين ياصلاح
-بحبك يامجنونة والله
-مش أكتر مني والله بس ....
-بس
-أنا خايفة يافارس
-من أيه؟ في حاجه حصلت
-لاء
-طب أمال في أيه
-خايفة تسيبني
-أسيبك؟!ده أنتي بتحلمي يابنتي
-لاء والله يعني لو جيبت قولتلك سبني مش هتسبني
-والنبي لو اتصلتي بالامن القومي علشان أسيبك ما أنا سايبك انتي بتستظرفي ولا ايه
حور حور حووووووووووووور
بدأت في فتح عينيها ببطئ لتنظر فيما حولها ولا تجده أين هو فمنذ دقائق كان معها كانت تحتفل بعيد ميلادها العشرون كان هناك أصدقائها القدامي كان هنا معها وهو ممسك بيديها وويسير معها للطريق كان معها وهم جالسون في مطعمهم المفضل كان يوجد هنا وهم يختارون أسماء أولادهم كان يحدثها علي الهاتف بوعد منه أنه لن يتركها تذهب سوف يكون معها في كل دقيقة تمر بحياتها نظرت حولها لتجد وجهه ولكنها رأته هو بدلا منه واقف بجوارها لتجد لمحة قلق بادية علي وجهه ولكنها أختفت عندما تقابلت أعينهم ولكنها لم تهتم بل كانت تبحث عن فارس أحلامها بينهم ولكنها لم تجده قامت مسرعة من مجلسة لتشعر بدوار يجتاحها مرة أخري أخذتها هاجر من يدها لتجلسها ولكنها نظرت اليها بعين دامعة متسائلة عنه
-هو فين ياهاجر؟
عقبت هاجر عن سؤالها ببعض من الاستغراب والدهشة
-هو مين ياحور؟
-مشي صح؟ ماستناش يقولي هو مشي ليه؟
كانت تنهال علي صديقتها بالآسئلة لتدع الجميع في استغراب وهمهمات من نوع الاسئلة الفضولية مثل
-هو مين اللي بتسأل عنه ده؟
لتجيبها أخري بجوراها بسؤال قائلة
-يمكن يكون جوزها ورماها
لم تستطع هي احتمال هذا الكلام لذلك قامت من مجلسها وهي تجري خارج الغرفة وتخرج من هذه الشقه في اسرع وقت ممكن ذهبت ورائها هاجر مسرعة هي الاخري جاعله اياه يقف في ذهول تام ولكنه استفاق من حالته هذه عندما رأي أخيه يعدو هو الاخر وراء الاثنتان
ظلت تعدو وتعدو وهي لا تعلم الي أين هي ذاهبة أو ماذا هي فاعلة الان ولكنها كانت بحاجة الي ان تهرب بعيدا عن الناس وعن همساتهم ولمذاتهم التي لا تغنيها بشئ فقد تذكرت تذكرت كل شئ الان ولكن انسيتي انتي ماحدث معكي كي تتذكري ماذا تفعلين بنفسك الان كانت كل هذه الافكار بعقلها وهي تعدو ولكن هناك من أمسكها من كتفها ليجبرها علي الوقوف أرادت الصراخ بالذي أوقفها الان فلابد أن يكون هذا الشخص هو هاجر ولكن لا هي لا تريد رؤيتها الان لم ذكرتها بحق الله لما فعلت كل هذا نظرت بجانبها لتري من الممسك بيدها كانت علي وشك الصريخ بها الا انها تفاجأت به يمسك يدها وينظر لها بنظراته الباردة تلك
-وبعد ماجريتي نسيتيه كده يعني؟!
نظرت له في ذهول وهي لا تكاد تصدق ما سمعته أذنها للتو أحقا ذكر ماكانت تعدو بسببه ولكن لا لا بد أنه يرجح أو أي شئ من هذا القبيل فهو لا يعرفها حتي يستطيع أن يعلم بما حدث لها بالماضي ولكن هروبها بتلك الطريقة من الممكن أن يجعل الجميع يفكر بنفس طريقته نظرت له بغضب لتفلت يدها منه قائلة
-أولا أنت مالكش الحق أنك تمسكني بالطريقة دي ثانيا هو حضرتك تعرفني علشان تقولي كلام زي ده ولا حاجه
نظر لها من رأسها ليخفض بصره علي وجهها ويفصل كل تفصيله من ملامحها بذاكرته كالذي يطبع صورة فوتغرافية عن انسان لعدم نسيانه بسهولة دائما ماكن مميز في تذكر الملامح لذلك أراد أن يحفظ ملامحها عن قرب كانت تنظر له باستغراب شديد ولكن عندما رأته ينظر اليها بتلك الطريقه تنحنحت قليلا لتعيد انتباه لها ثم قالت غاضبة
-حضرتك صورتني كويس ولا لسه في نسخ تاني هطلعها
ضحك لها باستهزاء وتعالي
-بصي أنا مش هرد عليكي بس دلوقتي أنا عرفت ليه هو سابك
دهشت لتلك الكلمه ووقفت في ذهول قائلة
-نعم؟!
-علشان أنتي ضعيفة وجبانة
ثم أدار لها ظهره وذهب بعيدا عنها دون أن ينطق كلمه واحدة جاعل اياها تتخبط في أفكارها
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي